غزة عام من الصمود والتصدي والتحدي
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
اللواء الركن بحري/ محمد بن حسن بن ناجي دارس
منَ 7 أكتوبر 2023 إلى 7 أكتوبر 2024 عامٌ منَ القتال لشعب الجبارين في مواجهةِ عدوان التحالف الصهيوني الإمبريالي المدجج بأحدث الأسلحة وبأحدث تقنيات الحروب يواجهها كِتايب القسِام وسِرايا القدِسِ بأسلحة خفيفة صنعوها بأيديهم واعتمدوا على كفاءة المقاتل ومهارته القتالية، واثبتوا أن سير ومصير الحرب الوطنية لا تتعلق نتائجها بنوع السلاح وإنما بإيمان وبشراسة المقاتل الذي يحمل السلاح ، وقد أصبحت غزة رمزا لشرف الوطنية ورمزا للبطولة والتضحية والصمود.
الكيان الصهيوني
يمتلك الجيش الإسرائيلي أسلحة لا تقل كفاءة عن الأسلحة التي يملكها الجيش الأمريكي ويعتبر تسليح الجيش الإسرائيلي من حيث النوع والتطور الأول في المنطقة وقد شنت إسرائيل عدوانها على غزه وبيدها احدث أسلحة واحدث تقنيات الحرب وفوق ذلك مدعومة من قبل أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وَمع ذلك فَشِلت فَي تحقيَق أهدافها، ومن حيث أساليب القتال ومسرح الحرب يقاتل الجيش الإسرائيلي في غزة بأساليب الحرب المفتوحة والأرض المحروقة والعمليات المركزة، وينفذ كل الأعمال القتالية بتعاون كل صنوف قواته ويتوفر له كل أنواع التامين القتالي والتامين الإداري التي تخدم الحرب وتؤمن استمرارها ويتوفر للجيش الإسرائيلي حرية المناورة بالقوات وبالنيران على مختلف المستويات وتتوفر لقيادته العسكرية والسياسية وسائل السيطرة المتطورة وحرية الحركة محليا وإقليميا ودوليا. ‹ وكل وسائل المواصلات والاتصالات متاحة ومؤمنة ‹ ومع كل ذلك فشلوا كليا في تحقيق أهدافهم الُمخطِطِةِ .
المقاومة الفلسطينية في غزة
واجهت المقاومة الفلسطينية العدوان الصهيوني البري والبحري والجوي وبأيديهم أسلحة صنعوها بأيديهم و لا يوجد أي مقارنة مع حجم قوات العدو وما بأيديهم من الأسلحة. ومن هذه الأسلحة التي بيد المقاومة نأخذ نموذج كتائب القسام :
قذائف الياسين 105 مم المضادة للدبابات وجميع أنواع الآليات ‹ ويتم إطلاقها من قاذف RPG روسي الصنع ‘ ومقذوف الياسين مصنوع محلي راسه الحربي مزدوج يحتوي على شحنتين متفجرتين متتاليتين ‘ الشحنة الأولى تفجر درع الدبابة وتحدث اختراقا في جسم الدبابة، والثانية تكمل الاختراق وتفجر الدبابة ويتم تصويبها من مسافة اقل من 100 متر .
قاذف RPG F7 كوريا الشمالية وهو سلاح يدوي مضاد للدبابات وجميع الآليات وقد طورت المقاومة قذائف هذا السلاح بقذائف شديدة الانفجار تحتوي على عدد من الشظايا ويتم استخدام هذا السلاح بفاعلية ضد الآليات والأفراد والمنشآت .
العبوات الناسفة (شواظ الدروع)
: وتقوم المقاومة بإنتاج هذا السلاح بكمية كبيرة وقد استخدِم المقاتلون هذه العبوات بفاعلية ضد الدبابات وجميع الآليات والأفراد ويتم التحكم فيها من مسافات قريبة يحددها طول السلك المتصل بالعبوة المتفجرة (وقد أصبحت مخلفات الصواريخ والقنابل الإسرائيلية التي لم تتفجر هي مواد الخام بيد المقاومة لصناعة المقذوفات) .
أسلحة الفرد العادية وبنادق القناصة للمسافات القريبة والبعيدة والقنابل اليدوية وَالُرَشِاشِاتْ الُخفَيَفَةِ ‘
هذه أنواع من أسلحة المقاومة بالإضافة إلى أسلحة الردع الصاروخية والمسيرات وتملك المقاومة ترسانة من الصواريخ اشهرها صاروخ عياش الذي يبلغ مداه إلى 250كم والاف من المسيرات ابرزها الطائراتْ الهجومية أبابيل A1B وَالُطِائرَةِ A1C وطائرات المراقبةِ A1A – هذه النماذج مٌنَ الأسلحة هي التي تخوض بها المقاومة اشرس المعارك على مدار العام في مواجهة عدوان من البر والبحر والُجْوَ واستطاعت المقاومة بهذه الأسلحة وبشجاعةِ المقاتلين وصمود الشعب الغزاوي أن تفشل أهداف العدوان، وأن تمرغ أنوف جنرلات الصهاينة فَيَ شوارع غزةِ .’
ومن حيث أساليب القتال واتساع مسرح الحرب استطاعت كتائب القسام وسرايا القدس أن تقدم نموذجا غير مألوف في حروب المواجهة، وفي حرب العصابات التي نفذت عبر التاريخ العسكري انهم يقاتلون باحتراف ومهارة ومعنويات عالية وفداية لامثيل لها وبأساليب جديدة خارجة عن المألوف في علم فن الحرب، ويعتبر المقاتل الوصول إلى الهدف وتحقيقه اهم من حياته وهم يقاتلوا في رقعة جغرافية مغلقة و لا يتوفر لهم حرية المناورة ولا يملكون وسائل الإنذار المبكر لعمق العدو ويعتمد التامين الشامل للحياة ولاعمالهم القتالية على ما كدسوه واستعدوا به ‘ وحققت القيادة العسكرية والسياسية السيطرة على نشاطها العسكري والدبلوماسي داخل غزة وخارجها بطريَقة اربكت وتوهت تقنيات التجسس والإعاقة التي وجهتها اسرائيل وحلفاؤها على غزة.
وبعد : فإن الحرب في غزة قد كشفت زيف وبطلان ما يردده المعسكر الغربي عن مشروعية الحرب الوطنية وعن الحريات وحقوق الإنسان وحق الشعوب في مواجهة الاحتلال، وداست عليها إسرائيل وعلى كل القيم الإنسانية والقوانين بجنازير الدبابات ونسفتها بقنابل وصواريخ حلف الناتو – ورغم كل ما ارتكبه الصهاينة في غزة فإن المقاومة اليوم اكثر قوة واشد عزما وبأسا وتخطِطِ لُحُرَبّ اسِتنزاف طِوَيَلُةِ وسوف تنتصر بإذن الله تعالى ويتحقق قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف -وإنني أراه قريبا ـ (وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا) صدق الله العظيم.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
البيان الختامي للقمة العربية والإسلامية يطالب بحظر تصدير الأسلحة للاحتلال
كشف البيان الختامي للقمة العربية والإسلامية في الرياض، المطالبة بإلزام إسرائيل بوقف سياساتها العدوانية، مشدداً على العمل لتجميد مشاركة إسرائيل في أنشطة الأمم المتحدة، فضلاً عن حشد التأييد الدولي للاعتراف بدولة فلسطين.
وطالب البيان في الوقت نفسه، الدول كافة بحظر تصدير الأسلحة لإسرائيل، بجانب إدانة قرار الكنيست الإسرائيلي سحب حصانة الأونروا. وأدان بيان القمة الختامي العدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية، مؤكداً توسيع جهود اللجنة الوزارية لتشمل وقف الحرب في لبنان.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إن العالم العربي والإسلامي غاضب تجاه ما يحدث في غزة، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي تقاعس عن وقف الحرب في غزة، مضيفاً أن إسرائيل تريد تغيير الواقع على الأرض وتدمير حل الدولتين.
ودعا البيان الختامي المجتمع الدولي لتنفيذ جميع مضامين الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بتاريخ 19 تموز/يوليو 2024م نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإزالة آثاره، ودفع التعويضات عن أضراره، في أسرع وقت ممكن.
فضلاً عن التنديد بجريمة الإخفاء القسري التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العدوان الحالي تجاه آلاف المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة و عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، بمن فيهم من أطفال ونساء وشيوخ، علاوة على التنكيل والقمع والتعذيب والمعاملة المهينة التي يتعرضون لها، ودعوة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى العمل على كافة المستويات للكشف عن مصير المختطفين، والعمل على إطلاق سراحهم فوراً، وضمان توفير الحماية لهم، والمطالبة بتحقيق مستقل وشفاف حول هذه الجريمة، بما فيها إعدام بعض المختطفين.
وأدان البيان الختامي لقمة الرياض بأشد العبارات ما يتكشف من جرائم مروعة وصادمة يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة في سياق جريمة الإبادة الجماعية، بما فيها المقابر الجماعية وجريمة التعذيب والإعدام الميداني، فضلاً عن الإخفاء القسري والنهب، والتطهير العرقي خاصة في شمال قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية، ومطالبة مجلس الأمن بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة وذات مصداقية للتحقيق في هذه الجرائم، واتخاذ خطوات جدية لمنع طمس الأدلة والبراهين لمساءلة ومحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.
أما فيما يتعلق بالبيان الختامي في إطار لبنان فإنه تناول إدانة شديدة للعدوان الإسرائيلي المتمادي والمتواصل على لبنان وانتهاك سيادته وحرمة أراضيه، والدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 )2006( بكامل مندرجاته، والتأكيد على التضامن مع الجمهورية اللبنانية في مواجهة هذا العدوان.
ويدين البيان الختامي الاستهداف المتعمد للجيش اللبناني ومراكزه الذي أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوفه، وكذلك قتل المدنيين والتدمير الممنهج للمناطق السكنية والتهجير القسري للأشخاص وكذلك استهداف قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان “اليونيفيل”، فضلاً عن التأكيد على دعم المؤسسات الدستورية اللبنانية في ممارسة سلطتها وبسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها، والتأكيد في هذا الصدد على دعم القوات المسلحة اللبنانية باعتبارها الضامنة لوحدة لبنان واستقراره، والتشديد على أهمية اإلسراع بانتخاب رئيس ألحكام الدستور اللبناني وتنفيذ اتفاق الطائف.
وطالب وزير الخارجية السعودي بأهمية تسريع الاعتراف بدولة فلسطين، وألا نمنح المجتمع الدولي فرصة السماح لتبرير صمته عما يحدث في غزة.
“استمرار الحرب إخفاق دولي!”وذكر الأمير فيصل بن فرحان أن الموقف العربي الإسلامي يساعد في تهدئة التوترات في المنطقة، وأكد أن استمرار الحرب في غزة يعد إخفاقا للمجتمع الدولي كافة.
“قيام دولة فلسطين هو الحل”وشدد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، على ضرورة رفع القيود عن وصول المساعدات إلى غزة، لافتاً في مؤتمر القمة العربية – الإسلامية المشتركة غير العادية إلى أن القمة تهدف إلى تهدئة التوترات في المنطقة، مشدداً على أن قيام دولة فلسطين هو الحل للصراع في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن القمة ناقشت التوصل لوقف النار وتنسيق التدابير لذلك.
” أولوية وقف الحرب”وأضاف وزير الخارجية السعودي أن القمة تهدف إلى تهدئة التوترات في المنطقة، مشدداً على ضرورة حل دائم يرسخ السلام في المنطقة، مؤكداً أن صدور موقف عربي وإسلامي موحد سيكون له الأثر للوصول إلى حل، لافتاً إلى أن الأولوية في الوقت الراهن تكمن في وقف الحرب وإنهاء معاناة الفلسطينيين.
المصدر العربية الوسومالاحتلال الإسرائيلي القمة العربية والإسلامية فلسطين