“أسرار باربي القذرة”.. فضيحة بمصانع الدمية الشهيرة في الصين
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
كشف فيلم وثائقي جديد عن فضيحة تتعلق بعملية تصنيع دمية “باربي” الشهيرة، حيث يتعرض العمال في المصانع الصينية لظروف عمل قاسية وساعات العمل الطويلة، ويكسبون أقل من 2 بنس لكل دمية يتم إنتاجها.
وفي الفيلم الوثائقي بعنوان “أسرار باربي القذرة”، الذي تقدمه الصحفية إيزوبيل يونج، والمقرر عرضه لأول مرة يوم الجمعة 11 أكتوبر (تشرين الأول) على القناة الرابعة البريطانية، وفقاً لصحيفة “دايلي ميل”، سيكتشف الجمهور لقطات داخلية من مصانع شركة “ماتيل” التي تبلغ قيمتها 6 مليارات جنيه إسترليني، ويكشف عن التكتيكات القانونية التي تتبعها الشركة.
ويسلط الفيلم الضوء على الواقع القاسي الذي يواجهه العمال الذين ينتجون الدمية الشهيرة “باربي”، حيث يكشف عن الظروف الخطيرة التي يعيشها الموظفون.
وتم تصوير العمال وهم يتعاملون مع البلاستيك الساخن دون توفير معدات حماية كافية، ما تسبب في تعرضهم للحروق والبثور.
كما لم يحصل العمال على أي تدريبات تتعلق بالسلامة، وكانوا يعانون من ضغوط تحقيق الحصص المطلوبة.
على سبيل المثال، تم تكليف بعضهم بإنتاج 1000 دمية “ديزني موانا” يومياً، مقابل أجر لا يتجاوز 16.90 جنيهاً إسترلينياً لنوبة عمل مدتها 11 ساعة، أي أقل من 2 بنس لكل دمية.
بالإضافة إلى ذلك، كان يُلزم العمال بتوقيع اتفاقيات للعمل الإضافي الإلزامي، مما جعلهم يعملون أكثر من 100 ساعة إضافية شهرياً، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف الحد القانوني المسموح به في الصين.
في وصف ظروف العمل القاسية في مصنع “ماتيل”، تحدث الموظفون عن ضغوط العمل الشديدة التي يتعرضون لها يومياً.
وقال أحدهم: “أشعر كل يوم بضغط شديد لدرجة أنني لا أستطيع التنفس. قال المدير في مصنع ماتيل إن علينا طاعة الأوامر دون قيد أو شرط، العقد الذي وقعته هو عقد عمل، وليس عقد عبودية”.
وأضاف آخر: “لن أنهي حصتي حتى لو تقيأت دماً”، بينما قال موظف آخر: “لدي أسرة أيضاً ويجب أن أتدبر أموري. أنت تحصل على هذا المبلغ الضئيل شهرياً في مصنع ماتيل. أنا منهك مالياً. ليس لدي فلس واحد”.
كما وصف مراسل القناة الرابعة الذي تخفى ليعمل في المصنع، تجربته بأنها كانت مرهقة جسدياً: “عملت لمدة ثلاثة أيام وكنت على وشك الانهيار جسدياً. أشعر أن هذا المصنع لا يعامل الناس كبشر، يتم استخدامهم كحيوانات. إنه عمل شاق حقاً”.
وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، أجرت منظمة مراقبة العمل الصينية غير الحكومية تحقيقين في مصنع مملوك لشركة “ماتيل” في دونغقوان، جنوب الصين.
وكشفت التحقيقات عن التنمر، العمل الإضافي المفرط، التحرش الجنسي، وبيئات العمل غير الآمنة.
وفي تناقض صارخ مع معاناة العمال، حصل الرئيس التنفيذي لشركة “ماتيل”، يونون كريز، مؤخراً على 11 مليون جنيه إسترليني في صورة أسهم.
ورغم أن فلسفة الشركة تعلن عن التزامها بإنشاء “مكان عمل آمن وصحي” ومعاملة العمال “بكرامة واحترام” وتوفير “ظروف عمل إنسانية”، إلا أن الواقع يعكس صورة مختلفة تماماً.
ورداً على اللقطات، قالت ثولسي ناراياناسامي، مديرة المناصرة الدولية في منظمة غير حكومية، اتحاد حقوق العمال، لقناة 4: “مكان عمل يتم فيه معاملة العمال أنفسهم على أنهم يمكن التخلص منهم تماماً مثل الدمى التي يصنعونها، أعتقد أن ما توضحه ظروف العمل هو أن هذا اللون الوردي والفرح وتمكين المرأة ليس سوى واجهة للظروف الاستغلالية التي تعيش فيها النساء اللاتي يصنعن الدمى”.
وتتعرض شركة ماتيل، التي تمتلك أكثر من 200 علامة تجارية من هوت ويلز إلى فيشر برايس وتوماس آند فريندز بالإضافة إلى باربي، لانتقادات شديدة في الفيلم الوثائقي بسبب تكتيكاتها القانونية العدوانية.
سرير موت الرضعيزعم الفيلم الوثائقي أيضًا أن شركة “ماتيل” رفعت 268 قضية ضد شركات أخرى لانتهاك العلامات التجارية خلال السنوات الخمس الماضية، وهو عدد يفوق ما رفعته أربع شركات ألعاب أكبر منها مجتمعة.
وتُتهم “ماتيل” بعدم إعطاء الأولوية لسلامة المنتجات، لا سيما بعد ارتباط سرير “روك آند بلاي سليبر” من علامة “فيشر برايس” بوفاة نحو 100 رضيع.
ورغم ذلك، تؤكد “ماتيل” التزامها بجودة المنتج وسلامته. وقد حقق السرير للشركة إيرادات تقارب 150 مليون جنيه إسترليني، بعد تسويقه كمنتج آمن للنوم.
وتحدث ليونارد أراجون، الشريك في شركة “هاجنز بيرمان” للمحاماة، والذي يمثل والد أحد الأطفال المتوفين بسبب هذا المنتج، قائلاً: “كان ينبغي لشركة ماتيل أن تنشر إعلانات تحذيرية على الإنترنت أو على لوحات الإعلانات وتقول، “مرحباً، نحن آسفون لأننا ارتكبنا خطأً. لا تستخدم هذا المنتج، لا تشتري هذا المنتج، لا تبيع هذا المنتج”.
وكان بإمكانهم استخدام جزء صغير جداً من ميزانيتهم المخصصة لتسويق فيلم “باربي” لتوعية الناس بخطورة هذا المنتج وتحذيرهم من شراءه من السوق الثانوية أو استلامه من أصدقائهم”.
ووفق النقاد، فإن رسالة باربي حول تمكين المرأة – وهي رسالة رئيسية في الفيلم الناجح بطولة مارغوت روبي – لا تشمل موظفي مصنع هذه العلامة التجارية.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: هذا المنتج فی مصنع
إقرأ أيضاً:
للتخلص من “إرث الأسد”.. مساعٍ وعقبات أمام العمل التطوعي في سوريا
معدات بسيطة حملوها ونزلوا إلى الشوارع.. فبالتنظيف والترميم وإزالة صور وشعارات النظام البائد، يحاول سوريون جاهدين خلق صورة ومستقبل أفضل لبلادهم.
وبتبرعات ومساهمات فردية، انطلقت مبادرات شبابية في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، لإعادة الرونق لبلد أنهكته الحرب الأهلية، لكن هذه المبادرات تحتاج إلى جهود أكبر لتتحول من مجرد جهود فردية، إلى تحركات تحظى بتخطيط وتنظيم وتمويل على نطاق واسع.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة بنفسج للإغاثة والتنمية، هشام ديراني، إن الواقع في المناطق التي كان يسيطر عليها النظام “مزري جدا، والخدمات والبنية التحتية في حالة سيئة، سواء خدمات المياه أو الكهرباء أو الصحة، وغيرها”.
وأوضح في حديثه لقناة “الحرة”، أن الشباب السوريين في منظمته، يعملون على “تغيير الصورة البصرية بالمحافظات، في محاولة للخروج من الأوضاع النفسية السيئة التي تجسدها تلك الصور والمعالم، سواء في المدارس أو الأبنية الحكومية أو الشوارع”.
وأشار ديراني إلى أن منظمات إنسانية عديدة عملت في المناطق التي خرجت من سيطرة نظام الأسد في الشمال، لكنها لم تكن قادرة على العمل في مناطق النظام السابق، “حيث كان يتم اتهام أعضائها بالعمالة والإرهاب”.
وأضاف أن منظمته التي عملت في شمال غرب سوريا، “نجحت وأصبح لديها أكثر من 100 فريق تطوعي”، مؤكدا أنه أصبحت هناك منظمات “تلعب دورا قياديا داخل مجتمعاتها”.
وأعرب عن أمله بتوسيع تلك التجربة في كافة الأراضي السورية، “حيث كان النظام يفتت أي تنظيم أو عمل مجتمعي”.
وكان المسؤول بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، قد شدد، الأربعاء، على ضرورة زيادة الدعم المخصص لسوريا “على نطاق واسع”، داعيا المجتمع الدولي إلى الاستجابة لـ”لحظة الأمل” التي يعيشها السوريون، بعد إطاحة الأسد، وفق فرانس برس.
وبعد نحو 14 عاما من نزاع مزّق البلاد ودمّر مقدراتها وشرد أهلها، يحتاج 7 من إجمالي 10 سوريين حاليا إلى المساعدة من أجل تلبية احتياجاتهم الرئيسية، وفق الأمم المتحدة.
واستطرد فليتشر في مقابلة على هامش زيارته إلى سوريا: “أريد زيادة الدعم الدولي على نطاق واسع، لكن ذلك يعتمد الآن على الجهات المانحة”، وسط نقص حاد “تاريخي” يشوب التمويل المخصص لسوريا.
وتبدو الاحتياجات “هائلة” في أنحاء سوريا، وفق فليتشر، الذي قال إنه لمس خلال محادثاته في دمشق وحلب وحمص “حاجة حقيقية إلى ضمان حماية حقوق النساء والفتيات”.
ولفت إلى أن السوريين يحتاجون بالدرجة الأولى إلى الخدمات الأساسية من كهرباء وطعام ومأوى، وإلى الخدمات الحكومية من تعليم واستشفاء، عدا عن احتياجات إعادة الإعمار والتنمية”.
وفي هذا الصدد، واصل ديراني حديثه للحرة بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة “تحتاج إلى هدوء الأوضاع والتنسيق مع الحكومة المؤقتة”.
وفيما يتعلق بالدعم الدولي، قال: “لم يتم اتخاذ موقف إيجابي بشأن التحرك داخل سوريا، مما يعيق وصول موارد لنا كمنظمات محلية، لذا فإننا نعمل حاليا بتبرعات فردية”.
ودعا مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، إلى تنفيذ عملية سياسية “جامعة ويقودها السوريون”، مشددا أيضا على وجوب تميكن الشعب السوري من أن “يحدّد مستقبله”.
وتحاول البلدان الغربية تحديد مقاربة للتعامل مع “هيئة تحرير الشام”، التنظيم الإسلامي الذي قاد بقية فصائل المعارضة في إطاحتها بالأسد، والمدرج في الغرب على قائمة التنظيمات “الإرهابية”.
ووسط هذه الصعوبات بشأن الدعم الخارجي، قال ديراني إن منظمته “عملت على كسر الحاجز مع سكان مناطق سيطرة النظام السابق، بعدما كانوا يحملون أفكارا مختلفة عنهم”، مستطردا: “ساهم وجودنا عن قرب في معرفة الناس بنا كمؤسسات إنسانية وأبناء لهذا المجتمع، وزادت طلبات التطوع بمجمل المحافظات السورية”.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتساب