الثورة نت:
2025-03-07@08:46:24 GMT

أكتوبر في التاريخ العربي المعاصر

تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT

يظل شهر أكتوبر يحمل خصوصية بعينها، وقد تعززت هذه الخصوصية بما أضاف لها الزمن من أحداث، ومن معان جديدة، كلها تصب في الصراع العربي مع المستعمر، ومع الحركة الصهيونية العالمية، ففي عام 1973م حدثت حرب أكتوبر بين العرب والكيان الصهيوني وتم على اثرها عبور فناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ مراكز دفاعية متقدمة، وكان من نتائجها أن استردت مصر سيادتها الكاملة على سيناء وقناة السويس .


وفي السابع من أكتوبر من عام 2023م يتجدد الصراع بشن هجوم واسع النطاق لفصائل المقاومة الفلسطينية ضد المحتل الغاصب للأرض وما تزال المعركة مستمرة وقد اتسعت دائرتها لتشمل محور الإسناد والمقاومة، وهي معركة وجود لا تنفصل عن معارك الصراع والتحرر من المستعمر والمحتل الغاصب للمقدسات في فلسطين، وقد امتدت يده اليوم كما في الماضي إلى غالب المنطقة العربية في التحكم بمقدراتها وموانئها وطرق التجارة ومنابع الطاقة، فالذي وهب إسرائيل أرض فلسطين هو نفسه اليوم يعود إلى المنطقة بثياب مستعمر جديد .
وفي اليمن حدثت ثورة الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م وهي ثورة ضد مستعمر غاشم جثم على الأرض زمنا طويلا، وقد خرج هذا المستعمر ولكنه عاد اليوم تحت غطاء عودة الشرعية واحتل الجزر والموانئ وتحكم في القرار السياسي وأنشأ القواعد العسكرية وعاث في الأرض فسادا .
اليوم يهل أكتوبر وتتعدد مناسباته، وهي تفرض سؤالا عربيا ووطنيا كبيرا، وسؤالا حضاريا وثقافيا بالغ الأهمية، بعد أن تحول المفهوم عن مضمونه الثقافي والاجتماعي والحضاري ليصبح تبريرا لغازٍ جديد يلبس شعار التحرر ويمارس غواية الاستغلال الذي كان يمارسه المستعمر القديم من خلال فرض هيمنته العسكرية والسلطوية على مقدرات العرب ومواردهم الطبيعية ومنافذهم البحرية، ومن خلال جرف الحياة الطبيعية في سقطرى وزرع القواعد العسكرية، ومن خلال استغلال حالة الفوضى في اليمن لإقامة مشاريع حيوية في الموانئ كما يحصل ذلك في المهرة .
لقد تحدثت التقارير الدولية عن ممارسات غير إنسانية، ومصادرة للحقوق والحريات، وتنكيل في سجون مستحدثة بذات السيناريوهات التي كانت تحدث في سجن “أبو غريب ” في العراق وكأن المؤلف والمخرج هو نفسه، وهو في الحقيقة نفس المخرج كما تدل مذكرات هيلاري كلينتون لكن الذين يستغرقون أنفسهم في خضم التفاعلات لا يدركون أو أنهم يدركون ولكنهم آثروا استغلال المرحلة لتحقيق أمجاد سياسية أو مالية بالمعنى القريب “انتهازيون ” فاليمن اليوم بكل مبادئها التقدمية والطلائعية والثورية تتحرك بين فكي انتهازي ذكي بدون دين أو قيم أو أخلاق، وبين متدين بدون وعي وفكر يتحرك في فضاء تاريخي تجاوزته المستويات الحضارية المعاصرة .
العالم الذي يرتبط بمصالح في الجغرافيا العربية يتبع سياسة واضحة ويبني استراتيجيات تهدف إلى ضمان مصالحه، والحال الذي عليه العرب اليوم نتيجة منطقية لتلك الاستراتيجيات والسياسات، ويبدو أن العرب من الغباء بالمكان الذي جعل منهم دمى تتلاعب بها تلك المصالح دون ادراك واع بمصالحهم، فالجهل المقدس صناعة استخباراتية عالمية تقبلنا واقعها بدون سؤال، وسرنا في طريقها دون وعي، وأصبح الوعي غائبا من جل تفاعلاتنا اليومية، فنحن نقتل ونرقص على الأشلاء بفرح المغامر الذي لا يغامر، وبنشوة البطل الذي ليس بطلا، لفقدان المعيارية الأخلاقية والثقافية .
اليوم تطرح أحداث أكتوبر سؤالا وجوديا، وتطرح سؤال الاستقلال من جديد، فقد عاد المستعمر مكشرا عن نابه في كل بقعة من البلاد العربية وعاد إلى أرض الجنوب اليمني وأعلن عن نفسه في شوارع ومدن حضرموت، وفي شواطئ المهرة، وفي عدن والجزر اليمنية دون قناع، وقد كان على مدى سنوات العدوان يتخذ من البشت السعودي والإماراتي غطاء يستر من ورائه أهدافه، وبعد كل هذه السنين خرج إلى شوارع المدن في الجنوب كي يكشر عن نابه دون خوف أو حياء .
أحداث أكتوبر اليوم تعلن عن نفسها كسؤال يعيد ترتيب مفردات الحرية، والاستقلال، والسيادة، والوطنية، والعمالة، والخيانة، وحرية القرار، وتحديد المصير، وتضع على الطاولة سؤالها الوجودي الذي يبعث رموزه للواقع حتى يستعيد وعيه بالحظة الزمنية الفارقة في حياة العرب قاطبة واليمن خاصة، ويتعلم من خلال التاريخ ما يجب أن يتعلمه .
لقد أصبحت صنعاء والقوى المناهضة للمشروع الاستعماري والاستكباري في صدارة المشهد وعليها أن تدرك مسؤوليتها التاريخية والحضارية فقد شاءت لها الأقدار أن تضعها في الصدارة وهذا قدرها الذي وضعها الواقع فيه .
فالتموجات التي حدثت خلال السنوات الماضية حاولت أن تعيد الحقيقة إلى مكانها الطبيعي، وأن تقول للناس أن العبودية لن تكون هي الحرية التي يستلذ وجودها الانتهازي، وقالت تفاصيل الأحداث للمستعمر الجديد أن فرض الهيمنة على الشعوب الحرة من الصعوبة بالمكان الذي تعجز عنه الأسلحة المتطورة والحديثة، وأن وعي الشعوب لم يعد بالمستوى الذي يمكن النفاذ من خلاله فقد تجاوز مراحل السذاجة وعدم الفهم إلى مراحل متقدمة بدليل أن كل خبراء علم النفس وعلم الاجتماع وعلم الاجتماع السياسي فشلوا في تسويق فكرة التحرير التي يضمر المستعمر الجديد تحت شعارها أهدافه منها، وهذا الفشل الذي تحطم على صخرة الحرية الثورية كان نتاج الوعي الثوري الذي أحدثته الثورة كمفهوم عام وهو عند محور المقاومة مفهوم يرتبط بثورة الحسين عليه السلام كأول ثورة ملهمة في التاريخ، ولذلك سيكون المستعمر الجديد عاجزا عن بلوغ أهدافه .

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

الإعلان عن المديرين الفنيين لبينالي الدرعية 2026

أعلنت مؤسسة بينالي الدرعية عن تعيين مديرَين فنيين للنسخة الثالثة من بينالي الدرعية للفن المعاصر، وهما: نورا رازيان نائبة المديرة ورئيسة المعارض في مؤسسة «فن جميل» في دبي وجدة، وصبيح أحمد القيّم الفني والمنظّر الثقافي والأكاديمي الذي يشغل حالياً منصب مستشار المشاريع بجمعية إشارة للفنون في دبي.

ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” يمتلك كل من نورا رازيان وصبيح أحمد خبرة واسعة في تنظيم المعارض الفنية الكبرى التي تتناول قضايا الواقع المعاصر، مثل التأثيرات العميقة لأزمة المناخ، واستكشاف الروايات التاريخية المتناقضة من خلال الفن المعاصر؛ حيث طورت رازيان برامج طموحة في عدد من المؤسسات الثقافية الرائدة، كما أنها تتمتع بفهم عميق للمنظومة الفنية في المنطقة.

أمّا صبيح أحمد، فقد أسهم من خلال ممارسته الفنية البحثية على بناء جسر ثقافي يشمل كامل قارة آسيا، مستفيداً في ذلك من الممارسات التعليمية، والاطلاع على الأرشيفات التاريخية، والتعاون مع العديد من الفنانين.

أخبار قد تهمك بينالي الدرعية للفن المعاصر يعلن اختتام النسخة الأولى من فعالياته 12 مارس 2022 - 10:47 صباحًا

وأكدت آية البكري، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، أن تعيين نورا رازيان وصبيح أحمد مديرَين فنيين للنسخة الثالثة من البينالي جاء بفضل الخبرات المشتركة التي يحملانها في تطوير المعارض الفنية الطموحة، ودورهما في بناء حوار ثقافي عابر للحدود بين شرق آسيا وغربها، إلى جانب فهمهما العميق للمشهد الفني الإقليمي والدولي؛ حيث سيكون لهما دور محوري ضمن مساعينا لترسيخ مكانة السعودية بوصفها مركزاً عالمياً للفن المعاصر.

وأعربت نورا رازيان وصبيح أحمد، المديران الفنيان للبينالي، عن اعتزازهما بالعمل على النسخة الثالثة منه، والمساهمة في ترسيخ عطائه بوصفه منصة عالمية للفن المعاصر، وأضافا: «رؤيتنا لهذه النسخة تتمثل في استقطاب أعمال فنية تعكس الإبداع الذي ينشأ من واقع التحديات والصمود في مواجهة حالات الضعف، ونسعى من خلالها إلى تشكيل عوالم جديدة نابضة بالحياة.

كما يلقي البينالي نظرة فاحصة على الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، يسعى من خلالها لاستكشاف كيفية انتقال المعارف والقيم والتقاليد وتحولها عبر الزمن؛ حيث سيوفر البينالي مساحة حية لاستعراض مداخلات فنية متنوعة، وأرشيفات تاريخية غنية، ونماذج تفاعلية تفتح المجال لتخيل وصياغة مستقبل جديد».

وستقام النسخة الثالثة من البينالي، الذي يعد المنصة الأهم للفن المعاصر في السعودية، خلال الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أبريل (نيسان) 2026 في حي جاكس، وهو منطقة صناعية سابقة تم تحويلها إلى حي إبداعي وسط الدرعية التاريخية بالقرب من العاصمة الرياض، التي تحتضن كذلك حي الطُّريف المدرج على قائمة التراث العالمي لمنظمة «اليونيسكو».

مقالات مشابهة

  • مدير أمن محافظة اللاذقية لـ سانا: المجموعات المسلحة التي تشتبك معها قواتنا الأمنية في ريف اللاذقية كانت تتبع لمجرم الحرب “سهيل الحسن” الذي ارتكب أبشع المجازر بحق الشعب السوري
  • الوزير الشيباني: لأول مرة في التاريخ، خاطبت سوريا المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية عبر وزير خارجيتها. وأكدت من جديد التزامنا بحل هذه الأزمة-التي ورثناها عن نظام الأسد وعانينا منها لمدة 14 عاماً، من واجبنا أن نضمن عدم تكرار هذه الجرائم، وأن تت
  • الإعلان عن المديرين الفنيين لبينالي الدرعية 2026
  • صورة العربي في سرديات أميركا اللاتينية
  • ما أبرز القرارات التي خلص إليها القادة العرب في القمة الطارئة بشأن غزة؟
  • نقيب المعلمين يثمن مساعي الرئيس السيسي لتوحيد الصف العربي ورفض التهجير
  • السيسي: أثمن الإجماع العربي على دعم خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير
  • مصر أكتوبر: القمة الطارئة فرصة ذهبية لتوحيد الموقف العربي ضد مخطط التهجير
  • مصر أكتوبر: القمة الطارئة فرصة ذهبية لتوحيد الموقف العربي ضد مخطط التهجير
  • إسرائيل اليوم: 15 دقيقة حسمت مصير ناحال عوز يوم السابع من أكتوبر