الكاهن وتحديات العصر.. ختام الندوة التكوينية للكهنة الأكثر من عشر سنوات كهنوتًا
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
أُقيمت أمس، فعاليات اليوم الثالث من الندوة التكوينيّة للكهنة الأكثر من عشر سنوات كهنوتًا، التي أقيمت في الفترة من السابع، وحتّى العاشر من الشهر الجاري، بالغردقة، تحت شعار "الكاهن وتحديات اليوم".
بدأ اليوم بصلاة باكر، أعقبها القدّاس الإلهيّ، الذي ترأسه نيافة الأنبا بشارة جودة، مطران إيبارشية أبوقرقاص وملوي وديرمواس للأقباط الكاثوليك، ومسؤول لجنة التكوين الدائم للكهنة، بالكنيسة القبطيّة الكاثوليكيّة بمصر.
وألقى الأب داني يونس اليسوعيّ، مدير دار المشرق العامّ محاضرات اليوم التي دارت حول: "الكاهن والتوازن النفسي والعاطفي والمادي"، "الكاهن والعمل الجماعي".
وأكد المُحاضر على ما يلي:
* أهميّة الشغف في الحياة الكهنوتيّة، وأن الكاهن هو الوكيل المُكلف بعمل الله أن يُعطي الطعام في حينه الحسن.
* هويّة الكاهن هويّة رسوليّة، والرسالة ليست اسم عمل بل اسم علاقة، فالرسول هو رسول بهويته لا بأعماله.
* أهميّة التوازن (التمييز، الإفراز) في الصلاة وفحص الضمير، والعناية بالنفس، لكي يحمي الشغف، ويحمي من التطرف.
* أهميّة خلق مساحة آمان للآخر وهذه أكبر خدمة نقدمها بعضنا لبعض وذلك بأعمالي وأقوالي وأفكاري.
* خريطة الاحتياجات الروحيّة( أ. الإحتياج الأكبر للقبول والتقدير والبركة، ب. الخوف الأعمق هو أن نُنسي. ج. أربع علاقات تُشكل هويتنا العاطفية: بالوالدين، والأخوة، والرجل والمرأة، والنفس.
* ثم عرض المُحاضر ثلاثة أمراض-تحدّيات يعيشها الكاهن: ١-مرض اليأس الخفي، ٢-مرض السجود لصنم النجاح، ٣-مرض التفاهة.
• تم التأكيد على أن الكاهن ليس حارسًا لنظام أخلاقي، بل هو شاهد لكلمة الله.
* التعليم الكنسيّ هو تعليم نبويّ قائم على اختبار حقيقي.
وفي ختام اليوم والندوة، تم تنظيم رحلة ترفيهيّة، قضاء وقت أخويّ ساده الفرح والسرور، وتبادل الخبرات، وتوزيع الهدايا التذكارية على جميع الآباء الكهنة الحاضرين، مع التأكيد على ميعاد الندوة القادمة، في السابع عشر من فبراير ٢٠٢٥، بالكلية الإكليريكيّة، بالمعادي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكاهن الكاثوليك الكاثوليكي ة
إقرأ أيضاً:
من العصر القديم إلى الحديث.. رمضان في الشعر العربي.. تجليات روحية وصور أدبية
يحتل شهر رمضان مكانة خاصة في وجدان المسلمين، حيث تتجلى فيه قيم العبادة، والتأمل، والتواصل الروحي، ولم يكن الشعراء بمنأى عن هذا التأثير، فقد تغنوا بجمال الشهر الكريم، ورصدوا أجواءه الروحانية وأثره في النفوس، معبرين عن معاني الصوم والطاعة والصفاء الروحي.
رمضان في الشعر العربي القديمفي العصر العباسي والأندلسي، أبدع الشعراء في وصف رمضان باعتباره شهر العبادة والتقوى. يقول أبو تمام في قصيدة مشهورة: (والصوم مروضة النفوس لفطْرها.. عن لذةِ الإثم الذي هو ملتذ).
ويرى أن الصوم يروض النفس، ويبعدها عن الذنوب والشهوات، ليكون وسيلة للتطهير والتقرب من الله.
أما الشاعر الأندلسي ابن العريف، فقد صور رمضان ببهجة خاصة، واعتبره موسماً للتوبة والمغفرة، حيث يقول: (وشهر الصوم منتصف تجلى
ينادي بالتقى في كل واد).
أما في الشعر الصوفي، فقد تميز رمضان بوصفه فرصة للوصول إلى الصفاء الروحي والانقطاع عن الدنيا للتركيز على الله، وكان جلال الدين الرومي وابن الفارض من أكثر الشعراء الذين مجدوا هذا الشهر بطريقة رمزية، حيث شبهوا الجوع بالصيام عن كل ما يشغل القلب عن الله، يقول ابن الفارض: (إن لم يكن فِي معادي آخِذِي بيدي.. فما صيامي وما صومي وما سنني)، ويعني هنا أن الصوم ليس مجرد الامتناع عن الطعام، بل هو تقرب روحي إلى الله، وتطهير للقلب والنفس.
رمضان في الشعر الحديثفي العصر الحديث، استمر الشعراء في الاحتفاء برمضان، ولكن بأساليب أكثر بساطة وأقرب إلى الحياة اليومية، فقد صور أحمد شوقي رمضان بكونه شهر الخير والرحمة، حيث يقول: (رمضان ولى هاتها يا ساقي.. مشتاقة تسعى إلى مشتاق)، ورغم أن البيت يتحدث عن انقضاء رمضان، إلا أنه يعكس اشتياق الناس لهذا الشهر بكل تفاصيله.
أما محمود حسن إسماعيل، فقد صوّر مشاهد رمضان في الريف المصري، حيث تحدث عن صوت المسحراتي، وعن تجمع الأسر حول موائد الإفطار في أجواء مليئة بالدفء.
ويظل رمضان ملهمًا للشعراء في كل العصور، حيث يجسد معاني الطهر والتأمل والتقرب من الله، وبينما ركز القدماء على الجوانب الروحانية والتعبدية، تناول المحدثون أجواءه الاجتماعية وتأثيره في الناس. ورغم اختلاف الأساليب، يبقى رمضان مصدر إلهام متجدد في الشعر العربي.