أعداد مجموعات الحيوانات البرية شهدت تراجعا كبيرا
تاريخ النشر: 11th, October 2024 GMT
خسرت كل مجموعات الحيوانات البرية، 73% من أعدادها في المتوسط خلال 50 عاما، بحسب تقرير مرجعي للصندوق العالمي للطبيعة نُشر الخميس، قبل أيام قليلة من مؤتمر "كوب 26" للتنوع البيولوجي في كولومبيا.
لا يعني هذا الاستنتاج، الذي توصل إليه تقرير "الكوكب الحي"، أنّ أكثر من ثلثي عدد الحيوانات البرية في العالم قد انقرض، بل يفيد بأنّ حجم مختلف المجموعات (أي حيوانات من النوع نفسه وتتقاسم موئلا مشتركا) انخفض بنسبة 73% في المتوسط خلال السنوات الخمسين الفائتة (1970-2020).
بلغت النسبة 68% في النسخة السابقة من التقرير عام 2022.
في المجمل، باتت نحو 5500 من الفقاريات (ثدييات وطيور وأسماك وزواحف وبرمائيات)، الموزعة على قرابة 35 ألف مجموعة في مختلف أنحاء العالم، مدرجة راهنا في "مؤشر الكوكب الحي" الذي أنشاته وتحدّثه كل عامين منذ 1998 جمعية علم الحيوان في لندن.
وأصبح المؤشر مرجعا عالميا لمعرفة وضع النظم البيئية الطبيعية وتحليل الآثار على صحة الإنسان والنظم الغذائية والتغير المناخي، رغم الانتقادات المستمرة من العلماء لطريقة الحساب، التي يُقال إنها تُبالغ بشكل كبير في حجم الانخفاض.
وقال أندرو تييري من جمعية علم الحيوان في لندن، خلال مؤتمر صحافي "لا نزال نثق بقوة" المؤشر، مشددا على الاستخدام الإضافي لسلسلة من المؤشرات بشأن مخاطر الانقراض والتنوع البيولوجي وصحة النظم البيئية لجعل الصورة أوسع.
- نقاط تحوّل
وحذر داودي سومبا، كبير أمناء الصندوق العالمي للطبيعة، خلال عرض عبر الإنترنت، من أن "الأمر لا يتعلق بالحياة البرية فحسب، بل بالنظم البيئية الأساسية التي تدعم حياة الإنسان".
وأكدت النسخة الجديدة من التقرير الحاجة إلى مواجهة الأزمات "المترابطة" المتمثلة في تدمير المناخ والطبيعة بصورة مشتركة، مشددة على التهديد المتزايد لـ"نقاط التحوّل" في بعض النظم البيئية.
وحذر سومبا من أن "التغيرات قد تكون دائمة، مع آثار مدمرة على البشرية"، مستشهدا بمثال الأمازون المعرض لخطر التحوّل من دوره كـ"بالوعة كربون إلى نظام متسبب بانبعاث الكربون، وتاليا تسريع ظاهرة الاحترار المناخي".
ومن الأمثلة الأخرى، خسارة الشعاب المرجانية التي من شأنها تغيير عملية تجديد أنواع الأسماك التي تشكل ضحية للصيد الجائر، وحرمان البشرية بالتالي من موارد غذائية ثمينة.
وقد لوحظ أهم انخفاض في أعداد الحيوانات التي تعيش في المياه العذبة (-85%)، تليها الحيوانات البرية (-69%) ثم الفقاريات البحرية (-56%).
وقال يان لوران من الصندوق العالمي للطبيعة في فرنسا "لقد أفرغنا المحيطات من 40% من كتلتها الحيوية".
وعلى مستوى القارات، وصل الانخفاض إلى 95% في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، تليها أفريقيا (-76%) ثم آسيا والمحيط الهادئ (-60%).
وأوضح التقرير أنّ الانخفاض كان "أقل إثارة للدهشة في أوروبا وآسيا الوسطى (-35%) وأميركا الشمالية (-39%)، لأن التأثيرات واسعة النطاق على الطبيعة كانت مرصودة أصلا قبل عام 1970 في هذه المناطق: فقد استقرت أعداد معينة من المجموعات أو حتى زادت بفضل جهود المحافظة وإعادة إطلاق أنواع في الطبيعة".
- "مقلق"
بلغ عدد حيوان "البيسون الأوروبي"، الذي انقرض من البرية عام 1927، 6800 حيوان في العام 2020 بفضل "تكاثره على نطاق واسع" ونجاح عمليات إعادة إطلاقه في الطبيعة وتحديدا في مناطق محمية.
وقالت كيرستن شويت المديرة العامة للصندوق العالمي للطبيعة إنّ "الصورة مثيرة للقلق بشكل كبير جدا".
وأضافت "لكنّ الخبر السار هو أننا لم نصل بعد إلى نقطة اللاعودة"، مشيرة إلى الجهود الجارية في أعقاب اتفاقية باريس للمناخ واتفاقية "كنمينغ-مونتريال"، التي حددت عشرين هدفا للحفاظ على الطبيعة يتعيّن على الدول في مختلف أنحاء العالم تحقيقها بحلول عام 2030.
وسيشكل تحفيز تنفيذ خارطة الطريق هذه، المهمة الرئيسية لمؤتمر "كوب 26" بشأن التنوع البيولوجي، والذي سينعقد بين 21 أكتوبر والأول من نوفمبر في كالي بكولومبيا. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الصندوق العالمي للطبيعة التنوع البيولوجي حيوانات برية الحیوانات البریة العالمی للطبیعة
إقرأ أيضاً:
جولدمان يتوقع تراجعاً أعمق لسعر النفط بفعل تباطؤ النمو الأميركي وأوبك+
خفض بنك الاستثمار العالمي "جولدمان ساكس" توقعاته لأسعار النفط بسبب تباطؤ آفاق نمو الاقتصاد الأميركي بسبب الرسوم الجمركية، بالتزامن مع زيادة إنتاج "أوبك" وحلفائها.
وجاءت هذه المراجعة بعد تراجع أسعار النفط الخام من أعلى مستوياتها المسجلة في يناير، بفعل وفرة الإمدادات وضعف الطلب المتوقع من الصين، أكبر مستورد للنفط عالمياً، بالإضافة إلى تصاعد التوترات التجارية الدولية.
توقعات سعر خام برنت
قال محللون لدى "غولدمان"، من بينهم دان ستريفن، في مذكرة بحثية صدرت الأحد: "رغم أن التراجع بمقدار 10 دولارات للبرميل منذ منتصف يناير يتجاوز التغير في العوامل الأساسية وفقاً لتوقعات السيناريو الأساسي، فإننا نخفض توقعاتنا لسعر خام برنت في ديسمبر 2025 بمقدار 5 دولارات إلى 71 دولاراً".
وأضافوا: "تظل المخاطر متوسطة المدى التي تؤثر على توقعاتنا مائلة نحو الانخفاض، نظراً لاحتمال تصعيد الرسوم الجمركية واستمرار زيادة إنتاج تحالف أوبك+ لفترة أطول".
أصبحت بعض أكبر شركات تجارة النفط في العالم أكثر تشاؤماً، حيث تتوقع شركتا "فيتول" و"غنفور" فائضاً في المعروض.
قالت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي إن الطلب يتراجع بسبب تصاعد الحرب التجارية وتعهد منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفائها بزيادة الإمدادات، متوقعة فائضاً قدره 600 ألف برميل هذا العام، أي ما يعادل نحو 0.6% من الاستهلاك العالمي اليومي.
مع ذلك، قال "غولدمان ساكس" إنه يتوقع تعافي الأسعار على نحو "متواضع" في الأشهر المقبلة، مع بقاء النمو الاقتصادي الأميركي متيناً في الوقت الحالي، وعدم وجود مؤشرات فورية على تخفيف العقوبات الأميركية.
التوترات الجيوسياسية مستمرة
لا تزال مخاطر جيوسياسية أخرى قائمة، بما في ذلك الأمر الأميركي مؤخراً بمهاجمة مواقع في اليمن يسيطر عليها الحوثيون، مع استمرار تهديدهم لحركة الملاحة في البحر الأحمر.
قال "غولدمان ساكس" إن الطلب على النفط سيرتفع بمقدار 900 ألف برميل يومياً في يناير، بانخفاض 18% عن التوقعات السابقة. وأضاف البنك أن سعر خام برنت سيكون في نطاق يتراوح بين 65 و80 دولاراً للبرميل، بمتوسط 68 دولاراً العام المقبل.