مبادرات مبتكرة لغرس ثقافة الزراعة لدى الطلبة
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
بذلت الإمارات جهوداً حثيثة لبناء قطاع زراعي مستدام يسهم في تعزيز الأمن الغذائي، عبر تبني أنماط زراعية ذكية مناخياً تُركّز على الاستثمار الأمثل لوحدة الأراضي الزراعية وجودة المنتج المحلي وتعزيز قدرته على المنافسة، وتأهيل الكوادر الوطنية من خلال إكسابهم المهارات والخبرات وأفضل الممارسات.
تحرص الجهات المعنية على إطلاق العديد من المبادرات الهادفة لتوعية وتثقيف فئات وشرائح المجتمع كافة بأهمية ممارسة الزراعة وزيادة المساحات الخضراء، ومنها المبادرات التعليمية التي تستهدف تعزيز ارتباط الطلبة والشباب بالزراعة، وتنشئة أجيال إماراتية على قدر عال من المعرفة والإلمام بالقطاع الزراعي، وتأهيلهم لإيجاد حلول خلاقة ومبتكرة للمساهمة في دفع عجلة تطور القطاع ومواجهة تحدياته.
مستهدفات
تنسجم هذه المبادرات مع مستهدفات البرنامج الوطني «ازرع الإمارات»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث يضم البرنامج مبادرات عدة تدعم توجهات الدولة للتنمية الزراعية وتعزيز معدلات الأمن الغذائي الوطني المستدام.
وتتعدد مبادرات وزارة التربية والتعليم لإعداد كوادر وطنية مؤهلة ومتميزة لقيادة القطاع الزراعي، وأبرزها استحداث أكاديمية العلوم الزراعية، لتلبية احتياجات الطلبة الذين يرغبون في الالتحاق بالتخصص الزراعي والثروة الحيوانية.
ووضعت الوزارة خطة توسعية في أعداد المدارس الحاضنة لأكاديمية العلوم الزراعية التي تعتبر إحدى الأكاديميات المطروحة ضمن «مشروع الأكاديميات» الخاص بمنظومة المدرسة الإماراتية، وتعاونت الأكاديمية مع الهيئات الزراعية الحكومية والخاصة لرفد سوق العمل بالكوادر الإماراتية.
كما تتعاون الوزارة مع الهيئات المتخصصة بالقطاعين العام والخاص، لتطوير برامج المناهج الدراسية للأكاديمية التي تستهدف طلبة المسار العام في الحلقة الثالثة (من الصف التاسع حتى الثاني عشر)، ويستكمل الطالب المواد الدراسية تماماً كأقرانه ممن يدرسون في المسار العام، إضافة لدراسته للمادة التخصصية للأكاديمية بواقع 5-6 حصص أسبوعياً حسب المرحلة الدراسية.
ويمنح الطالب المنتسب للأكاديمية شهادة المسار العام مع اكتسابه للمعارف والمهارات بالعلوم الزراعية، الأمر الذي يتيح له خيارات أوسع لاستكمال مسيرته التعليمية والمهنية بعد التخرج من المدرسة، كما يكتسب فور تخرجه إمكانية اعتماد عدد من الساعات الدراسية أثناء الدراسة الجامعية.
وتتمحور أهم الأهداف الاستراتيجية للأكاديمية على المدى البعيد حول تعزيز مفهوم الاستدامة الزراعية والأمن الغذائي لدى الطلبة والمجتمع، وتسليط الضوء على مواضيع الصحة والسلامة المهنية في قطاع الغذاء والمحافظة على البيئة واستصلاح الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى تعزيز الدور التقني في هذا المجال بشقيه الزراعي والحيواني، والمحافظة على الثروة الوطنية للنخيل والتمور، وتربية الجمال والغزلان والصقور.
غرس الإمارات
تشكل مبادرة «غرس الإمارات»، التي أطلقتها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية «أم الإمارات»، نقلة نوعية للبيئة المدرسية المنتجة والمستدامة، حيث تسهم في تعزيز الوعي البيئي لدى الطلبة.
وتشرف وزارة التربية والتعليم على المبادرة التي تستهدف المدارس الحكومية التي تتوفر فيها مساحات كافية قابلة للاستغلال لزراعتها والمساهمة في تعزيز بيئة مدرسية مستدامة وخضراء، حيث تستند المبادرة لتضمين المدارس بمساحات مخصصة لمشروعات الزراعة المائية والبيئة البحرية والبستنة ونباتات بيئة الإمارات.
الزراعة بالمدارس
تعمل وزارة التغير المناخي والبيئة بالتعاون مع الجهات المختصة على تشجيع المؤسسات التعليمية على الزراعة المجتمعية وذلك من خلال مساعدتها على الاستفادة من المساحات غير المستغلة في المواقع التي تشغلها عن طريق زراعتها بالنباتات، والقيام بأنشطة لحث الطلبة على المشاركة فيها وتعزيز الثقافة الزراعية لديهم.
ومواكبةً لقرار مجلس الوزراء رقم (31) لسنة 2018 في شأن الزراعة المجتمعية، أطلقت الوزارة مسابقة الزراعة في المدارس، التي تهدف لغرس وتعزيز ثقافة الزراعة وإنتاج الغذاء في وجدان طلبة المدارس.
ويتم تقييم المدارس الفائزة وفق معايير محددة وهي ترشيد استهلاك الماء في الزراعة باستخدام وسائل الري الحديثة، وقياس المساحة المزروعة من إجمالي المساحة المتاحة في المدرسة، وكمية المحاصيل المنتجة ونوعيتها، وخلو المحاصيل من الآفات، ومدى مطابقة نظام الزراعة للآليات الذكية (الزراعة العضوية)، إضافة لتعزيز المدارس المشاركة لثقافة الابتكار في الإنتاج الزراعي وآليات التعامل مع المحاصيل المنتجة لدى الطلبة.
برنامج «موهبة» الزراعي
تنفذ هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية العديد من المشاريع والمبادرات لتشجيع الطلاب على الابتكار في المجال الزراعي، وإطلاعهم على الأساليب التكنولوجية الحديثة والتي تتيح زيادة كبيرة في الإنتاج الزراعي وبمعدلات استهلاك قليلة للمياه والموارد الطبيعية، حيث أطلقت الهيئة العام الجاري بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي برنامج «موهبة» الزراعي، الذي يهدف إلى الارتقاء بمهارات 60 طالباً وطالبة في المجالات الزراعية المختلفة.
ويشمل البرنامج التدريب العملي الميداني في التكنولوجيا الزراعية، والزراعة المتقدمة، ووقاية النبات، ومختبرات الغذاء، والبيوت المحمية والشبكية، والتدريب الميداني لتصميم شبكات الري، وتربية النحل، والاستزراع السمكي، والتدريب الميداني في الثروة الحيوانية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات لدى الطلبة
إقرأ أيضاً:
تفاصيل لقاء محافظ أسيوط مع مديري المدارس الزراعية والصناعية
عقد اللواء هشام أبوالنصر محافظ أسيوط اليوم الأحد لقاء مع مديري المدارس الزراعية والصناعية على مستوى المحافظة لبحث تنفيذ مبادرة زرع شتلات الزينة والخضر والفاكهة وزراعة أسطح المدارس تحت عنوان ازرع غذائك بإيديك فضلًا عن مناقشة سبل الإستفادة من إمكانيات هذه المدارس في تنفيذ مشروعات إنتاجية ذات مردود إقتصادي واجتماعي حيث تم توزيع 200 لوح فوم ضمن مبادرة توزيع 10 ألاف لوح فوم لزراعة 2 مليون شتلة في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعظيم الإستفادة من الموارد المتاحة تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية باستغلال كافة الإمكانيات المتاحة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الموارد الإقتصادية
وجاء ذلك بحضور الدكتور مينا عماد نائب المحافظ ومحمد إبراهيم دسوقي وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط ومحمد النمر مدير عام التعليم الفني بمديرية التربية والتعليم باسيوط وعلي سيد وكيل وزارة العمل بأسيوط ومديري المدارس الزراعية والصناعية ورؤساء إتحاد الطلاب في المدارس وعلى مستوى القطاع
وبدأ اللقاء بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية ثم كلمات لوكيل وزارة التربية والتعليم ومدير التعليم الفني وجها فيها الشكر لمحافظ أسيوط على دعمه للعملية التعليمية بكافة أركانها وحرصه على تنمية الأفكار الابداعية والابتكارية لدى الطلاب لتنمية مهاراتهم وتطوير التعليم الفنى والسعي إلى زيادة مخرجاته وربطه بسوق العمل بما يخدم خطط وسياسات التنمية المستدامة للدولة ورؤية مصر 2030.
وفي كلمته أكد محافظ أسيوط على أهمية تفعيل دور المدارس الفنية ككيانات إنتاجية تساهم في تحقيق التنمية المحلية، مؤكدًا على ضرورة التعاون بين هذه المدارس وكافة القطاعات بالمحافظة لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي يمكن أن تسهم في توفير فرص عمل للشباب وتعزيز الإقتصاد المحلي حيث أن المدارس تمتلك الإمكانيات والكوادر القادرة على تنفيذ المشروعات بكفاءة عالية
واستعرض المحافظ بعض المشروعات التي يمكن تنفيذها بالاستعانة بطلاب المدارس الفنية وتعميمها على جميع المدارس وهي فكرة زراعة الشتلات حيث يتم توزيع ألواح فوم على الطلاب بها قواعد لزراعة الشتلات فضلًا عن توزيع الكمبوست والبذور مجانًا لإنتاج الآلاف من الشتلات وبيعها وتعزيز الموارد بالإضافة إلى فكرة زراعة نبات الأزولا، وهو نبات يستخدم كعلف إقتصادي للماشية والأسماك ويسهم في تقليل تكلفة الإنتاج الزراعي كما تطرق الإجتماع إلى مشروع التدوير سواء المخلفات أو الأخشاب أو الخردة، وعرض المحافظ على الطلاب أحد منتجات الأثاث التي تم صناعتها من جريد النخيل ووتطوير هذه الصناعة وإضافة عليها بعض التطوير وتنجيد هذا الجريد وإضافة بعض الحليات لتصنيع غرف نوم وانتريهات للعرائس بأسعار مخفضة واقتصادية ذلك بالإضافة أنها صناعات صديقة للبيئة مما يعزز الاستدامة البيئية.
وخلال اللقاء، استمع اللواء هشام أبوالنصر إلى الإمكانيات الموجودة بالمدارس ومقترحات وتحديات مديري المدارس، واعدًا بتقديم الدعم اللازم لتذليل العقبات وتوفير الإمكانيات سواء من خلال توفير المواد الخام أو تقديم التدريب اللازم مما يساهم في تحسين الإنتاجية وتعظيم الإستفادة من كافة المقومات مشيرًا إلى أهمية إستثمار الخبرات العملية والعلمية لدى الطلاب والمعلمين، فضلًا عن استغلال كافة امكانيات المدارس من المزراع وحظائر المواشي والمناحل والشتلات والورش الصناعية لتحقيق أقصى استفادة من خلال إشراك الطلاب في تنفيذ هذه المشروعات، بهدف تعزيز مهاراتهم العملية إعداد الكوادر المؤهلة لسوق العمل
واختتم المحافظ اللقاء بتوجيه الشكر لمديري المدارس على جهودهم في تطوير التعليم الفني، داعيًا الجميع إلى العمل بروح الفريق لتحقيق الأهداف المشتركة، وتعزيز دور التعليم الفني كعنصر رئيسي في تحقيق التنمية الإقتصادية والإجتماعية.
وفي نهاية اللقاء تم توزيع عدد 200 من ألواح الفوم كل لوح يحتوى على 209 قاعدة لزراعة الشتلات بحيث تنتج هذه الألواح ما يقرب من 40 ألف شتلة وذلك ضمن 10 ألاف لوح فوم سيتم توزيعا تباعا عن المدارس لانتاج 2 مليون شتلة يتم تسويقها وبيعها في منافذ تابعة للمدارس أو للمحافظة بأسعار مخفضة لتعزيز الإنتاج المحلي وتوفير فرص عمل جديدة الإستفادة وتطوير البنية التحتية الزراعية ونشر الوعي البيئي بين المواطنين.