كشف فيلم وثائقي جديد عن فضيحة تتعلق بعملية تصنيع دمية "باربي" الشهيرة، حيث يتعرض العمال في المصانع الصينية لظروف عمل قاسية وساعات العمل الطويلة، ويكسبون أقل من 2 بنس لكل دمية يتم إنتاجها.

وفي الفيلم الوثائقي بعنوان "أسرار باربي القذرة"، الذي تقدمه الصحفية إيزوبيل يونج، والمقرر عرضه لأول مرة يوم الجمعة 11 أكتوبر (تشرين الأول) على القناة الرابعة البريطانية، وفقاً لصحيفة "دايلي ميل"، سيكتشف الجمهور لقطات داخلية من مصانع شركة "ماتيل" التي تبلغ قيمتها 6 مليارات جنيه إسترليني، ويكشف عن التكتيكات القانونية التي تتبعها الشركة.

ويسلط الفيلم الضوء على الواقع القاسي الذي يواجهه العمال الذين ينتجون الدمية الشهيرة "باربي"، حيث يكشف عن الظروف الخطيرة التي يعيشها الموظفون.

وتم تصوير العمال وهم يتعاملون مع البلاستيك الساخن دون توفير معدات حماية كافية، ما تسبب في تعرضهم للحروق والبثور.

كما لم يحصل العمال على أي تدريبات تتعلق بالسلامة، وكانوا يعانون من ضغوط تحقيق الحصص المطلوبة.

على سبيل المثال، تم تكليف بعضهم بإنتاج 1000 دمية "ديزني موانا" يومياً، مقابل أجر لا يتجاوز 16.90 جنيهاً إسترلينياً لنوبة عمل مدتها 11 ساعة، أي أقل من 2 بنس لكل دمية.
بالإضافة إلى ذلك، كان يُلزم العمال بتوقيع اتفاقيات للعمل الإضافي الإلزامي، مما جعلهم يعملون أكثر من 100 ساعة إضافية شهرياً، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف الحد القانوني المسموح به في الصين.

عقد العبودية

في وصف ظروف العمل القاسية في مصنع "ماتيل"، تحدث الموظفون عن ضغوط العمل الشديدة التي يتعرضون لها يومياً.

وقال أحدهم: "أشعر كل يوم بضغط شديد لدرجة أنني لا أستطيع التنفس. قال المدير في مصنع ماتيل إن علينا طاعة الأوامر دون قيد أو شرط، العقد الذي وقعته هو عقد عمل، وليس عقد عبودية".

وأضاف آخر: "لن أنهي حصتي حتى لو تقيأت دماً"، بينما قال موظف آخر: "لدي أسرة أيضاً ويجب أن أتدبر أموري. أنت تحصل على هذا المبلغ الضئيل شهرياً في مصنع ماتيل. أنا منهك مالياً. ليس لدي فلس واحد".

كما وصف مراسل القناة الرابعة الذي تخفى ليعمل في المصنع، تجربته بأنها كانت مرهقة جسدياً: "عملت لمدة ثلاثة أيام وكنت على وشك الانهيار جسدياً. أشعر أن هذا المصنع لا يعامل الناس كبشر، يتم استخدامهم كحيوانات. إنه عمل شاق حقاً".

وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، أجرت منظمة مراقبة العمل الصينية غير الحكومية تحقيقين في مصنع مملوك لشركة "ماتيل" في دونغقوان، جنوب الصين.

وكشفت التحقيقات عن التنمر، العمل الإضافي المفرط، التحرش الجنسي، وبيئات العمل غير الآمنة.

وفي تناقض صارخ مع معاناة العمال، حصل الرئيس التنفيذي لشركة "ماتيل"، يونون كريز، مؤخراً على 11 مليون جنيه إسترليني في صورة أسهم.

ورغم أن فلسفة الشركة تعلن عن التزامها بإنشاء "مكان عمل آمن وصحي" ومعاملة العمال "بكرامة واحترام" وتوفير "ظروف عمل إنسانية"، إلا أن الواقع يعكس صورة مختلفة تماماً.

ورداً على اللقطات، قالت ثولسي ناراياناسامي، مديرة المناصرة الدولية في منظمة غير حكومية، اتحاد حقوق العمال، لقناة 4: "مكان عمل يتم فيه معاملة العمال أنفسهم على أنهم يمكن التخلص منهم تماماً مثل الدمى التي يصنعونها، أعتقد أن ما توضحه ظروف العمل هو أن هذا اللون الوردي والفرح وتمكين المرأة ليس سوى واجهة للظروف الاستغلالية التي تعيش فيها النساء اللاتي يصنعن الدمى".

وتتعرض شركة ماتيل، التي تمتلك أكثر من 200 علامة تجارية من هوت ويلز إلى فيشر برايس وتوماس آند فريندز بالإضافة إلى باربي، لانتقادات شديدة في الفيلم الوثائقي بسبب تكتيكاتها القانونية العدوانية. 

سرير موت الرضع

يزعم الفيلم الوثائقي أيضًا أن شركة "ماتيل" رفعت 268 قضية ضد شركات أخرى لانتهاك العلامات التجارية خلال السنوات الخمس الماضية، وهو عدد يفوق ما رفعته أربع شركات ألعاب أكبر منها مجتمعة.

وتُتهم "ماتيل" بعدم إعطاء الأولوية لسلامة المنتجات، لا سيما بعد ارتباط سرير "روك آند بلاي سليبر" من علامة "فيشر برايس" بوفاة نحو 100 رضيع.

ورغم ذلك، تؤكد "ماتيل" التزامها بجودة المنتج وسلامته. وقد حقق السرير للشركة إيرادات تقارب 150 مليون جنيه إسترليني، بعد تسويقه كمنتج آمن للنوم.

وتحدث ليونارد أراجون، الشريك في شركة "هاجنز بيرمان" للمحاماة، والذي يمثل والد أحد الأطفال المتوفين بسبب هذا المنتج، قائلاً: "كان ينبغي لشركة ماتيل أن تنشر إعلانات تحذيرية على الإنترنت أو على لوحات الإعلانات وتقول، "مرحباً، نحن آسفون لأننا ارتكبنا خطأً. لا تستخدم هذا المنتج، لا تشتري هذا المنتج، لا تبيع هذا المنتج".

وكان بإمكانهم استخدام جزء صغير جداً من ميزانيتهم المخصصة لتسويق فيلم "باربي" لتوعية الناس بخطورة هذا المنتج وتحذيرهم من شراءه من السوق الثانوية أو استلامه من أصدقائهم". 

 ووفق النقاد، فإن رسالة باربي حول تمكين المرأة - وهي رسالة رئيسية في الفيلم الناجح بطولة مارغوت روبي - لا تشمل موظفي مصنع هذه العلامة التجارية. 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية باربي هذا المنتج فی مصنع

إقرأ أيضاً:

لخدمة أبناء الإقليم.. تعاون مهم يجمع ببن اتحاد العمال وجامعة دمياط

التقى عبد المنعم الجمل، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، الدكتور أيمن الشهابي، محافظ دمياط، والدكتور حمدان ربيع، رئيس جامعة دمياط، والدكتور محمد وطني، رئيس الجامعة العمالية.

تم خلال اللقاء مناقشة سبل تعزيز التعاون بين الجامعة العمالية وجامعة دمياط، بهدف خدمة أبناء المحافظة وتأهيلهم لسوق العمل المتطور.

اللقاء الذي تم برعاية محافظ دمياط، يأتي في إطار الجهود الدؤوبة لاتحاد عمال مصر من أجل الاستفادة من الإمكانيات المتاحة في فرع الجامعة العمالية برأس البر وجامعة دمياط، وتكوين شراكة فاعلة تسهم في تحقيق الأهداف المشتركة.

كما يأتي سعيا وراء استكشاف كافة السبل التي تمكن الجامعتين من العمل معًا، لتحقيق أهداف مشتركة تصب في مصلحة شبابنا، وتلبي احتياجات سوق العمل المتزايدة في محافظة دمياط.

ومن خلال هذه الشراكة، يهدف الاتحاد العام لنقابات عمال مصر إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثى، وتطوير برامج تعليمية وتدريبية تواكب متطلبات سوق العمل، والاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة في كلا الجامعتين، لتنفيذ مشاريع مشتركة تعود بالنفع على مجتمعنا.

ويؤكد الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، اهتمامه البالغ بتنمية مهارات الشباب وتأهيلهم لسوق العمل، ويرى الاتحاد العام في هذه الشراكة خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف.

وقد اتفق الطرفان خلال اللقاء على عقد اجتماع قريب، لمناقشة مقترحات الجانبين بشكل مفصل، والوصول إلى صيغة نهائية لهذه الشراكة الاستراتيجية.

حضر اللقاء كل من: المهندسة شيماء الصديق نائب محافظ دمياط، واللواء محمد همام سكرتير عام المحافظة، والدكتورة رانيا الجندى عميد الجامعة العمالية فرع رأس البر.

وفي ختام اللقاء، قام عبد المنعم الجمل، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، بتسليم درع الاتحاد العام لمحافظ دمياط، تقديرًا لجهوده ودعمه المستمر لقطاع العمل والعاملين في المحافظة.

مقالات مشابهة

  • العبودية الحديثة.. ماذا تعرف عن نظام 996 ساعة عمل؟
  • مناقشة أوضاع العمال السودانيين في ليبيا
  • مؤسس «تلغرام» يكشف أسرار تفوق الصين بمجال «الذكاء الاصطناعي»
  • وزير العمل يلتقي مستثمرين سعوديين لبحث توفير وظائف للكوادر المصرية
  • زيادة إجازة الوضع للمرأة العاملة: تعديلات جديدة على حقوق العمال بالمملكة
  • محافظ الجيزة: تعيين 4047 شابا بالقطاع الخاص من بينهم 207 من ذوي الهمم
  • افتتاح مكاتب المساعدة القانونية بمحكمة شمال القاهرة لتعزيز دعم العمال (صور)
  • لخدمة أبناء الإقليم.. تعاون مهم يجمع ببن اتحاد العمال وجامعة دمياط
  • السكوري: الطلب الدولي على اليد العاملة المغربية يتزايد وحماية الحقوق أولوية
  • أم كلثوم التي لا يعرفها أحد.. ندوة تكشف أسرار كوكب الشرق بمعرض الكتاب