حتى لا تقطف إيران ثمار استعصاء غزة
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
صحيح أن عملية “طوفان الأقصى” كسرت شوكة العدو الإسرائيلي وحطمت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وأيقظت القضية الفلسطينية في قلوب ووجدان الملايين حول العالم، حيث انتقلت من إطارها الفلسطيني والعربي إلى إطار إنساني ودولي أوسع. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف سيتم استيعاب نتائج هذا الكفاح البطولي على المستوى الفلسطيني الداخلي.
في ظل هذا الوضع الفلسطيني الداخلي المتأزم، تبدو الآفاق الخارجية أكثر قدرة على استيعاب نتائج الكفاح الفلسطيني، ولكن لصالح أطراف أخرى لا ترتبط مباشرة بالقضية الفلسطينية، وعلى رأس هذه الأطراف تأتي “إيران”، التي تستعد لاستغلال الوضع الحالي في غزة لجني المكاسب السياسية.
إن الاحتكاك الحالي المباشر بين إيران والكيان الإسرائيلي، وما سبقه من تبادل الضربات بين الطرفين، يشير إلى أن كلاً منهما يسعى إلى تجنب الانجرار إلى حرب شاملة. وبالنظر إلى توازن القوى بينهما، وتأثير الانتخابات الأمريكية المقبلة، وحاجة دول المنطقة إلى الاستقرار، قد نشهد اتخاذ تدابير تحجم من حجم الهجوم الإسرائيلي المحتمل على إيران، وهذا قد يفتح الباب أمام حوار غير مباشر بين الطرفين يؤدي إلى تقاسم معادلة الأمن الإقليمي، ولكن على حساب الحقوق العربية واستحقاقات قيام الدولة الفلسطينية، هذا هو ما تسعى إليه إيران الآن وتتحرك من أجله ، وهو موضوع لا يزال محل جدل داخل إسرائيل ولم يُحسم بعد.
مع ذلك، يظل الأمل قائماً – إلى درجة اليقين – أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة، مع دعم الشعوب العربية والضمير العالمي، سيفتح الآفاق المغلقة، مؤدياً إلى حتميات حرب تحرير حقيقية. هذه الحرب قد تنطلق بأفق عربي شامل ومتكامل ، أو ربما تؤدي إلى مشروع سلام جديد، مختلف عن السابق بأدواته وأطرافه وأهدافه النضالية،وهذا يتطلب تفكيراً عميقاً ودراسة جادة ومستنيرة لتبني مشروع “طوفان الأقصى التحرري” وتوسيعه ليشمل كل مبادرات ومشاريع وحركات التحرير الفلسطينية، مع ضرورة فك ارتباطه بالمشروع الإيراني.
لقد أثبتت الأحداث أن هذا المشروع لا يزال مستعصياً بعد عام كامل من الحرب، ولا يزال يتمتع بحضور شعبي ضاغط يؤهله لأن يكون وسيلة كفاحية فعالة يمكن أن تسهم في تمرير مشروع الدولة الفلسطينية ولو بطرق غير مباشرة، كونه مشروعا فلسطينيا خالصا و مرتبطا بالأرض المحتلة، ولا يمكن فصله عن النضال الفلسطيني العام ،وسيبقى هذا المشروع مستمراً ما دام الاحتلال قائماً، ولن ينتهي إلا بزوال الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةنور سبتمبر يطل علينا رغم العتمة، أَلقاً وضياءً، متفوقاً على...
تم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: لا یزال
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يروجون لمراكز صيفية خلال رمضان لـ"تجنيد الطلاب".. ومصادر تحذر من "غسل أدمغة"
أفادت مصادر مطلعة لوكالة خبر، الأحد، بأن مليشيا الحوثي المدرجة على قوائم الإرهاب، كثَّفت حملاتها الترويجية لمراكز صيفية تخطط لافتتاحها خلال شهر رمضان، تستهدف من خلالها طلاب المدارس في صنعاء ومحافظات أخرى خاضعة لسيطرتها.
ووفقاً للمصادر، تعتمد المليشيا على توزيع إعلانات مكثفة داخل المدارس لتحفيز الطلاب والطالبات على الالتحاق بهذه المراكز، التي تُنظَّم سنوياً في المناطق الواقعة تحت نفوذها.
وتُحذِّر المصادر من استغلال هذه المراكز كأدوات لـ"غسل أدمغة" الشباب، ونشر الخطاب الطائفي، وتجنيدهم لاحقاً للقتال في صفوف المليشيا خدمةً لأجندتها السياسية.
يُذكر أن مليشيا الحوثي تتهمها منظمات حقوقية ودولية باستغلال الأنشطة التعليمية والترفيهية لزرع الأفكار المتطرفة بين الأطفال، وتحويلهم إلى "وقود" للحرب التي تشنها منذ سنوات في اليمن.