سجلت أسعار المواد الغذائية ارتفاعاً تخطى حاجز 1500 بالمئة، في مختلف المناطق الواقعة ضمن نفوذ الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، مع اقتراب قيمة شراء الدولار من حاجز ألفي ريال يمني.

وأوضحت مصادر مصرفية لوكالة "خبر"، أن قيمة شراء الدولار الأمريكي الواحد بلغت حتى مساء الخميس 10 أكتوبر 2024م، 1954 ريالاً والبيع 1965 ريالاً، فيما بلغت قيمتا الشراء والبيع للريال السعودي 509 و512 ريالاً.

ومع أن نسبة خسارة العملة الوطنية منذ اندلاع الحرب في البلاد إثر انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية في 21 سبتمبر/ أيلول 2014، بلغت نحو 850 بالمئة، إلا نسبة الزيادة في أسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية تجاوزت في أغلبها 1500 بالمئة، بفارق زيادة بلغت نحو 650 بالمئة مقارنة بانهيار العملة.

مصادر اقتصادية أرجعت حالة الاضطراب في الزيادة إلى غياب الرقابة الحكومية، وهو الغياب الذي أفرزته المحاصصة السياسية وعزلته كليا عن مصلحة الشعب.

هذه الفوضى بقدر ما أنهكت كاهل المواطن، إلا أن الموظف الحكومي لم يكن في معزل أيضاً، حيث كان متوسط الراتب الشهري قبل الانقلاب الحوثي يتراوح ما بين 50 إلى 80 ألف ريال (أي ما بين (219 إلى 348) دولارا، وسعر صرف الدولار 230 ريالاً) بينما باتت اليوم تتراوح ما بين (26 إلى 41) دولارا فقط)، بخسارة تقارب 850 بالمئة.

أحد الموظفين قال لوكالة "خبر"، إن راتبه الشهري كان يقارب 50 ألف ريال، وكان سعر كيس دقيق القمح عبوة 50 كجم يساوي 3 آلاف ريال (أي ما يساوي قيمة 16.6 كيس)، فيما بات اليوم يغطي قيمة كيس واحد بعد أن بلغت قيمته 46 ألف ريال.

وأضاف: من أجل أن يغطي راتب الموظف 16.6 كيس قمح، يتوجب على الحكومة الشرعية رفع راتب الموظف الذي يتقاضى 50 ألفا إلى 765 ألف ريال على الأقل، وهكذا بالنسبة لبقية الأجور الحكومية.

وأشار إلى أن مئات الموظفين الحكوميين، اضطروا إلى امتهان التسوّل بعد أن قابلت الحكومة الانهيار الاقتصادي المدوي والمناشدات الشعبية بصمت مريب، في الوقت الذي يتقاضى الوزراء ووكلاء الوزارات وكبار القيادات رواتبهم بالعملة الصعبة، بعضهم تقارب رواتبهم الشهرية 10 آلاف دولار (أي ما يقارب 20 مليون ريال شهرياً).

ونتيجة الانهيار الاقتصادي المدوي، أصيب ملايين اليمنيين باضطرابات نفسية، حد إقدام البعض على الانتحار، فيما آخرون أنهوا حياة أبنائهم وزوجاتهم، لتسجل جرائم العنف الأسري تصاعداً مستمراً.

وفي الأشهر الأولى من الحرب، وصفت التقارير الأممية، الأزمة الإنسانية في اليمن بالأسوأ عالمياً، مؤكدة أن هناك نحو 80 بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، غير أن هذه الأزمة تفاقمت مع استمرار الحرب، سيما وقد تجاوز عمرها عقداً كاملاً.

ورغم تحذيرات خبراء الاقتصاد، من وقوف ملايين اليمنيين على حافة المجاعة إلا أنها التحذيرات التي قابلتها الحكومة بتجاهل تام.

ووفق تقرير حديث صادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO) فإن "ارتفاع أسعار المواد الغذائية المتوقعة في مناطق الحكومة المعترف بها يشكل خطراً متزايداً".

وذكر التقرير أن أسعار المواد الغذائية تشهد ارتفاعاً متواصلاً، وبشكل شهري، ففي يونيو/حزيران الماضي ارتفعت بشكل طفيف بين 2 و4 بالمئة على أساس شهري، لكن "عند مقارنتها بنفس الشهر من العام الماضي والسنوات الثلاث الماضية، نجد أنها سجلت ارتفاعاً بشكل كبير، حيث تراوحت من 9 إلى 24 بالمئة ومن 19 إلى 58 بالمئة على التوالي".

وأرجعت أسباب الارتفاع المتواصل في أسعار المواد الغذائية إلى التدهور المستمر في قيمة العملة المحلية وانخفاض حجم الواردات عبر موانئ عدن والبحر العربي الأخرى في النصف الأول من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

وأوضح التقرير أن السلع الغذائية الأساسية ظلت متوافرة في جميع أنحاء البلاد خلال يونيو/حزيران الماضي، رغم هذه التحديات، إلا انخفاض القدرة الشرائية ومحدودية فرص العمل والدخل لا تزال تمثل عائقاً أمام الأسر في الحصول على احتياجاتها الكافية من الغذاء.

وأشارت المنظمة الأممية إلى أن استمرار تداعيات الأزمة المصرفية، ونضوب احتياطيات النقد الأجنبي في مناطق الحكومة، وأزمة السيولة في مناطق الحوثيين، تمثل خطراً مستقبلياً على قيمة العملة المحلية في كلتا المنطقتين.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: أسعار المواد الغذائیة ألف ریال فی مناطق

إقرأ أيضاً:

انخفاض أسعار القمح والدقيق والزيوت والفول.. الحكومة تتحرك لضبط الأسعار قبل رمضان| عاجل

استعرض الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم؛ تقريرا مقدما من الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، حول أرصدة عدد من السلع الأساسية والاستراتيجية ومستوى أسعارها في الأسواق.

وأكد رئيس الوزراء، في مستهل استعراضه للتقرير، الحرص على المتابعة الدورية لمختلف أرصدة السلع الأساسية والاستراتيجية، تنفيذا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية في هذا الصدد، وهناك تنسيق كامل بين وزارة التموين والجهات المعنية، مشددا على استمرار جهود مختلف الجهات لتوفير المزيد من الاحتياطيات والأرصدة الآمنة لمختلف السلع، سعياً لإتاحة مختلف متطلبات المواطنين منها، وخاصة مع قرب حلول شهر رمضان المعظم، هذا إلى جانب اتخاذ ما يلزم من إجراءات من شأنها أن تسهم في ضبط واستقرار الأسواق، واتاحة تلك السلع بالكميات والأسعار المناسبة.

رصيد السلع آمن ويغطي حتى آخر شهر رمضان

وأشار التقرير إلى أن رصيد مختلف السلع آمن، ويغطي حتى آخر شهر رمضان المعظم، حيث يتراوح من 3 الى 10 أشهر، كما أن رصيد السلع التموينية يتجاوز شهر رمضان حيث يغطى 13.5 شهر للسكر و4 أشهر للقمح، و6.3 شهر للزيوت. وأوضح التقرير أن هناك العديد من الشحنات التي لم يتم تفريغها والتي ما زالت في المياه الإقليمية، وتتجاوز 2 مليون طن، ومن المتوقع أن تضيف أكثر من شهرين للأرصدة بمختلف السلع.

ونوه التقرير إلى أن أرصدة السوبر ماركت والبقالة وتجار نصف الجملة، تضيف متوسط 47 يوما إضافيا، هذا إلى جانب أرصدة المنازل والتي تضيف متوسط 19 يوما إضافيا أيضا.

انخفاض الأسعار تظهر آثاره خلال رمضان

ولفت التقرير إلى انخفاض أسعار الجملة للقمح والدقيق والزيوت والفول المستورد، وهو ما سيظهر آثاره خلال شهر رمضان المعظم، هذا فضلا عن استقرار أسعار الجملة للحوم البلدي والألبان والتي ستظهر آثارها خلال شهر رمضان أيضا.

كما استقرت أسعار التجزئة خلال الفترة من نوفمبر الى ديسمبر الماضيين، ومن المتوقع انخفاضها مع انخفاض أسعار الجملة والبيض بنسبة 13%.

وفصل التقرير أرصدة العديد من السلع الأساسية والاستراتيجية التي تتضمنها مجموعات الزيوت، والحبوب، والسكر، والألبان ومنتجاتها، والشاي، والبروتين، ما هو موجود بالفعل داخل المخازن، وما يتم تفريغه داخل الموانئ، وما هو منتظر وصوله إلى الموانئ المصرية.

مقالات مشابهة

  • الحكومة: انخفاض أسعار الجملة للقمح والدقيق والزيوت والفول المستورد
  • انخفاض أسعار القمح والدقيق والزيوت والفول.. الحكومة تتحرك لضبط الأسعار قبل رمضان| عاجل
  • لا يرغبون في زيادة الأسعار، ولكن ماذا؟!.. أسعار الخبز في تركيا تشهد ارتفاعًا مستمرًا
  • المواد الغذائية: استعدادات كاملة لضمان استقرار أسعار السلع في رمضان ومكافحة الاحتكار
  • اقرأ بالوفد غدا.. الحكومة تتعهد بخفض أسعار السلع قبل رمضان والغلاء يتخدى
  • برنامج الأغذية العالمي: أسعار السلع في ليبيا تشهد ارتفاعًا مستمرًا
  • ارتفاع أسعار النفط بنحو 3 بالمئة عند التسوية.. وخام برنت يسجل 82.03 دولار للبرميل
  • وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.. كيف فاقم "الحوثي" من عجز القدرة الشرائية للمواطنين باليمن؟
  • ارتفاع معظم بورصات الخليج وسط ترقب لمسار الفائدة بأميركا
  • برلماني ينفي ارتفاع أسعار السلع الغذائية: الأسواق مستقرة - عاجل