«محمد» عثر على أموال فأعادها وأنقذ صاحبها من الحبس: حصلت معايا وفلوسي مرجعتش
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
حقيبة وردية اللون، تحتوي على رزم أموال عددها 9، ملقاة على جانب طريق بمدينة نصر بمحافظة القاهرة، بداخلها بضعة أوراق تخص شركة خاصة، عثر عليها شاب يدعى محمد صابر، في العقد الرابع من عمره، في مطلع شهر أكتوبر الجاري، ليبدأ رحلة البحث عن صاحبها.
يوم الأربعاء الماضي 2 أكتوبر، كان «محمد» في عمله كمندوب مبيعات، لتوصيل طلب ما، وإذ فجأة يلفت انتباهه الحقيبة الملقاة أرضًا، ويلتقطها ليجد فيها الأموال المرصوصة، التي جعلت جسده يرتعش، ووضعها في حقيبته الخاصة، وعاد إلى مقر الشركة التي يعمل بها.
يروي «محمد» لـ«الوطن»، أنه صوَّر الأموال، مقررًا نشر الصورة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، معلنًا العثور عليه، ومحاولاً البحث عن صاحبه، واضعا رقمه الشخصي، مضيفًا: «أول حاجة جت في بالي لما شوفت الفلوس، إني أحاول أرجعها لصاحبها بأي طريقة، علشان كده أنا نشرتها عندي على الصفحة، والناس بدأت تتداول الصورة والمنشور، وجالي مكالمات كتير جدا من ناس بتسأل على فلوس ضايعة منها، لكن أنا كنت بسأل اللي بيتصلوا على مواصفات الشنطة، علشان أقدر أوصل لصاحبها الحقيقي».
رحلة «محمد» في البحث عن صاحب الأموالأوقات عصيبة مرَّ بها «محمد»، خاصة بعد أن قرأ الأوراق الموجودة مع الأموال، والتي تحتوي على اسم إحدى الشركات الخاصة، وبيانات الأموال، ما جعله يتأكد أنها كانت رفقة مندوب وفقدها، وبحسب حديثه: «عرفت إن الفلوس دي مش بتاعة الراجل اللي ضاعت منه، وده ممكن يخليه يتحبس وحياته تتدمر، وكمان هيسيب شغله، علشان كده ما رضتش أروح البيت إلا لما أرجعهاله».
أخبر «محمد» أحد أصدقائه بما عثر عليه، ونجحا معًا في الوصول إلى مكان الشركة الموجود اسمها بالأوراق، وذهب الشاب إلى مقرها ليأخذ رقم الهاتف، ويتواصل معه ويتأكد أنها تخصه: «لما كلمت قالي على المبلغ الموجود بالظبط، وقالي الكلام اللي مكتوب في الورق، عرفت إنه صاحب الفلوس وجالي على طول يوم الخميس الصبح، بعد ساعات قليلة من ضياع الفلوس، والمبلغ كان 212 ألف جنيه».
لم يستطع صاحب الأموال تمالك نفسه فور استلامها، جعلت دموع الفرحة تفر من عينيه، وعلى الجانب الآخر كان «محمد» يقف أمامه فرحًا بنجاحه في توصيل الأمانة إلى صاحبها، فالاثنان لم يذقا طعم النوم حتى التقيا بعضهما.
تفاصيل الواقعة كانت ثقيلة على قلب «محمد»، وعاد بالذاكرة لعام 2022، آنذاك كان يعمل بإحدى الشركات الخاصة، وحياته مستقرة، ويستعد للسفر إلى دبي، في رحلة عمل قصيرة تابعة للشركة التي كان يعمل فيها وقتها.
مفارقة عجيبة.. ضياع أموال «محمد» منذ عامينوقبل أيام قليلة من السفر، خرج «محمد» لمقابلة أحد أصدقائه، وفي يديه حقيبة تحتوي على أموال وأوراق مهمة، تلك الأموال قيمتها 70 ألف جنيها، جزء صغير منها يملكه، وباقي الأموال تخص الشركة التي يعمل فيها، وبعد أن انتهى من مقابلة صديقه، عاد إلى منزله ليكتشف الصدمة.
يحكي «محمد» ما حدث له قائلاً: «وقتها رجعت واكتشفت إن الشنطة ضاعت مني في مواصلة، ورجعت أدور في مواقف العربيات، والشنطة كان فيها فلوس بعملات مختلفة، وكان فيها كل بياناتي الشخصية، وللأسف كل حاجة ضاعت، وأوراق السفر كانت فيها، وسيبت الشركة وحياتي اتغيرت تمامًا، لأني بقيت مديون».
تعجب «محمد» من المفارقة، إذ وضع في اختبار بعد عامين من ضياع أمواله، وحياته التي تبدلت، لكن رفض أن يأخذ ما ليس حقه، وبات يشعر بالسعادة والرضا بعدما نجح في إعادة الأموال لصاحبها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأموال أمانة أمانة شاب أموال
إقرأ أيضاً:
في 2030.. حاسوب ذكاء اصطناعي واحد سيحتاح طاقة 9 مفاعلات نووية كي يعمل
كشفت دراسة جديدة صادرة عن باحثين من جامعة جورجتاون ومؤسسة Epoch AI ومركز Rand للأبحاث، عن الأبعاد الهائلة التي قد تصل إليها بنية الحوسبة الفائقة اللازمة لتدريب وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي بحلول نهاية هذا العقد.
وبحسب الدراسة، فإن تكلفة الأجهزة واستهلاك الطاقة في مراكز البيانات المتخصصة بالذكاء الاصطناعي قد تضاعفا سنويا منذ عام 2019 وحتى 2025.
وإذا استمر هذا النمو المتسارع، فمن المتوقع أن يصل حجم الحاسوب الفائق الواحد بحلول عام 2030 إلى أكثر من مليوني شريحة ذكاء اصطناعي، بتكلفة قد تبلغ 200 مليار دولار، وباستهلاك كهربائي يقدر بـ9 جيجاواط، وهو ما يعادل إنتاج تسعة مفاعلات نووية.
وعلى الرغم من تحسن كفاءة استهلاك الطاقة في مراكز البيانات، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لوقف الارتفاع الكبير في الطلب على الكهرباء.
فوفقا للدراسة، فإن الأداء الحاسوبي لكل واط قد تحسن بمعدل 1.34 مرة سنويا بين عامي 2019 و2025، في حين تضاعف استهلاك الطاقة خلال نفس الفترة.
وقالت مؤسسة Epoch AI: "رغم التحسن المستمر في كفاءة الطاقة، إلا أن وتيرة التطوير ليست كافية لمواكبة النمو في استهلاك الطاقة".
وتشير التقديرات إلى أن استهلاك 9 جيجاواط من الكهرباء يمكن أن يغطي احتياجات ما بين 7 إلى 9 ملايين منزل.
تعد منصة Colossus التابعة لشركة xAI، المملوكة لإيلون ماسك أكثر الحواسيب الفائقة تقدما في الوقت الحالي، وقد تم بناؤها خلال 214 يوما بتكلفة بلغت 7 مليارات دولار، وتضم 200,000 شريحة ذكاء اصطناعي، وتستهلك نحو 300 ميغاواط من الطاقة – أي ما يعادل استهلاك 250,000 منزل.
كشفت الدراسة أيضا عن تحولات واضحة في ملكية مراكز الحوسبة الفائقة، حيث أصبحت الشركات الخاصة تستحوذ على نحو 80% من القدرة الحاسوبية الفائقة للذكاء الاصطناعي بحلول عام 2025، مقارنة بـ40% فقط في عام 2019.
ويعكس هذا التحول انتقال الذكاء الاصطناعي من مختبرات الأبحاث إلى ساحة الاستثمار التجاري الهائل.
وتنمو أنظمة القطاع الخاص بوتيرة أسرع من نظيرتها في القطاع العام، بمعدل 2.7 ضعف سنويا، مقارنة بـ1.9 ضعف للأنظمة العامة.
ومن أبرز الأمثلة على هذا التوجه، مشروع Stargate التابع لـOpenAI بتكلفة 500 مليار دولار، واستثمار مشابه من شركة إنفيديا.
تحتل الولايات المتحدة الصدارة عالميا في مجال الحوسبة الفائقة للذكاء الاصطناعي، حيث تسيطر على نحو 75% من القدرة العالمية، تليها الصين بـ15%، بينما تتراجع مكانة دول مثل اليابان وألمانيا.
لكن رغم أن العديد من مراكز البيانات تتيح الوصول إليها عبر السحابة، إلا أن استضافتها محليا تفرض تحديات كبيرة على المجتمعات، من حيث استهلاك الأراضي والمياه، وكذلك فقدان العائدات الضريبية.
فبحسب تقرير صادر عن Good Jobs First، تخسر عشر ولايات أمريكية أكثر من 100 مليون دولار سنويا بسبب الإعفاءات الضريبية المقدمة لمراكز البيانات.
ورغم هذا التوسع الهائل، تشير بعض المؤشرات إلى احتمال دخول السوق في “فترة تهدئة”، ففي مطلع عام 2025، لاحظ محللون من مؤسسة Cowen تراجعا في بعض مشاريع الشركات الكبرى مثل Amazon Web Services ومايكروسوفت.