هل على هاريس أن تخشى عقاب المسلمين والعرب يوم الانتخابات؟
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
مع بدء العد التنازلي لانتخابات الرئاسة الأميركية، تتردد تساؤلات بشأن وزن الكتلة العربية والمسلمة واتجاهاتها التصويتية، وما إن كان الديمقراطيون يخشون حقا خسارة هؤلاء الناخبين الغاضبين من دعم إدارة الرئيس جو بايدن للحرب على غزة ولبنان.
ووفقا لما نشرته مجلة نيوزويك -الأربعاء- فإن بعض الديمقراطيين باتوا يحذرون من أن الناخبين المسلمين والعرب ينأون عن نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس في الأسابيع الأخيرة قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
في الوقت نفسه، تفيد صحيفة نيويورك تايمز -التي تحدثت مع أكثر من 30 من الناخبين والناشطين والأئمة والمسؤولين العرب والمسلمين في ولاية ميشيغان- بوجود مؤشرات على أن هذه الكتلة قد تحرم هاريس من بعض الأصوات المهمة بسبب غضبهم من الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل.
ولا يشكل المسلمون والعرب نسبة كبيرة من سكان الولايات المتحدة، لكن وجودهم في عدد من الولايات التي تعد حاسمة للسباق الرئاسي تجعلهم كتلة تصويتية معتبرة، ولا سيما في ولاية ميشيغان التي لطالما كانت ساحة معارك انتخابية شرسة تحسم بفارق ضئيل جدا.
ويقدر عدد الأميركيين العرب بمختلف أديانهم وطوائفهم بحوالي 3.7 ملايين، وفقا لحسابات المعهد العربي الأميركي، وهو مؤسسة بحثية خاصة، في حين يبلغ مجمل عدد السكان 337 مليون نسمة.
أما المسلمون الأميركيون فيقدر عددهم بحوالي 4.45 ملايين نسمة، ويشكلون مجتمعا شديد التنوع في أصوله وأعراقه.
ويتوقع مركز "بيو" للأبحاث أن يصل عدد المسلمين في الولايات المتحدة إلى 8.1 ملايين بحلول عام 2050، ليشكلوا 2.1% من مجموع السكان ويمثلوا ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد المسيحية.
ميشيغان الحاسمةفي انتخابات عام 2020 حسم جو بايدن ولاية ميشيغان لصالحه بفارق أقل من 155 ألف صوت عن منافسه آنذاك الرئيس الجمهوري دونالد ترامب.
وفي هذه الانتخابات التي يتنافس فيها ترامب وهاريس، من المتوقع أن تُحسم معركة ميشيغان بفارق ضئيل أيضا.
وهنا تكمن أهمية الصوت العربي والمسلم، خاصة أن استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر تقدم هاريس على ترامب بحوالي نقطتين مئويتين فقط، وهو فارق يقع ضمن هامش الخطأ لدى مؤسسات استطلاع الرأي.
ويوجد في ميشيغان حوالي 206 آلاف ناخب مسلم مسجل، جلهم يتركزون في منطقة ديترويت، وفقا لمؤسسة "إمغيج" التي أعلنت تأييدها لهاريس.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة "إمغيج" وائل الزيات لمجلة نيوزويك إنه بالنظر إلى التقارب بين المرشحين فإن حفنة من الأصوات قد تكون مؤثرة.
وذكر الزيات أن الناخبين المسلمين المسجلين في ميشيغان صوتوا لصالح بايدن في 2020 بنسبة 70% تقريبا، مبيّنا أن أي انخفاض معتبر في هذه النسبة قد يكلف الديمقراطيين هذه الانتخابات.
الغضب والعقاب
ومع تصاعد الغضب من الدعم الأميركي لإسرائيل، إذ تدخل الحرب على غزة عامها الثاني، والإبادة الجماعية للفلسطينيين مستمرة وفق توصيف خبراء دوليين، دون أن يتوقف الجسر الجوي والبحري الأميركي الذي يمد إسرائيل بآلاف الأطنان من الذخائر والأسلحة الفتاكة، ينأى مزيد من الناخبين العرب والمسلمين بأنفسهم عن المعسكر الديمقراطي.
واستعرضت صحيفة نيويورك تايمز نماذج من هؤلاء الناخبين الذين يقولون إنهم سيصوتون إما لترامب أو "حزب ثالث".
من بين هؤلاء سيرين حجازي (28 عاما) التي تنتمي للجالية اللبنانية الكبيرة في ميشيغان والتي طالما صنفت نفسها باعتبارها ديمقراطية.
تقول سيرين إنها لا تهتم بترامب، لكنها في الوقت نفسها لا تستطيع حمل نفسها على تأييد هاريس. وتؤكد أنها تتألم حين تفكر في أن الأسلحة التي ترسلها الولايات المتحدة تهدد أرواح أفراد من عائلتها.
وتتابع قائلة "أشعر بذنب شديد"، مؤكدة أن كثيرا من الأميركيين العرب يشعرون بالذنب أيضا لأنهم هنا في الولايات المتحدة يعيشون في أمان بينما أموال ضرائبهم تقتل أقاربهم وأحباءهم.
وأوضحت سيرين أنها تميل إلى انتخاب جيل ستاين مرشحة حزب الخضر التي تدعم الفلسطينيين وحقوقهم.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن الجالية العربية استشاطت غضبا بعد مقتل كامل أحمد جواد، أحد سكان مدينة ديربورن بولاية ميشيغان في إحدى الغارات الإسرائيلية على لبنان الأسبوع الماضي.
من ناحية أخرى، تبدو حملة هاريس حريصة على استعادة تأييد هؤلاء الغاضبين من الدعم الأميركي لإسرائيل، وقد قامت بمحاولات عدة في الآونة الأخيرة لإصلاح العلاقات مع الناخبين المسلمين والعرب.
واجتمعت المرشحة الديمقراطية يوم الجمعة الماضي مع رموز من المجتمع العربي والمسلم في مدينة فلينت بولاية ميشيغان في إطار حملتها الانتخابية.
وقال مسؤول في حملة هاريس إنها عبّرت خلال الاجتماع -الذي استمر نصف ساعة- عن قلقها إزاء حجم المعاناة في غزة والخسائر في صفوف المدنيين والنزوح في لبنان، وأضاف أنها ناقشت كذلك الجهود المبذولة لإنهاء الحرب والحيلولة دون نشوب حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط.
وذكر الرئيس التنفيذي لمؤسسة "إمغيج" وائل الزيات أن المشاركين في الاجتماع عبّروا عن خيبة أملهم الشديدة إزاء طريقة تعامل الولايات المتحدة مع هذه الأزمة، ودعوا نائبة الرئيس إلى بذل كل ما في وسعها لإنهاء الحرب وإعادة ضبط السياسة الأميركية في المنطقة.
من جهة أخرى، قال قياديون من حركة "غير ملتزم" المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة إنه لم تتم دعوتهم إلى الاجتماع، في حين قال جيمس زغبي مؤسس المعهد العربي الأميركي والعضو القديم في اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، إنه رفض الدعوة لحضور الاجتماع.
وقال علي داغر، وهو محام أميركي من أصل لبناني وأحد القياديين الأميركيين من أصل عربي "ستخسر هاريس ولاية ميشيغان.. لن أصوت لكامالا هاريس ولن يصوت لها أحد أعرفه. لا أجد أحدا في (مجتمعي) يدعمها".
وتؤكد هاريس باستمرار أنها ستعمل دائما على ضمان "قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها"، وقد استبعدت أي خطوة لحجب الأسلحة الأميركية عن إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الولایات المتحدة ولایة میشیغان فی میشیغان
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية الأميركي: سنمنح البلدان العربية فرصة لتقديم خطة حول غزة
قال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، اليوم الجمعة، 14 فبراير 2025، إن الولايات المتحدة ستمنح البلدان العربية فرصة لتقديم خطة حول قطاع غزة .
وجدد روبيو، في تصريحات نشرت على موقع وزارة الخارجية الأميركية، تأكيده أن "الخطة الوحيدة المتاحة لنا هي نقل الفلسطينيين خارج قطاع غزة".
وأضاف، "سنمنح البلدان العربية فرصة لتقديم خطة حول غزة وإذا كانت لدى الدول العربية خطة أفضل بشأنها فهذا أمر جيد".
وتابع روبيو، "من الجيد استمرار العمل باتفاق وقف إطلاق النار في غزة". واعتبر أن "أي خطة تسمح ل حماس بالبقاء في السلطة ستعيدنا إلى ما كانت عليه الأمور".
وفي وقت سابق، اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وتهجير سكانه الفلسطينيين إلى بلدان أخرى، على أن تعيد بناء القطاع المدمر وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».
جولة دبلوماسية في ألمانيا والشرق الأوسطإلى ذلك، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن طائرة تقل روبيو من واشنطن إلى ميونخ واجهت مشكلة ميكانيكية وعادت أدراجها، ما يعني أن روبيو سيواصل رحلته إلى ألمانيا والشرق الأوسط على متن طائرة أخرى، بحسب «رويترز»، حيث من المقرر أن ينطلق روبيو في جولة دبلوماسية خارجية تشمل ألمانيا والشرق الأوسط، حيث يعتزم بحث قضايا التعاون الإقليمي والأمن الدولي مع قادة عدة دول.
ويبدأ روبيو جولته من مدينة ميونخ الألمانية، حيث يشارك في مؤتمر ميونخ للأمن، الذي يجمع كبار المسؤولين الدوليين لمناقشة التحديات الأمنية العالمية، كما سيحضر اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع لمناقشة أولويات الولايات المتحدة في القضايا الدولية.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية أنه من المقرر أن يواصل روبيو زيارته إلى الشرق الأوسط خلال الفترة من 15 إلى 18 شباط الجاري، حيث يلتقي مسؤولين في إسرائيل والسعودية والإمارات.
المصدر : الأخبار اللبنانية اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الأمم المتحدة : الكارثة الإنسانية مستمرة في غزة رغم وقف النار توجه لعقد مؤتمر دولي لدعم خطة الحكومة الفلسطينية بشأن غزة حماس تُعلن رسميا استمرارها بتنفيذ اتفاق غزة وتبادل الأسرى الأكثر قراءة حرب الكرفانات بين مصر وإسرائيل محدث: الجيش الإسرائيلي يواصل عدوانه على جنين وطولكرم وجنوب طوباس تهجير غزة - خطة ترامب تعتمد على عاملين "غير متوفرين" بالوقت الحالي لانتقاده خطة ترامب بشأن غزة.. كاتس يوعز بتوبيخ رئيس الاستخبارات عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025