ذكرت وزارة العمل أن الإدارة العامة لمعلومات سوق العمل أطلقت التجربة الأولى للرصد الإلكتروني وتكوين الهيكل التنظيمي لمراصد سوق العمل الإقليمية، وذلك على مدار 4 أيام بمديريتي عمل الأقصر وقنا، وبالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي "WFP".

وأوضحت الوزارة - في بيان اليوم /الأحد/ - أنه تم إطلاق هذه التجربة، لتطوير آليات جمع البيانات باستخدام أجهزة التابلت من خلال تصميم برنامج يحتوي على قواعد تنقية الأخطاء وإرسال البيانات اللحظية أولًا بأول، لتغذية تطوير وتفعيل المنصة الوطنية لمعلومات سوق العمل وإعداد معمل لاستقبال البيانات ومتابعتها.

وقالت مدير عام الإدارة العامة لمعلومات سوق العمل عبير فؤاد إن الدورة التدريبية استهدفت تحديث قاعدة بيانات المنشآت التي تضم 10 عمال فأكثر، حيث بلغ حجم المنشآت المستهدفة بالأقصر 268 منشأة، وفي قنا 174 منشأة.

وأضافت أنه تم خلال الدورة التطبيق العملي للعاملين المدربين بوحدة الرصد الميداني بمكاتب التشغيل على استيفاء الاستمارة الإلكترونية لبرنامج سوق العمل مع أصحاب الأعمال بالتابلت، حيث تم توفير 17 جهاز تابلت وشاشات ذكية لعرض مؤشرات سوق العمل.

وأوضحت أنه تم عقد لقاء مع أصحاب الأعمال وممثلي مديري الموارد البشرية بالمنشآت بكل مديرية لتوعيتهم بأهمية دقة البيانات والمعلومات ودعم الثقة بمشاركة بياناتهم الصحيحة لإتاحة اﻷدﻟﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻤﺘﺨﺬي اﻟﻘﺮار، ﻟﺮﺳﻢ سياسات التخطيط المستقبلي للقوى العاملة الخاصة بالتعليم والتدريب والتشغيل وخفض معدلات البطالة.

وتابعت أن الجميع من أصحاب الأعمال اتفق على احتياجهم المستقبلي لإكساب الشباب المهارات التكنولوجية والحياتية خاصة مهارة التواصل والمهارات الفنية لكل مهنة وخاصة مهن القطاع السياحي بالأقصر، وذلك يأتي في إطار الجمهورية الجديدة.

وأكدت أن القطاع الخاص شريك رئيسي في العمل مع الحكومة، موضحة ضرورة معرفة احتياجات أصحاب الأعمال من العمالة الفنية المدربة لتصميم برامج لتأهيل الشباب طبقًا للمهارات المطلوبة لرفع مستوى الإنتاجية داخل المنشأة وانعكاس ذلك على زيادة الناتج المحلي القومي وخلق اقتصاد قوي تنافسي، وﺗﻌﺰﻳﺰ وﺻﻮل اﻟﺸﺒﺎب ﻟﻔﺮص ﻋﻤﻞ ﻻﺋﻘﺔ واﻟﺘﻨﺒﺆ بفرص العمل المستقبلية، وإطلاق مبادرة للحوار حول التشغيل على المستوى الإقليمي مع الأطراف المعنية.

اقرأ أيضاًوزارة العمل: ختام برنامج تدريبي على مهنة التفصيل والخياطة لفتيات الأقصر

مبادرة «بناء الإنسان والتمكين الاقتصادي».. بيان رسمي من وزارة العمل

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أسوان الأقصر معدلات البطالة محافظات مصر سوق العمل الموارد البشرية وزارة العمل أصحاب الأعمال سوق العمل

إقرأ أيضاً:

التأطير العقدي للعمل.. ضمان التوافق بين الفكر والسلوك في الإسلام

العقيدة الإسلامية هي حقيقة ثابتة وشاملة تُحدد علاقة الإنسان بربه، وبنفسه، وبالآخرين، وبالكون من حوله. فعاليتها تكمن في تحويل الإيمان إلى قوة دافعة للإصلاح والتنمية، مما يجعلها الأساس المتين لبناء الفرد والمجتمع.

الكاتب والمفكر التونسي الدكتور عبد المجيد النجار وهو أحد المفكرين والباحثين في مجال الفقه والفكر الإسلامي المعاصر، الأمين العام المساعد للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يواصل في هذه السلسلة من المقالات التي تنشرها "عربي21" بالتزامن مع نشرها على صفحته على منصة "فيسبوك"، البحث في مدلول العقيدة الإسلامية ومفرداتها.

ب ـ التأطير العقدي للعمل

إذا كان الفكر هو أصل العمل فإن التأطير العقدي للفكر لا يُغني عن التأطير العقدي للعمل أيضا، ذلك أن العمل إذا لم يكن موجّهاً توجيها عقديا مباشراً فإنه قد يطرأ عليه انقطاع عن مفاهيم العقيدة حتى وإن كان الفكر الذي هو امتداد له مبنيا ً بناءً عقدياً، فما أيسر ما ينحرف السلوك العملي عن الصورة الذهنية الحاصلة بالفكر حتى وإن كانت صورة مؤطرة تأطيرا عقدياً. ولعلّ هذا هو أحد معاني الحديث النبوي الذي فيه تعوّذ من علم لا ينفع ، فهو تعوّذ من صورة ذهنية قد تكون صحيحة في ذاتها مبنية على مقتضيات عقدية، ولكن العمل التطبيقي عند حاملها لا يجري على حسبها، بل يجري منحرفا عنها، مقطوع الصلة بموجّهها العقدي فلا يكون له نفع.

دوران العمل على مقاصد الشريعة كرابط بينه وبين العقيدة يقتضي أن تُلحظ في الأعمال كلها مآلاتها من المصلحة أو المفسدة، فتبنى بحسب تلك المآلات، وتتعدّل وتتكيّف بحسبها أيضا..وربّما كان الخلل الأفدح الذي يصيب المسلمين منذ زمن هو انقطاع الأعمال عن موجهاتها العقدية، أكثر مما هو انقطاع أفكارهم عنها. ولو تأمّلت التقريرات الفكرية المحدّدة لنظام السياسة الشرعية على سبيل المثال لألفيتها جارية منذ بداية نشوئها قواعد علمية على أصل العقيدة: عدالة وشورى وتحكيما للشريعة، وتكافلا اجتماعيا، وهي تقريرات يقرّها الجميع حاكماً ومحكوماً، وتجري بها أفكارهم في إذعان، كما تنطق بها ألسنتهم وأقلامهم في تحمّل واعتراف، ولكن العمل الذي جرى عليه واقع الحكم بعد الخلافة الراشدة انقطع في الغالب عن الأصول العقدية، فخالف الصورة الفكرية المبنية على تلك الأحوال، فإذا هو الظلم والاستبداد على نحو ما هو معلوم. وتقاس على ذلك أوضاع كثيرة في حياة المسلمين.

ولا ينصلح هذا الخلل إلا بتعدية التوجيه العقدي إلى العمل أيضا بعد تعديته إلى الفكر. وإنما تكون هذه التعدية بحضور المعاني العقدية حضورا دائما في ضمير المسلم حال مباشرته العمل، سواء كان عملا تعبّديا بالمعنى الخاص، أو عملا تعميريا عاماً، وأن يجعل من ذلك الحضور مادّة في إنجاز حركاته العملية الجزئية، وفي ترتيب تلك الحركات أعمالاً متكاملة، فإذا المصلّي بذلك يصوغ حركات صلاته وهيئته العامّة فيها من استحضار ربّه خضوعا ومذلّة وخوفاً ورجاء، وإذا بالمزارع يصدر في فلحه وبذره عن استحضاره لعقيدة الخلافة في الأرض والتعمير فيها كمهمّة خلقه الله من أجلها.

ولو ارتفعنا بهذا الأمر في التأطير العقدي للعمل من حالة العمل الفردي إلى حال العمل الجماعي الذي تقوم به الأمّة بإشراف وترتيب من نوابها في مستوياتهم المختلفة لتحقيق المصالح العامّة، لو ارتفعنا بذلك ما وجدنا الأمر مختلفا، فالأعمال العامّة التي تقوم بها الأمّة هي أيضا ينبغي أن تصدر عن مبادئ العقيدة، وأن تتوجّه بوجهتها، بعد أن يكون الفكر الذي سبق تلك الأعمال قد صدر عن تلك المبادئ وتوجّه بوجهتها، وبعد أن يكون الفكر الذي سبق تلك الأعمال قد صدر عن تلك المبادئ وتوجّه بوجهتها.

من عناصر الرشاد في الاعتقاد إذن أن تصبح العقيدة التي يتحملها المسلمون خلفية مرجعية وحيدة وشاملة، منها يصدرون بدءاً ومعاداً في التفكير كله لتحصيل صور الرؤى والأفكار والحقائق، وفي التطبيق العلمي السلوكي لتلك الصور والرؤى، واعتقاد لا يكون له هذا الدور التوجيهي الشامل الملزم هو اعتقاد مختل لا يأتي بثمار ولا يحرّك إلى خير وإن كان في ذاته جاريا على وجه الحقّ في مدلوله وفي مفرداته على الصورة التي بيناها سابقا.وربما عبّر عن هذا المعنى من التأطير العقدي للعمل بتعبير جريان الأعمال على مقتضى مقاصد الشريعة، ذلك أن المقاصد وإن تفرعّت فروعا إلا أنها تعود في مجملها إلى المقصد الأعلى وهو تحقيق خير الإنسان وصلاحه بالتزام أوامر الله ونواهيه، وهو حقيقة عقدية كلية، فيكون جريان الأعمال على تحقيق مقاصد الشريعة تعبيرا عن الصلة بين العمل وبين العقيدة، ولذلك فإننا نعتبر علم مقاصد الشريعة علما واصلا بين علم العقيدة من جهة، وبين علم الفقه الذي يضبط الأعمال من جهة أخرى. ومن مظاهر الخلل المتمثل في ضعف الصلة بين العقيدة والعمل في واقع الأمة الإسلامية ما يلقاه هذا العلم الجليل من زهادة فيه، وتهميش له ضمن الثقافة العامة للمسلمين، وذلك ما يدعو في نفس الوقت إلى إحيائه والاهتمام به في نطاق الترشيد العقدي الذي نحن بصدد البحث فيه كعامل من عوامل الدفع إلى التحضّر.

ودوران العمل على مقاصد الشريعة كرابط بينه وبين العقيدة يقتضي أن تُلحظ في الأعمال كلها مآلاتها من المصلحة أو المفسدة، فتبنى بحسب تلك المآلات، وتتعدّل وتتكيّف بحسبها أيضا، ذلك أن العمل له صلة بالواقع الإنساني والبيئي الذي لا يضبطه منطق مطّرد صارم كصرامة المنطق الذي يحكم الأفكار، ولذلك فإن الأعمال ربما أجريت على صورة قُدّر أنها تحقّق مقصد الشريعة فتكون موصولة إذن بمقتضيات العقيدة، ولكن يتبيّن خلال الإنجاز أو بعده لملابسات واقعية لم يضبطها التقدير أنها آلت إلى مآل لم يتحقق فيه المقصد، فانقطعت صلتها إذن بالمعتقد، وحينئذ فإنها ينبغي أن تعدّل على ما فيه تحقيق مقصدها لترتبط من جديد بموجّهها العقدي، وذلك على نحو ما يكون في بناء مصنّع يُقدّر أنّه يوفر الخير للناس ويحقّق التعمير في الأرض، ولكن يتبين في أثناء العمل فيه أنه يسبّب من التلوّث البيئي ما فيه فساد كبير، فيعدّل إذن بحسب ما فيه حفظ للبيئة الكونية وخير للإنسان.

وهكذا يكون المقصد وهو معنى عقدي كما ذكرنا المؤثر الدائم الذي تتجه باتّجاهه الأعمال، وتتكيف بحسبه كل مناشط المسلم، وهذا ضرب من الترشيد بالغ الدقة، ولكن لا مناص من أن يأخذ اليوم طريقه كعنصر في الإصلاح يدفع إلى النهضة، وإلا بقيت أعمال المسلمين تسير على غير هدى من العقيدة فلا يكون لها أثر إيجابي في النهضة المنشودة.

إن من عناصر الرشاد في الاعتقاد إذن أن تصبح العقيدة التي يتحملها المسلمون خلفية مرجعية وحيدة وشاملة، منها يصدرون بدءاً ومعاداً في التفكير كله لتحصيل صور الرؤى والأفكار والحقائق، وفي التطبيق العلمي السلوكي لتلك الصور والرؤى، واعتقاد لا يكون له هذا الدور التوجيهي الشامل الملزم هو اعتقاد مختل لا يأتي بثمار ولا يحرّك إلى خير وإن كان في ذاته جاريا على وجه الحقّ في مدلوله وفي مفرداته على الصورة التي بيناها سابقا.

مقالات مشابهة

  • وزارة الخارجية تستضيف رؤساء البعثات الدبلوماسية والهيئات والمكاتب الإقليمية والمنظمات الدولية المعتمدة لدى المملكة بمناسبة شهر رمضان
  • جابر يخاطب الورشة التنويرية الثانية لنظام التحصيل والسداد الإلكتروني
  • بن شرقي: أنا ودونجا أصحاب وكلمني عشان آجي الزمالك
  • "الغرفة" تقدم تسهيلات لرواد الأعمال لسداد الاشتراكات المتأخرة
  • ختام "أسبوع الأمن الإلكتروني" بجنوب الباطنة
  • مذكرة تفاهم بين "البنك الوطني العماني" و"إنجاز عمان" لتمكين الشباب
  • رفع مهارات وتأهيل لسوق العمل.. تفاصيل لقاء وزير العمل الرئيسَ التنفيذي لأكاديمية العلوم
  • مناظرة طلابية في ختام "أسبوع الأمن الإلكتروني" بجنوب الباطنة
  • جلسة استماع بسبب بن شرقي
  • التأطير العقدي للعمل.. ضمان التوافق بين الفكر والسلوك في الإسلام