الأناضول

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أن قمة أسمرة التي جمعته بنظيريه الإريتري أسياس أفورقي والصومالي حسن شيخ محمود، الخميس، ركزت على سبل مواجهة المخططات التي تهدف إلى زعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، والتعاون لتعزيز الأمن الإقليمي.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أفورقي وشيخ محمود، في العاصمة الإريترية أسمرة، عقب القمة، وفقًا لبيان صادر عن الرئاسة المصرية.



وقال السيسي: "لقد اجتمعنا اليوم للتشاور والاستفادة من تبادل الرؤى إزاء سُبل التصدي لمخططات وتحركات تستهدف زعزعة الاستقرار وتفكيك دول المنطقة (القرن الإفريقي والبحر الأحمر)... وتقويض الجهود الدؤوبة لدولنا".

وأضاف: "دولنا الثلاث ومنطقتنا وشواطئنا على المدخلين الجنوبي والشمالي للبحر الأحمر تزخر بالثروات وبالفرص الواعدة للتنمية والازدهار، كما أننا نمتلك الإرادة والقدرة على اغتنام وتعظيم الاستفادة من تلك الفرص من خلال التعاون والتكامل والتنسيق الوثيق بيننا".

وتابع: "لقد اتفقنا خلال مباحثاتنا اليوم على تقديم كافة أشكال الدعم للصومال تحقيقا لرؤية الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، من أجل استعادة الأمن والأمان في الصومال بواسطة جيشه الوطني".

وفي هذا الصدد، لفت الرئيس المصري إلى أن مباحثات القمة تناولت "مقترحات عملية لتقديم هذا الدعم ثنائيا وبصورة مشتركة، فضلا عن دعم الجهود الإقليمية والدولية لحفظ وبناء السلام في الصومال".

وذكر أن القادة ناقشوا، كذلك، عددا من الملفات الإقليمية المهمة بالمنطقة، ومنها الأوضاع في السودان، حيث تم الاتفاق على أهمية التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في هذا البلد، والحفاظ على المؤسسات الوطنية هناك.

واستطرد: "اتفقنا كذلك على خطورة استمرار الأوضاع التي أدت إلى اضطراب حركة الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، الأمر الذي انعكس سلبا على معدلات التجارة العالمية".

وأشار الرئيس المصري، إلى أن القادة أكدوا، خلال القمة، على "أهمية تعزيز التعاون بين الدول المشاطئة للبحر الأحمر، وتطوير أسس التنسيق المؤسسي بينها، لتأمين حركة الملاحة الدولية".

وتشهد حركة الملاحة في البحر الأحمر حالة من عدم الاستقرار، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، جراء هجمات جماعة "الحوثي" على ما تقول إنها سفن شحن تابعة لإسرائيل والدول المساندة لها، في إطار حراك تضامني مع قطاع غزة بمواجهة الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.

وفي ختام كلمته، شكر السيسي، الرئيسين أفورقي على كرم الضيافة وشيخ محمود على المشاركة في القمة، ودعاهما لزيارة مصر قريبا.

وعقب المؤتمر الصحفي، أفادت الرئاسة المصرية، في بيان مساء الخميس، أن السيسي، عاد إلى أرض الوطن.

وتأتي القمة المصرية الصومالية الإريترية في ظل توترات بين إثيوبيا جارة إريتريا من جانب وكل من مصر والصومال من جانب آخر.

وأواخر أغسطس/ آب الماضي، اتهمت إثيوبيا مصر، بتقديم مساعدات عسكرية للصومال، معتبرة أن ذلك "يرقى لمستوى تدخل خارجي" قد يتسبب في "زعزعة الاستقرار بالقرن الإفريقي".

وتدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا منذ توقيع إثيوبيا مع إقليم "أرض الصومال" الانفصالي لاستخدام سواحله في أغراض تجارية وعسكرية مطلع يناير/ كانون الثاني 2023، وسط رفض صومالي عربي للخطوة تتصدره مصر باعتباره "انتهاكا لسيادة" مقديشو.

كما توجد خلافات بين مصر وإثيوبيا بشأن "سد النهضة" الذي تبنيه الأخيرة على أحد أهم الموارد المائية لنهر النيل، المصدر الرئيسي للمياه في مصر، واتفاقية عنتيبي المتعلقة بتوزيع حصص مياه النيل، والتي ترفضها كل من القاهرة والخرطوم باعتبارها تمس بحصتيهما التاريخية من مياه النهر.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أستاذ علوم سياسية يوضح كيفية تطوير العلاقات الاقتصادية بين مصر وكينيا

أكد الدكتور إسماعيل ترك، أستاذ العلوم السياسية، أن حجم التبادل التجاري بين مصر وكينيا يبلغ 567 مليون دولار، وهو رقم متواضع نسبيًا، إلا أن كينيا تعد الشريك التجاري الأول لمصر في القارة الإفريقية، وذلك بفضل الروابط الاقتصادية التي تجمع البلدين ضمن تجمع الكوميسا، فضلًا عن الروابط الجغرافية التي يمثلها نهر النيل والانتماء المشترك للقارة الإفريقية.

وأضاف خلال مداخلة في برنامج "منتصف النهار"، المذاع عبر "القاهرة الإخبارية" وتقدمه الإعلامية هاجر جلال، أن مصر، باعتبارها دولة محورية في إفريقيا، لطالما لعبت دورًا قياديًا في حركات التنمية كما قادت سابقًا حركات التحرر.

وأشار إلى أن هناك أسسًا يمكن البناء عليها لتعزيز العلاقات المصرية الكينية، خاصة أن كينيا تتمتع بموقع استراتيجي في شرق إفريقيا، ولها حدود مباشرة مع إثيوبيا، الصومال، جنوب السودان، وتنزانيا.

وتابع، أن هذا الموقع الجغرافي يمنح مصر فرصة لتعزيز تعاونها مع كينيا لمواجهة العديد من التحديات التي تعاني منها القارة الإفريقية، سواء فيما يتعلق بالأمن في الصومال وجنوب السودان، أو قضايا الأمن المائي، وعلى رأسها سد النهضة، حيث تسعى مصر إلى التوصل لاتفاق دائم وعادل يحقق رضا جميع الأطراف.

واختتم ترك حديثه بالتأكيد على أن أهمية هذه الزيارة تكمن في وضع أسس واضحة تُمكن مصر من التحرك بفاعلية لمواجهة التحديات واستغلال الفرص الحقيقية لتعزيز التعاون المشترك مع كينيا.
 

مقالات مشابهة

  • كاتب: الرئيس السيسي يرفض مخططات تهجير الفلسطينيين ويؤكد موقف مصر الثابت
  • أستاذ علوم سياسية يوضح كيفية تطوير العلاقات الاقتصادية بين مصر وكينيا
  • حزب الاتحاد: موقف الرئيس السيسي «تاريخي» في التصدي لتهجير الفلسطينيين
  • عاجل- الرئيس السيسي يؤكد موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية ويبحث الأمن في البحر الأحمر مع نظيره الكيني 
  • عاجل - الرئيس السيسي: يجب إنهاء الوضع الكارثي في غزة وإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي: بحثنا مع الرئيس الكيني الأوضاع في السودان الشقيق وتبادلنا الرأي حول سبل إنهاء الصراع
  • الرئيس السيسي: يجب إنهاء الوضع الكارثي في غزة وإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية
  • الرئيس السيسي: سعينا نحو إنهاء الوضع الكارثي في قطاع غزة
  • «عبير عصام»: مصر خلف الرئيس السيسي في التصدي لمحاولات تهجير سكان غزة
  • رئيس «الدولية لدعم فلسطين»: الرئيس السيسي له موقف حاسم في إفشال مخططات تهجير الفلسطينيين