الإمارات للخدمات الصحية: الدولة توفر بيئة عمل تعزز الصحة النفسية
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
تشارك الإمارات دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يصادف 10 أكتوبر(تشرين الأول) من كل عام، تحت شعار "الصحة النفسية في مكان العمل"، لتعزيز أهمية العناية بالصحة النفسية كجزء أساسي من رفاهية الأفراد والمجتمعات، وضرورة الحفاظ على التوازن النفسي، لا سيما في بيئة العمل التي تشكل جزءاً كبيراً من حياة الأفراد اليومية.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور يوسف محمد السركال، مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، عبر 24، أن اهتمام المؤسسة بالصحة النفسية يواكب رؤية الإمارات والاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، ويترجم التزامها بتعزيز الرفاهية النفسية كجزء أساسي من مسيرة التنمية المستدامة بما يضمن تعزيز جودة الحياة.
ولفت أن دولة الإمارات تركز على توفير بيئة عمل داعمة، تسهم في تعزيز الصحة النفسية للعاملين، وتواصل الحكومة والقطاعات المختلفة تنفيذ سياسات وبرامج تهدف إلى تحسين جودة الحياة في العمل، منها تقديم الدعم النفسي، تعزيز مفهوم التوازن بين الحياة الشخصية والعملية، وتوفير بيئات عمل إيجابية تقلل من التوتر والإجهاد.
وقال السركال: "اليوم العالمي للصحة النفسية مناسبة للتأكيد على أهمية الاستمرار في الاهتمام بالصحة النفسية؛ كجزء لا يتجزأ من الصحة العامة، حيث أوضحت الدراسات أن بيئة العمل السليمة تسهم في تعزيز الإنتاجية والابتكار، وتساعد في الحد من الضغوط النفسية التي قد تؤدي إلى مشكلات صحية تؤثر بشكل سلبي على الأفراد والمؤسسات".
وشدّد على أن الاهتمام بالصحة النفسية لا يُعدّ ضرورة صحية فحسب، بل يمثل أيضاً استثماراً حقيقياً في مستقبل أكثر استدامة وإنصافاً، مؤكداً أن تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب التعاون بين جميع القطاعات لإنشاء بيئات تعزز الرفاهية النفسية. ومن هذا المنطلق، تلتزم مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية بمواصلة جهودها لرفع مستوى الخدمات النفسية، بما ينسجم مع السياسة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية المستدامة في دولة الإمارات، ورؤية القيادة الرشيدة لمستقبل أكثر صحة ورفاهية للجميع.
"#فخر_الوطن" يؤكد أهمية دعم الصحة النفسية لدى أبطال خط الدفاع الأولhttps://t.co/puFV1VfM4d
— 24.ae | الإمارات (@24emirates24) October 10, 2024المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات بالصحة النفسیة الصحة النفسیة
إقرأ أيضاً:
العمل التطوعي .. يعزز التضامن الاجتماعي بين الأفراد
يعد العمل التطوعي أحد أهم مرتكزات التنمية الاجتماعية، وهو لمسة طيبة تنبع من القلب، ففي هذا العمل الإنساني إدخال للسرور في الذات البشرية قبل أن تصل إلى المجتمع بأكمله، فالعمل التطوعي يسهم في التخفيف من وطأة صعوبات وأوجاع التي يعاني منها بعض الناس؛ إذ يسهم في الحد من التوتر، ويحفّز المرء نفسيا وعقليا، ويجعله يشعر بقيمة الحياة والنعم التي أنعم الله بها عليه دون غيره.
أما اصطلاحا فيعرف بأنه عمل أو نشاط يقوم به الإنسان بدافع الخير ويهدف إلى مساعدة الآخرين سواء في المجتمع الذي يعيش فيه أو المنظمات والجمعيات الأهلية والخيرية دون مقابل، الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز التضامن والتضافر بين كافة أفراد المجتمع؛ فالذي يقوم بالعمل التطوعي يكون من تلقاء نفسه الطيبة، ويخصص وقته للمساعدة بعيدًا عن أي أسس دنيوية أخرى، فيتناسى المرء حينها همومه ويتفرغ للمساعدة بدون مقابل مادي، ومن المؤسف حقا أن نقول بأن هناك الكثير من الناس يظنون بأنهم مستثنون من القيام بالواجب الإنساني الذي يندرج تحت قائمة الأعمال التطوعية وذلك بسبب المعتقدات الخاطئة والمفهوم المظلل لمعنى التطوع وأثره في المجتمع، والسؤال: هل حب العيش برفاهية يمنع الفرد من القيام بدوره في مجتمعه؟
في جميع الأديان هناك نقاط تحض على العمل التطوعي، ليس في الدين الإسلامي فحسب، بل ربما في أديان أخرى تحث على ضرورة العمل التطوعي وخدمة المجتمع، لما له من آثار إيجابية سواء على القائمين على العمل أو المستفيدين منه.
لو تعرضنا إلى الدين الإسلامي لوجدنا أن العمل التطوعي خدمة يؤجر فاعلها لكونها سمة بارزة من أخلاق المسلمين؛ فلا يقوم بها الشخص على وجه الأنانية أو التفاخر أو الرياء، إنما هي جزء من التلاحم الوطني والإنساني حيث يقف جميع المشاركين مع بعضهم البعض كالبنيان المرصوص، وذلك من منطلق أن التضامن المجتمعي يقصد به المنفعة العامة دون النظر إلى العائد المادي الشخصي، وأيضا كونه موجهًا لوجه الله تعالى، فقال سبحانه في سورة النساء: «لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا».
لذا فإن العمل التطوعي يسهم إيجابا في غرس القيم والأخلاق في المجتمع، ويشيع مبادئ التعاون والتكافل ومساعدة الغير وحب الناس والصبر على تحمل المسؤولية والقيام بالواجبات المهمة.
لطالما نشأت بعض الأعمال في الحياة من الجوانب النمطية التي اعتاد عليها الناس في حياتهم، ولعل العمل التطوعي يأتي ضمن هذه القائمة، فالمبادرات الفردية أو الجماعية ما هي إلا أعمال لها أثرها في المجتمع، فمثلًا هناك من يسعى إلى مساعدة الفئة الأقل اهتماما والأكثر احتياجا، سواء كانوا من فئة المحتاجين أو الباحثين عن العمل وصولا إلى الأيتام والضعفاء، أيضا هناك أعمال أخرى تندرج في بوتقة العمل التطوعي ومنها المحافظة على البيئة والارتقاء بالمجتمع.
لا يظهر كل هذا الولاء وحب الخير إلا في المواقف التي يتطلبها تدخل الأفراد في المجتمع، ففي الأزمات والشدائد والضوائق يثبت المواطن اعتزازه وحبه لوطنه وأبناء مجتمعه، وأقرب مثال على ذلك كان في جائحة كورونا «كوفيد-19» التي غزت العالم وأعطته ضربة موجعة في شتى المجالات، لكنها لم تسلب من أبناء المجتمعات القيم الإنسانية التي تدعو إلى مد يد العون والمساعدة للجميع.
دائما ما تنحدر فوائد العمل التطوعي على ضفاف المجتمع، لكن ما يجهله بعض الناس هو أن المتطوعين هم أكثر الفئات ارتياحًا ورغبة في الحياة والعطاء، فهم يتمتعون بسعادة نفسية عارمة، فالعمل التطوعي يمنحهم جرعة محفزة للقيام بكافة الأعمال التي تجلب الخير للأفراد والمجتمع الذي يعيشون فيه، ومن خلال ذلك يبث المتطوع في نفسه السعادة والانشراح، فيشعر بالرضا من الأعمال التي يقوم بها بلا مقابل.
ومن خلال عمله الاجتماعي يكشف خبايا الحياة المقبلة فيشعر بقيمته كإنسان إيجابي يحب وطنه وكل من يعيش على أرضه، فيزيد لديه الولاء وثقته بنفسه، كما يشعر بالمسؤولية الموجهة ناحيته.
يبقى أن نشير إلى أن العمل التطوعي، يكسب الإنسان مهارات وقدرات في شتى المجالات، فتضفي إنجازا رائعا في سيرته الذاتية، ويزيد من محيط علاقاته الاجتماعية مما يسهم في التواصل المجتمعي، وتبادل الأفكار والآراء مع الآخرين، وبالتالي يسهم العمل التطوعي في الحد من التوتر ويقلل الاكتئاب، ويخفف آثار الإجهاد والتعب ويمنح شعورا بالهدف ويضفي ذلك الحماس على حياتهم، والأهم من ذلك هو استغلال الوقت في المنفعة العامة.