السودان: مقتل وإصابة العشرات بنيالا وجثث في العراء بالجنينة
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
تواصلت الاشتباكات بدارفور غربي السودان، مخلفة عشرات القتلى بنيالا/ جنوب واستباحة الجنينة/ غرب مما فاقم الأوضاع الإنسانية بصورة غير مسبوقة.
الخرطوم- نيالا: التغيير
تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بولاية جنوب دارفور غربي البلاد، اليوم الأحد، ما أدى لمقتل وإصابة العشرات.
في وقت كشفت فيه لجان مقاومة بغرب دارفور، عن أوضاع إنسانية قاتمة، بعد مرور 60 يوماً من استباحة مدينة الجنينة، مشيرةً إلى انتشار الجثث فوق أسطح المنازل والطرقات دون أن يتم التعامل معها.
ومنذ منتصف أبريل يخوض الجيش والدعم السريع اشتباكات عنيفة بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، لم تفلح سلسلة هُدن في إيقافها، ما خلف قرابة الـ4 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون، وأكثر من 4 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها.
قصف عشوائيوقال شهود عيان لـ«التغيير»، اليوم إن الاشتباكات تجددت بين الجيش والدعم السريع داخل الأحياء السكنية بنيالا شمال في جنوب دارفور لليوم الثالث.
وأكدوا أن الدعم السريع تستخدم قذائف الهاون بعشوائية من حي كرري وتكساس لاستهداف قيادة الجيش، لكن- للأسف- سقطت غالبية الدانات بمنازل المواطنين في نيالا بأحياء الجير والنهضة وخرطوم بالليل.
وأوضح الشهود أن الجيش بدوره يرد على نقاط إطلاق القذائف مما تسبب في سقوط دانات بمنازل المواطنين بجنوب المدينة مع تحرك عناصر الدعم السريع من مكان لآخر.
واشاروا إلى أن الاشتباكات أدت إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص وإصابة العشرات بعضها إصابات خطرة تم نقلهم إلى المستشفى التركي بالمدينة.
وكشف شهود العيان أن الدعم السريع حشدت اليوم عشرات السيارات محملة بمقاتلين معظمهم أطفال قصر واقتحمت المدينة من كل المحاور، وترتكز في شارعي الكنغو والمطار وأحياء تكساس وكرري والوادي غرب.
وفي السياق، قالت مصادر لـ«التغيير» إن حركات الكفاح المسلح أرسلت قوة إلى مدينة نيالا للإسهام في فرض الأمن والسلام بجنوب دارفور.
انتشار الجثث بالجنينةوفي سياق ذي صلة، اتهمت تنسيقية لجان المقاومة- الجنينة بولاية غرب دارفور، الدعم السريع باستباحة المدينة لمدة 60 يوماً وتهجير سكانها قسراً، وارتكاب جرائم القتل والنهب، وقالت إنه «حتى الأبواب والشبابيك والأسقف تم خلعها أو تكسيرها».
وقالت التنسيقية في تقرير ميداني، السبت، إنه ما زالت هناك جثث على أسقف المنازل وداخل البيوت لم يتم دفنها أو التعامل معها، وأنه تم التخلص من معظم الجثث برميها في وادي كجا أو في مقابر جماعية غرب المشتركة او رنقا (التراب الأحمر).
وأكدت وجود ضعف في شبكة الاتصالات وانقطاع كامل لخدمات الانترنت، ونوهت إلى أنه تم هدم وتدمير معسكرات النازحين بالمدينة «أجزاء من معسكر أبو ذر، هدم وتدمير كامل لمعسكر قيلاني (الغابات)، ومعسكر كريندق ومعسكر مدينة الحجاج».
وقالت التنسيقية إنه تم نهب كل الأحياء الجنوبية والغربية، ووصفت الوضع الأمني بأنه لازال غير مستتب مع انتشار واسع للجنجويد والغرباء داخل الجنينة وإطلاق للرصاص العشوائي مع عودة حذرة وضعيفة للحركة في الأحياء الشمالية.
وشكت من شح الأدوية والخدمات الطبية وارتفاع حالات الملاريا والالتهابات، وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والسلع التموينية مع صعوبة في الحركة بين أجزاء المدينة.
ونوهت إلى تركز أغلب السكان المتبقين بمدينة اردمتا التي نزحوا إليها بعد أن دُمرت الجنينة، ووصفت تدخل المنظمات الدولية والإقليمية بأنه ضعيف، وكشفت عن تدفق اللاجئين إلى تشاد خصوصاً سكان مورني وكرينك.
الوسومالجيش الدعم السريع السودان جنوب دارفور حركات الكفاح المسلح حي الوادي غرب دارفور نيالا وادي كجاالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجيش الدعم السريع السودان جنوب دارفور حركات الكفاح المسلح غرب دارفور نيالا الدعم السریع جنوب دارفور
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع تستعد لإعلان ميثاق لتشكيل حكومة موازية بالسودان
قال السياسيان السودانيان الهادي إدريس وإبراهيم الميرغني لرويترز إن قوات الدعم السريع ستوقع ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلحة متحالفة معها -مساء اليوم السبت- لتأسيس حكومة سلام ووحدة في الأراضي التي تسيطر عليها.
وقال إدريس إن من بين الموقعين على الميثاق والدستور التأسيسي عبد العزيز الحلو الذي يسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي ولديه قوات في ولاية جنوب كردفان. ويطالب الحلو منذ فترة طويلة بأن يعتنق السودان العلمانية.
واستضافت كينيا المحادثات التي بدأت الأسبوع الماضي، مما أثار تنديدات من السودان وانتقادات داخلية في كينيا للرئيس وليام روتو بسبب إدخال البلاد في صراع دبلوماسي.
وردا على ذلك، سحبت الحكومة السودانية سفيرها من نيروبي، رغم تأكيد وزارة الخارجية الكينية التزامها بالحياد تجاه الأزمة السودانية.
وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم منطقة دارفور بغرب البلاد ومساحات شاسعة من منطقة كردفان في حرب مستمرة منذ ما يقرب من عامين، ويتصدى لها الجيش السوداني في وسط البلاد وندد بتشكيل حكومة موازية.
ومن غير المتوقع أن تحظى مثل هذه الحكومة، والتي أثارت بالفعل قلق الأمم المتحدة، باعتراف واسع النطاق. ويقول مقربون من الحكومة إن تشكيلها سيُعلن من داخل البلاد.
إعلانوفرضت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام عقوبات على محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع المتهمة بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق، بما في ذلك الإبادة الجماعية.
واندلعت الحرب في السودان بعد خلافات بين قوات الدعم السريع والجيش بشأن اندماجهما خلال مرحلة انتقالية كانت تهدف للتحول إلى الحكم الديمقراطي، مما أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من البلاد ودفعت نصف السكان إلى براثن الجوع.