استشاري طب نفسي: هناك أشخاص يأتون إلى عيادتي بسبب ما يحدث في غزة
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
قال نبيل القط، استشاري الطب النفسي، إن الوضع الحالي في غزة يعتبر غير مسبوق في التاريخ الإنساني، مؤكدًا أنه يشعر بعجز كبير عندما يفكر فيما يمكنه هو وزملاؤه من الأطباء النفسيين تقديمه للناس في ظل الظروف الراهنة.
وأضاف، خلال مداخلة عبر "زووم" في برنامج "كل الزوايا"، مع الإعلامية سارة حازم طه، والمذاع على قناة "أون"، بمناسبة اليوم العالمي للصحة، أن كل ما يقوم به لأطفال غزة المتأثرين بما يحدث هناك من حروب ودمار، هو وضع روتين وإرشادات، تتعلق بكيفية التعامل مع الأشخاص المحيطين بهم وكيفية النوم في مثل هذه الظروف الصعبة
وتابع: "فيه ناس بتيجي العيادة عندي تكشف بسبب الخوف من اللي بيحصل في غزة، والمشاهد اللي بيتم عرضها على التليفزيون.
وأضاف أن الوضع في غزة خارج كل قواميسنا البشرية، مشيرًا إلى العلاقة الوثيقة بين الصحة النفسية والصحة الجسدية، حيث إن الناس الذين يعانون من اضطرابات نفسية يكون عمرهم أقل نتيجة تأثير هذه الاضطرابات على أعضائهم.
كما أوضح أن العلاقات الأسرية مرتبطة بشكل مباشر بالصحة النفسية، مؤكدًا أنه إذا كانت الصحة النفسية جيدة، فإننا نستطيع بناء علاقات جيدة، وأن الصحة النفسية تعد أساس كل الحياة الإنسانية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصحة النفسية استشاري طب نفسي الأطباء النفسيين اليوم العالمى للصحة اضطرابات استشاري الطب النفسي فی غزة
إقرأ أيضاً:
الذهب الأزرق في خطر.. 4 مليارات شخص يعيشون فى مناطق تعاني من نقص الموارد المائية.. ودراسة: 20% من أراضي قارة أوروبا و30% من سكانها يعانون من الشح المائي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أتخيل طفلاً يقطن ولاية نائية بإحدي الدول الأوروبية، يقطع أميالاً يوميًا بحثًا عن قطرة ماء، أو امرأةً بإحدي الدول الآسياوية تجاهد لإعداد وجبة لعائلتها من بقايا محصول ذابل، أو مزارعًا بإحدي الدول الأفريقية وهو يراقب أرضه المتشققة التي تحولت إلى صحراء قاحلة.
هذه ليست مشاهد من فيلم خيالي، بل هو تصور حقيقي يتكرر يوميًا في مناطق مختلفة حول العالم، حيث تشتد أزمة ندرة المياه، يومياً بعد يوم، فندرة المياه واحدة من أبرز التحديات التي تواجه العالم في القرن الحادي والعشرين، وتحدث هذه الظاهرة عندما يتجاوز استهلاك المياه العذبة المتاحة القدرة على توفيرها، مما يؤدي إلى اختلال توازن حاد بين العرض والطلب، وتعد ندرة المياه مشكلة معقدة حيث يصبح الوصول إلى مياه آمنة ومعقولة التكلفة غير كافٍ لتلبية احتياجات المجتمع، أو قد يتم تلبية هذه الاحتياجات على حساب البيئة، وعلى الرغم من أن ندرة المياه تؤثر على العديد من المناطق، إلا أن تأثيراتها تكون أكثر وضوحًا على الفئات الضعيفة، مما يبرز أهمية العوامل الاقتصادية والمؤسسية في تحديد هذه الظاهرة، وفي سياق ذلك تفتح "البوابة نيوز" ملف ندرة المياه حول العالم.
انعدام الأمن المائييعيش حوالي 4 مليارات شخص حول العالم في مناطق تعاني من ندرة المياه، وتواجه واحدة من كل أربع مدن مشكلة انعدام الأمن المائي، وذلك وفقًا لتقرير نشره خبراء البنك الدولي على مدونات البنك، ووفقاً للتقرير أيضاً يموت طفل دون سن الخامسة تقريبًا كل 100 ثانية بسبب أمراض مرتبطة بالإسهال الناتجة عن سوء خدمات المياه والصرف الصحي، ويعني هذا أن هناك 273 ألف حالة وفاة للأطفال يمكن الوقاية منها سنويًا، ووفقاً لدراسة جديدة بعنوان " فجوات المياه العالمية في ظل مستويات الاحتباس الحراري المستقبلية"، والتي أجراها علماء من المركز المشترك للبحوث التابع للمفوضية الأوروبية
ونشرت في مجلة "نيتشر كوميونيكيشنز"، أن الطلب على المياه يتجاوز العرض المستدام من الأنهار والخزانات الجوفية، في العديد من أنحاء العالم، وزادت تأثيرات التغيرات المناخية على ندرة المياه من خلال تعطيل أنماط هطول الأمطار والتبخر، مما أسهم في تفاقم الوضع، كما أن النمو السكاني والتوسع الحضري، بالإضافة إلى التلوث والزراعة المروية الموسعة، أدى إلى زيادة الطلب على المياه، وهو ما أسهم بشكل كبير في زيادة فجوة المياه، وتحت تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري، من المرجح أن يتفاقم هذا الوضع في المستقبل، مما سيجعل من الصعب تلبية الاحتياجات المتزايدة للموارد المائية.
وتم تقديم مفهوم "فجوة المياه" لأول مرة في عام 2009، ويستخدم هذا المصطلح للإشارة إلى الفرق بين توافر المياه المتجددة واستهلاكها في منطقة معينة، وتحدث فجوة المياه عندما يتجاوز الاستهلاك الشهري للمياه القدرة على تجديد الموارد المائية المتاحة، وتعد هذه الفجوات مؤشرًا على الاستخدام غير المستدام للمياه، مما يؤدي إلى استنزاف المياه الجوفية والأنهار والبحيرات، وتظهر هذه الفجوات نقصًا حادًا في المياه التي تتسبب في صعوبة تلبية احتياجات السكان والزراعة والصناعة، فضلاً عن تهديد النظم البيئية.
وعلى الرغم من التقدم في الأبحاث المتعلقة بفجوات المياه، إلا أن التقييمات العالمية الشاملة لتحديد الفجوات التاريخية والمستقبلية لاتزال مفقودة، وتحتاج هذه التحليلات إلى توظيف نماذج متعددة ومتنوعة لتقديم صورة شاملة ودقيقة حول المستقبل المائي، وتشير هذه الفجوات البحثية إلى ضرورة تكثيف الدراسات التي يمكن أن تساعد في توجيه السياسات وتحقيق التكيف الفعّال مع ندرة المياه في ظل حالة من عدم اليقين البيئي والاقتصادي.
ونوهت الدراسة أن الانحباس الحراري العالمي يؤدي إلى تفاقم فجوات المياه بشكل متزايد، ومن المتوقع أن تواجه المناطق التي تعاني حاليًا من فجوات المياه ظروفًا أكثر شدة في ظل ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، مع نتائج أسوأ عند ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية، ويتجلى هذا الاتجاه بشكل خاص في شرق الولايات المتحدة، وتشيلي، ومنطقة البحر الأبيض المتوسط، وجنوب وشرق الهند، وسهل شمال الصين، بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تشهد بعض المناطق التي لم تتأثر نسبيًا بالمناخ الأساسي، مثل إيطاليا ومدغشقر وبعض الولايات الأمريكية على الساحل الشرقي (كارولينا الشمالية وفيرجينيا) وفي منطقة البحيرات العظمى (ويسكونسن ومينيسوتا وإلينوي)، ظروفًا متدهورة.
وأوضحت الدراسة أن المملكة العربية السعودية من المتوقع أن تشهد انخفاضًا في ندرة المياه في سيناريو ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، ولكن زيادات كبيرة في فجوات المياه في سيناريو ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية، وتوقعت أن تشهد المناطق الواقعة في غرب أمريكا الشمالية، ومنطقة الساحل في أفريقيا، وشمال غرب الهند، ووسط الصين، وآسيا الوسطى انخفاض فجوات المياه.
وأظهرت نتائج الدراسة أن فجوة المياه العالمية تبلغ 457.9 كيلومتر مكعب / سنة، وفي مناخ أكثر دفئًا بمقدار 1.5 درجة مئوية، من المتوقع أن تزداد فجوات المياه العالمية إلى 484.4 كيلومتر مكعب / سنة (+26.5 كيلومتر مكعب / سنة) فيما يتعلق بالمناخ الأساسي، مع وجود عدم يقين بين نماذج المناخ الخمسة يتراوح بين 454.0 كيلومتر مكعب / سنة (-3.9 كيلومتر مكعب / سنة) و 514.3 كيلومتر مكعب / سنة (+56.4 كيلومتر مكعب / سنة)، وفي مناخ أكثر دفئًا بمقدار 3 درجات مئوية، من المتوقع أن تزداد فجوات المياه العالمية إلى 525.3 كيلومتر مكعب / سنة (+67.4 كيلومتر مكعب / سنة) فيما يتعلق بالمناخ الأساسي، مع وجود عدم يقين بين نماذج المناخ الخمسة يتراوح بين 495.9 كيلومتر مكعب / سنة (+38.0 كيلومتر مكعب / سنة) و546.1 كيلومتر مكعب / سنة (+88.2 كيلومتر مكعب / سنة).
وأكدت الدراسة، أنه توجد أكبر فجوات المياه في الهند (124.3 كم 3 / سنة)، والولايات المتحدة (53.8 كم 3 / سنة)، وباكستان (35.8 كم 3 / سنة)، وإيران (35.0 كم 3 / سنة)، والصين (27.2 كم 3 / سنة) (الشكلان 2أ و 3 ). ومن المتوقع أن تشهد الهند أهم زيادة في فجوات المياه في ظل سيناريوهات الاحتباس الحراري، وفي مناخ أكثر دفئًا بمقدار 1.5 درجة مئوية، سيكون لدى الهند فجوة مياه إضافية قدرها 11.1 كم 3 / سنة، والصين هي ثاني دولة تشهد أكبر زيادة في فجوات المياه (4.1 كم 3 / سنة)، تليها باكستان (2.4 كم 3 / سنة)، والولايات المتحدة (2.3 كم 3 / سنة)، وإسبانيا (1.6 كم 3 / سنة)، وتركيا (1.1 كم 3 / سنة).
وتظهر مستويات الاحترار المختلفة تغيرات غير متساوية في فجوات المياه، في مناخ أكثر دفئًا بمقدار 3 درجات مئوية، لا تزال الهند تقدم أكبر زيادة في فجوة المياه (17.2 كم 3 / سنة) مقارنة بالظروف الأساسية، تليها باكستان (11.7 كم 3 / سنة)، والولايات المتحدة (7.4 كم 3 / سنة)، والصين (7.3 كم 3 / سنة)، وإسبانيا (3.5 كم 3 / سنة)، وتركيا (2.2 كم 3 / سنة)، ومن المتوقع أيضًا زيادة في فجوات المياه بما يزيد علي 1 كم 3 / سنة لإيران (2.0 كم 3 / سنة)، والمملكة العربية السعودية (1.5 كم 3 / سنة)، وإيطاليا (1.3 كم 3 / سنة)، وبنجلاديش (1.3 كم 3 / سنة) والمغرب (1.3 كم 3 / سنة).
ونوهت الدراسة أن الانحباس الحراري العالمي سيؤدي إلى تغيير أنماط هطول الأمطار، مما يؤدي إلى تقليل فجوات المياه في بعض البلدان، وفي نيجيريا من المتوقع أن تنخفض فجوات المياه من 1.2 كيلومتر مكعب / سنة في ظل المناخ الأساسي إلى 0.8 كيلومتر مكعب / سنة و0.6 كيلومتر مكعب / سنة في ظل ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية و 3 درجات مئوية على التوالي، وبالمثل، في الفلبين، ستنخفض فجوات المياه من 2.4 كيلومتر مكعب / سنة في ظل المناخ الأساسي إلى 2.0 كيلومتر مكعب / سنة و2.3 كيلومتر مكعب / سنة في ظل ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية و3 درجات مئوية على التوالي، وتشمل البلدان الأخرى التي من المتوقع أن تشهد انخفاضًا في فجوات المياه في ظل ارتفاع درجة الحرارة السودان وفيتنام وأوزبكستان والإمارات العربية المتحدة وطاجيكستان وإثيوبيا، ورغم أن الاحتباس الحراري العالمي سوف يؤدي إلى تقليص فجوات المياه في هذه البلدان، فإن الفجوات سوف تستمر ولكن بدرجة أقل.
وحذرت الدراسة من أنه إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية بمقدار 4 درجات مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو سيناريو يعرف بـ "آر سي بي 8.5" فإن تدفق الأنهار إلى البحر المتوسط قد ينخفض بنسبة 41%.
وكشفت نتائج الدراسة أنه في ظل الظروف المناخية الأساسية، توجد بالفعل فجوات مائية مهمة، تبلغ 457.9 كيلومتر مكعب في السنة، مما يسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه استدامة المياه، وأن معالجة هذه الفجوات المائية القائمة أمر بالغ الأهمية، حيث من المرجح أن يعزز ذلك القدرة على التكيف مع التغيرات المستقبلية في معظم أحواض الأنهار.
ومن المتوقع أن تزداد فجوات المياه بنسبة 5.8٪ (26.5 كيلومتر مكعب / سنة) في ظل سيناريو ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية و 14.7٪ (67.4 كيلومتر مكعب / سنة) في ظل سيناريو ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 3 درجات مئوية، مع تكثيف التأثيرات مع ارتفاع درجات الحرارة، وأن تأثيرات الاحترار بين 1.5 درجة مئوية و3 درجات مئوية غير متساوية، حيث يؤدي سيناريو ارتفاع درجة الحرارة إلى تفاقم قضايا مثل استنزاف المياه الجوفية والإجهاد البيئي والاستخدام غير المستدام للمياه بشكل أكثر حدة، وحتى الزيادات المتواضعة نسبيا في فجوة المياه يمكن أن تؤدي إلى تفاقم هذه المشاكل، مما يضع ضغوطا إضافية على النظم البيئية ويؤدي إلى تدهور طويل الأمد وصعوبة في الحفاظ على موارد المياه العذبة.
الوضع المائي فى أوروبا
أشار دييغو ماسياس، الباحث في علوم البحار في مركز الأبحاث المشتركة التابع للمفوضية الأوروبية، والمعد المشارك في الدراسة، في تصريحات صحفية إلى أن حوالي 20% من أراضي قارة أوروبا و30% من سكانها يعانون من الإجهاد المائي سنويا، ما يعني أنهم غير قادرين على تلبية احتياجاتهم من المياه، حيث تعد المناطق الجنوبية من أوروبا الأكثر عرضة للخطر.
إجهاد مائي
ووفقاً لتقرير صادر عن معهد الموارد العالمية في أغسطس 2023، فإن أكثر الدول التي تعاني من الإجهاد المائي في العالم تشمل البحرين والكويت وقطر وعمان ولبنان، ويرجع ذلك في الغالب إلى نقص الإمدادات للاستخدام المنزلي والزراعي والصناعي، كما يشير التقرير بالتفصيل إلى أن أكثر المناطق التي تعاني من الإجهاد المائي في العالم هي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث يؤثر الاستخدام المفرط للمياه على 83% من السكان.
الوضع المائي فى مصر وتحديات المياه
تعد مصر من الدول التي تعاني من ندرة المياه، حيث يعتمد معظم احتياجاتها المائية على نهر النيل، الذي يشكل مصدرها الرئيس للمياه العذبة، وتواجه مصر تحديات كبيرة في إدارة مواردها المائية، خاصة في ظل تزايد عدد السكان والتوسع العمراني المستمر، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على المياه، علاوة على ذلك، فإن التغيرات المناخية وسد النهضة الإثيوبي يشكلان تهديدات إضافية على حصة مصر من مياه النيل، مما يضع ضغوطًا هائلة على القيادة السياسية لضمان توفير المياه للمواطنين، والري الزراعي، والصناعة، وفي إطار مواجهة تحديات ندرة المياه، اتخذت مصر العديد من الإجراءات لتأمين إمدادات المياه، بما في ذلك مشروعات تحلية المياه التي تهدف إلى زيادة الموارد المائية، والتي هي بمثابة عصا موسي لمواجهة ندرة المياه وتعد مشروعات تحلية المياه أحد الحلول الفعالة لمواجهة نقص المياه في المناطق الساحلية والصحراوية، وقد تم تنفيذ العديد من المحطات على طول السواحل، كما تواصل الحكومة تنفيذ مشروعات لإعادة استخدام المياه، مثل مشاريع معالجة مياه الصرف الزراعي والصحي، بهدف تعزيز استدامة المياه وتقليل الفاقد منها، ومن الأمثلة البارزة مشروع مياه مصرف بحر البقر الذي يعد من أكبر المشروعات في هذا المجال ويهدف إلى استصلاح أراضي جديدة وزيادة المخزون المائي.
وفيما يخص الطلب على المياه العذبة في مصر، فقد بلغ إجمالي استخدامات الموارد المائية 81.6 مليار متر مكعب سنويًا خلال عام 2022 /2023، ويستمر الطلب على المياه العذبة في الزيادة المستمرة بسبب النمو السكاني وتزايد احتياجات قطاعات التنمية الاقتصادية مثل الزراعة والصناعة والتشييد والبناء، وعند إضافة حجم المياه الافتراضية التي تتضمنها السلع المستوردة، والتي تبلغ نحو 30 مليار متر مكعب سنويًا، يصبح إجمالي الاحتياجات المائية في مصر أكثر من 110 مليارات متر مكعب سنويًا وفقًا لاستراتيجية تنمية وإدارة الموارد المائية حتى عام 2050، ويستحوذ القطاع الزراعي على الحصة الأكبر من الطلب على المياه العذبة، حيث يحتاج إلى 62.13 مليار متر مكعب، وهو ما يشكل 76% من إجمالي احتياجات المياه في عام 2022/ 2023، ويأتي قطاع مياه الشرب في المرتبة الثانية، حيث يبلغ حجم استهلاكه 11.48 مليار متر مكعب، بما يعادل 14% من إجمالي الاستهلاك، وبالنسبة لنصيب الفرد من المياه النقية المنتجة، فقد بلغ نحو 106.6 متر مكعب في عام 2022 /2023، وذلك وفقًا لإحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
على صعيد الفجوة المائية ومرحلة الإجهاد المائي، سجلت الفجوة المائية السنوية في مصر حوالي 21.95 مليار متر مكعب، وذلك بعد استبعاد المياه الافتراضية المستوردة والمياه المعاد استخدامها، ووفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ إجمالي استخدامات الموارد المائية العذبة في مصر نحو 81.6 مليار متر مكعب خلال عام 2022 /2023، مقارنةً بإجمالي الموارد المائية العذبة المتاحة التي بلغت حوالي 59.7 مليار متر مكعب في نفس العام.
الوضع المائي العربي
الدكتور هاني سويلم، وزير الموارد المائية والري، يقول إن المنطقة العربية تعد الأكثر ندرة في المياه بين جميع مناطق العالم، حيث تواجه 19 دولة من أصل 22 دولة عربية تحديات الشح المائي، وأن 21 دولة من هذه الدول تحصل على مواردها المائية الأساسية من مياه دولية مشتركة، ويعيش نحو 390 مليون شخص في المنطقة العربية، أي ما يقرب من 90% من إجمالي عدد السكان، في دول تعاني من ندرة المياه.
ويشير وزير الري، إلى أن العديد من العوامل والتحديات التي شهدتها المنطقة في العقود الأخيرة أدت إلى تفاقم الضغوط على موارد المياه العذبة، مثل النمو السكاني، والهجرة، وتغير أنماط الاستهلاك، بالإضافة إلى التأثيرات السلبية لتغير المناخ، وذكر سويلم، مثالاً على ذلك الأحداث المتطرفة التي شهدتها بعض البلدان العربية، مثل الإعصار الذي ضرب ليبيا الشقيقة، والفيضانات الغزيرة التي اجتاحت الصومال الشقيق، مما أسفر عن مقتل ونزوح المئات وتسبب في خسائر مادية جسيمة.
ويشدد وزير الري، على أن آثار الحروب لا يمكن إغفالها، حيث تؤثر بشكل كبير على إمدادات المياه والغذاء والكهرباء، مشيرًا إلى الوضع في قطاع غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية حادة، بما في ذلك شح المياه العذبة.
ويؤكد وزير الري، أن مثل هذه التحديات تدفع الدول العربية إلى تعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات، وعرض التجارب الرائدة بين الدول العربية، مؤكدًا أن التكنولوجيا الحديثة والبحث العلمي يعدان من العوامل الأساسية في الارتقاء بمنظومة إدارة الموارد المائية في المنطقة.
ويشير وزير الري، إلى حرص وزارة الموارد المائية والري على تعزيز التعاون مع العديد من الدول العربية في مجال المياه، وذلك من خلال مذكرات التعاون الموقعة مع دول عدة، مثل الأردن، والإمارات، والجزائر، والسعودية، والعراق، وتونس، وفلسطين، ولبنان، والمغرب.