أبطال نصر أكتوبر: عقيدتنا النصر أو الشهادة.. وتكاتف الجيش والشعب حطم أساطير العدو الإسرائيلي
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
رحب الصحفى صلاح البلك، نائب رئيس التحرير، بالحضور الكريم، موجها التحية والتقدير لأبطال نصر أكتوبر المجيد، والشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تراب هذا الوطن.
اللواء طيار أركان حرب حسن راشد: نصر أكتوبر معركة أسلحة مشتركة ارتكزت على 5 مبادئ أولها الإيمان باللهاستهل اللواء طيار أركان حرب حسن راشد، رئيس أركان القوات الجوية الأسبق، حديثه عن محور التخطيط العسكرى لحرب أكتوبر، ودور القوات الجوية فى النصر، بقوله إن من الضرورى التذكرة دائماً بالتأكيد على نصر أكتوبر المجيد، خاصة أن البعض يشكك فى الانتصار، ومنهم من يروج أن نتيجتها كانت التعادل بين الطرفين، وهو أمر لايمت بالحقيقة بصلة، ففى حقيقة الأمر حرب أكتوبر كانت انتصاراً بكل المقاييس، فهى انتصار على اليأس وما حدث بعد 5 يونيو عام 1967.
كما أنه كان مشروعاً تبنته القوات المسلحة والشعب المصرى الذى تحمل 6 سنوات جميع التحديات التى عاصرها وقتها، موضحاً أن هذه المعركة بدأت بحرب الاستنزاف أو حرب الـ1000 يوم، وهى أطول معركة استنزاف تمت فى التاريخ العسكرى الحديث، كما أن هذه المعركة كانت مدرسة للقوات المسلحة فى التدريب ومعرفة العدو.
سلاح الطيران تدرب بالدم قبل الحرب.. واكتسبنا الخبرة من حرب الاستنزاف فى بناء «الدشم»وكان هذا هو الهدف لجميع أفراد القوات المسلحة، بينما الهدف الثانى كان التخطيط والتوقيت، وقياس المسافة التى يمكن أن يقطعها العدو من الحدود حتى خط قناة السويس، وكذلك معرفة الاحتياطى الخاص به، وتيارات المياه الموجودة، واختيار اليوم وساعة العبور، كل هذا كان تخطيطاً لقادة عباقرة، مشيراً إلى أنهم فى سلاح الطيران تدربوا كثيراً على الطلعة الجوية التى حدثت فى 6 أكتوبر منذ وقف إطلاق النار ومبادرة روجرز سنة 1970، وقاموا بتنفيذها مسبقاً نحو ما يقرب من 40 أو 50 مرة، وكان تدريباً حقيقياً بالدم، واستخدموا خلالها قنابل حقيقية وصواريخ حقيقية، وليست تدريبية، حيث اكتسبنا الخبرة من هذه التدريبات فضلاً عن الخبرة من حرب الاستنزاف والوجود على الجبهة السورية.
واستكمل أن المبدأ الآخر هو الالتزام والجدية، حيث إن الجميع لم يكن يرى أمامه سوى المعركة، فضلاً عن مبدأ التضحية، فالجميع قدم تضحيات فى هذه الفترة، ولا نتحدث عن القوات المسلحة فقط، ولكن المجهود الحربى أيضاً، فالجميع قدم التبرعات من أموال ومصوغات ذهبية وكل ما يملك فى مشهد بديع، حتى إن سيدات الريف كن يأتين من القرى الخاصة بهن لتقديم الطعام إلى المجندين: «شايفين إن ولادهم اللى على الجبهة، وبالفعل كل بيت كان له حد» فكان الجميع متوحدين من أجل مصر.
وأكد أن جميع الأفرع فى القوات المسلحة قدمت معجزات فى فترة الحرب، مشيراً إلى أن الجميع تعلم من دروس عامى 56 و67، وعلى رأس تلك الدروس بناء «الدشم»، أى الملاجئ للطيران، بعد أن تم ضرب الطيران المصرى خلال الحروب السابقة بسبب أن الطائرات كانت خارج الدشم والملاجئ، كما يجب الإشادة بدور شركة «المقاولون العرب» وقتها، حيث تم بناء الدشم بجانب الممرات وتوسعت ضمن الاستعدادات التى تمت.
واستطرد: كنت أطير بطائرة إنتاج عام 1954، وهى من الخمسينات، وأدافع أو أقاتل بها ضد صواريخ بعيدة المدى، كانت تحتوى على مستودعات تشويش ورادارات، بينما نحن لم نكن نمتلك هذه التقنيات، ولكن تم وضع خطة باستغلال هذه الإمكانيات لاستعادة الأرض وبدء الحرب والاستمرار حتى نهايتها وسط هذه النوعية من الأسلحة.
وأكد أن الضربة الجوية فى حرب 73 ركزت على الطيران على ارتفاعات منخفضة جداً لتجنب الرادارات، ونجحت الخطة بفضل التدريب الجيد، وتمكنا من الوصول للأهداف المطلوبة، موضحاً أنه فى هزيمة عام 1967 القوات المسلحة بالكامل لم تحارب بشكل فعلى، صحيح أن هناك شهداء، وطيارين قد خرجوا فى ظل سيطرة جوية كاملة لإسرائيل، وقد دمروا طائراتهم أو أصيبوا، رحم الله شهداءنا، سواء من حروب 1948، 1956، 1967، أو 1973، وحتى أولئك الذين سقطوا فى التدريب، مؤكداً أن القوات الجوية المصرية كان لديها قيادة تفكر بشكل استراتيجى فى كيفية الاقتصاد فى القوة، وهو مبدأ رئيسى، فالقيادة كانت تفكر فى كيفية استغلال قوتنا بالشكل الأمثل لتحقيق أهدافنا على المدى الطويل.
اللواء عادل العمدة:التضامن بين الشعب والجيش كان له دور أساسى فى الوصول لنصر أكتوبر الحاسموتحدث اللواء عادل العمدة، مستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، عن محور التخطيط الاستراتيجى لمصر بعد نكسة 67 وحتى النصر المجيد فى 73، وكيف التحم الشعب مع جيشه لتحقيق ملحمة النصر، وكذلك كيف غيرت حرب أكتوبر المفاهيم العسكرية والخريطة السياسية فى المنطقة والعالم، قائلاً إنه من بعد عام 1967 مباشرة بدأت مراحل حرب الاستنزاف، التى كونت منظومة فى نفوس المصريين كجيش وشعب، وهى أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، فكانت العقيدة النصر أو الشهادة، ولذلك كان يجب ترجمة ذلك على أرض الواقع فى 6 ساعات يوم 6 أكتوبر 1973، وهو ما تطلب تنفيذه بسرية تامة عن العدو وتحقيق عنصر المفاجأة، الذى هو مقرون باسم القوات المسلحة فى معركة الأسلحة المشتركة الحديثة.
وأضاف «العمدة» أن التخطيط الاستراتيجى الفعال كان له دور كبير فى تحقيق عنصر المفاجأة، الذى كان له تأثير بالغ فى حسم المعركة منذ بدايتها، وقد حظى هذا العنصر بإشادة واسعة من العديد من التقارير الغربية التى تناولت الحرب، حيث أشارت إلى نجاح مصر فى تطبيقه بكفاءة، وهو النجاح فى قهر المستحيل، كما أن التضامن بين الشعب المصرى والجيش كان له دور أساسى فى الوصول إلى هذه اللحظة الحاسمة، حيث عبّر الشعب عن رغبته القوية فى القتال لاستعادة الكرامة بعد نكسة 1967، مما عزز الوحدة بين الجيش والشعب.
وعلاوة على ذلك، أوضح اللواء عادل العمدة أن حرب أكتوبر غيرت المفاهيم العسكرية على المستويين الإقليمى والدولى، مؤكداً أن الجيش المصرى أصبح نموذجاً يُحتذى به فى تحقيق عنصر المفاجأة فى المعارك الحديثة، مشيراً إلى أن هذه الروح لا تزال موجودة فى الإنجازات المعاصرة، مثل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، التى اعتبرها تجسيداً لروح أكتوبر فى التغلب على المستحيل، فكيف كانت تلك المنطقة الصحراوية فى الماضى وكيف أصبحت فى الوقت الحالى، موجهاً التحية إلى أرواح شهداء مصر، الذين لولا تضحياتهم ما كانت هذه الإنجازات ممكنة، مشيداً بالدور القيادى للزعيم الراحل محمد أنور السادات، الذى ترك بصمة واضحة فى هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ مصر.
وتابع أن هذه المعركة فى إطار التنفيذ الاستراتيجى لها حققت نجاحات منقطعة النظير وعلامة فارقة لن تتكرر لقياس القدرات ما بين مصر وإسرائيل، وما بين التحديات التى قابلت المقاتل المصرى، والتدريب فى منطقة منكشفة بالنسبة للعدو، حيث إنه على مستوى أعلى ولديه عناصر استطلاع وقوى كبرى وعظمى تسانده، ولذلك كان هناك انكشاف تام للأمن القومى المصرى ومسرح العمليات، فضلاً عن التنصت والتجسس، وهو ما كان يتطلب جهوداً كبيرة للعمل وسط هذه التحديات والتسليح والتدريب خلال هذا الانكشاف، ما يعد معجزة فى إطار التنفيذ الاستراتيجى، حتى فكرة اقتحام خط بارليف وفتح الثغرات فى الساتر الترابى وكيفية إجراء 32 تجربة، لذلك فى إطار المفاجأة وتحقيق المفاجأة فى إطار خطة القطاع الاستراتيجى، فلولا فتح الثغرات لم يكن تحقيق النصر ممكناً.
وأشار المستشار بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية إلى أن كل هذه العناصر مجتمعة توضح حجم ما قدمته القوات المسلحة فى هذه المعركة، ومنها إدخال الطلمبات من ميناء الإسكندرية وتشوينها لمدة 6 أشهر، والتظاهر بأن أوراقها غير جاهزة أو أن المخلص الجمركى لم ينته من الإجراءات فعليها أعباء مالية، واستخدام حجج روتينية لعدم لفت الأنظار إليها حتى إرسالها واحدة تلو الأخرى خفية إلى أماكن التدريب المحاكى للمعركة على الرياح، حيث إن هناك نفس عرض قناة السويس، كما تم إنشاء ساتر ترابى مماثل حتى يتم التدريب عليه، فضلاً عن كيفية فتح الثغرات فيها ووقت وزمن فتح الثغرة، وكم طلمبة يحتاجها، موضحاً أن هناك مشكلة أخرى لم يلتفت لها الكثيرون، وهى أن تربة سيناء مع المياه تشبه التصبين وتتسبب فى التزحلق عند السير عليها أو العبور عليها بأى عربة، ما قد يصعب من عملية العبور نفسها، وهو ما كان تحدياً آخر تمت السيطرة عليه والعمل على تخطيه من خلال آليات خاصة بذلك، فضلاً عن التعامل مع أنابيب النابالم من الليلة التى تسبق الحرب وإغلاقها بمادة خاصة مقاومة للأملاح ومقاومة للمياه المالحة وتمنع خروج اللهب الذى درجة حرارته 400 درجة مئوية وارتفاعه 22 متراً، فبالتالى لن يسمح بالعبور مع خطوط أنابيب البترول لاستمرار اللهب لفترة أطول، فكل هذا التخطيط جعل كل نقطة محسوبة بشكل جيد.
واستكمل أنه كانت هناك أساليب خداع استراتيجى أخرى، منها تمهيد الطرق وتجهيزها للهجوم مع عمل تعبئة فى شهر 5 وأخرى فى شهر 8، فانخدعت إسرائيل بعد كل مرة تعد عتادها استعداداً لأن مصر ستحارب، ولكن لا يحدث شىء مما جعل نظرة العدو أن هناك شكاً دائماً فى قدرة الجيش المصرى على الهجوم، حيث استشعرت إسرائيل أن هناك استنفاراً فى الداخل المصرى ولكن الدولة عاجزة عن أخذ قرار الحرب وأن الوضع بعيد تماماً، حتى عندما تشككت جولدا مائير فى يومى 1 و5 أكتوبر.
وجاءت لها أنباء عن وجود حركة غير طبيعية للجيش المصرى عن طريق جواسيسها، وأوفدت حينها رئيس الأركان ووزير الدفاع وعادا إليها مؤكدين أن الجبهة هادئة تماماً ولا يوجد ما يدعو للقلق، وبعدها بـ24 ساعة حدثت الحرب وكان النصر حليفنا، مؤكداً أن حرب أكتوبر غيرت المفاهيم العسكرية للنصر، فى ظل وجود لُحمة عربية ضغطت على أمريكا أيضاً بقطع البترول، لافتاً إلى أن مفهوم النصر هو انتقال المقاتل إلى خط المهمة والدبابة تصل بقائدها إلى خط المهمة.
عبدالله جهامة: أبناء سيناء لقنوا إسرائيل درساً لن ينسوه فى المقاومة.. والمقاتل المصري حطم أوهام العدووتحدث الشيخ عبدالله جهامة، رئيس جمعية مجاهدى سيناء وأحد رموز قبائل سيناء، عن دور أبناء سيناء فى حرب أكتوبر مروراً بالمعركة ضد الإرهاب والحفاظ على أرض الفيروز من الأطماع المستمرة فيها، قائلاً إن أبناء سيناء هم جزء أساسى من نسيج مصر، وشهدوا على الطبيعة حرباً غير متكافئة فى نكسة 67.
ولفت إلى أن تشكيل منظمة سيناء العربية بتوجيه من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بوجود أبناء سيناء «شمال وجنوب» وهذه المجموعة لقنت إسرائيل درساً لن ينسوه فى المقاومة، وكان موشيه ديان عندما تسأله جولدا مائير «لماذا لا تقضون على الإرهابيين الموجودين فى سيناء؟»، حيث كانت تعتبر أهالى سيناء «إرهابيين»، فكان رده عليها إنهم «كالأشباح»، لافتاً إلى أن «ديان» أراد أن يُلحق بمصر هزيمة أخرى معنوية فجمع شيوخ سيناء، الذين كانوا تحت ضغط قبلها بـ6 أشهر، وبدا «ديان» متأكداً تماماً أن أهالى سيناء بعد كل هذا الضغط سيرغبون فى الانفصال عن مصر وسيطلبون الحماية الدولية، وكانت هذه أمنيته، ولكن شيوخ سيناء بالتنسيق مع رجال القوات المسلحة آنذاك، رتبوا ترتيباً آخر، حيث إن المشايخ فى منطقة الحسنة عقدوا اجتماعاً مع موشيه ديان، وكان الأخير واثقاً أن شيوخ سيناء سيعلنون انفصالهم عن مصر ويطلبون الحماية الدولية، مستطرداً: وسط جميع وكالات الأنباء العالمية وكل الكاميرات، أكد مشايخ سيناء: «نحن على هذه الأرض المصرية، ومن يرغب فى الحديث عن هذه الأرض عليه التوجه إلى الرئيس جمال عبدالناصر»، مشددين: نحن أبناء سيناء وأرضها مصرية، ونحن مصريون.
وأوضح: كان هذا تعبيراً عن ولاء وانتماء أبناء سيناء، فهم قدموا العديد من التضحيات، والحرب فى سيناء عام 1967 كانت صعبة، لافتاً إلى أن العدو الإسرائيلى عندما أقام خط بارليف وأعدت مواقعه بشكل جيد، فإنهم أوهموا العالم أن المقاتل المصرى لن يستطيع تجاوز خطهم المنيع، لكن شعب مصر من الرجال والنساء، كان مصمماً على دفع الثمن نتيجة النكسة، وبعد 6 سنوات من نكسة 67، شهدنا خلالها مآسى كبيرة بسبب العدو الإسرائيلى، ولكن أظهرنا قوة كبيرة فى معركة أكتوبر 1973، التى كانت من إرادة الله، حيث أراد الله أن يكون الجنود المصريون قادرين على اجتياز خط بارليف، حيث تمكن المقاتل المصرى فى 6 ساعات من الوصول إلى الضفة الشرقية لقناة السويس.
ولفت إلى أنه عندما وصلت التعليمات قبل الحرب من القيادة «يوم الجمعة»، استعدت مجموعة فنية لتركيب الصواريخ على بعد 15 إلى 25 كيلومتراً من قناة السويس، وعندما تمت عملية الإطلاق، اشتعلت المعارك على القناة، وكنا على بُعد 220 كيلومتراً منها، لكن التأثير كان كبيراً، حيث نفذت القوات المسلحة وأسلحتها وضربات الطيران والمدفعية جهداً كبيراً جداً، وأراد الله هزيمة العدو، مشيراً إلى أن هناك دولاً أخرى تواصل تخطيطها ضد مصر، لكن الشعب المصرى منصور بفضل الله، ودباباتنا وطائراتنا فى حالة تأهب دائم على الحدود، مشيراً إلى أنه بفضل القيادة السياسية والقوات المسلحة، تمكنا من تفادى الأزمات التى تعانى منها دول الجوار مثل ليبيا والسودان. نحن الآن فى سلام بوجود قواتنا على الحدود واستعدادها للدفاع عن مصر فى أى لحظة، مؤكداً ضرورة استمرار التنمية فى سيناء، وهو ما تم تنفيذ جزء كبير منه على أكثر من مستوى، ومنها الإسكان والطرق والبنية التحتية وآخرها عودة حركة السكة الحديد فى سيناء بعد 50 عاماً.
فيما عقب اللواء عادل العمدة على حديث «جهامة»، مؤكداً أن الدولة تستهدف توطين من 3 إلى 8 ملايين فى 2030، ولكن لا بد من تمهيد الطريق وإيجاد فرص عمل لهم وخدمات مختلفة صحية وترفيهية، فضلاً عن 5000 كيلومتر طرق حتى الآن، منها 2500 كيلو إنشاء جديد، و2500 أعمال رفع كفاءة، كما أنشأت الدولة 7 مدن جديدة فى سيناء، بداية من رفح الجديدة وبئر العبد الجديدة الجارى تنفيذها والإسماعيلية الجديدة، والتجلى الجديدة، ودهب الجديدة، وغيرها، فضلاً عن 7 جامعات منها جامعة الملك سلمان فى 3 محاور، سواء كانت جامعات أهلية أو جامعات حكومية أو جامعات خاصة، مع كثير من الإنشاءات التى تقدم خدمات للمواطن، ففكرة توطين من 3 إلى 8 ملايين مواطن مصرى لا بد من وضع الأسس لها أولاً، مشيداً بدور الإعلام وانتشاره فى سيناء، بجانب الدور التوعوى للقوات المسلحة من خلال عمل الدورات والندوات فى مختلف المناطق فى سيناء، ويحرص على حضورها الجميع من شباب وشيوخ ونساء يأتون من مئات الكيلوات لحضور الندوات، وذلك لتوضيح الرؤية ضمن الدور التوعوى التثقيفى.
واستكمل الشيخ عبدالله جهامة، رئيس جمعية مجاهدى سيناء وأحد رموز قبائل سيناء، حديثه عن التنمية فى سيناء فى الوقت الحالى، مؤكداً أن مختلف الطبقات حاضرة أمام جهاز تنمية سيناء لسحب كراسة للتقديم على قطعة أرض، وغالبيتهم من فئة الشباب، الذين تخطت أعدادهم المئات، ولذلك يجب استغلال هذا بزيادة التنمية فى سيناء التى زادت خلال الـ10 سنوات الأخيرة، ولكن يجب أيضاً الاستمرار فى زيادة التنمية البشرية، مؤكداً بدوره كرئيس لجمعية مجاهدى سيناء، أن المرأة السيناوية لها دور كبير دائماً.
ليلى عبدالمولى: العدو الإسرائيلي ليس لديه أخلاق أو إنسانية والشيطان نفسه يعتذر لهم من بشاعة أعمالهموالتقطت أطراف الحديث الدكتورة ليلى عبدالمولى، إحدى المشاركات فى حرب أكتوبر، متحدثة عن دور المرأة فى الحرب والمشاركة فى عمليات التمريض والدور الشعبى المساند للقوات المسلحة فى حرب النصر، قائلة إنه على الجميع الاطمئنان، فأبناء مصر يحمونها منذ بدء الخليقة، فحرب أكتوبر كانت مثالاً ونموذجاً يُحتذى به فى التضحيات، فهناك من ضحى بحياته وأولاده وهناك من ضحى بكل ما يملك فى وقت حرب أكتوبر حتى يتحقق النصر.
وأضافت «عبدالمولى» أن القطاع الصحى فى وقت الحرب كان يملك الخطة الأساسية والبديلة، وفى العسكرية يكون الاستعداد فائق الحدود، والقيادة كانت توفر كل شىء، ولكن مع السرية التامة، إلى أن جاء اليوم المنتظر، ففى 6 أكتوبر 1973 الساعة 2 ظهراً اندلعت الحرب، وعلى الفور تم تنفيذ الخطة البديلة، فمثلاً إذا كنا نعمل بقوة سريرية داخل المستشفيات تصل لـ800 سرير يمكن أن تتحول إلى 1500 سرير يتم فرشها وتجهيزها فوراً وأماكنها موجودة، مثلما حدث فى فترة جائحة كورونا على سبيل المثال.
وأضافت «عبدالمولى» أنه عادة فى الحروب تتم الإسعافات الأولية للمصاب على الجبهة، إذا كانت جروحاً بسيطة أو الإصابة بسيطة، ولكن يتم الإخلاء للخطوط الخلفية ويأتون إلى المستشفيات للحالات الصعبة التى تحتاج إلى تدخل جراحى، وفى البدايات من أول يوم للحرب كنا فى أحد المستشفيات وسط البيوت، وكل بيت كان يعتبر أن المستشفى مسئولاً منه، فالجميع كان يساعد بكل ما يحتفظ به من علاج أو أدوات صحية، ومن أول يوم كانت الطوابير من أبناء الشعب المصرى للتبرع أكثر عدداً من الجرحى والمصابين، ليس فقط للتبرع بالدم ولكن أيضاً للمساعدة بالأكل والشرب والأدوات الصحية والعلاجات، وكان إحساساً رائعاً ودعماً كبيراً يعطى الحافز لنا كأفراد نعمل، ولم يكن لدينا إحساس الشعور بالوقت أو الأكل أو الشرب أو أى شىء آخر، وكان كل الهم التعامل مع المصاب المضحى بعمره من أجل الوطن.
وأشارت إلى أنها عندما تتذكر فترة سواء قبل أو أثناء حرب أكتوبر، فإن ما يباغت الذاكرة هو مشهد المصابين الذى كان مؤلماً لأقصى درجة، حيث إن إسرائيل ليس لديها أخلاق أو أى إنسانية، بل يجب على الشيطان نفسه الاعتذار لهم من بشاعة أعمالهم، لكن المصابين كان لديهم عزيمة كبيرة لاستكمال الحرب والمشاركة مع زملائهم الأبطال على الجبهة فى المهام لاستعادة أرض الوطن، فضلاً عن دور الهلال الأحمر فى التجاوب معنا، وكان لهم دور فعال، فنحن كنا نقوم بالعملية التمريضية، بينما هم يجلسون مع الجرحى ويعطونهم الدعم النفسى، فضلاً عن السيدة جيهان السادات رحمها الله، ووجودها مع الأهالى، وتقديم الدعم النفسى للمصابين.
أحمد فؤاد أنور: 650 كتاباً باللغة العبرية تناولت عبقرية الجيش المصرى فى التخطيط والتجهيز للحربوتحدث الدكتور أحمد فؤاد أنور، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية والباحث فى الشئون الإسرائيلية، عن انعكاس وتأثير نصر أكتوبر المجيد على الداخل الإسرائيلى وكيف تحول عيد الغفران إلى نكسة كبيرة على العدو الإسرائيلى، قائلاً إن العلم والصبر أساس لأى نصر، ومصر كانت تخطط بشكل جيد لكل التفاصيل، ورداً على الروايات الإسرائيلية التى حاولت ترويج أن نتيجة حرب أكتوبر كانت «التعادل».
قال: إن هذا الأمر مدعاة للسخرية داخل إسرائيل نفسها، فالحقيقة أن إسرائيل ليست جمعية خيرية حتى تتنازل طوعاً بدون كسر إرادتها عن سيناء، التى تبلغ مساحتها 3 أضعاف مساحة إسرائيل، فهذا كلام غير منطقى، ويؤكد أنها خسرت الحرب، كما أن إسرائيل لم تتمكن من دخول أى مدينة من مدن القناة، وبعد وقف إطلاق النار حاولوا اقتحام السويس، مستغلين وقف إطلاق النار وانتهكوه، لمحاولة اقتحام المدينة الباسلة باستخدام مدرعات تشبه المدرعات المصرية للتمويه، فى ظل وجود قوات رمزية فى السويس وليست وحدات قتالية حقيقية، ولكن فى النهاية لم يستطيعوا النجاح وهربوا أمام المقاومة الشعبية.
واستكمل «أنور» أنهم بعد ذلك تشتتوا إلى 3 مجموعات حاولوا الاختفاء فى المبانى، لدرجة أن هناك ضابطاً إسرائيلياً عاد فى تابوت خشب، وكانت «علقة» لا يمكن نسيانها فى السويس، هذه المحاولة التى حاولوا تضخيمها إعلامياً، ووقفت مصر بدباباتها، والجيش الثالث لم يُحاصر بالكامل، والسويس لم يتم اقتحامها، والضفة بالكامل لم تسقط والمدن لم يتم دخولها، وتلقوا لطمة هائلة فى محاولة اقتحام السويس، هذا الأمر الذى تمت ترجمته للهروب من السويس.
وأكد أن العبقرية المصرية تجلت فى التخطيط والتجهيز، باعترافات من الجانب الإسرائيلى الذى أصدر 650 كتاباً باللغة العبرية عن حرب أكتوبر، بالإضافة إلى 200 كتاب بلغات أخرى غير العبرية عن أكتوبر، يؤكدون فيها عبقرية التخطيط المصرى، ولذلك لا يمكن الترويج بأن ما حدث فى نصر أكتوبر المجيد «تعادل».
وأشار إلى أن الرئيس الراحل أنور السادات قبل حرب أكتوبر قالها صريحة «العين بالعين والسن بالسن»، فكان قد عرض السلام على جولدا مائير وتل أبيب لم تلتفت ولا واشنطن، وقالها مرة أخرى يوم 16 أكتوبر وهو منتصر فى مجلس الشعب عام 1973 الدنيا كلها التفتت لأن الرئيس نفذ.
ولفت إلى أنه فى عام 67 أرسلت إسرائيل إلى الإسكندرية ضفادع بشرية بغواصة، تم أسرهم والغواصة تم ضربها وكانت آخر رحلة لها، بينما فى 5 يونيو إسرائيل ضربت المستشفى القبطى فى مواجهة المستشفى العسكرى بمنطقة رمسيس، وهو ما لم يحدث فى حرب أكتوبر لأنه كان لدينا ردع، فالذى يسأل عن فكر العدو الإسرائيلى وكيف يفكر تجاهنا وتجاه الآخرين، هو نفعى وليس متديناً، وقطاع منهم لا يؤمن بالصهيونية ولكن يستغل الدين، فهذا أمر ينبغى التنويه له، وفى هذا السياق مدير المخابرات الحربية الإسرائيلية فى فترة أكتوبر كان له دائماً هيمنة على أصحاب القرار، أنه يقدر يتوقع، ويقدر يخمن هل فعلاً هناك حرب أم لا، كان أول المتهمين بأنه فشل فى التوقع، ولا سيما فى ظل تأكيده بأن هذه مناورة جديدة، وأنه لا يوجد حرب، ففكر العدو الإسرائيلى لا يحترم المواثيق.
ولفت إلى أنهم يحاولون الآن الضغط على مصر حالياً وتشويهها وابتزازها بشأن القضية الفلسطينية لهدفين، محاولة الضغط على المفاوض الفلسطينى ومراجعة حساباتنا فى نقل السكان، ولكن مصر أكدت موقفها بأن هذا خط أحمر، وأن الدماء التى سالت على مدار التاريخ فى سيناء، لا يمكن التفريط فيها أو إعفاء الاحتلال من فاتورته الأمنية والاقتصادية والقانونية والتى يجب أن يدفعها.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ذكرى أكتوبر العظيم حرب العزة والكرامة الإرادة والإيمان والتضحية اللواء عادل العمدة نصر أکتوبر المجید العدو الإسرائیلى القوات المسلحة حرب الاستنزاف الشعب المصرى أبناء سیناء هذه المعرکة على الجبهة أکتوبر کان حرب أکتوبر المسلحة فى فى سیناء فى إطار أن هناک إلى أنه کان له عام 1967 حیث إن کما أن فى حرب وهو ما أن هذه
إقرأ أيضاً:
فُقد الاتصال بها إثر دخول الجيش الإسرائيلي إلى بلدتها.. ما مصير فيروز؟
توجهت عناصر الكتيبة الفرنسية في اليونيفيل وسيارات الصليب الأحمر الى بلدة بني حيان للكشف عن مصير السيدة فيروز جابر، التي كان فقد الاتصال بها إثر دخول الجيش الإسرائيلي إلى بلدتها، وفقاً لـ"الوطنية للاعلام".
وكان بانتظارهم عند مفرق البلدة رئيس البلدية يحيا جابر. وعُلم أنه تم العثور عليها وهي بخير.