قال الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير جريدة الأخبار، إن الرئيس الراحل أنور السادات كان عبقريا في الخداع الاستراتيجي، المعركة في السادس من أكتوبر كانت معروفة، المكان والعدو معروفان، والخطة تكاد تكون معروفة بالنسبة للعدو، وهي عبور القناة وحشد القوات وعبور الساتر المائي. 

السادات أقنع العدو أنه لن يحارب

أضاف «السعيد» خلال حواره مع الإعلامي والكاتب الصحفي أحمد الطاهري، ببرنامج «كلام في السياسة»، المذاع على فضائية «إكسترا نيوز»، أن العبقرية تكمن في إقناع السادات للعدو بأنه لن يحارب، ولكنه قام بالحرب النفسية كأول خطوة، من خلال شعور العدو بأن الجيش المصري غير مهيأ للحرب، فكانت الجبهة الداخلية بها سخرية على الجيش.

 

السادات كان يُكبد جيش العدو المعاناة بحشد القوات على الضفة الغربية

أشار رئيس تحرير جريدة الأخبار، إلى أنه صدّر للجميع أنه لن يحارب، وعمل مناورات بحشد القوات على الضفة الغربية لقناة السويس ولكن جيش العدو كان يعلم أن القوات لن تعبر، ولكن في كل مرة يقوم الجيش المصري بمناورة يقوم العدو بتعبئة عامة فيتكبد العناء، وبعض العمليات تمت بإشراف مباشر من الرئيس الراحل أنور السادات.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: السادات نصر أكتوبر أسامة السعيد الطاهري كلام في السياسة

إقرأ أيضاً:

صمود المصريين وعبقرية السادات وبسالة القوات المسلحة مفاتيح الانتصار العظيم

بطولات لا تنتهى.. وعبقرية فى التخطيط حولت المستحيل إلى واقع.. وفداء وتضحية بالروح والدم.. كلها عناوين مسطرة بأحرف من نور لأبطال هذا الانتصار العظيم الذين ضربوا أروع الأمثلة فى التفانى وحب الوطن.

فحكايات النصر لا تنتهى، وبطولات التضحية التى شهدتها الحرب ستظل علامات مشرقة ومضيئة فى تاريخ الأمة المصرية والعربية، فكان كل جندى وضابط صف وضابط وقائد بمثابة جيش بمفرده، يقاتل ليسترد أرضه ويعلن للعالم أن مصر الحضارة والتاريخ لا يمكن أن يحتل أرضها جيش المرتزقة والمشردين فى الأرض، وقد كان الرئيس البطل أنور السادات معبرًا عن ذلك فى كلمته أمام مجلس الشعب بعد النصر قائلًا «سوف يجىء يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه، وكيف حمل كل منا الأمانة وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء».

وفى هذه السطور سوف نسلط الضوء على مفتاح النصر ممثلًا فى خطة الخداع الاستراتيجى التى نفذها الرئيس البطل محمد أنور السادات الذى استطاع خداع الجميع بما فيهم أعتى أجهزة المخابرات فى العالم من خلال وضع خطة خداع متكاملة الأركان على المستوى العسكرى والسياسى ولجأ  لتوظيف الفن والصحافة والإعلام على مدار عام كامل منذ يوليو 1972، حتى تفاجأ الجميع بالقوات المصرية تعبر القناة وسط ذهول عالمى من توقيت الحرب الذى كان بمثابة الصدمة من هول مفاجأة التوقيت وساعة الصفر فى الثانية ظهرًا وليست مع أول ضوء أو آخر ضوء وخلال شهر رمضان والجيش كله صائم.

 فكرة الخداع وبدء التنفيذ  

أدرك الرئيس السادات أن الغطرسة الإسرائيلية لن تؤدى إلى حلول سياسية، نتيجة ما حققته إسرائيل من مكاسب عقب نكسة 67 وأيضًا نتيجة الدعم الأمريكى اللا محدود عسكريًا وسياسيًا، فقرر السادات أنه لا بد من عملية عسكرية رادعة تحرك المياه الراكدة وتمهد الطريق للحلول السياسية، وكان ذلك نتيجة قراءة ثاقبة للموقف الدولى، فبدأ السادات فى التجهيز للضربة العسكرية الخاطفة التى تقضى على أسطورة الجيش الذى لا يقهر.

اعتمد السادات على تقديم كل المعطيات للعدو بأن فكرة الحرب ليست واردة فى المستقبل القريب، وبأن القوات المسلحة المصرية مشغولة بأى شىء سوى الحرب، وخلق انطباعًا عامًا لدى العدو ومن يقف وراءه من أجهزة المخابرات بأن مصر لن تحارب، وأن الحديث عن الحرب وتحرير سيناء مجرد تصريحات للاستهلاك المحلى وتهدئة الرأى العام الداخلى.

 بدأت خطة خداع العدو عندما اجتمع الرئيس السادات بجهاز المخابرات العامة، وبحضور قائد الجيش ومستشار الرئيس للأمن القومى ورئيس المخابرات العسكرية، فى اجتماع تاريخى استغرق أكثر من 5 ساعات، ووجه بوضع خطة خداع استراتيجى تسمح لمصر بتحقيق إخفاء أى علامات للاستعداد للحرب حتى لا توجه إسرائيل ضربات استباقية للقوات المسلحة، وأن تسليح الجيش وتدريباته لا بد أن تتم بعيدًا عن أعين العدو التى ترصد كافة التحركات على الجبهة وفى الداخل، بحيث يطمئن العدو ومن خلفه إلى أن مصر لن تحارب، وكلف باتخاذ كافة الإجراءات التى من شأنها الدعم فى الاتجاه المعاكس للحرب بما فى ذلك خداع الرأى العام الداخلى وتضليل الجميع فى حالة «لا حرب ولا سلم».

وبدأ الرئيس ومن خلفه المخابرات العامة والعسكرية فى تنفيذ بنود خطة الخداع والتى اعتمدت فى مجملها على عدة محاور كان على رأسها الإجراءات الخاصة بالجبهة الداخلية والتى تتضمن إظهار ضعف مصر اقتصاديًا وعدم قدرتها على الهجوم، بداية من استيراد مخزون استراتيجى من القمح، عن طريق قيام المخابرات العامة بتسريب معلومات بأن أمطار الشتاء قد غمرت صوامع القمح، وتحوّل الأمر لفضيحة ساهمت الصحافة فى تضخيمها وعلى أثرها استوردت مصر على أثرها الكميات المطلوبة، وسعيًا لتوفير الخدمة الطبية، جاء قرار إخلاء المستشفيات عن طريق تسريح ضابط طبيب من الخدمة وتعيينه بمستشفى الدمرداش، ليعلن عن اكتشافه تلوث المستشفى بميكروب، ووجوب إخلائها من المرضى لإجراء عمليات التطهير، وفى اليوم التالى نشرت «الأهرام» الخبر معربة عن مخاوفها من أن يكون التلوّث قد وصل إلى مستشفيات أخرى، فصدر قرار بإجراء تفتيش على المستشفيات وإخلائها، ولتوفير مصادر بديلة مستوردة للإضاءة أثناء تقييد الإضاءة خلال الغارات، تم التنسيق مع مهرب قطع غيار سيارات لتهريب صفقة كبيرة من المصابيح مختلفة الأحجام، وبمجرد وصول الشحنة ألقت قوات حرس الحدود القبض على البضائع وتم عرضها بالمجمعات الاستهلاكية.

وعلى صعيد الجبهة تم نقل ورش التصليح إلى الخطوط الأمامية على الجبهة ووقفت أمامها المعدات الثقيلة والدبابات فى طوابير طويلة بحجة إصابتها بأعطال كبيرة، إضافة إلى الاستعانة بالشركات المدنية فى استيراد ونقل معدات العبور، فى حين تم بناء نماذج لقطاعات من خط بارليف فى الصحراء الغربية لتدريب الجنود على الاقتحام، وسط خيام متهالكة وأكشاك خشبية ولافتات قديمة لأسماء شركات مدنية، إضافة إلى إنشاء ساتر ترابى على الضفة الغربية للقناة وإنشاء عدد من السواتر فى العمق بحيث توحى بأن الجيش المصرى ينفذ استراتيجية دفاعية بدلًا من الهجوم، وخلال شهور الصيف لعام 72 كانت القوات المصرية تتدرب على عبور القناة أمام العدو، حيث تم إعداد شواطئ للنزول وكان الجنود يمارسون السباحة وسط سخرية العدو على الجهة المقابلة، كل هذا وشائعات شن الحرب تعلن بشكل مستمر فتستعد إسرائيل باستدعاء قوات الاحتياط، ثم يتم التأجيل، ثم يصدر قرار بتسريح 30 ألفاً من المجندين منذ عام 67، وفى الفترة من 22 وحتى 25 سبتمبر تم الإعلان عن حالة التأهب فى المطارات والقواعد الجوية بشكل دفع إسرائيل لرفع درجة استعدادها تحسباً لأى هجوم، ثم أعلنت مصر عن أنه كان مجرد تدريب روتينى، واستمرت القوات الجوية فى اطلاق التدريبات والمناورات حتى اعتادت عليها إسرائيل، كما تم تسريب معلومات للجانب الإسرائيلى، أن مصر ستبدأ إجراء مناورات شاملة وليس حربا فى الفترة من 1 وحتى 7 أكتوبر، وفى يوم 9 أكتوبر سيتم تسجيل الضباط الراغبين فى تأدية مناسك الحج.

وحتى آخر لحظة حرص الرئيس العبقرى على إرسال تطمينات للجميع بأن مصر فى وادٍ آخر. فقبل الحرب بيوم اجتمع هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى، بنظيره المصرى الدكتور محمد حسن الزيات لمناقشة مبادرة السلام التى سيطرحها كيسنجر بعد الانتخابات التشريعية فى إسرائيل التى كان مقررا لها أن تجرى فى نهاية أكتوبر، ومرت الجلسة فى سلام ولم يدرك كيسنجر أى تغيير، وفى صباح يوم الحرب شاهد العدو الجنود المصريين على الجبهة فى حالة استرخاء وخمول، كما تم الإعلان عن زيارة قائد القوات الجوية وقتها اللواء حسنى مبارك إلى ليبيا، ثم تقرر تأجيلها لعصر يوم 6 أكتوبر، كما وجه المشير أحمد إسماعيل دعوة لوزير الدفاع الرومانى لزيارة مصر فى 8 أكتوبر، وأعلن أنه سيكون فى استقباله بنفسه، حتى جاءت ساعة الصفر ليتفاجأ الجميع بعبور مصر وتدمير أسطورة الجيش الذى لا يقهر، وبفضل خطة الخداع الاستراتيجى والخطة العسكرية المحكمة، تحقق العبور العظيم لجيش مصر ليسجل التاريخ أول انتصار للعرب على اليهود، ولتتغير موازين القوى ويبدأ الرئيس السادات فى إدارة معركة سياسية يسترد خلالها سيناء الغالية.

 

مقالات مشابهة

  • أسامة السعيد: السادات تعامل بواقعية في شن الحرب وعقد اتفاقية السلام
  • أسامة السعيد: السادات نفذ الخداع الإستراتيجي قبل حرب أكتوبر بعيدًا عن الشعارات
  • أسامة السعيد: السادات كان يقنع العدو بعدم خوضنا الحرب.. وفي الوقت ذاته يستعد
  • أسامة السعيد: السادات كان عبقريًا في الخداع الاستراتيجي.. وأقنع العدو أنه لن يحارب
  • أسامة السعيد: السادات أنقذ الجيش من مؤامرة لإضاعة ما تحقق من انتصار أكتوبر
  • أسامة السعيد: السادات كان واقعيًا في عامي 1973 و1977
  • أسامة السعيد: السادات كان واقعيا في عامي 1973 و1977
  • أسامة السعيد: الرئيس الراحل أنور السادات كان يقف على حافة الخطر دائما
  • صمود المصريين وعبقرية السادات وبسالة القوات المسلحة مفاتيح الانتصار العظيم