كيف تساعد الطفل على تنظيم نفسه؟
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
قدرة الطفل على تنظيم نفسه لها تأثير كبير على النتائج قصيرة الأجل مثل تكوين الأصدقاء والحفاظ عليهم، والمشاركة في المدرسة وتحقيق التقدم الأكاديمي.
على سبيل المثال، عند لعب لعبة مع الأصدقاء، يمكن للطفل الذي يمكنه تنظيم نفسه أن ينتظر دوره، ويبقى ضمن القواعد، ويستمر في اللعب حتى عندما يكون خاسرًا. قد يصبح الطفل الذي يعاني من انخفاض مستويات التنظيم الذاتي منزعجاً بسهولة ويُظهر الإحباط، وفي بعض الحالات يكون غير منظم.
ولكن، بحسب ورقة بحثية أعدتها الباحثة نتالي داي من جامعة ولنغونغ في أستراليا، قد تكون هناك أيضاً تأثيرات في وقت لاحق من الحياة لعدم القدرة على تنظيم الذات.
فقد ارتبط انخفاض مستويات التنظيم الذاتي في سن ما قبل المدرسة بمجموعة من المشاكل في مرحلة البلوغ، مثل: المقامرة، وتعاطي المخدرات، وسوء الصحة، وسوء النوم، ومشاكل الوزن.
تظهر القدرة على التنظيم الذاتي من حوالي سن 3 سنوات من العمر، عندما يخضع الدماغ لنمو جسدي سريع. عادة ما تكون فترة ذروة النمو بين 3 و5 سنوات.
ووفق البحث الذي نشره "ذا كونفيرسيشن"، لا تتأثر القدرة على التنظيم الذاتي بالجينات فحسب، بل تتأثر أيضاً ببيئة الأطفال وتجاربهم؛ هنا يأتي دور الوالدين.
تدخل الآباءيريد الآباء حماية أطفالهم من الصعوبات. ولكن في بعض الأحيان قد تعيق هذه الرغبة في حماية الأطفال و"مساعدتهم" نموهم.
يواجه الأطفال تحديات طوال الوقت، قد يكون هذا فتح زجاجة ماء، أو محاولة العثور على لعبة معينة في غرفة نومهم، أو ربط أربطة حذائهم. وبصفتنا آباء، يسارع أغلبنا إلى حل المشكلة على الفور.
ولكن من المهم لنمو دماغ الأطفال أن يختبروا التحديات ويتعاملوا معها.
ابتكار الحلولعندما يسمح الآباء لأطفالهم بمواجهة مهمة صعبة، يمكنهم أن يتعلموا التفكير بمرونة، وابتكار الحلول والمثابرة نحو الهدف، كما يعلمهم ذلك أنهم قادرون على التعامل مع الأشياء بأنفسهم.
ويمكن أن تترجم المثابرة عند لعب لعبة ما إلى المثابرة عند ربط أربطة الحذاء، وبمرور الوقت، تقل الانهيارات العصبية.
هذا لا يعني أنه يجب عليك تجاهل طفلك إذا كان في حالة من الضيق الشديد وعلق في شجرة، أو سقط وأصاب نفسه بجروح خطيرة.
مساعدة غير مباشرةولكن هناك العديد من المناسبات الأخرى التي يمكنك فيها الانتظار، أو المساعدة بطرق أقل وضوحاً.
وعند مواجهة الطفل لصعوبات، بإمكان الأولياء استخدام التوجيه اللفظي للتشجيع، أو اقتراح طرق للتفكير في حلول.
لكن الأمر الرئيسي الذي يجب تذكره هو أن الطفل يجب أن يوجه نهجك لمساعدته.
لا تتدخل دون أن يطلب منك ذلك، ولا تقدم الدعم الكامل على الفور.
ويمكنك استخدام: التشجيع، والتلميحات، والاقتراحات، ثم المساعدة العملية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية صحة الطفل التنظیم الذاتی
إقرأ أيضاً:
في مقدمتهم أبناء غزة.. الأطفال يواجهون أزمات صحية مزمنة بسبب سوء التغذية
من المرجح أن تتراجع حدة الأزمة الغذائية التي يواجهها سكان قطاع غزة، ولا سيما الأطفال، مع زيادة تدفق المساعدات إلى القطاع منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ولكن حتى بعد ذلك قد يؤثر الجوع الذي عانوا منه على صحتهم لسنوات طويلة.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة الصادرة في 22 يناير/كانون الثاني، يحتاج أكثر من 60 ألف طفل في غزة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد في 2025. وقد توفي بعض الأطفال بالفعل وتتفاوت التقديرات بشأن عددهم.
ومع ذلك، يواجه الناجون القادرون على الحصول على مستويات كافية من التغذية تهديدا يتمثل في مشاكل صحية مزمنة مرتبطة بسوء التغذية لدى الأطفال. ويمثل ذلك الاحتمال مصدر قلق عالمي يتعين مواجهته بصورة عاجلة.
وكانت للمجاعة وأزمات الغذاء الحادة تداعيات هائلة على السكان في شتى أنحاء العالم النامي على مدى العام الماضي، من هاييتي إلى أفغانستان إلى السودان والعديد من الدول الأفريقية الأخرى، إلى جانب غزة.
ويعيش نحو 131 مليون طفل -ما يقرب من 40 مليون منهم دون سن الخامسة- في مناطق تعاني من أزمات غذائية حادة في مختلف أنحاء العالم، وفقا لتقديرات أوردتها رويترز حصريا نقلا عن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
إعلانوقال صندوق الأمم المتحدة للسكان إن نحو 4.7 ملايين امرأة حامل يعشن في تلك المناطق. وتستند تقديرات الأمم المتحدة إلى أحدث البيانات من البلدان التي كان من الممكن إجراء التقييمات فيها.
ويمكن للأزمات الصحية المزمنة الناجمة عن سوء التغذية لدى الأطفال أن تتسبب في تداعيات كبيرة، وفقا لعلماء وخبراء تغذية ومسؤولين في منظمات إنسانية. وقد لا يصل الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد إلى إمكاناتهم المعرفية أو البدنية الكاملة، وفقا لدراسات متعددة تتبعت الناجين من نقص الغذاء في الماضي.
وأظهرت دراسات أخرى أن سوء التغذية في مرحلة الطفولة، وحتى لدى الأجنة، يمكن أن يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني وغيرها من الأمراض غير المعدية في وقت لاحق.
وقال أستاذ التغذية بكلية لندن للصحة العامة وطب المناطق الحارة ماركو كيراك "يركز الناس، وهم محقون في ذلك، على الجوانب القصيرة الأجل لسوء التغذية.. ولكن ما يغفلونه هو أن الضرر الواقع لن يتوقف فجأة عندما تنتهي الحالة الطارئة".
وأظهرت دراسات أن بعض آثار الجوع الشديد يمكن التخفيف من حدّتها إذا تمكن الطفل لاحقا من الحصول على تغذية جيدة. ولكنّ هناك شكوكا حول صحة هذا الأمر؛ ففي العديد من البلدان التي تحدث فيها أزمات غذائية، يستمر الفقر والحرب والصراعات الأهلية مدة طويلة بعد انقضاء الأزمة، وذلك يحدّ من قدرة الأطفال على الحصول على الغذاء والرعاية الصحية الكافية.
وقالت مسؤولة التغذية في منظمة "إنقاذ الطفولة" هانا ستيفنسون إن ذلك يصعّب الحصول على بيانات دقيقة عن عدد المتضررين في الأمدين القصير والبعيد، ولكن "كلما زادت حدة سوء التغذية التي يعاني منها الطفل كان من الصعب التعافي". وأضافت أن طول فترة سوء التغذية أيضا من العوامل الحاسمة.
إعلانوأكدت ستيفنسون وخبراء آخرون أنه في حين أن كل طفل يعاني من سوء التغذية يمثل مأساة، فإن المجاعات وغيرها من أزمات الغذاء يمكن أن تلحق ضررا دائما بالمجتمع عموما بسبب احتمال وجود جيل كامل يعاني من عجز جسدي ومعرفي.
كذلك فإن الطفل الذي يعاني من سوء تغذية مزمن، أو لديه إعاقة، يكون في كثير من الأحيان أكثر عرضة للتأثيرات القصيرة والطويلة الأمد لأزمة الغذاء، كما يقول الطبيب في هيئة الخدمات الصحية البريطانية أمير كيرولس.
أنواع الضرروفي ظل أزمة غذاء، يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية والموت جوعا أو بسبب الأمراض المعدية التي تكون أكثر فتكا بالذين أضعفهم الجوع. ويقول علماء إن الأطفال أيضا أكثر عرضة من البالغين لمشاكل صحية طويلة الأمد نتيجة فترة من سوء التغذية الشديد، لأن أجسادهم وأدمغتهم تكون في طور النمو.
وهناك 4 أنواع مختلفة من سوء التغذية، كما حددتها منظمة الصحة العالمية. وقد تظهر جميع هذه الأنواع أثناء مجاعة أو أي أزمة غذائية حادة أخرى، وتترك آثارا دائمة، كما قد توجد مجتمعة في طفل واحد:
الهزال:يحدث هذا حين يكون وزن الطفل منخفضا بالنسبة لطوله، وغالبا ما يشير إلى المرور بمرحلة من الجوع الشديد مؤخرا وفقدان الوزن. وهي حالة طبية طارئة، ويستطيع 90% من الأطفال التعافي سريعا إذا حصلوا على العلاج.
التقزم:يحدث حين يكون طول الطفل أقصر من المعدل المناسب لعمره، وعادة ما يُنظر إليه على أنه مؤشر عام على سوء التغذية المزمن، مما يعرض الطفل لاحتمال عدم بلوغ كامل إمكاناته البدنية أو المعرفية. وينقسم خبراء التغذية حول مدى قدرة الأطفال على التعافي من التقزم إذا تلقوا لاحقا التغذية الكافية.
نقص الوزن:حين يكون وزن الطفل أقل من الوزن الطبيعي بالنسبة لعمره. وقد يصاب الطفل الناقص الوزن بالتقزم أو الهزال أو كليهما.
نقص المغذيات الدقيقة:تصف منظمة الصحة العالمية هذا أحيانا بأنه "الجوع الخفي"، ويحدث هذا النوع من سوء التغذية حين يفتقر النظام الغذائي للطفل إلى فيتامينات ومعادن وعناصر غذائية أساسية أخرى ضرورية للنمو الصحي.
إعلانونقص اليود هو السبب الرئيسي في الإعاقة الذهنية في مرحلة الطفولة على مستوى العالم. وقد يتسبب نقص فيتامين "أ" في فقدان البصر. وتقول منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن نقص الحديد يؤثر أيضا على نمو المخ. وقد يتعذر إصلاح الضرر إذا لم يتمكن الطفل من الحصول سريعا على العناصر الغذائية اللازمة.
قبل الولادة
أظهرت مجموعة كبيرة من الأبحاث أن الأطفال الذين كانوا أجنة أثناء أزمة جوع معرضون أيضا لخطر الإصابة بأضرار طويلة الأمد.
وأظهر الباحثون أن سوء التغذية في الرحم يؤدي إلى ارتفاع معدلات السمنة والفصام في وقت لاحق.
ووجد الباحثون في مراجعة ممنهجة لعشرات الدراسات ارتباطا قويا بين التعرض لسوء تغذية حاد في مرحلة الطفولة وارتفاع خطر الإصابة في وقت لاحق ببعض الأمراض غير المعدية، مثل السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.