لجريدة عمان:
2024-11-16@07:02:39 GMT

لو لم يزرنا الندم.. من نكون؟

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

لو لم يزرنا الندم.. من نكون؟

الحياة مليئة بالحماسات والانفعالات، رغبات جامحة وطموحات متدفقة. نحن في البداية نندفع، نركض نحو أهدافنا، نشتعل شغفا بما نرغب في تحقيقه، كأننا نسير فوق سحابة من الأحلام. ولكن، ماذا يحدث حين يزورنا الندم، ويستقر في أعماق قلوبنا كضيف ثقيل؟

إن الندم له قدرة غريبة على تهدئة الحماسة التي كانت تسكننا. ما كنا نراه سابقًا بريقًا جميلاً يصبح في لحظة، أو على مدى لحظات، عبئًا يثقلنا، يعيدنا إلى الأرض بعد أن كنا محلقين في السماء.

نبدأ في مراجعة خطواتنا، نتساءل إن كنا على الطريق الصحيح، وإن كانت كل تلك الطموحات التي أثارت فينا هذه النار الكبيرة هي فعلا ما نحتاجه في حياتنا.

في لحظات الندم، يظهر جانب من شخصيتنا لم نكن نعلم عنه الكثير، وربما لم نكن نرغب في معرفته. يتسلل الهدوء إلينا، لكنه ليس هدوءًا نابعًا من طمأنينة، بل هدوء النضج. في الندم نعيد ترتيب أفكارنا، نكف عن التهور ونعيد تقييم حماسنا. إنه لحظة من التصالح مع أنفسنا، حيث نقبل أن الحياة ليست مجرد سلسلة من الانتصارات والإنجازات، بل هي رحلة مليئة بالمنعطفات والأخطاء والتعثرات.

لو لم يزرنا الندم، من نكون؟ ربما كنا كائنات تعيش على الدوام في دوامة من الاندفاع، تسعى دون هوادة وراء ما تظنه سعادة أو نجاحًا. لكن دون وقفة الندم، دون تلك اللحظات التي تجعلنا ننظر بعمق في دواخلنا، لن نفهم حقاً قيمة ما نملك، ولن نستطيع التمييز بين ما نحتاجه فعلا وما هو مجرد وهج زائف.

الندم يهدينا درسًا ثمينًا.. أن الحياة ليست مجرد سباق، وأن الحماسة إن لم تُحكم بالعقل والتأمل قد تقودنا إلى طرق خاطئة. نتعلم منه أن نكون أكثر حكمة، أن نصبح أكثر صبرًا وأقل تعجلاً. إنه يجعلنا نعيد النظر في قراراتنا، وفي الوقت نفسه يمنحنا الفرصة للنمو الشخصي.

إذًا، من نكون لولا أن يكبح الندم اندفاعنا لنستعيد توازننا؟ نكون بشرًا غير مكتملين، نسير في الحياة بعين واحدة على الحاضر وأخرى على الماضي، ننمو من تجاربنا ونتعلم من أخطائنا. الندم ليس عدوًا، بل رفيقنا الذي يرشدنا إلى التوازن بين الحماسة والهدوء، بين السعي والحكمة، وبين الاندفاع والتأمل.

سُندس الشكيلية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الصليب الأحمر: غزة بحاجة إلى تيار متدفق من المساعدات وليس مجرد فتات

أكد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، هشام مهنا، أن القطاع بحاحة إلى تيار متدفق من المساعدات وليس مجرد فتات لإغاثة الفلسطينيين من الأوضاع المأساوية التي يعيشونها.

وأضاف مهنا -في تصريح خاص لقناة الحرة الأمريكية، اليوم الأربعاء- أن فتح إسرائيل لمعبر كيسوفيم لإدخال شاحنات مساعدات إلى القطاع غير كاف لتلبية الاحتياجات الإنسانية للسكان، في ظل العدوان المستمر والمتصاعد، والنزوح المستمر للمدنيين.

وأشار إلى أن مؤسسات الصليب الأحمر الدولي في غزة تسعى للاستجابة لكل نداء استغاثة عبر الخطوط المباشرة، والتعامل مع الحالات بشكل جدي وفوري، مطالبًا جيش الاحتلال بضرورة السماح بإدخال المساعدات الطبية إلى المستشفيات لإنقاذ أرواح الفلسطينيين.

اقرأ أيضاًالصليب الأحمر اللبناني: فرقنا موجودة في الجنوب لتقديم المساعدة للنازحين بمراكز الإيواء

متحدث الصليب الأحمر: نعمل على تخفيف معاناة متضررى السيول في السودان

مقررة أممية: إسرائيل منعت الصليب الأحمر الدولي من زيارة السجون الإسرائيلية منذ شهر

مقالات مشابهة

  • الصين للولايات المتحدة: مستعدون أن نكون شركاء وأصدقاء
  • جايك بول.. هل هو مجرد مشهور أم مقاتل حقيقي؟
  • سامحنى
  • عالم بالأوقاف: سيدنا النبي كان يطلق على المال العام مال الله
  • أصبح مجرد ورقة تتلاعب بها أمريكا.. مجلس الأمن وسياسة الكيل بمكيالين
  • “على بلاطة”
  • وكيل محمد شريف عن إمكانية عودته لـ الأهلي: مجرد اجتهادات
  • البرغثي: تصريحات الطرابلسي الأخيرة هي مجرد طلبًا للشهرة وتصدر المشهد فقط
  • الداعية محمد علي: السحر مجرد مرض.. وهذه حقيقة علم التنبؤات
  • الصليب الأحمر: غزة بحاجة إلى تيار متدفق من المساعدات وليس مجرد فتات