لجريدة عمان:
2025-02-02@08:58:55 GMT

الكتابة منذ الروح!

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

الكتابة منذ الروح!

الكتابة أداة مهمة من أدوات التعلم وكسب المعرفة والثقافة، فالإنسان يواصل التقدم في عَمَلِه وعِلْمه وموهبته وهو يحتاج للكتابة وممارستها ولا يأتي ذلك إلا بالمطالعة الغزيرة وتدريب الفكر وقراءة أهم الآثار النثرية والشعرية، مع العمل على تذوق بعضًا من كلماتها وفهمها، فمن شأن هذا يسهم في تكوين ذائقة لغوية متميزة قادرة ومتمكنة على اختيار الألفاظ المناسبة، كما أن دراسة كتاب الله ومداومة الاطلاع عليه وعلى تفاسيره المعتمدة ليكون المرجع الأهم لفهم اللغة وتذوقها للخروج بكتابات متنوعة رائعة.

وعلاوة على ذلك هنالك الخبرة الحياتية التي تعد من أهم الدوافع في صقل موهبة الشخص الكتابية، فأرى في بعض الأحيان أن هذه الخبرة لا تظهر إلا في من عركته الحياة واستفاد من خبراتها، فالكتابة رحلة فريدة في عمر الإنسان، وهي تختلف تمامًا عن عمره البيولوجي المعروف، وقد يبدو بها أكبر عمرًا من حقيقته، فالكتابة الناضجة تحتاج إلى خبرة في الحياة، والخبرة لا تأتي وحدها، بل على قدر ما يستفاد من دروس الحياة.

فالتجارب المعيشية التي تمر على الإنسان في حياته، قد تلعب دورًا مهما في تحديد القيمة الفنية والهوية الإبداعية لما يكتب، وما أعنيه بذلك كلاً من الأفراح المنسية، والخيبات الثقيلة، والتجارب المؤلمة، والقرارات الاختيارية أو الإجبارية بكل ما فيها من صعوبات وتحديات كان لها جانب إيجابي مميز، وهو النهوض للحياة، وإسناد أنفسنا على الكتابة، لإخراج المشاعر والأحاسيس المكبوتة التي لم نجد لها متسعًا في الذاكرة سوى تدوينها، والتحدث عنها بقوة القلم، فهنا تصبح الكتابة منفذًا ضروريًا، بل تصبح الملجأ الوحيد لمصارعة أمواج اليأس العاتية.

ونستمر في الكتابة حتى وإن لم يطلع عليها أحد، لأنه في داخل كل شخص يكمن كاتب يرفض الاستسلام للسهولة، فهل نكتب لأننا نمتلك طاقة إضافية متجددة لا نريدها أن تفلت منا أم أننا نكتب لنعبر عن حرائق دواخلنا أم أننا نكتب لنخرج من ضجيج الجماعة لنتفرد؟ لكل هذا وذاك من التساؤلات نحن نكتب لنقف، نحن نكتب لتجديد طاقاتنا وعزائمنا، فنحن ندرك تمامًا أنه بحواسنا العميقة سنخرج صوت القلم ليبقى له مستقرًا في زاوية اللغة.

فالكتابة ليست تسلية، إنما هي حاجة! إذ أن لها كون فني تعبيري وفلسفي يعطي الحياة قيمة وطعم، وتشكل انتصارًا حياتيًا فارقًا، لذا يبقى الإبداع في الكاتبة تعبيرًا عن ذات الشخص، وتأكيدًا على حيويته وقدرته على الكتابة وصياغة الكلمات، إذ أنه من الرائع جدًا أن يترك الكاتب بصمته في هذه الحياة معبرًا فيها عن حسه وشعوره الكتابي، فنحن بعد ثورة من المشاعر ونزفًا لحبر القلم قد نصاب بركود فكري، وهذا ما على الكاتب أن يتجاوز لحظة الشعور بالفتور في حسه الإبداعي.

في النهاية، من العظيم أن تصبح كاتبًا يشار إليه بالبنان، وأن توثق جمالية زماننا المترفة عبر صفحات وردية تبني من خراب الزمان مساحات وآفاقًا أخرى غير مرئية في الحياة، لا تخرج إلا بسردها في كتابات وأحداث مشرفة تأخذ الإنسان إليها، وربما يكون جميع ما ذكرته سابقًا هي فقط معايير متواضعة كونها اجتهادًا شخصيًا من واقع تجربة ومعركة خضتها في مسيرتي الكتابية وودت أن أشاركها الكتّاب الذين تعنيهم الكتابة وآفاق الكتابة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مبادرة «أنتي الأهم» تنظم ندوة عن الروح الرياضية ونبذ التعصب بمعرض الكتاب 2025

نظمت مبادرة "أنتي الأهم"، بالتعاون مع الهيئة العامة لمعرض الكتاب 2025، ندوة عن الروح الرياضية ونبذ التعصب والتعاون السلمي وعودة الروح الطيبة بين الجماهير للاستمتاع بالرياضة خاصة كرة القدم والابتعاد عن التعصب.

وتهدف الندوة، إلى نبذ التعصب وعودة الروح الرياضية بين الجماهير، وذلك للاستمتاع بالكرة المصرية والابتعاد عن التعصب وعودة الروح الطيبة بين الجماهير.. و"أنتي الأهم"، هي مبادرة مصرية من أجل المساواة ودعم المرأة. نحن نعمل من أجل تلبية احتياجات السيدات والبنات في المنطقة العربية.

وجاءت الندوة بحضور رحاب الفخراني المنسق العام لمبادرة "أنتي الأهم"، ومصطفى عز العرب معاون وزير الشباب والرياضة، والدكتور أحمد البكري رئيس الإتحاد المصري للألعاب الترفيهية والكاتبة الصحفية نجوى مصطفى صاحب كتاب "أهداف بين ثلاث الخشبات"، والكاتب الصحفي إبراهيم مدكور، والإعلامية إنجي يحيى.

وتناولت الندوة، عدة محاور منها مبادرة انتي الأهم وعودة الروح الرياضية بالإضافة لكتاب أهداف خارج الثلاث خشبات للكاتبة الصحفية نجوى مصطفى، كما ناقشت الندوة دور وزارة الشباب والرياضة في برامج نبذ التعصب وعن دور اتحاد الألعاب الترفيهية لدوره المجتمع ودمج وخلق الانشطة الترفيهية لعودة الروح الرياضية والثقافة والذوق المجتمع بشكل عام.

أكدت الدكتورة رحاب الفخراني، المنسق العام لمبادرة " أنتي الأهم"، هي مبادرة مصرية من أجل المساواة ودعم المرأة. نحن نعمل من أجل تلبية احتياجات السيدات والبنات في المنطقة العربية مشيراعلى أهمية دور الرياضة في جمع الناس ونبذ التفرقة والعنف.

وأشارت إلى أن وزارة الشباب والرياضة أطلقت مبادرة "لا للتعصب" بهدف القضاء على ظاهرة العنف في الملاعب المصرية، وخلق بيئة رياضية صحية تسودها روح المنافسة الشريفة، كما دعت إلى ضرورة منع التمييز الجنسي في الرياضة وتمكين المرأة من المشاركة في جميع الأنشطة الرياضية.

وأضاف الدكتور أحمد البكري رئيس الإتحاد المصري للألعاب الترفيهية أننا نسعى إلى نشر وتطوير الألعاب التي تجمع فئات المجتمع المختلفة، مثل "الدومينو" و"الطاولة"، كمنصات مثالية للتفاعل والتواصل بين الرجال والسيدات وذوي الهمم.

وحذر البكري، من انتقال ظاهرة التعصب الرياضي إلى الألعاب الفردية، مؤكدًا على ضرورة دعم الألعاب التي تساهم في تحقيق "الدمج المجتمعي".

وروى البكري تجربة واقعية صادفها الاتحاد، حيث أبدى بعض لاعبي محافظات صعيد مصر عدم تقبل فكرة هزيمتهم من قبل سيدة، لكن حملات التوعية التي أطلقها الاتحاد ساهمت في تغيير الكثير من الأفكار المغلوطة، ونشر وعي أكبر بأهمية الروح الرياضية، والتعامل بمساواة مع جميع اللاعبين، بغض النظر عن جنسهم أو خلفيتهم الاجتماعية.

وأوضحت الكاتبة نجوى مصطفى أن كتابها يوثق التأثير الإنساني والسياسي والاجتماعي لكرة القدم، بداية من أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه وصولًا إلى النجم المصري العالمي محمد صلاح.

كما أشارت إلى أن كرة القدم قد تجاوزت كونها مجرد لعبة ترفيهية، بل أصبحت قوة مؤثرة في حياة الشعوب، تساهم في تغيير حياة الملايين للأفضل.

وادارت الندوة الإعلامية المتألقة انجي يحيي والتي تعد جزء لامع في مبادرة انتي الأهم وسفيرة الإعلام بها.

يذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 يفتح أبوابه يوميًا من الساعة 10 صباحًا وحتى 8 مساءً، وتُمدد ساعات العمل أيام الخميس والجمعة حتى الساعة 9 مساءً، بدءًا من 24 يناير الجاري وحتى يوم 5 فبراير.

وينطلق معرض الكتاب 56، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتأتي هذه الدورة تحت شعار: «اقرأ.. .في البدء كان الكلمة»، بمركز مصر للمعارض الدولية، وتحل عليها سلطنة عمان ضيف شرف، وتم اختيار اسم العالم والمفكر الكبير الدكتور أحمد مستجير، شخصية المعرض، والكاتبة فاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.

مقالات مشابهة

  • تلاشي الحبر وانكسار القلم.. اندثار الكتابة اليدوية يهدد قدراتنا اللغوية والفكرية
  • هل نعيم القبر وعذابه يقع على الروح أم الروح والجسد؟.. علي جمعة يوضح
  • فاصل كوميدي جديد قدمه الهالك في خطاب رفع الروح المعنوية المنهارة
  • الكاتب وليد علاء الدين: نكتب الأدب لنعبّر عن ذواتنا وليس لإرضاء الآخرين
  • افتتاح كنيسة الروح القدس في ساو باولو البرازيل
  • مبادرة «أنتي الأهم» تنظم ندوة عن الروح الرياضية ونبذ التعصب بمعرض الكتاب 2025
  • حين تصبح الأزمات النفسية دافعا لقتل النفس.. الجيزة تسجل 5 حالات خلال أسبوع
  • مرحة قبل الزواج.. نكدية بعد الزواج!!
  • كيف تصبح مليونيرًا من زراعة نباتات العطور في مصر؟
  • وحي القلم.. توقيع الخط الديواني المصري بمعرض القاهرة الكتاب