صحيفة التغيير السودانية:
2024-12-25@01:31:28 GMT

حميدتي.. خطاب خلط الأوراق

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

حميدتي.. خطاب خلط الأوراق

خطاب محمد حمدان “حميدتي” الأربعاء، خلط الأوراق وفتح الوضع بالسودان على احتمالات عديدة من بينها تحوله لساحة معركة إقليمية واسعة.

الخرطوم- كمبالا: التغيير

عقب تلقى قواته هزيمة في معركتي جبل موية والحلفايا، خرج قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” في خطاب مصور أمس الأربعاء، أعلن فيه بشكل واضح تدخل مصر في الحرب إلى جانب الجيش السوداني.


واتهم حميدتي، مصر بضرب قواته “غدرًا” في منطقة جبل موية بولاية سنار التي استردها الجيش يوم السبت الماضي.
وهي المرة الثانية التي يوجه فيها اتهاما مباشرا للجارة مصر بدعم الجيش السوداني في حربهما المستمرة منذ عام ونصف.

ولم يكتف حميدتي باتهام مصر لوحدها وإنما وجه الاتهامات إلى إيران، كما أشار إلى مشاركة قوات أوكرانية وأخرى من أذربيجان وإثيوبيا وإريتريا إلى جانب الجيش، الأمر الذي يثير مخاوف بشأن تدخل دول إقليمية في حرب السودان!!
وقوبل الخطاب بردود فعل واسعة وتحليلات متباينة، لكنها تتفق حول دخول الحرب مرحلة جديدة.

توزيع الاتهامات

بعد ساعات من خطاب حميدتي سارعت الخارجية المصرية إلى نفي مشاركة طيرانها في الحرب السودانية، وقالت إن هذه الإدعاءات تأتي في وقت تبذل فيه مصر جهودًا دبلوماسية مكثفة من أجل إنهاء الصراع بالسودان، وحماية المدنيين المتضررين، وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية.

ودعت المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة المزاعم التي ذكرها “قائد مليشيا الدعم السريع”.
وكان حميدتي اتهم الطيران المصري بالتدخل في حرب 15 أبريل إلى جانب الجيش السوداني، خلال لقاء تلفزيوني في أول أيام الحرب عندما تم قصف قواته بمعسكر سركاب المجاور لوادي سيدنا المقر الرئيس لانطلاق العمليات الجوية للجيش السوداني.

كما اتهم إيران بالتورط في حرب السودان، أشار إلى مشاركة قوات أوكرانية وأخرى من أذربيجان وإثيوبيا وإريتريا إلى جانب الجيش.

ولأول مرة أفصح حميدتي عن موقفه من الاتفاق الإطاري الذي كان كثيراً ما يردد أنه من الداعمين له، لكنه ظهر في خطابه بحديث مغاير، وأكد أن الاتفاق الموقع في ديسمبر 2022م هو سبب الحرب، وقال إنه حذر الأمريكيين والمجتمع الدولي ودول الرباعية والاتحاد الأفريقي والثلاثية من أن “الإطاري” سيأتي بمشاكل.

وأضاف موجها حديثه للمجتمع الدولي: “إذا كنتم تريدون عودة المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية لماذا دمرتم البلد عبر الاتفاق الإطاري”.

وتابع: “سبب الحرب الحالية هو الاتفاق الإطاري ولا يوجد سبب آخر”، لافتاً إلى أنه لم يرفضه كمبدأ للانتقال ولكن بسبب أنه يصعب تنفيذه، وأضاف أنهم فعلوا ذلك لتدمير السودان”.

هجوم في كل إتجاه

وفي خطابه هاجم حميدتي أعضاء مجلس السيادي شمس الدين كباشي وياسر العطا وإبراهيم جابر، كما هاجم رئيسي حركة جيش تحرير السودان والعدل والمساواة مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم متهمًا إياهما بالارتزاق.

ورداً على اتهام حميدتي له، قال جبريل إبراهيم بـ”خطابه الحزين قد نعى عملياً– من حيث يدري أو لا يدري– مغامرته لحكم السودان بالزندية، وأعلن هزيمة أوغاده، وتبرأ من جرائمهم النكراء التي أفقدته كل شئ، ولكن بعد أن تلبسته من قمة رأسه إلى أخمص قدميه، ولات ساعة مندم».
فيما رد مناوي بالقول: “شهد الشاهد من اهله، اثبت حميدتي بان الاطاري هو سبب هذه الحرب. ‏على قوله هو شخصيا؛ طول الصيف ينضج الحميض. الآن بدأت تظهر مفاصل المؤامرة على السودان. الحل الوحيد هو الاعتراف بالأخطاء من أجل الحل يتقدمه أبناء الوطن”- حسب تعبيره.

أمام خيارين

وفي الجانب الآخر، قال رئيس حركة العدل والمساواة “المنشقة” سليمان صندل، إن خطاب قائد الدعم السريع وضع كل “القوى السياسية”، أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن يقبلوا بحكم المؤتمر الوطني والفلول، وكتائبهم الجهادية، أو أن ينتفضوا ليصطفوا ويعلنوا مواقف واضحة وشجاعة ووطنية للعمل معاً من أجل التغيير، وإنهاء الطغيان.

الأسوأ قادم

من جهته، قال القيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” خالد عمر يوسف: “خطاب قائد الدعم السريع بالأمس هو إعلان رسمي لطبيعة المرحلة القادمة من الحرب”.
وأضاف: “الكل ضد الكل” خارجياً وداخلياً”. خاطب الشعب السوداني ليخبره بأن الحرب ستطول وتتمدد وأن الأسوأ قادم، وأنه لا مجال “للحلم بعالم سعيد”.

وتابع: “صعد في لغته ضد عدداً من القوى الخارجية في منحى خطير يعقد الأزمة ولا ينتج لها حلولاً”.

خطاب القبيلة

ولأول مرة يذكر حميدتي في خطابه مناطق وقبيلة بعينها حيث وصف القبيلة التي ينحدر منها الأمين للحركة الإسلامية على كرتي، وبأنه يعطي التعليمات لقيادة الجيش، كما ذكر منطقة حجر العسل بولاية نهر النيل المتاخمة للعاصمة الخرطوم، وقال إن الطيران الحربي يقصف حواضن قواته في دارفور، ولكن لا يقصف المناطق التي يسيطر عليها في قري وحجر العسل، ليتفادى الإضرار بالمدنيين.

لكن لجان المقاومة في حجر العسل حذرت في بيان من خطورة هذا المنحى، وقالت إن التهديدات التي أطلقها قائد الدعم السريع في خطابه بالأمس باستهداف حجر العسل والبسابير وقندتو وقري باعتبار أنها حواضن اجتماعية لأعضاء الحركة الإسلامية على حسب قوله، في حال استهدفت قوات الجيش حواضنهم الاجتماعية، تعتبر نذير شؤم وبداية لحرب أهلية لا تبقي ولا تذر، وإشعالًا لنار الفتنة والقبلية والجهوية”، حد قولها.

وحذرت اللجان الأطراف المتحاربة من هذا المسلك الذي وصفته بـ”المدمر”، مطالبة بـ”الجنوح لصوت الحكمة والعقل وتجنيب البلاد مزيدًا من الخراب والدمار والتشتت واللجوء والنزوح”.

معركة إقليمية واسعة

ويرى مراقبون أن اتهام حميدتي لأطراف في الإقليم بالتورط في الحرب بالتزامن مع تطورات الصراع الإيراني- الاسرائيلي في المنطقة يمكن أن تكون له ظلال سالبة، إضافة لاتهامه لمصر التي ترى أطراف دولية ذات وزن أنه يمكن أن يكون لها دور محوري ومفتاحي كمدخل ووسيط لوقف الحرب في السودان، لكن بعد اتهامه لها انتقل الموقف المصري ودورها إلى مرحلة اخرى.

ووصف السياسي والكاتب حاتم الياس خطاب حميدتي بـ”خطاب الفزع”، واعتبر أنه بعد صدور الرد المصري الرسمي على إتهامات قائد الدعم السريع “للأسف يبدوا واضحاً أن الحرب ستنتقل الى مربع جديد أكثر شراسةً”.

وكتب في جزئية من تحليله للخطاب: “التدخل المصري عن طريق الطيران حسب الأتهامات واشارته لمجموعة التقراي بضلوعها في الوقوف الى جانب الجيش قد يكون بمثابة تمهيد قوي بتدخل اثيوبي وتشادي”.

وقال: “اثيوبياً ستجدها فرصة مناسبة ترد فيها على وصول الجيش المصري للصومال وعقده اتفاقية شراكة عسكرية مع حكومة مقديشو الأمر الذي كان موضوع احتجاجها. أما التدخل التشادي المحتمل لأن محمد كاكا في تشاد ربما يجد في الامر فرصة مناسبة لتغيير تركيبة السلطة في تشاد والقيام بعملية فصل لامتداداتها في السودان والتى يرى فيها ان الجانب السوداني لهذه الامتدادات أصبح يشكل عبئاً على استقرار سلطته في تشاد”.

وتابع الياس: “إعلان هزيمته في جبل موية في ظني هو احد ادوات الإستنفار نفسها والتحشيد فهو موجه للداخل وللمجموعات في دارفور وكردفان اكثر من كونه إعلان هزيمة صريح بمعنى انه جزء من (خطاب الفزع)”.

وزاد: “اعتقد اننا سندخل مرحلة جديدة في هذه الحرب اكثر خطورة وسيكون السودان ساحة لمعركة اقليمية واسعة”.

بداية تراجع

غير أن المحلل السياسي محمد تورشين، اعتبر أن خطاب حميدتي يعكس بداية تراجع وانهيار القوة شبه الصلبة لقوات الدعم السريع، بدأ حميدتي بشكل أواخر أن يظهر ويقدم خطاب من شأنه رفع الروح المعنوية للمقاتلين، والمجموعات المتعاونة معه، لا سيما الشريك الذي يقدم له الدعم والغطاء السياسي.
وقال لـ(التغيير): “أعتقد الاعتراف بالهزيمة هي محاولة لتأكيد وارسال رسالة بأن الدعم صادق في طرحه، والغرض منه سياسي مبطن يحقق الكثير من المعطيات التي تعكس ما يجري في الواقع”.
وأوضح تورشين أن اتهامه لمصر ليس بالجديد بل سبق واتهمها لحظة الهجوم على مطار مروي لقوات مصرية كانت تشارك في برنامج “نسور النيل” وفقا لاتفاقيات المناورات المشتركة بين البلدين للضغط على إثيوبيا.
وتوقع تورشين أن تكون الخطة (ب) التي تحدث عنها حميدتي هي التراجع عن السيطرة على المناطق وإعلان حكومته لتقوية موقفه التفاوضي بعد فشل تحقيق الانقلاب على السلطة والمكاسب التي يريد تحقيقها.

الوسومإثيوبيا إيران الجيش الدعم السريع السودان حجر العسل حميدتي علي كرتي مصر

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إثيوبيا إيران الجيش الدعم السريع السودان حجر العسل حميدتي علي كرتي مصر قائد الدعم السریع إلى جانب الجیش حجر العسل فی خطابه فی خطاب

إقرأ أيضاً:

ماذا تعني سيطرة الجيش على أكبر قواعد الدعم السريع بدارفور؟

الخرطوم- تضاربت التصريحات بين القوة المشتركة للحركات المسلحة وقوات الدعم السريع اليوم الأحد بشأن السيطرة على قاعدة "الزرق" الإستراتيجية في ولاية شمال دارفور غربي السودان، في حين يرى خبراء عسكريون أن دخول القوة المشتركة إلى المنطقة واستيلاءها على عتاد عسكري ضخم يعدان انتصارا عسكريا ومعنويا.

وتقع منطقة "الزرق" قرب مثلث الحدود السودانية التشادية الليبية، مما جعل موقعها إستراتيجيا، خاصة فيما يتعلق بالإمداد العسكري لولاية شمال دارفور التي تشهد عاصمتها الفاشر قتالا شرسا بين الجيش والقوة المشتركة للحركات المسلحة من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى منذ 10 مايو/أيار الماضي.

منطقة إستراتيجية

بدأ قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" منذ عام 2017 بإنشاء مشاريع بنى تحتية في المنطقة شملت مدارس ومستشفيات ومحطات وقود ومعسكرات ضخمة لقواته ومستودعات للأسلحة والذخائر، كما شرع في إنشاء مطار بالبلدة التي صارت مقرا لعوائل من عشيرته، وعيّن عمه جمعة دقلو زعيما قبليا في المنطقة.

وفي عام 2017 أيضا نفذ نظام الرئيس المعزول عمر البشير حملة لجمع السلاح في دارفور بقيادة حسبو محمد عبد الرحمن نائب الرئيس السابق، إذ دفع الجيش حينها بدبابات ومصفحات إلى الزرق للمشاركة في الحملة، وهي التي نقلها حميدتي إلى الخرطوم قبل أسابيع من اندلاع الحرب الأخيرة في 15 أبريل/نيسان 2023.

إعلان

وبعد تفجر الأزمة كانت الزرق من القواعد الرئيسية التي تستقبل إمدادات الدعم السريع الآتية عبر تشاد وليبيا، وباتت مستودعا للأجهزة والمعدات العسكرية ومركزا لوجستيا للقوات، ونقل إليها المقربون من حميدتي عوائلهم باعتبارها من المناطق الآمنة، لكن الجيش السوداني قصفها بالطيران مرات عدة لتدمير العتاد العسكري.

وتقع الزرق في محلية "أمبرو" التي تشكل مع محليتي الطينة وكرنوي "دار زغاوة" في دارفور، ويقول رموز القبيلة التي ينحدر منها أغلب قيادات وعناصر القوة المشتركة إن قيادة الدعم السريع استولت على المنطقة التابعة لهم تاريخيا، واستبدلوا اسمها من "هاء مي" إلى الزرق بعد طرد سكانها الأصليين وتوطين رحّل يدينون لهم بالولاء.

إستهداف أطفال في الفاشر وزمزم ومجازر بشرية في ابوزريقة ، تردها القوة المشتركة بالردود القوية طُهرت بها المناطق المغتصبة منذ ٢٠١٧، القوة المشتركة لا ترد إلا علي صدور المقاتلين مغتصبي النساء وقتلة الأطفال ، فالحق ينتصر .

— Mini Minawi | مني اركو مناوي (@ArkoMinawi) December 21, 2024

"نصر كبير"

أعلن الجيش السوداني في بيان له مساء أمس السبت أن القوة المشتركة التي تقاتل إلى جانبه سيطرت على قاعدة "الزرق" العسكرية وانتزعتها من أيدي قوات الدعم السريع بعد أن قتلت العشرات منها واستولت على عدد من المركبات القتالية.

وفي بيان آخر، قال المتحدث باسم القوة المشتركة أحمد حسين مصطفى اليوم الأحد إن القوة المشتركة والجيش والمقاومة الشعبية "تمكنت من تحقيق نصر إستراتيجي كبير بتحرير منطقة وادي هور بالكامل، بما في ذلك قاعدة الزرق العسكرية ومطارها الحربي".

وأفاد مصطفى بأنهم سيطروا على مطارين و5 مواقع عسكرية هي بئر مرقي، وبئر شلة، ودونكي مجور، وبئر جبريل، ودونكي وخائم.

كما ذكر المتحدث أن قوات الدعم السريع هربت تاركة 700 عنصر بين قتيل وجريح، وجرى أسر عناصر آخرين، علاوة على تدمير أكثر من 122 آلية عسكرية والسيطرة على عدد كبير من الآليات السليمة والمتنوعة بالتسليح والإنتاج.

إعلان

ولاحقا، نفى المكتب الإعلامي للقوة المشتركة في بيان جديد ما جاء في إعلان قوات الدعم السريع استعادة قاعدة الزرق، ووصفها بأنها "مجرد أكاذيب لا أساس لها من الصحة، وهي محاولات فاشلة افتعلتها المليشيات بغرض التغطية على هزيمتها النكراء"، كما نفى استهداف قواتهم المدنيين في المنطقة.

من جانبه، قال مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور المشرف على القوة المشتركة إن قوات الدعم السريع فقدت خط إمداد رئيسي يربطها بدولة ليبيا.

وأشار مناوي إلى أن منطقة الزرق "اغتصبتها" قوات الدعم السريع عام 2017 بدعم من نظام الرئيس السابق عمر البشير، وقال في تغريدة على منصة "إكس" إن "القوة المشتركة ردت بقوة على هؤلاء المغتصبين ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية".

هجوم الحركات المرتزقة(حركة مناوي وجبريل ابراهيم ) الغرض منه التطهير العرقي والدوافع العنصرية وتنفيذا" لأجندة جلاديهم والدولة القديمة لضرب النسيج الإجتماعي بدارفور والإنتهاكات التي إرتكبتها هذه الحركات المرتزقة الإرهابية من قتل للأطفال والنساء وكبار السن وحرق السوق والمستشفى… pic.twitter.com/mi7PdtTDpC

— الباشا طبيق (@Elbashatbaeq) December 22, 2024

تهديد بالانتقام

في المقابل، قال الباشا طبيق مستشار قائد قوات الدعم السريع إن "الزرق ليست قاعدة عسكرية كما يزعم مناوي، بل مدينة يسكنها مدنيون".

واعتبر طبيق هجوم القوة المشتركة على المنطقة "عملية انتحارية"، واتهمها بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين.

وتوعد طبيق عبر حسابه على منصة "إكس" القوة المشتركة، وقال "سوف تدفع ثمنا غاليا، وستكون بداية النهاية لها، وحينها لا ينفع صراخ مناوي ومناجاته الأمم المتحدة"، حسب تعبيره.

كما أعلنت قوات الدعم السريع أنها تمكنت من استعادة السيطرة على منطقة الزرق في ولاية شمال دارفور، وذلك بعد فترة قصيرة من إعلان القوة المشتركة لحركات دارفور سيطرتها على المنطقة.

إعلان

وفي بيان رسمي، اتهم الناطق باسم قوات الدعم السريع الفاتح قرشي عناصر القوة المشتركة بارتكاب "انتهاكات جسيمة ضد المدنيين العزل" في منطقة الزرق شملت قتل عدد من الأطفال والنساء وكبار السن، بالإضافة إلى حرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المدنيين، فضلا عن تدمير المركز الصحي والمدارس والمرافق العامة والخاصة.

وفي موقف آخر، ذكر بيان باسم أعيان ومواطني منطقة الزرق أن القوة التي هاجمت المنطقة كانت بقيادة عبد الله بندة المطلوب دوليا بتهمتي إبادة جماعية وتطهير عرقي في دارفور.

واتهم البيان القوة المهاجمة بارتكاب "مذبحة راح ضحيتها 39 شهيدا، معظمهم من النساء والأطفال"، وأنها نهبت ممتلكات الأهالي وذبحت المئات من الإبل والمواشي.

عملية استخبارية

وفي تعليقه على ما حدث، يرى الخبير الأمني والعسكري أبو بكر عبد الرحيم أن هجوم القوة المشتركة على القاعدة يعد "نصرا عسكريا ومعنويا في عملية خاطفة ومباغتة، مما يشير إلى أنها عملية تكتيكية لعب فيها الجانب الاستخباري والأمني دورا كبيرا لتوجيه رسائل عدة"، ويرجح أن الهدف الأساسي منها لم يكن الاستحواذ على الأرض.

وأوضح عبد الرحيم في حديثه للجزيرة نت أن الزرق من أكبر المراكز اللوجستية لقوات الدعم السريع، إذ تضم معدات متقدمة تشمل أجهزة التشويش التي تستخدم لتعطيل الطيران والاتصالات وتمنح المليشيات تفوقا تكتيكيا في العمليات العسكرية، لأن هذه الأجهزة تعطل التنسيق بين القوات النظامية وتعيق عمليات الاستطلاع الجوي والهجمات الدقيقة.

كما تضم القاعدة مخازن للطائرات المسيّرة ومهبطا للطائرات يستخدم لاستقبال عناصر أجنبية تشرف على تشغيل أجهزة التشويش والمسيّرات.

ويعكس استيلاء القوة المشتركة على عشرات المركبات -منها نحو 30 سيارة مصفحة- وجود عدد كبير من القادة الكبار والشخصيات المهمة في المنطقة، وفقا للخبير الأمني.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يعلن مقتل العشرات من «قوات الدعم السريع»
  • من يدعم بقاء السودان موحدا هو من يدعم بقاء الدولة
  • النائب العام : سنصدر أحكام غيابية لمتهمين يتبعون لمليشيا الدعم السريع متواجدين في ( 6) دول
  • البرهان يطالب الأمم المتحدة بموقف حاسم حيال الدول المساندة لـ الدعم السريع
  • شاهد بالصور.. في مفاجأة غير متوقعة.. والد “حميدتي” يقود معارك الدعم السريع بقاعدة الزرق ويفر هارباً مع قواته
  • السودان..« قوات الدعم السريع» تسيطر على قاعدة عسكرية في دارفور
  • محكمة جنايات كرري تصدر حكما بالإعدام شنقا لمتعاونة مع الدعم السريع وإثارة الحرب ضد الدولة
  • ماذا تعني سيطرة الجيش على أكبر قواعد الدعم السريع بدارفور؟
  • قوات الدعم السريع السوداني يسيطر على قاعدة عسكرية شمال دارفور
  • شاهد بالفيديو.. قبل سقوطها على يد الجيش والمشتركة.. حميدتي يتحدث في مقطع نادر عن أهمية قاعدة الزُرق بالنسبة لهم.. بها أكبر مركز تدريب ومقر عملياتهم العسكرية وتجمع استنفارهم القبلي