جنين - خاص صفا

على الرغم من مرور سنةٍ على اندلاع شرارة "طوفان الأقصى" في غزة؛ إلا أن ألسنة لهبها وصلت الضفة الغربية كذلك، حيث لا زالت تسجل الضفة عمليات نوعية ضد الاحتلال.

فعملية إطلاق النار في حيفا التي نفذها شابان من الخليل وقُتل فيها 8 إسرائيليين، بالتزامن مع صواريخ إيرانية أصابت أهدافها في "تل أبيب" قبل أسابيع؛ لم تكن سوى حلقةٍ من مسلسل لا ينتهي ضد الاحتلال الذي طال أمده.

محللون وكتّاب في حديثهم لوكالة "صفا" رأوا أن المقاومة في الضفة، أعادت في كل مرة- تعرضت فيها لضربة من الاحتلال- تنظيم صفوفها والبناء على عملها السابق كمًا نوعًا ضد الاحتلال، وباتت رديفًا مساندًا للمقاومة في غزة، في حربها في معركة (طوفان الأقصى).

وقال سمور إن العمل المقاوم في الضفة نجح في الجمع بين الكم والنوع، فمن حيث الكم؛ عادت المقاومة بعد سنوات عجاف إلى مخيم جنين، كنواة أولى للعمل المنظم في الضفة قبل سنوات، وباتت الآن تغطي مساحات كبيرة في شمال ووسط الضفة الغربية، عدا عن أنه أضحى لكل محافظة كتائبها الخاصة".

وأضاف إن العمل المقاوم بعدما كان يتصدى لآليات الاحتلال بالرصاص والقنابل اليدوية المحلية الصنع، اتخذت العبوات الناسفة مكانًا متقدمًا في أدوات المقاومة، حيث تتسبب بإعطاب آليات الجيش الإسرائيلي المقتحِمة وإخراجها عن الخدمة.

ويشير إلى أن جيش الاحتلال أقرّ على لسان خبرائه بـ"جرأة المقاومة وشدتها وخاصة في طولكرم"، وأنه ورغم فارق القدرات العسكرية يبن الجيش والمقاومة، إلا أنها "نوعية."

أما الكاتب والمحلل السياسي محمد جرادات، فيرى أن "الحالة النضالية لم تعد تقتصر على التمدد الجغرافي فحسب؛ بل الشكل أيضًا، من ناحية التطور العملي من عمليات الدهس والطعن وصولاً إلى استخدام العبوات والسلاح الناري".

وقال جرادات لـ"صفا": "هذا يشير إلى أن هناك إصرارٌ من هذه المجموعات على تطوير الأدوات في السياق العسكري، وهناك مخاوف إسرائيلية من أن هذه الأمر لم يعد مرتبطاً بمجموعات عسكرية مسلحة معروفة؛ بل يتعداها إلى خلايا خارج تلك الجماعات".

ومن نتائج هذا التمدد: "التوسع والقوة في العمل المقاوم"، كما يشير المحلل جرادات، فقلق الاحتلال من تطور المقاومة هو الذي أعاد إدخال المروحيات القتالية لجيش الاحتلال للهجوم على المقاومين، معتبرًا أن هذا "دليل عجز الاحتلال على الأرض، وأن الاقتحامات أصبحت خطرة عليه، وبالتالي لا يمكن مكافحة هذا العمل المقاوم إلا من الجوّ".

وكان مركز "معلومات فلسطين" -مُعطى- أشار سابقًا إلى أن العام الحالي شهد أكثر من 1620 عملاً مقاوماً في مناطق الضفة الغربية وحدها، فيما شهد سبتمبر الماضي 115 عملية إطلاق نار واشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في ذات المناطق.

وذكر المركز أن أكتوبر الحالي افتتح يومه الأول بـ20عملاً مقاومًا بينها عملية يافا.

كما أصيب 4 جنود أحدهم بجروح خطيرة من وحدة "دوفدفان" خلال اشتباكات في مخيم بلاطة وتم إعطاب آلية لقوات الاحتلال جراء استهدافها بعبوة ناسفة شديدة الانفجار في محيط البلدة القديمة بنابلس.

كما جرت عدة اشتباكات مسلحة بين مقاومين وقوة خاصة إسرائيلية بعد تسللها إلى بلدة برقين غرب جنين شمال الضفة الغربية، واندلاع اشتباكات مسلحة وتفجير عبوات ناسفة خلال اقتحام قوات الاحتلال مخيم طولكرم.

ويُجمع المحللون على أن الضفة تسير بخطوات متسارعة في مقاومتها ضد قوات الاحتلال، سواء بتصديها للقوات المقتحمة بالعبوات الناسفة والرصاص، أو بضرباتها من مقاوميها الذين يصلون إلى عمق مدن الكيان.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطينية الضفة الغربیة العمل المقاوم

إقرأ أيضاً:

باحث سياسي: إسرائيل تستغل تفجيرات تل أبيب لتحقيق أهدافها بالضفة الغربية

قال باسم أبو سمية الكاتب والباحث السياسي، في تعليقه على تفجير عدة حافلات في تل أبيب أمس الخميس، إنه عادة ما تستغل إسرائيل التفجيرات لتعزيز روايتها وخططها وتحقيق أهدافها في الضفة الغربية، إلى جانب أن إسرائيل ما زالت تسعى إلى تحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة بتفكيك القوة العسكرية لحركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى.

إفشال اتفاقية وقف إطلاق النار

وأضاف «أبو سمية»، في لقاء مع قناة القاهرة الإخبارية، أنّ هذه التفجيرات قد تسرع من خطوات نتنياهو في إفشال اتفاقية غزة وإقالة مسؤولين يتحملون المسؤولية كما يدعي والاستجابة لضغوط اليمين المتطرف ومواصلة الحرب على قطاع غزة.

وتابع: «ما زلنا نذكر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 الذي استغلته إسرائيل بعد محاولة اغتيال السفير الإسرائيلي في ذلك الوقت، واتهم فيه الفلسطينيون، واستمر اجتياح لبنان نحو 3 عقود».

توسيع رقعة الحرب

وذكر أنّ هناك قضية أخرى، وهي ادعاء بأن حركة حماس لم تسلم المحتجزة شيري بيباس، وهي محاولة لافتعال المشكلات، وربما قد يدفع إلى توسيع رقعة الحرب في الضفة الغربية بشكل أساسي، ففي الآونة الأخيرة، اجتاحت إسرائيل غالبية المدن والقرى في الضفة العربية لفرض واقع عسكري وجغرافي جديد في تلك المنطقة.

مقالات مشابهة

  • هيئة فلسطينية: الاحتلال يسعى لإنهاء المخيمات بالضفة الغربية وإعادة احتلالها
  • الأمم المتحدة: لا نزال قلقين إزاء هجمات إسرائيل بالضفة الغربية
  • الإجرام الصهيوني في الضفة الغربية
  • حابس الشروف: انفجارات تل أبيب تخدم أهداف نتنياهو السياسية في الضفة الغربية
  • بعد عملية تفجير الحافلات في تل أبيب.. ماذا يحدث بالضفة الغربية؟
  • بالأسماء.. القسام تفرج عن 6 أسرى إسرائيليين ضمن الدفعة السابعة
  • اشتباكات خلال اقتحامات للعدو بالضفة الغربية
  • باحث سياسي: إسرائيل تستغل تفجيرات تل أبيب لتحقيق أهدافها بالضفة الغربية
  • فلسطين.. قوات الاحتلال تقتحم مخيمي بيت جبرين والعزة في بيت لحم بالضفة الغربية
  • الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويواصل عدوانه على جنين وطولكرم