نشطاء بعد إصابة مصور الجزيرة بغزة: جريمة إسرائيلية هدفها إسكات الشهود
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
وقال مراسل الجزيرة أنس الشريف إن الوحيدي تعرض أمس الأربعاء لإطلاق نار مباغت عبر مسيرة "كواد كابتر" في منطقة الصفطاوي غرب مخيم جباليا.
ولاحقت المسيرة الإسرائيلية صحفيين حين كانوا بصدد توثيق حركة نزوح المدنيين من المنطقة، حيث أصيب الوحيدي برصاصة في الرقبة، نُقل على أثرها إلى مستشفى المعمداني.
ويأتي استهداف الوحيدي بعد أيام قليلة من استهداف الاحتلال لمصور الجزيرة علي العطار وإصابته بشظايا في رأسه، إثر قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين داخل مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة، مما تسبب في حدوث نزيف حاد في دماغه.
"جريمة حرب"
ورصد برنامج "شبكات" -في حلقته بتاريخ (2024/10/10)- جانبا من تعليقات المغردين على استمرار إسرائيل في استهداف الصحفيين في القطاع وإصابة مصور الجزيرة الوحيدي.
وعلق عبد الله قائلا "مشهد اغتيال شيرين أبو عاقلة وفادي الوحيدي يكشف عن الإجرام الذي لا يفرق بين مقاوم يحمل السلاح وبين صوت ينقل الحقيقة".
وأضاف أن "استهداف الصحفيين جريمة حرب هدفها إسكات الشهود على جرائم الاحتلال".
ونددت فاطمة بالوحشية الإسرائيلية بقولها "عدو غادر لم يترك أحد، صحفيون وأطفال وفرق الإنقاذ المدني والأطباء والكوادر الطبية المساعدة والمخابز والنساء والمساجد والمزارع والمستشفيات. كل شيء الجميع استهدفهم العدو الصهيوني".
وبعد قوله إن "الجيش الإسرائيلي استهدف 3 صحفيين، أحدهم استشهد واثنان في حالة خطيرة"، تساءل أبو صلاح قائلا "يغامر الصحفيون بحياتهم لعالم أعمى، هل يستحق العالم هذه المغامرات؟".
وحاول معاذ الرد على تغريدة أبو صلاح بقوله "هؤلاء البقية الباقية من الصحفيين شمال غزة تريد إسرائيل قتلهم جميعا لمنعهم من نقل الحقيقة ونقل ما يحصل".
ودانت شبكة الجزيرة الإعلامية بشدة استهداف الاحتلال الإسرائيلي عددا من الصحفيين العاملين في مخيم جباليا، وقالت إن الاحتلال يستهدف الصحفيين بشكل ممنهج في غزة.
وطالبت الشبكة بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه المتكررة ضد الصحفيين، داعية المجتمع الدولي بشكل عاجل إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان سلامة الصحفيين والمدنيين في غزة.
ولم يكن الوحيدي الصحفي الوحيد الذي استهدف الأربعاء، إذ استُشهد المصور الصحفي محمد الطناني، إثر قصف مدفعي إسرائيلي استهدفه رفقة مراسل قناة الأقصى تامر لبد.
وتقول لجنة حماية الصحفيين، ومقرها نيويورك، إن ما لا يقل عن 128 صحفيا وعاملا في مجال الإعلام قتلوا في غزة منذ بدء الحرب، ووصفت الحصيلة بأنها الأكثر دموية منذ بدأت برصد الانتهاكات ضد الصحفيين بداية تسعينيات القرن الماضي.
10/10/2024المزيد من نفس البرنامجأين قوات أمن السلطة؟.. سؤال على المنصات بعد اغتيال الاحتلال مقاومين بالضفةتابع الجزيرة نت على:
facebook-f-darktwitteryoutube-whiteinstagram-whiterss-whitewhatsapptelegram-whitetiktok-whiteالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الجامعات
إقرأ أيضاً:
4 خيارات إسرائيلية لمستقبل قطاع غزة لا يضمن جميعها أمن الاحتلال
عديدة هي الخيارات الإسرائيلية التي تم طرحها للتعامل مع "اليوم التالي"، سواء من الائتلاف أو المعارضة، رغم أن العديد منها تعتمد على سوابق تاريخية، لكن المقارنات أحيانا مفقودة، ولأنه ما كان مناسبا لألمانيا واليابان عقب هزيمتهما في الحرب العالمية الثانية لن يناسب قطاع غزة بالضرورة، كما أن السيطرة المصرية على القطاع لن يستفيد منها الاحتلال، وكذلك لن تنجح خطة تشجيع الهجرة، وفقا لما طرحه زعيم المعارضة يائير لابيد قبل أيام، حين اقترح سيطرة مصر على غزة، مقابل إلغاء ديونها.
قسم التحقيقات في مجلة "غلوبس" الاقتصادية، انشغل بهذه القضية، "طارحا حلولا مختلفة وغريبة لما بعد اليوم التالي في قطاع غزة، كي لا يعود الاحتلال ليوم السادس من أكتوبر، في يوم ما قبل الهجوم، ومنها استقدام قوة متعددة الجنسيات، مكوّنة من قوات غربية وعربية معتدلة، للسيطرة على القطاع، وإعادة تأهيله، ويعتقد آخرون أن مجرد فتح السياج الحدودي مع مصر قد يدفع الفلسطينيين للمغادرة طواعية، وبالتالي تجنب الحاجة لحلّ طويل الأمد".
"قوة متعددة الجنسيات"
وأضاف في تقرير مطول ترجمته "عربي21"، أن "الخيار الأول يتمثل في القوة متعددة الجنسيات في غزة، حيث لدينا وثيقة سياسية تهدف لتقديم مخطط لليوم التالي، وقّع عليها: نيتا باراك كورين وداني أورباخ وناتي بالمر وهاريل حوريف، تروّج لإدارة القطاع من قبل قوة متعددة الجنسيات، بمشاركة إسرائيلية، رغم اختلاف الظروف عن واقع ألمانيا واليابان بعد الحرب العالمية الثانية، وهناك مثال على فشل الاحتلال الأميركي لأفغانستان والعراق، وفي غزة ستكون هناك حاجة للتغيير الذي سيستغرق عقوداً من الزمن، إن لم يكن أجيالاً".
وأشار إلى أنه "لن ترغب القوات الأجنبية بدخول غزة، كما لن تقاتل حماس، ولم تقاتل قوات الأمم المتحدة حزب الله في جنوب لبنان، مما يستدعي السؤال حول مشروعية سيطرة الاحتلال على غزة بشكل مباشر، والإجابة تكمن في مفهوم الأمن الإسرائيلي، الذي طوّره ديفيد بن غوريون، القائل أن دولة الاحتلال ليست قوة عظمى، وبالتالي لا تستطيع فرض السلام على منافسيها، مما يعني أن تحقيق نصر عسكري سريع من شأنه أن يزيل التهديد ينبغي أن يكون كافياً، لأنه في كل مرة حاول فيها الإسرائيليون "هندسة" الشركاء، فشلوا".
"الخيار المصري"
وأوضح أن "الخيار الثاني متعلق بسيطرة مصر على غزة، وقد حكمتها بين 1948-1967، دون حصول سكانها على الجنسية المصرية، ناقلا عن العقيد ديفيد هاشام، رئيس الإدارة المدنية بغزة، وممثل المؤسسة الأمنية في اتفاقيات أوسلو، ومستشار سبعة وزراء أمن للشؤون العربية، أنه بين عامي 1958-1962، حاولت مصر الترويج لقيام دولة فلسطينية، وتم تأسيس حكومة وبرلمان كجزء من محاولة لإضفاء الحكم الذاتي، ولكن هذا النظام بأكمله تحت إشراف الأخ الأكبر، بحيث يكون تابعاً للمصريين، وخاضعاً لإشرافهم، ومتأثراً بهم".
وأوضح أنه "في 1953، فكرت مصر بنقل 12 ألف لاجئ من غزة لسيناء من خلال خطة الأونروا، بعكس موقفها المعلن الحالي ضد تهجير سكان غزة، وتم إلغاء الخطة عقب احتجاجات الفلسطينيين الذين أدركوا أنها ستقوّض قوميّتهم، وتضرّ بحقهم في العودة، ومع مرور الوقت، تضاءل الاهتمام المصري بالسيطرة على غزة، وأظهرت عدم رغبتها بالمشاركة في الصراع، وفي كامب ديفيد، لم يُرد السادات استعادة غزة".
وأكد أن "إعادة الاحتلال لطرح الخيار المصري اليوم لغزة يستدعي وضع تساؤلات حول مدى تحسّن الوضع في القطاع، أم سيُعفيه فقط من المسؤولية عما يحدث فيه، وإذا أصبح القطاع حدودا إسرائيلية مصرية، فقد يؤدي لتدفئة العلاقات الإسرائيلية المصرية طالما كانت هناك قوة معادية على الجانب الآخر، تماما كما دفعت غزوات الاحتلال لغزة في الخمسينيات مصر لدعم الفدائيين، لذلك، فإن اقتراح لابيد لن يؤدي بالضرورة لاختفاء المشكلة الأمنية وراء السياج".
"الهجرة الطوعية"
وأشار أن "الخيار الثالث يتمثل في الهجرة الطوعية، وقد حصلت محاولات سابقة حين سيطر الاحتلال على غزة في 1967، حين سعى لتقليص عدد الفلسطينيين هناك، بهدف ضمّ القطاع، واعتمد مسار العمل على الوسائل الاقتصادية، وليس الضغوط العسكرية، بهدف دفع سكان غزة للانتقال إلى الضفة الغربية، مرورا للوصول للأردن".
وأكد أن "الخيار الرابع يرتكز على الجمع بين الهندسة والتخطيط والتكنولوجيا، وهناك سابقة تاريخية بين نوفمبر 1967 ويوليو 1968، حين غادر غزة 2800 فلسطيني شهريًا، مع محاولة فاشلة لتشجيع هجرتهم من غزة إلى باراغواي، انتهت بإطلاق النار من قبل فلسطينيين داخل سفارة الاحتلال فيها، وفي نهاية المطاف، قرر الأردن إلغاء الخطة، ومنعوا سكان غزة من دخوله".
ونقل عن ياني سبيتزر المؤرخ الاقتصادي من الجامعة العبرية، أن "هناك العديد من أمثلة الهجرة الطوعية، لكن حالة غزة اليوم تبدو غير عادية للغاية، وتجعل من الصعب التنبؤ بما سيحدث بالضبط إذا ما انفتحت لهم، على سبيل المثال، إمكانية الهجرة للدول الغربية أو الخليج العربي، لأن صعوبة الاعتماد على هذه السوابق التاريخية تنبع من حقيقة أن تدمير البنية التحتية في غزة خلال الحرب كان على نطاق غير مسبوق تقريبا في التاريخ الحديث، كما يصعب في غزة رؤية كيفية إعادة إنشاء بنيتها التحتية في المستقبل المنظور".
وختم بالقول إنه "في كل الأحوال، إذا حدثت مثل هذه الهجرة الجماعية من غزة، فستكون نتيجة للكارثة الجيو-سياسية التي تحول الأمل في إعادة الإعمار بشكل كبير إلى حلم بعيد المنال، وهنا سيكون صعباً تسميتها بكونها هجرة طوعية أم لا".