الموت .. المصير الحتمي الذي ينتظر مريضات سرطان الثدي في غزة
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
بينما يحتفي العالم بأكتوبر كشهر للتوعية من سرطان الثدي من خلال تنظيم فعاليات تتخذ من اللون الوردي شعارا لحث النساء على الفحص الدوري والمبكر، ينهش المرض نسرين الحاج (43) عامًا، التي وجدت نفسها في مواجهة مع السرطان ومعاناة النزوح والتشرد منذ عام حتى يومنا هذا.
تشكو نسرين الواقع البائس الذي تعيشه حيث يفتقر لمتطلباتها وتوفير احتياجاتها الصحية كمريضة سرطان في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة "كنا نلقى رعاية خاصة في شهر أكتوبر من كل عام، حيث كانت تعلن وزارة الصحة الفلسطينية عن بدء فعاليات شهر أكتوبر الوردي الخاص بالعناية بالنساء المصابات بسرطان الثدي، كنت أحظى بالفحص المكثف من قبل المؤسسات التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية بالإضافة إلى المؤسسات النسوية المهتمة بالكشف المبكر عن سرطان الثدي، إضافة إلى الاستفادة من برامج الدعم النفسي والحصول على العلاج الطبي المجاني، اليوم وبعد مرور عام على حرب غزة، أصبحت أعاني من تدهور شديد في حالتي الصحية نتيجة عدم توفر الأدوية الأساسية، بات المرض ينهش جسمي النحيل، أشكو من آلام حادة في أطرافي".
كانت تصف نسرين وضعها الصحي والمعيشي وهي تبكي وعلامات سوء التغذية بادية على ملامحها بشكل واضح، تقول "إن معاناتي مع سرطان الثدي تفاقمت جراء نزوحي 4 مرات، أصبت خلال النزوح بأمراض عديدة بسبب ارتفاع درجات الحرارة في الصيف بالإضافة إلى نقص مناعتي، مكثت أياما عديدة داخل المستشفى الأوروبي قبل تعرضه للإخلاء بسبب الدخول البري لجيش الاحتلال الإسرائيلي والآن أجد صعوبة كبيرة في الذهاب إلى المستشفى".
اكتشفت نسرين إصابتها بسرطان الثدي في شهر أكتوبر عام 2021م بعد أن طلبت منها إحدى المؤسسات النسوية الخضوع لفحص الثدي كنوع من الاطمئنان "فوجئت بوجود ورم في الثدي الأيسر، أجريت بعدها عملية جراحية لاستئصال الورم ثم خضعت إلى فحوصات مكثفة وعلاج بالإشعاع في مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني وهو المستشفى الوحيد الذي يهتم بمرضى السرطان في قطاع غزة، منذ تدمير المستشفى وأنا أعاني من صعوبة الحصول على الأدوية والعلاجات، آلام حادة في جسدي تسببت في عدم قدرتي على النوم ليلًا نهارًا، حتى المسكنات البسيطة لا يمكنني الحصول عليها داخل المستشفيات". كانت تتحدث بينما تحاول البحث داخل أحد أكياس الأدوية عن مسكن للألم لكن للأسف لم تجد شيئًا.
ومثل العديد من النساء المصابات بالسرطان تعاني نسرين من وضع اقتصادي سيء لا يمكنها من الحصول على وجبات صحية متكاملة بسبب غلاء أسعار السلع في الأسواق "ألجأ إلى تناول المعلبات التي أتلقاها كمساعدات من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا بشكل كبير رغم خطورتها وتأثيرها السلبي على صحتي العامة بسبب احتوائها على مواد حافظة، أشتهي تناول الخضار والفواكه واللحوم والأسماك منذ بداية الحرب، لكن ليس لدي القدرة المادية لشراء أي شيء حتى الأدوية".
لقد ازدادت معاناة مرضى السرطان مع خروج مستشفى الصداقة الوحيد المتخصص بالسرطان والأورام عن الخدمة، جراء استهدافه المباشر من قبل الاحتلال في نوفمبر الماضي. وفي حوار مع مدير عام المستشفى الدكتور صبحي سكيك قال "إن مرضى السرطان في قطاع غزة خسروا مستشفى الصداقة التركي وازداد حالهم سوءا بسبب استمرار الحرب وعدم تلقيهم الرعاية الصحية اللازمة بعدما تشتت معظمهم في مخيمات النزوح وتشتتوا في الخيام ومراكز الإيواء، في ظل أوضاع صحية ونفسية ومعيشية متردية وغير ملائمة"..
واستنادا لنتيجة فحوصات سنوات سابقة، يقدر سكيك أنه خلال "سنة من حرب الإبادة الجماعية هناك من 2000 إلى 2500 حالة إصابة جديدة بالسرطان، تضاف إلى أكثر من 10 آلاف آخرين كانوا يتلقون الرعاية الطبية داخل المستشفى قبل اندلاع الحرب".
كما صرح أن "هؤلاء المصابون الجدد من النساء والرجال والأطفال لم يتم تشخيصهم ولم يتلقوا علاجا بالمطلق وأن قلة منهم لا تزيد أعدادهم عن 1500 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع خلال سنة العدوان، فيما أكثر من 11 ألف مريضة ومريض بالسرطان محاصرون فيه وبحاجة ماسة للعلاج بالخارج معظمهم سيدات مصابات بسرطان الثدي والذي يعد أكثر أمراض السرطان انتشارًا بين النساء".
ويصف سكيك الوضع الدوائي في غزة بالكارثي بالنسبة لمرضى السرطان بسبب خروج المستشفى الوحيد عن الخدمة، ويقول إن هناك مكانين فقط في جنوب القطاع يقدمان "ما تيسر من أدوية السرطان لمريضاتنا ومرضانا في العيادات الخارجية بمجمع ناصر بخان يونس ومستوصف الرازي في المنطقة الوسطى وأضاف أن حالات الإصابة العامة بأنواع السرطانات المختلفة، يتم تشخيص زهاء 360 مريضة جديدة سنويا بسرطان الثدي، وبمعدل حالة مصابة يوميا، حسب المتحدث نفسه".
ومع استمرار الحرب تزداد معاناة مرضى السرطان -بحسب سكيك- جراء عدم توفر المياه الصالحة للشرب، واستخدام الاحتلال سلاح التجويع ضد الغزيين وعدم توفر الغذاء الصحي.
*كاتبة فلسطينية من غزة
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بسرطان الثدی سرطان الثدی
إقرأ أيضاً:
نداء عاجل لإنقاذهم.. آلاف النازحين في مأرب يواجهون الموت بسبب البرد القارس
حذرت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في محافظة مأرب، من أوضاع خطيرة تهدد حياة الآلاف من الأسر النازحة بفعل موجات البرد القارس والصقيع التي تضرب المحافظة، داعية إلى تحرك إنساني عاجل لتوفير احتياجاتهم الأساسية.
واوضحت الوحدة في بيان اليوم الخميس بعنوان "نداء عاجل"، أن أكثر من 67 ألفا و941 أسرة تعيش في 203 مخيمات نزوح في محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن)، بالإضافة إلى مئات الأسر التي تسكن على أسطح المنازل وفي الأزقة.
وأشار البيان إلى أن الظروف المعيشية القاسية ومساكنهم المؤقتة غير القادرة على حمايتهم من البرد، تهدد حياتهم بالخطر، سيما وفصل الشتاء يشهد انخفاضاً شديداً في درجة الحرارة تقترب من الصفر درجة.
وارتفع عدد سكان المحافظة في السنوات الأخيرة إلى أكثر من 3 ملايين نسمة، من بينهم أكثر من 2.1 مليون نازح، إلى جانب السكان المحليين والمهاجرين الداخليين.
ودعا مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، سيف مثنى، الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية إلى سرعة التدخل لإنقاذ حياة الآلاف، خاصة النساء والأطفال وكبار السن.
وأكد على الحاجة الماسة إلى توفير الأغطية والملابس الشتوية ووسائل التدفئة، بالإضافة إلى تحسين وصيانة المساكن المؤقتة المتضررة.
وأشار مثنى إلى تسجيل حالات وفاة في الأعوام الماضية نتيجة موجات البرد الشديدة في المخيمات، محذرًا من تكرار هذه المآسي إذا لم يتم تقديم مساعدات طارئة هذا العام.
وحسب الإحصائيات، تحتضن محافظة مأرب أكثر من 60 بالمئة من النازحين في اليمن، الذين يُقدر عددهم الإجمالي بأكثر من 4.5 مليون شخص.