مجلس حقوق الإنسان يمدد مهمة بعثة تقصي الحقائق في السودان
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
عواصم "وكالات": نفت القاهرة الاتهامات الصادرة عن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي يخوض حربا ضد الجيش منذ أبريل العام الماضي، بأن جيشها يتدخل في النزاع.
وأسفرت الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان عن مقتل عشرات الآلاف وتسببت بأكبر أزمة نزوح في العالم.
وفي تسجيل مصوّر نشر على الإنترنت امس ، اتّهم دقلو سلاح الجو المصري بتنفيذ ضربات استهدفت قواته قرب جبل موية جنوب الخرطوم.
وقال "الآن تقاتلنا مصر" التي اتّهمها بأنها واحدة من ستة بلدان تتدخل في النزاع.
من جهتها، رفضت الخارجية المصرية في بيان صدر ليل امس اتهامات دقلو.
وجاء في البيان "تنفي وزارة خارجية جمهورية مصر العربية المزاعم التي جاءت على لسان محمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع بشأن اشتراك الطيران المصري في المعارك الدائرة بالسودان الشقيق".
وفي سياق متصل بالازمة السودانية، صوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة مساء امس لصالح تمديد مهمة بعثة تقصي الحقائق بشأن الوضع في السودان في ظل الحرب المتواصلة فيه، رغم اعتراضات الخرطوم.
وصوّتت 23 دولة من الدول الأعضاء في المجلس البالغ عددها 47 لصالح تمديد مهمة البعثة الدولية المستقلة لعام آخر، في مقابل معارضة 12 دولة وامتناع 12 أخرى عن التصويت.
وأنشأ مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أكتوبر الماضي هذه الهيئة للتحقيق في الانتهاكات والتجاوزات المزعومة لحقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي في السودان خلال الحرب.
وكانت بريطانيا وألمانيا والنروج والولايات المتحدة قد اقترحت تجديد تفويض البعثة لعام آخر، وتقدمت بمشروع قرار وصفه الممثل الدائم لجمهورية السودان لدى مجلس حقوق الانسان في جنيف، حسن حامد حسن، بأنه "غير عادل".
وقال السفير البريطاني سايمن مانلي الذي قدم مشروع القرار، إن بعثة تقصي الحقائق وثقت بعض "المعاناة المروعة" التي تحملها مدنيون سودانيون في هذه "الحرب الوحشية العبثية".
وأضاف "نحن نحتاج مراقبة مستقلة. نحن نحتاج لتوثيق هذه الفظائع. والشعب السوداني يحتاج إلى المحاسبة".
وتابع "قد لا تكون السلطات السودانية مؤيدة لهذا القرار ولكن الشعب السوداني مؤيد له".
واندلع القتال في السودان في 15 أبريل من العام الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع، وأدى الصراع إلى مقتل الآلاف وتسبب في كارثة إنسانية.
وطالب السفير السوداني بأن يتم التصويت على مشروع القرار.
وتساءل "كيف يمكن لمشروع قرار تبناه هذا المجلس أن يستخدم هذا النهج غير العادل الذي يساوي بين جيش وطني يقوم بدوره بجماعات مسلحة متمردة".
وأكد "لن تقبل أي حكومة أو تتسامح مع مثل هذا التمرد".
وكانت الأرجنتين والبرازيل وفرنسا وألمانيا واليابان وجنوب إفريقيا والولايات المتحدة من الدول التي صوتت لصالح القرار، فيما كانت الصين وكوبا وإريتريا وإندونيسيا والمغرب وقطر والسودان من الدول التي صوتت ضده.
أما الجزائر وبنجلاديش والهند وماليزيا فكانت من الدول التي امتنعت عن التصويت.
واعتبرت السفيرة الأمريكية لدى مجلس حقوق الإنسان ميشيل تايلور أن "السودان بات يشهد أخطر أزمة إنسانية في العالم".
وأضافت "طرفا الصراع، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ارتكبا جرائم حرب، كما ارتكبت قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها جرائم ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي".
وأكدت أن خطورة الوضع "تتطلب اهتمام مجلس" حقوق الإنسان.
وقال سفير بلجيكا كريستوف بايوت الذي تحدث نيابة عن دول الاتحاد الأوروبي في المجلس، إن الإفلات من العقاب كان من السمات المستمرة لهذا النزاع.
وأضاف "سوف تكون هناك فرصة لمستقبل مختلف وسلام دائم لشعب السودان فقط إذا أمكن عكس هذا الاتجاه".
وقال السفير الفرنسي جيروم بونافونت إن تمديد المهمة أمر "هام"، مضيفا أن "مهمتنا المشتركة يجب أن تتمثل في إعادة هذا النزاع إلى قمة الأجندة الدولية".
ويرأس بعثة تقصي الحقائق المكونة من ثلاثة أعضاء محمد شاندي عثمان، وهو رئيس قضاة سابق في تنزانيا وجوي إيزيلو، عميدة فخرية لكلية الحقوق في جامعة نيجيريا، ومنى رشماوي من الأردن وسويسرا، وهي مسؤول سابقة في الأمم المتحدة شغلت آخر مرة منصب رئيسة مكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا ومقره دمشق.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: مجلس حقوق الإنسان بعثة تقصی الحقائق الدعم السریع فی السودان من الدول
إقرأ أيضاً:
هجوم جوي على مجمع للأمم المتحدة في السودان يودي بحياة 3 موظفين
لقى ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في السودان مصرعهم نتيجة ضربة جوية استهدفت مجمعًا تابعًا للبرنامج في ولاية النيل الأزرق.
وأثارت هذه الحادثة استنكارًا عالميًا وأعادت تسليط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها العاملون في المجال الإنساني في مناطق النزاع.
ووفقًا لتقارير برنامج الأغذية العالمي، كان الموظفون الثلاثة في المجمع الذي تم استهدافه بضربة جوية أثناء قيامهم بمهام إنسانية في المنطقة.
وولاية النيل الأزرق، التي تقع بالقرب من الحدود الإثيوبية، كانت تشهد توترات أمنية نتيجة الصراع المستمر في السودان، مما جعل الوضع أكثر خطورة للعاملين في المنظمات الإنسانية.
وفي رد فعل على الهجوم، عبر برنامج الأغذية العالمي عن صدمته وحزنه العميق، مؤكدًا أن هذا الهجوم يعد جريمة غير مبررة تستهدف الإنسانية، وأشار البرنامج إلى أن الضحايا كانوا من الموظفين الذين يسعون لتقديم المساعدة للمحتاجين في المناطق المتضررة من النزاع في السودان.
صور مقتل 3 من موظفي برنامج الغذاء العالمي جراء القصف الجوي في يابوس #السودان #راديو_دبنقا #لا_للحرب #وقفوها #ساندوا_السودان #SudanNews #Sudan #SudanMediaForum pic.twitter.com/3ns0gAO9xN — Radio Dabanga (@RadioDabanga) December 20, 2024
ومن جانبها، أدانت وزارة الخارجية السودانية الهجوم، وأكدت أنها لم تكن على علم بأي عمليات عسكرية ناتجة عن الجيش السوداني في المنطقة التي تم استهدافها، وأوضحت الوزارة أن القوات المسلحة السودانية ليس لديها عمليات نشطة في ولاية النيل الأزرق في الوقت الحالي.
كما أكدت الوزارة رفضها القاطع للهجمات على العاملين في المجال الإنساني، مشيرة إلى أن استهداف الوكالات الإنسانية والعاملين في المجال الإغاثي هو انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني. وأعربت عن التزامها بحماية العاملين في المجال الإنساني وضمان سلامتهم أثناء تنفيذ مهامهم في أنحاء البلاد.
ويعد هذا الحادث تذكيرًا مأساويًا بالصعوبات التي يواجهها العاملون في مجال الإغاثة في السودان، حيث يعاني ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء البلاد من آثار النزاع المسلح والفقر المدقع.
وفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، تم تقديم المساعدات الغذائية إلى أكثر من 800,000 شخص في المناطق المتضررة أو المعرضة لخطر المجاعة.
ويواجه العاملون في مجال الإغاثة تحديات كبيرة في تأمين وصول المساعدات إلى المحتاجين بسبب النزاع المسلح، والذي يعرضهم باستمرار لمخاطر الهجمات من جميع الأطراف المتنازعة. هذه الحادثة تلقي الضوء على الحاجة الملحة لتوفير بيئة آمنة للعاملين في المجال الإنساني.
وأبدت العديد من المنظمات الدولية والإنسانية استنكارها لهذا الهجوم، داعية إلى محاسبة المسؤولين عن استهداف العاملين في المنظمات الإنسانية، كما شددت هذه المنظمات على ضرورة توفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني في جميع مناطق النزاع في العالم.