التأشيرة السياحية والاستثمارية في ميزان التقييم والمتابعة!
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
السياحة رافد مهم في الدخل القومي لأي بلد في العالم، وتنظيم هذا القطاع أصبح يخضع إلى معايير ومتطلبات دولية، ولكن بالمقابل أصبحت التأشيرة السياحية من اليسير الحصول عليها بعد استيفاء بعض الأوراق المطلوبة، ولكن يجب الانتباه بأن لكل دولة قوانين وأنظمة تختلف عن دولة أخرى، ولكن الجميع يشترك في تحديد المسؤوليات والحقوق سواء للسائح أو الدولة التي يرفد إليها، ومع انتشار الظواهر والسلوكيات الخاطئة يمكن القول بكل صدق بأن السياحة قد تكون سلاحا ذو حدين !.
كم من الأصدقاء الذين أعرفهم يرسلون لي ولغيري رسائل "واتسابية" يطلبون إيجاد فرص عمل لذويهم بعد أن أعياهم التعب من البحث عن فرص عمل، بل وأصبح أمرهم غاية في الصعوبة، والمفاجئة أن الأغلب منهم قد جاء بتأشيرة سياحية، وليس على عقد عمل موثق من الجهات المختصة.
بعض الذين أعرفهم يسردون في نص رسائلهم المؤثرة قصصا قد تكون "متشابهة " من بعضها البعض كون أن المشكلة واحدة من حيث الموضوع ومختلفة من حيث الشكل، إحدى تلك القصص تحكي أن شابا دفع أهله في بلده كل ما لديهم من مال من أجل أن يأتي ليبحث عن فرصة عمل بتأشيرة سياحية، وذلك عبر أحد مكاتب تشغيل القوى العاملة في وطنه بعد أن تم الاتفاق معه على أن العمل الذي يبحث عنه موجود ومضمون وبراتب مغر أيضا، أتى هذا الشاب بمال قليل ودون ترتيب أو تجهيز للمغامرة التي قرر الخوض فيها معتمدا على "الجد والاجتهاد" - بحسب ما يقول - وذلك من أجل استلام عمله في الشركة التي أخبر عنها، ولكن بعد وصوله اكتشف بأن المكتب الذي دفع له المال كانت وعوده حبرا على ورق، ولم تكن أيضا إلا "مواعيد عرقوب"، ولذا أصبح بين خيارين الأول العودة أو البحث عن فرصة عمل، ولكن مع مرور الوقت لم يوفق في فرصة عمل، فقرر الشاب العودة ثانية إلى وطنه بعد أن تعرض ثانية إلى عملية نصب أخرى جاءت من أحد زملائه في السكن الذي كان يجلس فيه، والذي بدوره دله على شخص يبيع له إقامة بسعر مرتفع، ولكن بعد أن قبض البائع منه المال أصبح لا يرد على اتصالاته ومناشداته، ولذا لم يكن له خيار آخر سوى العودة إلى وطنه.
بعض مكاتب توظيف القوى العاملة في الخارج في بعض الدول، تنشر بشكل يومي إعلاناتها المظللة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتؤكد مقدرتها على توفير فرص عمل مختلفة في أي مكان في العالم نظير مقابل مالي كبير يدفع لها مقدما، بعض المكاتب تمنح الراغب في السفر خيار استكشاف الأوضاع في الدولة التي يريد السفر إليها خلال الثلاثة الأشهر الأولى من التأشيرة السياحية، ثم تعدهم بتقنين أوضاعهم من خلال تحويل التأشيرة السياحية إلى تأشيرة عمل وهذا لا أساس له من الصحة في الوقت الراهن!.
يأتي هذا الشاب الطموح بتأشيرة سياحية، ليجد نفسه وحيدا في المطار، ثم يبحث عن سكن متواضع من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وما أن يجد من يأويه بمبلغ شهري أو يومي، تظهر مشكلة أخرى غير السكن وهي أن الأموال البسيطة التي جلبها معه من وطنه بدأت في النفاد، ثم يصل به الحال بأن لا يجد له مسكنا، أو أي شيء يعينه على البقاء سوى ما يقدمه له الناس من مساعدات بسيطة!
من أرض الواقع، ربما استوقفك شخص يطلب منك المساعدة، يحكي لك قصته الحزينة ووضعه الإنساني الصعب الذي يعيش فيه، خصوصا وأنه لا يملك قوت يومه، ووضعه الصحي أو النفسي مدمر بالكامل، كل ما يطلبه البعض هو الحصول على تذكرة عودة إلى وطنه قبل انتهاء مدة إقامته ودخول في غرامات التخلف عن المغادرة.
يخبرك البعض بأنهم عندما قدموا إلى هنا، لم يكن لديهم المال الكافي لتدبير أمور حياتهم خلال فترة إقامتهم التي تمتد بعضها لشهور، وأيضا لا عمل ينتظرهم كما ادعى المكتب الذي استخرج له التأشيرة، أما تذكرة العودة إلى وطنه فهي "ليست حقيقية"، وإنما هي حيلة ذكية للتحايل على القوانين في حال تم طلبها منه في مطار المغادرة أو الوصول.
إذن باختصار "لا مال، ولا سكن، ولا مصروف، ولا تذكرة عودة" هذه اللاءات تشكل أزمة حقيقة ومشكلة كبيرة لكثير من القادمين بطموح العمل، ويمكن أن يكون كابوسا مخيفا للبسطاء الحالمين بالعمل بمجرد وصولهم.
بالمقابل هناك من أتى تحت مسمى "شريك استثماري"او " مستثمر" وهو أيضا يدخل في هذا النطاق، المسمى في البطاقة العمالية يشير الى ذلك، ولكن الواقع هو يعمل بأجر يومي زهيد لدى شخص آخر ويتقاضى راتبا شهريا بسيطا، ظاهريا أمام الناس هو مستثمر ورجل أعمال، والواقع هو عامل ضعيف وعندما تحدث له أي مشكلة يعجز عن سداد التزاماته المالية تجاه الآخرين وهنا تكمن المشكلة!.
إذن ما بين "التأشيرة السياحية والاستثمارية" هناك عامل مشترك، ولذا نأمل من الجهات المختصة مراجعة بعض النقاط المهمة والوقوف على الثغرات التي يدخل منها البعض حفاظا على الجميع، وتقنين أوضاع القادمين إلى أرض الوطن من اجل ايجاد سياحة حقيقية ومستثمر جاد.
ومن اللافت للنظر تلك الخطوة الإيجابية التي تم اتخاذها من قبل السلطات المختصة فيما يتعلق بمنع "تحويل التأشيرة السياحية إلى تأشيرة عمل"، إلا أن بعض المكاتب في الخارج لا تزال حتى اليوم توهم الناس بمقدرتهم على منحهم تأشيرة "حرة" وهي في نظرهم تشمل "السياحة والعمل" وفي الأصل غير موجودة على أرض الواقع نهائيا!.
والخطوة الثانية جاءت بأعلان مركز خدمات الاستثمار بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار عن إيقاف طلبات تراخيص الاستثمار الأجنبي لفئة المقيمين من أصحاب المهن محدودة المهارة.
وجاء القرار في إطار الجهود المستمرة لتعزيز بيئة الاستثمار وضبط الطلبات الوهمية، واستنادًا إلى تصنيف المهن الصادر عن وزارة العمل.
كما يأتي القرار استكمالاً للإجراءات السابقة التي اتخذت خلال الأشهر الماضية، والتي تضمنت إيقاف تراخيص الاستثمار لفئة المقيمين من أصحاب التراخيص الخاصة للأفراد.
ويُسمح لأصحاب المهن الماهرة فقط من العاملين في الشركات بتقديم طلبات ترخيص الاستثمار الأجنبي، بشرط موافقة صاحب الشركة وتقديم إثباتات الملاءة المالية لمقدم الطلب.
وأكد المركز أنه يواصل جهوده لتعزيز النشاط الاقتصادي وتحسين بيئة الأعمال، مشيدًا بتفاعل المجتمع وملاحظاته القيمة، والتي تعد موضع اهتمام وتقدير كبيرين، ودعا المركز المواطنين للإبلاغ عن أي مخالفات متعلقة بتراخيص الاستثمار عبر النوافذ الرسمية وغيرها من الوسائل الاخرى ".
أخبرني أحد الذين قدموا منذ فترة بأن السكن الذي استأجر سريرا فيه يعج بالأشخاص الباحثين عن عمل من جنسيته ومن جنسيات أخرى، وبعضهم إقاماتهم منتهية منذ مدة طويلة ويبحثون عن مخرج لهذه المشكلة التي يترتب عليها دفع غرامات مالية في حال رغبتهم في العودة إلى أوطانهم أو عندما يتم القبض عليه من الجهات الرقابية وليس بيدهم شيء سوى الانتظار او التنقل من مكان الى آخر من اجل البحث عن فرصة عمل.
قال محدثي بأن الوضع الإنساني في تلك المساكن "غير آدمية وغير صحية" لدرجة يصعب الحديث عنها، لكن هذه المساكن قد تكون في يوم من الأيام "بؤرة إجرام أو قنبلة موقوتة" ومن الممكن أن تفجر مشاكل للسكان المجاورين لها.
لن ندخل في مسألة المقارنات في الإجراءات والاشتراطات ما بين الدول، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى إعادة نظر من وجهة نظري الشخصية، فهذا الأمر ليس سياحة بقدر ما هو مشكلة يمكن أن تواجه المجتمع في حال تفاقمها سواء في الوقت الحالي أو المستقبل خاصة وأن أعداد القادمين بالتأشيرات السياحية يزداد يوما بعد آخر، وأيضا يزداد معه أعداد المخالفين لنظام الإقامة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: التأشیرة السیاحیة فرصة عمل إلى وطنه بعد أن
إقرأ أيضاً:
«42 أبوظبي» تفتح باب التسجيل في برنامج التقييم لقبول الطلبة
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلة 1900 زائر لمهرجان «لؤلؤ أبوظبي» في الظفرة زخم إماراتي قياسي في «دافوس» يعزز الشراكات الدوليةأعلنت أكاديمية 42 أبوظبي، أكاديمية البرمجة المبتكرة في أبوظبي، والتي تعتمد منهجية التعلم الذاتي المشترك عبر المشاريع العملية والألعاب، فتح باب التسجيل في برنامج التقييم لقبول الطلبة (البيسين)، والذي سينطلق في 3 فبراير 2025، بهدف اختيار المرشحين للانضمام إلى برنامج الأكاديمية، الذي يهدف إلى تعزيز مهاراتهم في البرمجة، وتمكينهم من القيام بدور محوري في قيادة التحول الرقمي في إمارة أبوظبي.
وبينت أن برنامج التقييم النهائي لقبول الطلبة، أو ما يعرف باسم برنامج «البيسين»، وهي كلمة فرنسية تعني «بركة السباحة»، هو مخيم تدريب مكثف مدته 25 يوماً، يهدف إلى اختبار مهارات البرمجة للمرشحين، واستكشاف ميولهم ومدى التزامهم، واختيار الموهوبين للانضمام إلى برنامج الأكاديمية، وبدء رحلة تعلم استثنائية.
وقالت: «يمكن للراغبين بالانضمام إلى برنامج التقييم النهائي لقبول الطلبة (البيسين) التسجيل عبر الموقع الإلكتروني للأكاديمية، إذ تتضمن عملية التسجيل في الأكاديمية عدّة مراحل تبدأ باستكمال مرحلة اللعبة عبر الإنترنت، والتي تقيّم المهارات النقدية وقدرات التحليل المنطقي والذاكرة، ومن ثم ينتقل المرشحون بعدها إلى مرحلة تسجيل الدخول، وهي عبارة عن جلسة إعداد أولي، يتعرف فيها المتقدمون على برنامج (البيسين) ومنهجية التعليم المعتمدة في الأكاديمية، والمراحل التي يتعين عليهم استكمالها للنجاح، ليبدأوا بعد ذلك مرحلة (البيسين)، وهي مرحلة التقييم الأخيرة، والتي يمكن لمن يجتازها بنجاح الانضمام إلى برنامج الأكاديمية».
وقال الدكتور أحمد الشعيبي، الرئيس التنفيذي بالإنابة لأكاديمية 42 أبوظبي: «تلتزم أكاديمية 42 أبوظبي بتزويد الجيل الجديد من المبتكرين بمهارات البرمجة والذكاء الاصطناعي اللازمة لدفع عجلة التحول الرقمي في إمارة أبوظبي، والمساهمة في تعزيز اقتصادها الرقمي، حيث تقدم الأكاديمية للطلاب مسارات مهنية مباشرة، وفرصاً للتدريب العملي على مشاريع حقيقية، من خلال شراكاتها الاستراتيجية مع مجموعة واسعة من الجهات الرائدة على مستوى القطاع. ويسهم ذلك في تنمية مهارات الطلبة وتسهيل دخولهم إلى سوق العمل، وفي ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي رائد للتكنولوجيا والابتكار. وستواصل الأكاديمية العمل مع شركائها لبناء كوادر مؤهلة بالمهارات اللازمة لقطاعات المستقبل، والمساهمة في دفع عجلة التحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة في دولة الإمارات».
كما تتيح الأكاديمية لطلابها الذين يستكملون المرحلة التأسيسية في الأكاديمية، وأربع وحدات دراسية إضافية، إلى جانب 6 أشهر من التدريب، الحصول على شهادة معترف بها من قبل المركز الوطني للمؤهلات في تطوير البرمجيات كمُعادل لدرجة الدبلوم.