تواصل الغارات على لبنان وحزب الله يتصدى لجنود ويقصف شمال إسرائيل
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
استشهد 13 لبنانيا وأصيب آخرون، الخميس، جراء غارات إسرائيلية استهدفت بلدات شرق وجنوب لبنان، في حين قصف حزب الله تجمعات لجنود إسرائيليين جنوبي لبنان وأطلق رشقات صاروخية على حيفا والجليل الأعلى.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية بمقتل 9 أشخاص بينهم أطفال في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في منطقة الكرك، بالبقاع شرق لبنان.
وقبل ذلك أفادت الوكالة بسقوط قتيلين وعدد من الجرحى وتدمير هائل لعدد من المنازل السكنية جراء غارة إسرائيلية على بلدة ميفدون في النبطية جنوب البلاد.
ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على بلدة سحمر (جنوب شرق)، فجر الخميس، ما أدى إلى سقوط قتيلين وفق المصدر نفسه.
كما طالت الاعتداءات الإسرائيلية بلدة ميدون بقضاء البقاع الغربي وأسفرت عن أضرار جسيمة بالمنازل بحسب الوكالة.
يأتي ذلك وسط مواصلة الجيش الإسرائيلي شن غارات على عدة مناطق في جنوب لبنان، حيث طالت سلسلة غارات بلدة البازورية في قضاء صور، إلى جانب بلدات النفاخية، ديركيفا، والمعشوق.
كما قصفت المدفعية الإسرائيلية منطقة حامول وعيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، ودبين والخيام في مرجعيون بالنبطية.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية ظهر الخميس أن 9 غارات إسرائيلية استهدفت منذ صباح اليوم المنطقة الحدودية مع سوريا في الهرمل شمال شرقي لبنان.
غارة جوية على منطقة الكرك في زحلة شرق لبنان #حرب_غزة #لبنان pic.twitter.com/68JMfIE1we
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) October 10, 2024
هجوم حزب اللهفي المقابل، أعلن حزب الله، منذ فجر الخميس، عن 8 تصديات لقوات إسرائيلية غازية لجنوب لبنان.
وقال الحزب إنه استهدف بصواريخ موجهة دبابة إسرائيلية أثناء تقدمها إلى بلدة رأس الناقورة، مما أدى إلى احتراقها وتدميرها وسقوط طاقمها بين قتيل وجريح.
وأضاف لاحقا أنه قصف بـ3 رشقات صاروخية قوات إسرائيلية حاولت التقدم لإجلاء المصابين جراء تدمير هذه الدبابة.
وأيضا، لفت حزب الله إلى أنه استهدف برشقة صاروخية قوات إسرائيلية أثناء تقدمها تجاه منطقة الكنَيسة، بين بلدتي ميس الجبل ومحيبيب.
كما قصف بـ3 شرقات صاروخية تجمعين لجنود إسرائيليين بمنطقة خلة الشنديبة، في بلدة عيتا الشعب، ومحيط جبانة يارون، وتحركا لجنود آخرين في منطقة تلة المجدل ببلدة ميس الجبل.
اعتراض صواريخ وسقوط مقذوفات في كريات شمونة بالجليل الأعلى#الجزيرة #فيديو pic.twitter.com/PmTw0RTw38
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) October 10, 2024
أضرار وإصاباتوفي إطار هجماته على شمال إسرائيل، قال حزب الله إنه قصف منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة.
وأضاف أنه قصف بالصواريخ مستوطنتي كرمئيل وكريات شمونة، وتجمعات لجنود إسرائيليين في مستوطنات كفرجلعادي وبيت هلل، ومعيان باروخ، ويرؤون، ومحيط موقع المرج العسكري.
يأتي ذلك بينما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة إسرائيليين اثنين، الخميس، إثر إطلاق 100 صاروخ من لبنان على شمال إسرائيل، فيما ادعت تل أبيب مهاجمة 110 أهداف لحزب الله.
وذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية أن 4 إسرائيليين أصيبوا جراء الدفعة الصاروخية الأخيرة التي أطلقها حزب الله باتجاه الجليل الأعلى.
في حين قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إنه تم نقل 7 جنود مصابين من منطقة القتال في الشمال إلى مستشفى زيف.
ومن جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إنه تم تسجيل 1645 إصابة في المباني والممتلكات العامة في بلدات حدودية مع لبنان خلال عام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات حزب الله
إقرأ أيضاً:
عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»
البلاد- بيروت
فيما تواصل إسرائيل قصف الجنوب والضاحية والبقاع في محاولة لتفكيك البنية العسكرية لحزب الله، يراوغ الحزب في ملف تسليم السلاح، متمسكًا بشروطه، فيما تبذل الدولة اللبنانية جهودًا شاقة لبسط سيادتها دون الانزلاق إلى صدام داخلي أو استفزاز آلة القتل الإسرائيلية.
وفي أحدث تطور، زار رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، الجنرال الأمريكي جاسبر جيفرز، بيروت، أمس (الأربعاء)، حيث التقى الرئيس اللبناني جوزيف عون بحضور السفيرة الأمريكية ليزا جونسون. اللقاء شهد تأكيدًا لبنانيًا على ضرورة تفعيل اللجنة والضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانسحابها من خمس تلال جنوبية لا تزال تحتلها، إضافة إلى إطلاق الأسرى اللبنانيين. كما قدم جيفرز خلفه، الجنرال مايكل جاي ليني، الذي سيتولى رئاسة اللجنة خلال المرحلة القادمة، وهو قائد قوة المهام في القيادة المركزية الأمريكية.
اللقاء جاء قبيل مغادرة عون إلى الإمارات برفقة وزير الخارجية يوسف رجّي، في زيارة رسمية تستمر يومين، تهدف إلى تعزيز العلاقات وجذب الدعم العربي لجهود الأمن والإصلاح وإعادة الإعمار، في ظل ظرف دقيق يتطلب دعمًا سياسيًا واقتصاديًا فوريًا.
بالتوازي، واصل الجيش اللبناني تنفيذ مهامه جنوب الليطاني، حيث أعلن الرئيس عون في لقاء مع وفد معهد الشرق الأوسط للدراسات في واشنطن، الثلاثاء، أن الجيش يطبق القرار 1701 رغم العراقيل الميدانية المتمثلة ببقاء إسرائيل في خمس نقاط حدودية. وأكد أن “قرار حصرية السلاح لا رجوع عنه”، وأن عملية سحب السلاح ستتم بالحوار، تجنبًا لأي اضطرابات أمنية.
من جهته، اعتبر رئيس الحكومة فؤاد سلام أن الغارات الإسرائيلية على الضاحية وسواها تشكّل “خرقًا واضحًا لترتيبات وقف الأعمال العدائية”، مطالبًا بتفعيل آلية المراقبة الدولية. كما شدد خلال استقباله وفد نقابة الصحافة على أن لبنان ملتزم بالاتفاق وعلى إسرائيل أن تلتزم أيضًا، مضيفًا أن بقاء الدعم الأمريكي والفرنسي مهم لضمان ذلك.
ورغم إعلان حزب الله دعم الدولة، بدا موقفه أكثر تصلبًا في الخطاب الأخير لأمينه العام نعيم قاسم، الذي وضع ثلاثة شروط مسبقة قبل أي حوار حول السلاح: انسحاب إسرائيل، وعودة الأسرى، وبدء إعمار ما دمرته الحرب. وهو ما رآه مراقبون تناقضًا مع موقفَي رئيس الجمهورية والحكومة، وتراجعًا عن مضمون البيان الوزاري الذي نال ثقة “الحزب” نفسه.
السلطة الرسمية اللبنانية تراوح مكانها في ملف السلاح، متسلّحة بالتهدئة والحوار كسبيل لتفادي صدام داخلي، بينما يربط الحزب مصير سلاحه بتحولات الإقليم، خصوصًا في ضوء المفاوضات بين طهران وواشنطن. وعلى الأرض، لم تتوقف إسرائيل عن شن الغارات، متذرعة بعدم تفكيك قدرات الحزب، ومتمسكة بالبقاء في نقاط حدودية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي وُقّع برعاية أمريكية فرنسية أواخر نوفمبر الماضي.
وكان الاتفاق نص على وقف الأعمال العدائية، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب، مقابل انسحاب الحزب من جنوب الليطاني، وتوسيع انتشار الجيش اللبناني وقوات “يونيفيل”، إلا أن التنفيذ تعثر وسط مماطلة إسرائيلية ومراوغات من حزب الله.
بين تصعيد إسرائيلي لا يهدأ، ومناورات حزب الله ومواقفه المتباينة حول حصر السلاح، تقف الدولة اللبنانية في مفترق طرق حرج. فالمضي نحو السيادة يتطلب مواجهة مزدوجة: مقاومة الضغوط الخارجية دون الخضوع لها، ومراكمة التوافق الداخلي دون الانفجار من الداخل.