مأزق سياسي في تيغراي.. وآبي أحمد وضعه محرج
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
أقال الدكتور دبرصيون قبريميكائيل، رئيس الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي الإثيوبية، رئيس الحكومة المؤقتة لإقليم تيغراي، غيتاتشو ردا، علي غرار الخلاف الأخير داخل الجبهة.
ويشهد الشارع السياسي في إقليم تيغراي، حالة من القلق والتوتر بعد اتساع الخلاف بين غيتاشو ودبرصيون الذي يرجع السبب وراءه قرب غيتاشو ردا من الحكومة الإثيوبية، مما سيدفع المنطقة لحرب جديدة.
في 11 سبتمبر الماضي، كشف رئيس الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الدكتور دبرصيون قبريميكائيل، عن وجود لقاءات واتصالات سرية ومباشرة بين قيادات النظامين في إريتريا وتيغراي.
وصرح عن تفاصيل سرية وبالغ للأهمية، حيث أكد أن رئيس الحكومة المؤقتة لإقليم تيغراي، غيتاتشو ردا، كان قد أجرى لقاءات واتصالات سرية مع قيادات في الحكومة الإريترية، بهدف التوصل إلى اتفاقات سرية حول إحلال السلام وحل الخلافات المتجذرة بين الجانبين.
قال رئيس الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الدكتور دبرصيون قبريميكائيل، إن هذه التحركات عقدت بمعرفة وموافقة قيادة وياني تيغراي وبتنسيق مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، موجهًا اتهامات إلى غيتاتشو ردا، بمحاولة التهرب من الكشف عن تفاصيل هذه اللقاءات، ما أثار موجة من التساؤلات حول نواياه الحقيقية.
لم يُفصح دبرصيون ، خلال المؤتمر، عن توقيت هذه الاتصالات، ما زاد الغموض حول الموضوع من جموع السياسيين، فضلًا عن عدم صدور أي تعليق رسمي من الحكومة الإريترية حتى اللحظة.
وأكد جبرميكائيل، عن حدوث مخالفات وتجاوزات في تنفيذ اتفاقية "بريتوريا للسلام"، قائلاً: "الوفد المفاوض الذي أُرسل إلى بريتوريا كان مكلفاً فقط بالتفاوض على وقف إطلاق النار، لكن بشكل مفاجئ تجاوز صلاحياته ووقّع على بنود غير مصدّق عليها، أبرزها حل الهيئة التشريعية المنتخبة في تيغراي".
وهاجم الدكتور دبرصيون جبرميكائيل، الأطراف الراعية للاتفاق بشدة، متهمًا إياها بالتخلي عن مسؤوليتها في مراقبة تنفيذ البنود، مشيرًا إلى أن الاتفاق كان يفترض تنفيذه بالتنسيق بين الطرفين، لكن الحكومة الفيدرالية فرضت إرادتها بشكل منفرد، خصوصًا فيما يتعلق بتشكيل الإدارة المؤقتة في تيغراي، ما وصفه بالخيانة الصريحة لإرادة شعب تيغراي.
وفي انتقاد، للإدارة المؤقتة بقيادة غيتاتشو ردا، اتهم الدكتور دبرصيون جبرميكائيل، هذه الإدارة بأنها باتت مجرد أداة طيّعة في يد حكومة آبي أحمد، كاشفًا عن قرار مثير للجدل بتسليم أسرى حرب إلى الحكومة الإثيوبية، رغم أن قوات دفاع تيغراي كانت ترفض ذلك سابقاً.
لكن الأكثر إثارة كان حديثه عن العلاقات مع إريتريا، حيث كشف الدكتور دبرصيون جبرميكائيل، أن الاتصالات السرية جرت بالفعل بين الإدارة المحلية لتيغراي بقيادة غيتاتشو ردا والحكومة الإريترية، بهدف تحقيق السلام، ومع ذلك، أعرب عن استغرابه من محاولات التستر على هذه الحقائق واتهام تيغراي بالسعي لإشعال الحرب، قائلاً: "هل السعي للسلام أصبح جريمة؟".
في ختام حديثه، ترك دبرصيون، الأجواء مشحونة بالتساؤلات، مؤكداً أن هناك المزيد من الأسرار التي لم تُكشف بعد، في إشارة إلى أن المستقبل قد يحمل تطورات دراماتيكية في مسار الأحداث.
اتفاق السلام بين تيغراي والحكومة الإثيوبيةفي 2 نوفمبر 2022، وقعت حكومة آبي أحمد وجبهة تحرير شعب تيجراي في بريتوريا، اتفاق السلام لإيقاف القتال في شمال إثيوبيا.
وبموجب بنود الاتفاق، وافقت جبهة تحرير شعب تيغراي على نزع سلاحها وإعادة سلطة الحكومة الفيدرالية في المنطقة، مقابل استئناف القدرة على الوصول إلى تيغراي التي انقطعت عن العالم إلى حد كبير خلال الحرب التي استمرت عامين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي تيغراي الحكومة الإثيوبية
إقرأ أيضاً:
محامية الطبيب حسام أبو صفية تصف للجزيرة وضعه داخل سجون الاحتلال
يواجه مدير مستشفى كمال عدوان الدكتور حسام أبو صفية ظروفا صحية قاسية خلال احتجازه في سجن عوفر الإسرائيلي، وهو ممنوع من الحصول على الرعاية اللازمة حتى الآن، كما تقول محاميته غيد قاسم.
وفي مداخلة مع الجزيرة، أكدت قاسم أن "أبو صفية" عاش فترة صعبة خلال الأيام الـ25 التي قضاها في الحبس الانفرادي، وتعرض لاضطراب في ضربات القلب، مما دفع السجن لعرضه على الأطباء 3 مرات.
وأجرت إدارة السجن عدة فحوصات طبية لـ"أبو صفية"، لكنها لم تزوده بنتائجها، ولم تقدم له العلاج اللازم حتى اللحظة، كما تقول قاسم.
ويعاني أبو صفية مشكلة في القلب وضعفا في النظر، لكن إدارة السجن رفضت تسليمه نظارة، وفق ما أكدته محاميته التي أكدت أنه تعرض لانتهاكات فجة في سجن يدي تيمان جنوبي إسرائيل إبان اعتقاله.
إهانات ومنع من النوم
وفي هذا السجن سيئ السمعة، مُنع أبو صفية من النوم لفترات طويلة، وحُرم من الفراش رغم برودة الطقس، فضلا عن تعرضه لأنواع متنوعة من الإهانة والتعذيب بما فيها التحقيق معه لساعات طويلة وسط أصوات صاخبة.
ورفض أبو صفية الانصياع لطلبات الاحتلال، مما دفعهم لمحاولة إهانته وإذلاله بعدة طرق، في مخالفة تقول المحامية غيد قاسم إنها مخالفة لكل القوانين التي تحكم أوضاع المعتقلين أو أسرى الحرب.
إعلانولم تتمكن سلطات الاحتلال من إدانة "أبو صفية" بأي تهمة من التهم المتعلقة بممارسة الإرهاب والانتماء لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفق ما أكدته قاسم.
وفي فبراير/شباط الماضي، نشر الإعلام الإسرائيلي أول مقطع فيديو يظهر أبو صفية داخل المعتقل وهو مكبل اليدين والقدمين، وتبدو عليه ملامح الإرهاق والتعب.
وجاء ذلك بعد أيام قليلة من قرار سلطات الاحتلال تحويل مدير مستشفى كمال عدوان إلى الاعتقال تحت صفة "مقاتل غير شرعي"، بدلا من المحاكمة العادية، بناء على قرار أصدره ما يسمى بقائد المنطقة الجنوبية.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، جددت كل من تلالنغ موفوكينغ المقررة الأممية المعنية بالحق في الصحة، وفرانشيسكا ألبانيزي المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة حقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية، دعوة إسرائيل للإفراج عن أبو صفية، وأعربتا عن قلقهما البالغ إزاء مصيره.
وشددت موفوكينغ وألبانيزي -في بيانهما- على ضرورة إنهاء هجوم إسرائيل الحالي على غزة، خاصة المنشآت الطبية من ناحية، وضمان الإفراج عن أبو صفية وجميع العاملين الصحيين المحتجزين تعسفيا من ناحية أخرى.
وأضاف البيان الأممي "نشعر بالقلق البالغ إزاء مصير أبو صفية، وهو طبيب آخر تعرّض للاختطاف والاحتجاز التعسفي من قوات الاحتلال، والسبب هذه المرة هو تحديه أوامر الإخلاء و(رفضه) ترك مرضاه وزملائه".
وتم اعتقال "أبو صفية" وهو على رأس عمله حينما كانت قوات الاحتلال تشن عملية واسعة في شمال قطاع غزة، أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأصيب أبو صفية خلال هجوم الاحتلال على مستشفى كمال عدوان، كما فقد ابنه الذي قتلته قوات الاحتلال بشكل متعمد، وقد قام بدفنه بجواره المستشفى.