تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

استعرض الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، اليوم الخميس، مشروع ترميم وتأهيل موقع منطقة الزيارة بمعبد إسنا، مؤكداً أنه يهدف إلى الحفاظ على موقع المعبد وإبراز جهود ترميمه، وتحسين تجربة زائريه وظروف العمل به، وزيادة مستوى تنافسيته كموقع تراث ثقافي متميز.

وقدم الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور عبد الغفار وجدي، مدير آثار البر الغربي، شرح مفصل لعملية التطوير أمام الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، خلاله جولته بالمعبد اليوم الخميس، حيث استعرضا أعمال ترميم وتأهيل منطقة الزيارة بمعبد "إسنا"، كمشروع للاستثمار في السياحة المستدامة والمتكاملة بمدينة "إسنا".

وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن عملية التطوير تستهدف تحسين مستوى البنية الأساسية والخدمات بالموقع، وتحسين الحركة وسهولة الوصول، فضلا عن إبراز القيمة التراثية (التاريخية والجمالية) للمعبد من خلال تحسين طرق عرض القطع الأثرية وتوفير لوحات تفسيرية و توضيحية وتطوير هوية بصرية و تسويقية للموقع بالإضافة إلى توفير عناصر جذب للفئات العمرية المختلفة.

وأضاف الدكتور محمد إسماعيل، أن أعمال الترميم والتأهيل تشمل توسعة منطقة المدخل لاستيعاب خدمات دخول الزائرين والعاملين، وتطوير المظلة الخشبية القائمة، وعمل التوصيلات الكهربائية والإضاءة اللازمة، وترميم وتأهيل السلم القائم الموازي للحائط الساند الشمالي للمعبد، وإزالة السلم الموازي للحائط الساند الشرقي للمعبد، وتوفير مصعد خاص بذوي الهمم وكبار السن، واستبدال السور الحجري القائم على مستوى الشارع بالجهة الشرقية للمعبد بسور معدني يسمح بفتح الرؤية البصرية للمعبد.

وبالنسبة لساحة المعبد ومنطقة العرض المفتوح، أشار "إسماعيل"، إلى إضافة عناصر ومناطق تظليل (3 برجولات) بجوار الحائط الساند الشرقي للمعبد لوقاية الزائرين من التعرض لأشعة الشمس بما يسمح باستيعاب أكثر من مجموعة أثناء العرض التقديمي للمعبد، وتشمل عناصر التظليل تغطية من النسيج، ولوحات تفسيرية، ومقاعد جلوس، والتوصيلات الكهربائية وعناصر الإضاءة اللازمة.

وفيما يخص ساحة الخروج ومنطقة خدمات ومرافق المعبد، أوضح الدكتور عبد الغفار وجدي، مدير آثار البر الغربي، أن أعمال التطوير تشمل إنشاء سلم معدني، وتوفير مصعد خاص بذوي الهمم وكبار السن، ونقل غرفة المولد القائمة إلى منطقة المرافق بالجهة الجنوبية للمعبد، وإضافة منطقة مدرجات مظللة لجلوس الزائرين، وعمل لافتات إرشادية ولوحات للصور التاريخية للمعبد والمواقع الأثرية والتراثية بمدينة إسنا ومحيطها، فضلا عن عناصر تنسيق موقع، ومقاعد للزائرين، و أرضيات قابلة للفك لتسهيل صيانة شبكات المرافق القائمة.

أسانسير وكافيتريا ومبنى خدمات الزائرين أبرز أعمال التطوير

ولفت مدير آثار البر الغربي، إلى أنه بالنسبة لمبنى خدمات الزائرين ومكاتب العاملين، فتتمثل أعمال التطوير في إعادة تصميم وبناء مبنى العاملين ليشمل منفذا لبيع المشروبات والمأكولات الخفيفة بالدور الأرضي، و سلمًا للوصول لسطح المبنى، ودورات مياه للزائرين من الجنسين، ومنطقة جلوس مظللة بالدور الأول، وعدد 4 مكاتب إدارية لموظفي الوزارة، وغرفة مخزن، و أوفيس.

وفيما يتعلق بمنطقة مرافق المعبد، أشار الدكتور عبد الغفار، إلى إنشاء بوابة دخول وخروج خاصة بالموظفين ملحق بها غرفة أمن، وغرفة مولد الكهرباء، وغرفة كهرباء، وغرفة تيار خفيف، ومكتب لموظفي غرفة الكهرباء، وتركيب أرضية داخلية لغرفة التحكم، وممر خدمة يسمح بدخول ونش صغير لأعمال الصيانة، ونظام إنذار ومكافحة الحريق.

ولفت "عبد الغفار" إلى نظام إضاءة المعبد، حيث تضم أعمال التطوير تفعيل نظام إضاءة متخصص للمعبد بما يشمل الإضاءة الخارجية لكتلة المعبد، والإضاءة الداخلية لقاعة الأعمدة والسقف، ومراجعة عناصر الإضاءة بالمنطقة المحيطة بالمعبد لتلافي تأثيرها على إضاءة المعبد، وإضاءة السلالم والممرات وكشافات الصيانة (بصورة غير مؤثرة على المعبد)، وإضاءة منطقة الدخول، وساحة الخروج، ومبنى خدمات الزائرين.

IMG-20241010-WA0174 IMG-20241010-WA0175 IMG-20241010-WA0176 IMG-20241010-WA0237 IMG-20241010-WA0240 IMG-20241010-WA0241 IMG-20241010-WA0243 IMG-20241010-WA0247 IMG-20241010-WA0248 IMG-20241010-WA0254 IMG-20241010-WA0257 IMG-20241010-WA0258 IMG-20241010-WA0260 IMG-20241010-WA0266 IMG-20241010-WA0269 IMG-20241010-WA0271 IMG-20241010-WA0272 IMG-20241010-WA0273 IMG-20241010-WA0274 IMG-20241010-WA0275

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار معبد اسنا الدكتور محمد اسماعيل خالد الدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء الأعلى للآثار أعمال التطویر عبد الغفار IMG 20241010

إقرأ أيضاً:

مدينة صرواح اليمنية معبد الإله إلمقه وأحد شواهد حضارة سبأ

يمن مونيتور/القدس العربي

تمثل مدينة صرواح الأثرية واحدة من أهم مدن مملكة سبأ، وكانت العاصمة في عصر المكاربة (الملك خادم الإله)، وفي محيطها أقيم معبد الإله إلمقه، أو معبد «أوعال صرواح»؛ وهو معبد حفل بعديد من النقوش؛ وفي مقدمتها «نقش النصر»، الذي يمثل واحدًا من أهم شواهد الحضارة اليمنية القديمة؛ ويعود هذا النقش للملك السبئي كرب إيل وتر.

ويعد معبد إلمقه أحد أهم ثلاثة معابد في تاريخ الحضارة السبئية القديمة التي عاشت قبل الميلاد، ويعود تاريخ هذا المعبد إلى القرن الثامن أو السابع قبل الميلاد، وفق ما اختلفت عليه بعض الدراسات.

تم ضم آثار صرواح ومعبد إلمقه إلى قائمة التراث العالمي المعرض للخطر في منظمة العلم والتربية والثقافة «يونسكو» ضمن آثار حضارة مملكة سبأ (معبد آوام، معبد بران، سد مأرب، مدينة مأرب، مدينة صرواح ومعبد إلمقه)، وذلك عام 2023.

تقع هذه المدينة الأثرية الهامة في غرب محافظة مأرب الواقعة وسط اليمن، وكانت جغرافيتها للأسف جزءاً من ساحات الحرب، التي تستعر في البلاد منذ 2015.

اتفقت أدبيات تاريخية عديدة، على أن صرواح (الخربة) كانت العاصمة الأولى لمملكة سبأ، قبل أن تنتقل العاصمة السياسية إلى مدينة مأرب، وحينها تراجعت صرواح لتحتل المركز الثاني في المملكة، من حيث الأهمية السياسية والدينية؛ لكن معبدها وموقعها جعلاها ذات أهمية متواترة، وصولًا إلى المراحل المتأخرة من عمر المملكة. ويختلف المؤرخون في تحديد عمر مملكة سبأ، لكن الراجح، وفق معظمهم، أنها امتدت من 1200 قبل الميلاد إلى 275 بعد الميلاد؛ وهو تاريخ يختلف قليلًا من مرجع إلى آخر.

تحفة معمارية

تقع صرواح مقصد الرحلة على بُعد 40 كيلومترا تقريبًا في الجهة الغربية لمدينة مأرب. شُيدت المدينة على مرتفع صخري، حتى أنها كانت تبدو كتحفة معمارية، قبل أن ينال من معظمها الخراب بفعل تقادم الزمن وأعمال اللصوص والإهمال لاحقًا، علاوة على البناء على بعض ركامها وفي نطاق جغرافيتها التاريخية.

المدينة وما تبقى من معالم منها ما زالت محاطة بسور كبير نستدل عليه من بعض آثاره الضخمة التي ما زالت تتحدث عن خصوصيتها الحضارية والدينية والسياسية.

في الوقت الراهن بقي من السور برج تجده في أحد أركانها واضح المعالم في الجهة الجنوبية الغربية، ويرجح أحد المصادر أن البناء كان يمتد خارج السور أيضًا.

ووفق المصدر عينه «تعرض الموقع الآثاري المتبقي من المدينة لكثير من العبث من قبل لصوص التاريخ؛ ولهذا تظهر عليه ملامح ذلك العبث بوضوح من خلال الثقوب الأرضية الواسعة» لكن المصدر يقول «تبقى العمارة في الموقع أعظم دلالة على أضخم الأنقاض المعمارية التي بقيت في اليمن حتى اليوم».

لا يمكن الحديث عن هذه المدينة من دون أن يكون محور التناول، هو أبرز معالمها التاريخية، ممثلًا في معبد إلمقه بسوره، وقد شيد هذا المعمار لمكرب سبأ «يدع إل ذريح»، الذي يؤكد عدد من المصادر التاريخية أنه «اهتم كثيراً بالعمارة، ويشهد له في ذلك هذا المعبد إلى جانب معبد صرواح، وكل من معبد أوام بمأرب ومعبد إلمقه في المساجد، فآثار هذه المعابد تدل على جلال معماره وشدة اهتمامه».

وينوه مدير عام حماية الآثار والممتلكات الثقافية في الهيئة العامة للآثار والمتاحف بصنعاء، عبدالكريم البركاني، لـ»القدس العربي»، بخصوصية السور الذي ما زال يحيط بشكل بيضاوي معبد إلمقه.

وأوضح: هناك عدد من المعالم المعمارية التي ما زالت قائمة وموزعة في الأرجاء، بينما يمثل معبد إلمقه من أبرز ما تبقى من معالم هذه المدينة الأثرية الهامة.

وتحدث البركاني، عما تبقى من المعبد الذي ما زال بحال أفضل نسبيًا من بقية المعابد المنتشرة في عواصم الممالك اليمنية القديمة، ويمثل شاهدًا حضاريًا على خصوصية عهد مملكة سبأ.

وأشار إلى ما نفذه المعهد الألماني للآثار من مشروع أو مشاريع في إطار المدينة والسهل المحيط بها، لافتًا إلى أن من أهم مكونات المشروع إعادة ترميم معبد إلمقه.

الجدير بالإشارة أن أعمال الحفريات الأثرية في المعبد بدأت عام 1992، وسبقها في نهاية عقد السبعينيات أعمال توثيق للنقوش المكتشفة داخل المعبد، وعلى سوره البيضاوي الشكل.

وتوضح مصادر آثارية أنه «في عام 2001 أصبحت مدينة صرواح القديمة والسهل المحيط بها من ضمن المشاريع المهمة التي ينفذها المعهد الألماني للآثار لاستكشاف معالم الحضارة اليمنية القديمة والوقوف على أسرارها».

ومن خلال النقوش المتوفرة في المعبد، وتحديدًا في الوجه الخارجي للسور البيضاوي للمعبد يعود تاريخ بنائه إلى منتصف القرن السابع قبل الميلاد فيما يرجعه آخرون إلى القرن الثامن قبل الميلاد.

نقش النصر

يقول أهم وصف آثاري للمعبد توفر لدى أحد المصادر: «على الجهة الغربية للمعبد يوجد مدخلان لهما أعمدة وفناء مرصوف يؤديان لبهو المعبد، وفي المجال الداخلي للمعبد المرصوف بالحجارة توجد مرافق للمآذن المقدسة، حيث كانت تؤدى طقوس العبادة، وتضم مجالس وطاولات حجرية ومذابح وقواعد للنذور وفق الأدبيات الآثارية المتوفرة. كما يوجد في بهو المعبد النقش الحجري ذائع الصيت باسم (نقش النصر) والذي يعود للملك السبئي كرب إيل وتر. وقد كتب على جانبي صخرتين موضوعتين الواحدة فوق الأخرى، وطول كل منهما8.6 متر وتزنان حوالي 5.2 طن».

كما يقول: «شيد هذا المعبد بأحجار مهندمة، وهو عبارة عن مبنى مستطيل الشكل، يحيط بجداره الشرقي سور بشكل نصف دائري ممتد، وفي جداره الخارجي تبرز أفاريز لرؤوس الوعول بمقدار 3 – 5 سم تُشاهد على ارتفاعات مختلفة منه».

ويقول عبدالعزيز صالح، في كتاب «تاريخ شبه الجزيرة العرببة في عصورها القديمة» عن المعبد: «تألفت العناصر المعمارية الظاهرة في معبد إلمقه في صرواح من جزئين ضخمين. أحدهما مستطيل واسع، والآخر يتصل به ويبدو على هيئة البيضاوي الناقص، وتضمن أحد نصوص المعبد اسم المكرب يدع إيل ذريح (حرفيًا: يدع إلى ذرح) وذكر أنه سور معبد إلمقه، وقدم ثلاث ذبائح لربته حريمت، ويميل أصحاب التاريخ المختصر إلى توقيت عهد هذا المكرب بنحو 670 ق. م. ويبدو أنه لم يشيد المعبد كله، ولم يضع أساسه كله، وإنما بدأ بتوسيع معبد صغير قديم لمعبود قومه وعمل على تسويره كما أشار إلى ذلك نصه، وترك لخلفائه أن يزيدوه اتساعًا وارتفاعًا. ويدعو إلى الأخذ بهذا الرأي أمران، وهما أن بقية نقوش المعبد تضمنت أسماء عدة مكربين وملوك سبئيين آخرين، وأن مباني المعبد الحالية التي ترتفع بعض جدرانها الباقية نحو عشرة أمتار تدل على مهارة كبيرة في فن العمارة، لم يكن من السهل على السبئيين أن يبلغوها في أوائل عهودهم بالاستقرار وإقامة العمائر الضخمة. وما زالت الأجزاء الداخلية من المعبد لم تكتشف كشفًا علميًا منظمًا حتى الآن، ويبدو أن جزءًا منه تحول إلى حصن في العصور الإسلامية، وزادت فيه حينذاك بعض المداخل والمخارج، بل وما زالت تقوم فوق جدرانه بعض المساكن الحالية التي غيرت إلى حد ما من خريطته الأصيلة».

واقترابًا من الوضع الراهن للمعبد ولمعاينته عن قرب، يوضح الآثاري مصلح علي أحمد القباطي، في تصريحات منقولة عنه «أن المعبد يتكون من فناء مكشوف إضافة إلى رواق في الجهة الغربية، ومن الملاحظ أن الأحجار القديمة ما زالت ثابتة في مواضعها. ومعبد إلمقه ذو شكل بيضاوي، وهو يتجه من الناحية الجنوبية إلى الناحية الشرقية ثم إلى الناحية الشمالية، ونلاحظ أن الأحجار بنيت بصفين بدون استخدام أي مادة من مواد المونة، ولكن كان يتم وضع أفاريز لوحات الوعول المواجهة للجزء الداخلي للمعبد بالإضافة إلى وجود بعض الغرف الصغيرة، والتي تم العثور فيها على مجموعة من عظام الوعول، والتي كانت تفرز كل مجموعة لحالها إضافة إلى نقش النصر المهم».

وأشار إلى «أن نقش النصر يعد من أهم النقوش، ويتكون من 91 سطراً يتحدث في الجانب الأول عن منشآت الري التي قام بإنشائها كرب إيل وتر، وذلك استعداداً لما كان ينجزه والده من قبل، وفي الجزء الآخر نجد الإنجازات التي قام بها الملك كرب إيل وتر في الجانب الحربي، والذي قام بالعديد من الغزوات بهدف توحيد اليمن حيث كان يقوم بغزوات ضد المدن التي كانت تقف ضده، وكان ذلك في القرن السابع قبل الميلاد يعني حوالي 680 قبل الميلاد، وأهم ما يميز هذا النقش إنه يذكر أسماء مدن بالإضافة إلى أعداد القتلى والأسرى وما تم سبيهم في ذلك الوقت».

المقرب للمعبودات

ويجدر بنا التوقف هنا أمام لقب مكرب، الذي تردد خلال السطور السابقة؛ وهو لقب ارتبط ببعض ملوك مملكة سبأ، ووفق أحد المراجع التاريخية فإن «سلطة أوائل حكام دولة سبأ اصطبغت بصبغة ثيوقراطية أو دينية، فتلقب كل منهم بلقب مكرب، وهو لقب لا يزال غير محدد النطق والدلالة، وإن أمكن تفسيره احتمالًا بمعنى المقرب للمعبودات، أي مَن يشرف على توفير القرابين وتقديمها إلى معابدهم. أو بمعنى المقرب بين شعبه وبين معبوداته باعتباره وسيطًا مقدسًا بينهما، أو بمعنى المقرب إلى أربابه. وهو على أي وجه من هذه الوجوه يتولى رئاسة الكهنوت في دولته، ويضمن إحاطة حكمه بقداسة روحية تكفل احترام الناس له، وتدعوهم إلى تأييده. وتوافرت لهذه الصبغة الثيوقراطية سوابقها في أمم شرقية قديمة، فتلقب أوائل الحكام السومريين في العراق، على سبيل المثال، بلقب إنسي أي النائب أو الوكيل، إشارة إلى وكالته عن معبود مدينته في حكم أهلها، وإشارة إلى القداسة بالوكالة التي يرتكز عليها في ممارسة سلطاته الدينية والمدنية. وتكررت نفس الظاهرة في دول عربية جنوبية أخرى عاصرت السبئيين في بعض مراحل تاريخهم».

وأضاف: «وما زال الجدل التاريخي قائمًا في شأن تحديد البداية الزمنية لعهود المكربين السبئيين (أو المكارب السبئيين). فبينما يلتزم باحثون بوضع عهد حاكمة سبأ المعاصرة لسليمان موضع الاعتبار وبدء قيام دولتها بالتالي بالقرن الحادي عشر ق. م. أو نحوه، يكتفي بعض الباحثين الآخرين بالاقتصار على عهود الحكام الذين سجلت النصوص القديمة أسماءهم، ضاربين صفحًا عن عهود ما قبل معرفة الكتابة في سبأ، ولا يذهبون بتاريخ الدولة المؤكد بناء على ذلك إلى أبعد من عهد يثع أمر السبئي الذي ذكره نص سرجون الثاني ملك آشور في عام 715 أو عام 714ق. م.، وربما قبل ذلك بفترات قليلة».

لكن يبقى تاريخ هذه المملكة محل اختلاف باعتبار أن كثيرا من معالم وآثار حضارتها لم تكتشف حتى الآن، وما وجد لم يلق حقه من الدراسة والبحث الآثاري والتاريخي.

الستينيات أو حتى السبعينيات من القرن الماضي، وذلك خلافًا لبعض الفروض السابقة، ولا يصح الرأي الرائج الذي يمثله فخري أيضًا أن جزءا من مجموعة البيوت يعود تاريخه إلى القرون الوسطى. أن البيت الأكبر المعقد التركيب والواقع بالجهة الشرقية قد اُنشئ بالخمسينيات أو بعدها غالبًا، إذ أن هذا البيت لا يوجد في الصورة التي نشرها أحمد فخري. لقد أغلق سكان القرية الجهة الغربية المفتوحة المهدمة للخربة القديمة (تسمى صرواح القديمة حاليا بالخربة) اعتمادًا على بعض القوالب الحجرية المربعة من العصور القديمة، وبنوا برجًا محصنًا فوق المدخل الفرعي إلى فناء المعبد الواقع بالجهة الجنوبية. إن مواد البناء للبيوت الحديثة مأخوذة برمتها من منشآت العصور القديمة. أما الأعمدة المعمولة من قالب حجري واحد، عديمة التيجان بالجهة الغربية، والتي أدخلت في العناصر المعمارية الحديثة المتألفة من العناصر المعمارية القديمة معادة الاستعمال، فقد بقيت خمسة أعمدة منها، ويمكن الاستدلال على عمود سادس بوجود بعض قطعه، ويجب تحديد موقعه داخل المسافة العريضة نسبيًا في صف الأعمدة. تقع الأعمدة في مواقعها الأصلية، وهي عبارة عن بقايا لبهو المدخل، كما أنها تحمل كتابات عائدة للعصر السبئي المتوسط.. تقع دعامتا ارتكاز على بعد حوالي 20 مترا غربي الصف، وهما متقاربتان ذاتا قطر متناقص تنازلًا بقيتا بكامل ارتفاعهما، ولم يمكن تحديد تابعيتهما على أساس دراسة سطحها».

ووفق التقرير الآثاري؛ فقد أجريت أعمال الحفر للموسم الأول تركيزًا على المسائل الخمس التالية: 1- هل توجد بقايا المعبد الحقيقي أي بيت إلمقه داخل الأراضي التي يحدها السور العالي المحيط بها، وذلك فيما تحت الأكواخ الحديثة، وهل الدعائم المعمولة من قالب حجري واحد تابعة لمدخل هذا المعبد؟ 2- ما كان شكل القطاع المقدس الذي نفترض فيه وجود المعبد بالمواقع التي لم يعد فيها السور المحيط العالي؟ 3- ما هي علاقة كرب إيل وتر ذي الكتابة بالبيت المقدس؟ 4- ما كان نمط المعبد، هل كان تابعا لتركيب المعبد السبئي الكلاسيكي القانوني مثلا؟ 5- ما هي تابعية دعامتي الارتكاز القائمتين غربي المنشأة؟

واستكمل التقرير سرد أعماله ومهامه في الموقع في سياق استعراض خصوصية المكان وما شهده من أعمال حينها بغية التوصل إلى وضع الحالة المعمارية الأصلية للبيت قدس الأقداس معبد الإله إلمقه. وفي تفسير معنى الاسم والدلالة يقول أحد الباحثين: أطلق عليه اسم إلمقه ربما بمعنى الإله المقتدر أو الآمر، أو الإله البهي أو الجميل. ودل لفظ إل أو إيل عند العرب الجنوبيين وعند شعوب سامية قديمة أخرى في العراق والشام على معنى الإله.

تقع محافظة مأرب وفق التقسيم الإداري الحديث للجمهورية اليمنية في إطار الجزء الأوسط للجمهورية، وتبعد عن العاصمة صنعاء مسافة 173كم وتتصل المحافظة بمحافظة الجوف من الشمال، ومحافظتي شبوة والبيضاء من الجنوب، ومحافظتي حضرموت وشبوة من الشرق، ومحافظة صنعاء من الغرب.

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • البرهان في القاهرة… دلالة الزيارة ومآلاتها والرسائل التي تعكسها
  • محافظ الإسماعيلية يتابع أعمال تطوير الطرق بمركز ومدينة القنطرة شرق
  • "العمل": تطوير أنظمة إلكترونية مشتركة لحوكمة العمل الإداري الحكومي.. و76% إجمالي الخدمات الرقمية بالوزارة
  • مدينة صرواح اليمنية معبد الإله إلمقه وأحد شواهد حضارة سبأ
  • استمرار العمل في تطوير ورفع كفاءة شارع عمر مكرم ببورفؤاد
  • صورة متداولة لاشتباكات بين الجيشين الهندي والباكستاني.. ما صحتها؟
  • استمرار أعمال تطوير مساكن الحزب ببورفؤاد .. صور
  • جامعة أسيوط تنظّم لقاءً تعريفيًا حول "التحليل الإحصائي باستخدام SPSS" في تطوير خدمات المكتبات
  • تفاصيل تطوير كورنيش مدينة مرسي مطروح
  • وزير الإسكان يتفقد أعمال تطوير طريق الخدمة بمارينا وإنشاء سور منطقة الشانزلزيه