فتاوى تشغل الأذهان .. هل الأكل باليد اليسرى حرام شرعاً؟ .. ماذا يقول المؤمن عند الابتلاء؟ .. وهل هناك فرق بين الربا وفائدة البنوك؟
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
فتاوى تشغل الأذهانهل الأكل باليد اليسرى حرام شرعاً؟ ماذا يقول المؤمن عند الابتلاء؟ هل هناك فرق بين الربا وفائدة البنوك؟
نشر موقع صدى البلد، خلال الساعات الماضية، عددا من الأخبار الدينية والفتاوى المهمة التي تشغل الأذهان وتهم كل مسلم في حياته اليومية، نبرزها في فتاوى تشغل الأذهان.
في البداية .. أجاب الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بالإفتاء، سؤالاً يقول هل الأكل باليد الشمال حرام ؟: إنه توجد أمور مقدرة، وللسائل الأمر مبني على الاستطاعة بالأكل باليمنى.
كما قال الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية السابق: إن استخدام اليد اليسرى مع اليد اليمنى جائز شرعاً، ولا تحريم في ذلك، وإن كان الإنسان قد قام بأكل الطعام بيده اليمنى فقط فهذا هو الخير والصواب، وقد التزم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ولهذا فإن حكم الأكل باليد اليسرى ليس حرام في المطلق، لكنه غير مستحب ويفضل البعد عنه، إلا في حالات عدم القدرة أو الاضطرار الشديدين كعجز اليد اليمنى أو صعوبة استعمالها، فلا مانع وقتها من استخدامها في هذا الوقت.
كما أوضح الدكتور علي جمعة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أنه يجوز التسبيح باليد اليسرى، ولا بأس في ذلك، وإن كان الوارد عن النبي- صلى الله عليه وسلم – أنه كان يسبح بيمناه.
وأضاف أن اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- في التسبيح باليد اليمنى أفضل، مشيرًا إلى أن التدقيق في مثل هذه المسائل، يُنشئ عقلية إسلامية سطحية، تمثل خطرًا على الأمة.
وتابع عضو هيئة كبار العلماء: إن العقلية الإسلامية تشبعت وتكونت في زمن المجتهدين السابقين مما اهتموا بالمسائل ذات التأثير على حياة المسلمين، وتمثل فارقًا فيها، مؤكداً أن الاهتمام والتدقيق في مثل هذه المسائل، يجعل أفراد الأمة يهتمون بالمسائل الفرعية فقط، وليست القضايا الأساسية، التي يمكن أن تخرج الأمة من أزمتها.
وأشار إلى أن اليدين وسيلة لضبط العدِّ فيحصل العد باليمنى ويحصل باليسرى ويحصل بهما معًا والأمر في ذلك واسع وليس لأحد أن ينكر فيه على أحد، مع استحباب البدء باليمنى؛ لأن السنة حثت على التيامن.
وحول ماذا يقول المؤمن عند الابتلاء؟ أجاب الدكتور علي جمعة، أنه عندما ينزل بالمؤمن البلاء يحتاج إلى أن يرجع إلى الله ليعرف حكمة البلاء, ويعرف كيف يتعامل معه عندما ينزل. وما البرنامج الذي يسير عليه حتى يخفف عنه المصيبة وتنزل السكينة على قلبه ويتمتع بنور الصبر.
واستدل بقوله الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الخَوْفِ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ)، لافتا إلى أنه يؤخذ من هذا أن نزول البلاء امتحان، وأن هذه المحن معها منح ربانية من الجزاء الوفير والغفران التام.
وقال علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: من هذه المحن الموت؛ فالموت سنة من سنن الله في كونه، ولكنه مع ذلك ليس فناء بل هو انتقال من دار إلى دار, من دار الدنيا إلى الآخرة, ومن دار العمل إلى دار الجزاء, ومن دار الفناء إلى دار البقاء, ولذلك وبهذا الفهم قد كان أبو ذر الغفاري رضي الله تعالي عنه, لا يعيش لديه ولد, فسُئل في ذلك فقال: "الحمد لله الذي يأخذهم مني في دار الفناء ؛ ليدخرهم لي في دار البقاء".
يقول تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ), وقال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ).
كما قال ﷺ فيما أخرجه الترمذي: (إن عظم الجزاء مع عظم البلاء, وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم, فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط), وقال ﷺ: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن, إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) (مسلم), وقال فيما أخرجه الترمذي: (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله وما عليه خطيئة), وقال: (إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي, فيقولون: نعم, فيقول قبضتم ثمرة فؤاده, فيقولون: نعم, فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع, فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد) [الترمذي].
وأوضح أن الروح باقية لا تفنى ولذلك عند رحيل الأحبة نستمر في عمارة الدنيا ،ونزيد من العمل الصالح ونهب ثواب أعمالنا إلى من رحل صغيراً كان أو كبيراً, فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي ﷺ : إن أبي مات وترك مالاً ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه؟ قال: نعم. [مسلم].
كما كشف الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، عن معنى الربا في القرآن، ومثال على الربا، ليفرق بين الربا في البنوك والفائدة.
وقال علي جمعة، في فيديو له، عن معنى الربا في القرآن، منوها أن علة الربا كما رأى الأئمة الأربعة أنها تعبدية، فلم يصلوا إلى علتها الحقيقية، لأن المشركين قالوا (إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا).
وتابع: فالمشركين قالوا، إن هذه الصورة هي نفسها، تعليقا على صورة الربا وصورة البيع من الناحية الاقتصادية، وصدق ذلك قول الله تعالى عنهم (ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا).
وأشار إلى أن الله تعالى أحل الربا وحرم البيع، بالرغم من أن المشركين رأوا أن الصورتان واحدة من الناحية الاقتصادية، فالعلة هنا تعبدية في المقام الأول.
وذكر علي جمعة، أن علة الربا التحريمية، هي حدوث تضخم في المعيار والمقياس للأسعار في السوق، وأول من يتضرر من هذا التضخم هم الفقراء في البلد، مضيفا أن الربا بهذا الشكل يضيع معه الفقراء، ومع عموم هذه المعاملة فسيزيد الأمر سواء وضررا على هذه الفئة الفقيرة.
وأكد أن الإسلام، ينظر إلى الفقير بعناية، فأوجب على الغني، أن يخرج 2،5% من ثروته للفقراء والمحتاجين، وحرم من الناحية الأخرى، الربا الذي يحدث تضخم في المجتمع أول ما يتضرر منه هم فقراء المجتمع.
وتابع علي جمعة: مرت الأزمات والسنون، وألغي الذهب في التعامل النقدي، فكان التعامل المالي قديما يكون بالذهب والفضة، فتم استبدالهما بالبنكنوت، أي العملات الورقية، ولم يستغني العالم عن الذهب والفضة، فوضعوا رصيد من الذهب يترجم البنكنوت وقيمته في السكوت.
وذكر أنه منذ عام 1970 حصل أن نيكسون قرر تعويم الدولار أي فصله عن قاعدة الذهب، فأصبح التعامل المالي يتم بالدولار وغير مربوط بالذهب، مشيراً إلى أن الربا هو التضخم، والذي يقضي عليه أو يقلله هو البنك المركزي بفعل السياسات المالية والنقدية من أجل ضبط الأسعار والمعاملات المالية.
وأكد أن كل المعاملات البنكية حالياً هي ضد الربا وليست من الربا، فهي تسعى لعدم سحق الفقير وإيقاع الضرر عليه من التضخم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فتاوى تشغل الأذهان الربا علی جمعة فی ذلک إلى أن من دار
إقرأ أيضاً: