خلال الأيام الماضية، أعلنت مجموعة أسياد عن نجاح تنفيذ نقل شحنة توربين غاز يصل وزنها إلى أكثر من 200 طن قادمة من ميناء أنتويرب البلجيكي، وتم تسليم الشحنة لشركة تنمية نفط عمان عبر ميناء الدقم بمحافظة الوسطى، ويبرز هذا النجاح تطور قطاع اللوجستيات في سلطنة عمان ودور ميناء الدقم المتزايد في دعم الأنشطة اللوجستية وتعزيز نمو حركة التبادل التجاري بين سلطنة عمان والعالم، بفضل موقعه المتميز والتطور المتواصل في البنية الأساسية والمرافق والخدمات في الميناء وافتتاح مشروعات استراتيجية جديدة في منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة تسهم في زيادة حجم الصادرات ورفع عائداته وتنشيط حركة التبادل التجاري.

وتشير الإحصائيات إلى أن حركة التبادل التجاري عبر ميناء الدقم سجلت نموا ملموسا خلال العام الجاري وبلغ حجمها نحو 1.9 مليار ريال عماني خلال الفترة من يناير وحتى نهاية يوليو 2024، مقارنة مع 1.5 مليار ريال عماني خلال العام الماضي بأكمله.

وارتفع حجم التبادل التجاري عبر ميناء الدقم في ظل نمو كافة أنشطة الصادرات والواردات وإعادة التصدير، حيث تم تصدير ما قيمته 750 مليون ريال عماني من السلع عبر الميناء خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري مقارنة مع حجم صادرات 781 مليون ريال عماني خلال العام الماضي بأكمله، كما ارتفع حجم أنشطة إعادة التصدير من 38 مليون ريال عماني خلال العام الماضي إلى 138 مليون ريال عماني خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، واستقبل الميناء ما قيمته 986 مليون من السلع والمنتجات المستوردة خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري مقارنة مع 778 مليون ريال عماني من الواردات خلال العام الماضي بأكمله، وذلك وفق الإحصائيات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.

وترصد هذه الإحصائيات المكانة المتزايدة لميناء الدقم البحري الذي يعد واحدا من المواني الاستراتيجية الثلاثة الكبرى في سلطنة عمان وهي صحار وصلالة والدقم والتي تعزز حضورها بشكل متزايد على خارطة التجارة العالمية وترسي مكانة أكبر لسلطنة عمان كمركز عالمي للتجارة والشحن والخدمات اللوجستية، حيث تستهدف سلطنة عمان زيادة حجم حركة نقل البضائع عبر المواني البحرية بنسبة 7 بالمائة سنويا وزيادة حركة الحاويات بما لا يقل عن 5 بالمائة ورفع مكانة سلطنة عمان في مؤشرات النقل واللوجستيات ومنها مؤشر الأداء اللوجستي لتصبح عمان ضمن أفضل 50 دولة في العالم، ومؤشر كفاءة خدمات المواني لتصبح ضمن أفضل 25 دولة.

ويعد ميناء الدقم بمحافظة الوسطى من أكبر المواني في منطقة الشرق الأوسط ويحتل موقعا شديد التميز على خطوط التجارة العالمية والإقليمية ويرتبط الميناء بشبكة واسعة مع خطوط الملاحة العالمية والأسواق الإفريقية والآسيوية، ويقع الميناء ضمن المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم والتي تستقطب استثمارات ضخمة ومتعددة في قطاعات متعددة منها الصناعات والبتروكيماويات، وقد جاء الافتتاح الرسمي لمصفاة الدقم بداية هذا العام وبدء تصدير منتجات المصفاة ليظهر قدرات الميناء في تصدير منتجات البتروكيماويات للأسواق العالمية، حيث يتمتع ميناء الدقم ببنية أساسية قوية ومتطورة بفضل ما ضخته الحكومة من استثمارات كبيرة لتطوير الميناء والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ويتواصل التطوير مع افتتاح المرافق والخدمات الجديدة في الميناء والتي كان من أحدثها محطة خدمات الشحن والجمارك وميناء الصيد البحري وتوسعة شبكة الطرق الرئيسية، وقد شهد الميناء أيضا خلال العام الماضي بدء تشغيل رافعات الحاويات اس تي اس المتطورة التي تدعم قدراته في المناولة والتعامل مع أكبر سفن الحاويات في العالم، ويضم ميناء الدقم ثلاثة أرصفة متنوعة تلبي كافة متطلبات الشحن للسلع المختلفة، وهي الرصيف التجاري، والرصيف الحكومي، ورصيف المواد السائلة والسائبة (الرصيف النفطي)، ويعد الرصيف الحكومي أول رصيف متكامل يتم تنفيذه في المواني العمانية لخدمة الجهات الحكومية، ويتيح الرصيف النفطي للميناء تصدير المنتجات النفطية المكررة السائلة، أما الرصيف التجاري فيتم من خلاله تصدير واستيراد البضائع العامة.

ويذكر ان ميناء الدقم بدأ تشغيله قبل اكثر من عقد وتم افتتاحه رسميا في 2022, وتستهدف سلطنة عمان تحويل الميناء الى بوابة للتجارة العالمية وانشطة الشحن العابر واعادة التصدير. وبينما تعد منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة أحد محركات النمو الاقتصادي ودعم التنويع الاقتصادي القائم على روافد متجددة ومتنوعة، يستعد ميناء الدقم والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لنقلة كبيرة عبر صناعات الهيدروجين الاخضر الناشئة في سلطنة عمان التي تسعى للتوسع في هذه الصناعات والتحول الى أحد أهم مراكز الانتاج والتصدير للهيدروجين الاخضر في المنطقة والعالم. وخصصت سلطنة عُمان مساحة تزيد على 50 ألف كيلومتر مربع في محافظتي الوسطى وظفار لمشروعات الهيدروجين الأخضر، و15 ألف كيلومتر في المحافظات الأخرى لمشروعات الطاقة النظيفة، وتستهدف إنتاج أكثر من مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030، واستغلال 30 بالمائة من الأراضي المخصصة بحلول عام 2050 لإنتاج ما يقارب من 8 ملايين طن من خلال استثمارات تقدر بنحو 140 مليار دولار أمريكي. وخلال العام الماضي، وقعت شركة هيدروجين عُمان "هايدروم” على 3 اتفاقيات لتطوير مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر في محافظة الوسطى، بحجم استثمارات يبلغ أكثر من 20 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي الإنتاج لهذه المشروعات الثلاثة نحو نصف مليون طن متري من الهيدروجين الأخضر بما يعادل انتاج 12 جيجاواط من سعة الطاقة المتجددة على مساحات إجمالية تصل إلى 320 كيلومترا مربعا لكل مشروع، مما يعزز مكانة الدقم كمركز عالمي لتجارة وانتاج الطاقة النظيفة المتجددة وان تساهم ايضا في توسع الصناعات الخضراء وضمان استدامة الطاقة اللازمة لمختلف الصناعات في سلطنة عمان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الاقتصادیة الخاصة الهیدروجین الأخضر خلال العام الماضی ملیون ریال عمانی التبادل التجاری ریال عمانی خلال فی سلطنة عمان العام الجاری

إقرأ أيضاً:

غرفة الأدوات الكهربائية: التبادل التجاري مع جيبوتي بلغ 122.4مليون دولار 2024

أكد ميشيل الجمل رئيس شعبة الأدوات الكهربائية أن زيارة الرئيس السيسي إلى جيبوتي لها أهمية كبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وعلى رأسها فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي بين البلدين، مثل الاستثمارات المشتركة والتجارة الثنائية، كما أنها تساهم في تعزيز التعاون في مجال البنية التحتية، مثل تطوير الموانئ والطرق والجسور.
 

وقال رئيس شعبة الأدوات الكهربائية -في تصريح له- إن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 122.4 مليون دولار خلال العام الماضي، مقابل 161.9 مليون دولار في عام 2023، حسب بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، مؤكدا أن من أهم نتائج الزيارة تخصيص 150 ألف متر مربع في المنطقة الحرة بجيبوتي لتستخدمها الشركات المصرية كمركز لوجستي لدعم وتعزيز التبادل التجاري.

وأشاد الجمل بالزيارة التي أثمرت عن بداية عهد جديد للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، مشيرا في هذا الصدد إلى مشروع توسيع ميناء الحاويات في دوراله، والدراسات الجارية لتشييد طرق لربط ميناء جيبوتي بشبكة الطرق في جيبوتي وفي المنطقة، مما يعزز حركة التجارة البرية.

وأضاف أن مصر تطرح نفسها كشريك تنموي لجيبوتي، عبر تأسيس مجلس أعمال مشترك، مشيرا في هذا الصدد إلى إعلان تأسيس مجلس الأعمال المصري - الجيبوتي وتدشين بنك مصر - جيبوتي، وهو الأمر الذي يؤدي إلى فتح أسواق جديدة أمام المنتجات المصرية ويعزز الحضور الاقتصادي المصري في أحد أكثر المواقع الجيوسياسية أهمية في العالم.

وأوضح أن مصر وجيبوتي يتمتعان بعلاقات تاريخية واستراتيجية متميزة، حيث كانت مصر من أوائل الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع جيبوتي بعد استقلالها عام 1977، وساندت جهودها لإنهاء الخلافات السياسية، في المقابل، دعمت جيبوتي مصر في المحافل الدولية، خاصة بعد ثورة 30 يونيو.

ونوه إلى أن موقع جيبوتي الاستراتيجي عند مدخل البحر الأحمر وبالقرب من مضيق باب المندب يجعلها محورا مهما للأمن القومي المصري وبوابة لمنطقة القرن الإفريقي، مؤكدا أن زيارة الرئيس لجيبوتي تتضمن جانبا سياسيا مهما مرتبطا بالأمن القومي المصري، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة في القرن الإفريقي والبحر الأحمر، مشيرا إلى أن مصر تنقل خبراتها في مكافحة الإرهاب وتسعى لتعزيز تحالفاتها مع دول المنطقة لضمان الاستقرار الإقليمي.

مقالات مشابهة

  • 1.2 مليار ريال حجم محفظة أصول "تطوير" بـ"الاقتصادية الخاصة بالدقم".. وتنفيذ 46 مشروعًا في 5 سنوات
  • 13.1 مليون ريال تكلفة الطرق الداخلية في "حي صاي" التجاري بالدقم
  • خطوات عملية لتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين سلطنة عمان وروسيا
  • تطوير ترفع أصولها بالدقم إلى 1.2 مليار ريال وتطلق مشروعات استراتيجية جديدة
  • سلطنة عُمان تعزز تنافسيتها كمركز إقليمي ووجهة استثمارية صاعدة
  • التعاون المصري الإيطالي .. قفزة في التبادل التجاري والتدفقات الاستثمارية
  • 122 مليون دولار حجم التبادل التجاري بين مصر وجيبوتي في 2024
  • غرفة الأدوات الكهربائية: التبادل التجاري مع جيبوتي بلغ 122.4مليون دولار 2024
  • السفير الصيني: التبادل التجاري مع مصر 17.4 مليار دولار ونستهدف المزيد
  • سفير الصين: زيادة حجم التبادل التجاري مع مصر لـ 17.4 مليار دولار