في أول تعليق له على هجوم الحكومة، الخميس، على المؤسسة الدستورية التي عينه الملك على رأسها، قال محمد البشير الراشدي، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، في تصريح لـ »اليوم 24″، إن « الوقوف على تشخيص موضوعي هو المدخل الأساسي لمواجهة الفساد، ولا يمكن أن نؤاخذ الهيئة على تقديمها لتشخيص واقعي حول وضع الفساد في المغرب، خلص إلى أن الوضع غير مرض ».

وأضاف الراشدي، « الوضع غير مرض ليس بالنسبة للهيئة، ولا لأي طرف آخر، بل هو غير مرض لنا جميعا، ونطمح جميعا، حكومة وهيئات ومجتمع، إلى تحسين وضع البلاد ».

وفي وقت سابق الخميس، كالت الحكومة التي يرأسها عزيز أخنوش، انتقادات حادة إلى الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، بعدما أماطت اللثام أمس الأربعاء عن تقريرها السنوي برسم 2023، والذي يتضمن تقييما سلبيا حول أداء الحكومة في مكافحة الفساد.

وعبر الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، خلال الندوة الصحافية التي أعقبت الاجتماع الأسبوعي للمجلس الحكومي، عن «الانزعاج» من تقرير الهيئة ومن تصريحات رئيسها في الندوة الصحافية التي عقدها أول أمس الثلاثاء، والتي أكد فيها أنه طلب عقد اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد، دون أن يستجيب رئيس الحكومة لذلك.

وتفاعلا مع تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة، قال البشير الراشدي، الذي عينه الملك على رأس الهيئة في منتصف دجنبر 2018، « الهيئة من واجبها، كما تنص على ذلك المادة 50 من القانون المنظم لعملها، أن تعطي تشخيصا لوضع الفساد، وهو ما تقوم به، ووضع الفساد في البلاد لا تحدده الهيئة، بل عشرات المصادر الوطنية والدولية، وأيضا ما تقوم به الهيئة من بحث ميداني، تستقي منه وضع الفساد على مستوى الإدراك وأيضا على مستوى مواجهة وضع الفساد من طرف المواطنين والمقاولات، وهي معطيات لا تنتجها الهيئة بل تعمل على تجميعها لتقدم نظرة واقعية تعطي مصداقية لعمل البلاد وليس للهيئة ».

وشدد الراشدي في تصريحه للموقع، على أن « الهيئة تؤكد في جميع منشورتها، بكيفية واضحة، أن مكافحة الفساد هي ظاهرة معقدة، ولا يمكن لأي سلطة أو هيئة، أن تواجه لوحدها آفة الفساد، والتكامل والانسجام والتآزر بين جميع السلطات والهيئات، هو الطريق الوحيد من أجل جعل الآفة تأخذ منحنى تنازلي مستمر ».

وأضاف المتحدث، « الهيئة تتقاطع مع ما قاله الناطق الرسمي باسم الحكومة، اليوم الخميس في ندوته الصحافية، بأن هذا المجال ليس للمزايدة من طرف أي جهة على أخرى، والاشتغال على الظاهر يمثل أولوية وطنية لنا جميعا ».

وتسائل الراشدي، « هل تقوم الهيئة بجميع اختصاصاتها؟ نحن مستعدون للإجابة والاعتراف بالنواقص إن وجدت، وليس هناك أي إشكال في ذلك، والمهم هو أن العمل على المستوى الوطني يجب أن يكون من طرف الجميع، وهو ما نؤكد عليه، والهيئة وضعت أسس الانتقال إلى حقبة جديدة لمكافحة الفساد، وتؤكد على أن هناك إجراءات لا يستهان بها، لكن لم تؤدي إلى تحقيق الأهداف المتوخاة ».

وتابع رئيس الهيئة قائلا، « لا نقول إن الإجراءات غير مهمة، لكنها لا تذهب إلى حد المستوى الذي يجب أن تصل إليه، من خلال الأجرأة والمتابعة وإعادة التوجيه عند الاقتضاء، ثم لأنها لا تنخرط في مستوى من الالتقائية والانسجام الشامل لتعطي الاستراتيجية النتائج المتوخاة ».

ويرى الراشدي أن « الظاهرة مجال معقد، تتطلب مقاربة شاملة ومتعددة الأبعاد، ويجب تنفيذها بكيفة منسقة، ولا يمكن أن يحدث التنسيق في غياب الإطار المؤسساتي الذي يضمن التنسيق والتقييم، وبالتالي لا يمكن التواصل وتحديد الأولويات والأسباب التي تجعل الآثار غير موجودة ».

وكان محمد بشير الراشدي، رئيس الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، قال أول أمس الثلاثاء، إن أثر مكافحة الفساد على الدولة ضعيف على المواطنين، معربا عن استغرابه لعدم اجتماع اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد إلا مرتين خلال 10 سنوات، مشيرا في ندوة صحافية عقدها لتقديم التقرير السنوي للهيئة برسم سنة 2023، إلى أن مرسوم أكتوبر 2017، بشأن اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد، ينص في مادته الرابعة على اجتماع اللجنة مرتين في السنة على الأقل، بينما لم تجتمع اللجنة إلا مرتين (في 2018 ثم 2019).

كلمات دلالية المغرب بايتاس جدل حكومة رشوة فساد

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: المغرب بايتاس جدل حكومة رشوة فساد لمکافحة الفساد وضع الفساد من الرشوة لا یمکن

إقرأ أيضاً:

عودة رئيس حزب البشير تثير مخاوف المعارضة وخلافات الحزب تطفو للسطح

الخرطوم- أثارت عودة إبراهيم محمود حامد، المكلف برئاسة حزب المؤتمر الوطني "الحاكم سابقا"، الذي تزعمه الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، مخاوف خصومه، الذين عدّوها خطوة نحو عودته إلى السلطة، في حين يعتقد مراقبون أن توقيتها مرتبط بخلافات تنظيمية في الحزب.

وكانت ثورة ديسمبر/كانون الأول 2018 قد أطاحت بحزب المؤتمر الوطني والبشير، لكن وقبل 40 يوما من الإطاحة به نقل البشير سلطاته الحزبية إلى نائبه المعين حديثا حينها أحمد محمد هارون، وعقب اعتقاله في أبريل/نيسان 2019 كلّف الحزب وزير الخارجية إبراهيم غندور برئاسته، ثم آلت الرئاسة مؤقتا إلى إبراهيم محمود إثر اعتقال غندور في ديسمبر/كانون الأول 2019.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2019، أقر اجتماع مشترك بين مجلس السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء قانون "تفكيك نظام الإنقاذ"، ونص القانون على حل حزب المؤتمر الوطني، وحذفه من سجل التنظيمات والأحزاب السياسية في السودان، فضلا عن حل مجمل الواجهات التي كان يستخدمها والمنظمات الأخرى التابعة له، أو لأي شخص أو كيان مرتبط به، ومصادرة ممتلكاته وأصوله لصالح الدولة.

لكن الحزب المحلول استعاد نشاطه في العامين الأخيرين عبر مظلات مختلفة، قبل أن يعاود العمل باسمه، وصار يصدر بيانات ويحدد مواقفه بصورة علنية.

جانب من استقبال حامد الذي اعتبره معارضون إعلانا من الحزب المحلول بالعودة إلى السلطة (الصحافة السودانية) احتفاء بالعودة

ولدى وصوله إلى مطار بورتسودان مساء السبت، استقبل إبراهيم حامد العشرات من قيادات حزبه ورموزه في السودان، بعدما أمضى أكثر من 13 شهرا خارج البلاد، وخلال مخاطبته الحضور، حيا حامد القوات المسلحة والمشتركة في دارفور، وقال إنها تخوض معركة بقاء السودان، وأثنى على وقوف السودانيين خلف جيشهم.

كما قلل من المخاوف الغربية والأميركية بشأن أوضاع السودان، مؤكدا أنه إذا توحّد أهل السودان فلن تصيبهم مشكلة، ورأى التحدي في أن ينتصر الجيش في معركته وأن يتوافق أهل السودان وقواه السياسية على إدارة شؤونهم.

وقال رئيس حزب المؤتمر الوطني إن الشعب السوداني لن ينخدع مرة أخرى بـ"قصص وحواديت" المعارضة، من شاكلة أن "مشكلة البلد في الكيزان"، (أي الإسلاميين)، وأن بذهابهم سيتحسن الوضع، وتابع "براكم شفتوا الحصل شنو" (لقد رأيتم ما حصل).

وأضاف حامد أن "عز الأمة بالإسلام وليس عند إسرائيل، التي طبّعت الحكومة السابقة علاقتها معها"، وأضاف أن "العالم يعترف بالأقوياء"، مستدلا بحركة طالبان في أفغانستان التي وصفها بأنها "دوخت الولايات المتحدة ودفعتها صاغرة للتفاوض معها"، على حد قوله.

تحذير واستنكار

من جانبه، حذر المتحدث باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم" بكري الجاك من عودة حزب المؤتمر الوطني، واعتبر ذلك مؤشرا خطيرا يزيد من تعقيد الأوضاع السياسية وإطالة أمد الحرب.

وقال في تصريح له إن "ظهور إبراهيم محمود حامد بمدينة بورتسودان يؤكد أن كوادر المؤتمر الوطني ومليشياته بدأت ترتب للعودة لحكم البلاد بعد إشعالها الحرب"، مشيرا إلى أن تحركاتهم الأخيرة تؤكد ذلك "حتى لو كانت في ولاية واحدة".

وفي السياق ذاته، قال خالد عمر يوسف نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني إن ظهور حامد في بورتسودان وحاكم ولاية سنار السابق أحمد عباس مع شمس الدين كباشي نائب القائد العام للجيش في جبل موية يعد إعلانا من الحزب المحلول بالعودة إلى السلطة.

وأشار خالد عمر في منشور على منصة "إكس" إن "ظهور قيادات المؤتمر الوطني المحظور يعني أن هذه الحرب هي حرب النظام البائد للعودة إلى السلطة، على حساب أرواح الشعب وتدمير البلاد"، وتابع قائلا "يريدون جني ثمار المعركة التي أشعلوها قبل أن ينقشع غبارها، وهذه هي الحقيقة التي لن تستطيع أبواق التضليل الإعلامي حجبها".

أما مبارك أردول، رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية والقيادي في قوى الحرية والتغيير-الكتلة الديمقراطية، فقال إنه كان يتوقع أن يعتذر إبراهيم محمود حامد خلال خطابه للشعب السوداني، عن أخطاء نظامهم، في إنشاء وصناعة قوات الدعم السريع.

ودعا أردول حزب المؤتمر الوطني إلى إجراء مراجعات وتقييم لتجربته في الحكم، والتقدم للحوار مع القوى السياسية. واعتبر أن الحوار مع الإسلاميين خطوة ضرورية للبناء الوطني، كما دعا قوى الثورة لمراجعة الأخطاء التي ارتكبتها للإقرار بها وتصحيحها.

تسوية الخلافات

من جهته، قال قيادي في حزب المؤتمر الوطني للجزيرة نت إن عودة إبراهيم حامد طبيعية، وإن حزبهم في أفضل حالاته، وبات قريبا من المواطن السوداني أكثر من أي وقت مضى منذ مغادرته السلطة، "بعدما اكتشف المواطن أنه تعرض لظلم ولحملة إعلامية مسعورة من خصومه ومن وراءهم من قوى إقليمية".

وبحسب حديث القيادي في المؤتمر الوطني -الذي طلب عدم الكشف عن هويته- فإن الحزب تجاوز ما تعرض له، وأجرى مراجعات ستعرض نتائجها على الشعب، وأنه سيسعى إلى توافق مع القوى الوطنية "بعدما استطاع الجيش، وخلفه الشعب عبر المستنفرين والمقاومة الشعبية، من إحباط مخطط خارجي، استخدم قوات الدعم السريع لاختطاف البلاد".

وقلّل القيادي من المعلومات الرائجة عن خلافات في داخل الحزب، واعتبر التباين في التقديرات أو أي خلل تنظيمي يمكن تسويته عبر مؤسساته، مؤكدا أن التعقيدات التنظيمية ليست مرتبطة بأشخاص وإنما فرضتها الظروف الاستثنائية التي مرت بها البلاد والحزب.

بيد أن الكاتب الإسلامي ووزير الإعلام السابق في ولاية النيل الأبيض عبد الماجد عبد الحميد رأى أن عودة إبراهيم محمود حامد مرتبطة بخلافات "مكتومة في كابينة قيادة المؤتمر الوطني".

وفي حديثه للجزيرة نت، يكشف الكاتب أن "الخلاف حول الشرعية"، حيث يعتبر هارون مكلفا بقيادة الحزب من قبل مجلس الشورى قبل اعتقاله، ثم كلف المجلس لاحقا إبراهيم محمود برئاسة الحزب أيضا. ويحمّل عبد الحميد أحد الرجلين -دون تسميته- مسؤولية التردد وعدم الإمساك بزمام الأمور، حيث كان أحدهما في الداخل والآخر في الخارج، ودعاهما إلى حوار عميق لمعالجة ما حدث.

ووفقا للمتحدث، فإن قواعد الحزب بقيت تعمل بعقل جمعي، وتصدت للمخاطر المحدقة بالبلاد، وتجاوزت المحطات الصغيرة، وشاركت في احتجاجات ضد حكومة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وحاليا تشارك في القتال في مواجهة قوات الدعم السريع رغم عدم رغبة العسكر وحلفائهم السياسيين في السلطة بذلك، وسعيهم لإبعادهم عن المشهد السياسي.

مقالات مشابهة

  • الحكومة تهاجم الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة بعد تنقيط سلبي لجهودها في محاربة الفساد
  • بايتاس يسرد إجراءات الحكومة لمحاربة الفساد ويرد على تقرير “هيئة الراشدي”: المعركة تعني الجميع
  • رئيس هيئة الرقابة ومكافحة الفساد يستقبل السفير الأمريكي لدى المملكة
  • “هيئة الوقاية والسلامة” و”ساند لإدارة المرافق المتكاملة” تنظمان ملتقى الشارقة للسلامة 2024
  • النائب العام يناقش تعزيز التعاون مع هيئة الرقابة لمكافحة الفساد
  • عودة رئيس حزب البشير تثير مخاوف المعارضة وخلافات الحزب تطفو للسطح
  • الفساد يكلف المغرب 50 مليار درهما سنويا وفق رئيس هيئة النزاهة والوقاية من الرشوة
  • الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة تدعو الى تسريع الانتقال إلى مرحلة جديدة في مكافحة الفساد
  • الراشدي: أثر مكافحة الفساد ضعيف على المواطنين ولجنة مكافحته اجتمعت مرتين في 10 سنوات!!