ريال مدريد.. موسم الإصابات الخطيرة!
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
إصابة مدافع ريال مدريد داني كارفاخال، وقبله وسط ميدان مانشستر سيتي رودري، بتمزق في الرباط الصليبي، وبعدهما ايدير ميليتاو وهاري كاين وهاري ماغوير، بدرجات مختلفة من الخطورة، وغيرهم من لاعبي المستوى العالي في بداية الموسم، أثار جدلا في الأوساط الكروية الفنية والاعلامية والطبية، حول الأسباب والتداعيات، وأعاد الحديث عن ظاهرة كثرة المباريات التي يخوضها اللاعبون وتتراوح بين 60 و70 مباراة في الموسم خاصة بالنسبة للاعبين الدوليين، وأولئك الذين تصل أنديتهم إلى أدوار متقدمة في المسابقات التي تخوضها، وتقتضي جهدا وتركيزا ولياقة تفوق قدرات اللاعبين، وتعرضهم لمختلف الإصابات حتى بدون أن يتعرضوا لتدخلات المنافسين.
تزايد عدد الإصابات في بداية الموسم الجاري، وخطورتها، وطول فترة الغيابات كان ملفتا، لكن الغريب في الأمر أن غالبيتها لم تكن بسبب الكسور إثر تدخلات خشنة أو قوية أو عنيفة من الخصوم، بل بسبب استخدام العضلة بشكل يفوق قدرتها على التحمل نتيجة كثافة وقوة التدريبات أثناء التحضيرات، وكثرة المباريات خلال الأسبوع الواحد، ما يؤدي إلى حدوث أنواع مختلفة من الإصابات يغيب اثرها اللاعب المصاب بين ستة الى عشرة شهور بسبب تمزق العضلات والرباط الصليبي وانخلاع المفصل، وهي كلها اصابات تقتضي علاجا طويلا ومكثفا، وراحة أطول تؤثر على مستويات اللاعبين ومردودهم ونتائج فرقهم ومنتخباتهم.
كل الدراسات القديمة والحديثة أثبتت بما لا يدع أي مجال للشك أن السبب الرئيسي لتزايد حجم الاصابات وخطورتها يعود بالأساس إلى الإرهاق الشديد بسبب كثرة المباريات التي تجعل اللاعبين عرضة للخطر، خاصة وأنها صارت أطول مما كانت عليه سابقا، تصل 100 دقيقة باحتساب الوقت بدل الضائع، وصارت تقتضي تحضيرات شاقة ومتعبة قبل بداية الموسم، وحضور بدني وذهني وقدرة كبيرة على تحمل الضغوطات الجماهيرية والإعلامية المتزايدة مع انتشار مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، واستحداث مسابقات اضافية محلية وقارية ودولية، وزيادة عدد الأندية والمنتخبات المشاركة في مختلف المسابقات القارية والدولية، تتخللها فترات راحة قصيرة جدا.
تقديرات الموسم الجاري تتوقع أن يصل عدد المباريات التي يشارك فيها اللاعب الأساسي في السيتي أو الريال إلى 80 مباراة إذا بلغ فريقه نهائيات الكأس المحلية ودوري الأبطال، وإذا شارك في مباريات منتخب بلاده العشر المقررة، إضافة الى بلوغه نهائي كأس العالم للأندية المقررة الصيف المقبل، وهو رقم لم يسبق له مثيل عبر التاريخ، ولا يمكن لأي لاعب بلوغه بسلام من الناحية الصحية، وبأعلى مستوياته فنيا وبدنيا، ما يعرضه للإرهاق وتدني المستوى، ويعرضه للإصابة رغم التطور العلمي والتكنولوجي والطبي والغذائي وكل وسائل الراحة والاسترجاع الحديثة التي يتوفر عليها لاعب المستوى العالي.
الإصابات العديدة لبداية هذا الموسم لن تمر بسلام على مسؤولي الكرة الذين يتعرضون لضغوطات كبيرة، مباشرة وغير مباشرة، تدق ناقوس الخطر، وتدعو الى اعادة النظر في برمجة المباريات والمسابقات لإنقاذ كرة القدم من كرة القدم، وإنقاذ لاعبي الكرة من الملل والإرهاق والإصابات المتكررة على مستوى العضلات بالدرجة الأولى، والتي تبدأ من تشنج العضلات، الى التواء الكاحل والركبة، وتمزق العضلات المأضبية، وكذا تمزق الرباط الصليبي الذي أدى إلى إنهاء رودري وكارفخال لموسمها قبل الأوان، بسبب خطورة الاصابة وصعوبة معالجتها بسرعة حتى بعد اجراء عمليات جراحية لإعادة بناء رباط الركبة وإعادة تأهيلها حتى تتعافى كليا.
صحيح أن الاصابة في الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا هي جزء من اللعبة، لكن عندما تتزايد وتصبح أكثر خطورة، حتى بدون احتكاك عنيف بين اللاعبين، فإن الأمر يستدعي وقفة لإيقاف النزيف، حتى ولو كانت مجرد وقفة احتجاجية من اللاعبين، يصعب تصورها في الظرف الراهن، لأن الهيئات الرياضية المحلية والدولية والمؤسسات الاقتصادية والتجارية والإعلامية التي ترافقها دخلت عالما آخر يصعب الخروج منه على المدى القصير، فهل من مغيث للاعب الكرة من كثرة مباريات كرة القدم وكثرة الاصابات؟
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
هل يستطيع أنشلوتى وجوارديولا إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟.. تراجع أداء ونتائج ريال مدريد ومانشستر سيتى.. صعود نجوم وفرق جديدة إلى القمة هذا الموسم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كرة القدم الأوروبية دائمًا ما تحمل مفاجآت غير متوقعة، حتى بالنسبة لأقوى الفرق. هذا الموسم، يواجه عملاقا أوروبا، ريال مدريد ومانشستر سيتي، تحديات ملحوظة على المستويين المحلى والقاري، حيث ظهر جليًا تراجع أدائهما مقارنة بالموسم الماضي، ما أثار تساؤلات حول أسباب هذا التراجع.
الملكى فى مرحلة عدم استقرار
ريال مدريد، النادى الأكثر تتويجًا بدورى أبطال أوروبا، يمر بمرحلة تبدو بعيدة عن المعايير التى اعتاد عليها عشاقه. فى الدورى الإسباني، ورغم تحقيقه انتصارات متقطعة، يعانى الفريق من غياب الاستمرارية.
وصلت إحصائياته هذا الموسم إلى هزيمة واحدة وثلاثة تعادلات، بينما فى الموسم الماضى تكبد الفريق هزيمة وحيدة فقط وتعادل فى ثمانى مباريات طوال الموسم. هذه الأرقام توضح حجم المعاناة التى يعيشها الملكى حاليًا.
الفريق يجد نفسه الآن يصارع لتثبيت أقدامه فى سباق الصدارة، مع تألق منافسين آخرين مثل أتلتيكو مدريد وبرشلونة.
على المستوى الأوروبي، يبدو أن الفريق فقد بريقه فى دورى الأبطال بنظامه الجديد، إذ لم يعد مرعبا كما كان فى السنوات الأخيرة.
فى الموسم الماضي، وصل ريال مدريد إلى المباراة النهائية ونال اللقب، لكنه الآن يكافح فى مرحلة المجموعات لضمان صدارة المجموعة، وهو أمر غير مألوف بالنسبة لتاريخ الفريق فى هذه البطولة.
مانشستر سيتى تحت الضغط
من جهة أخرى، يبدو أن مانشستر سيتى يمر بحالة من الإشباع أو الإرهاق بعد موسم مذهل حقق فيه الدورى الإنجليزى الممتاز.
فى الموسم الماضي، أنهى السيتى الدورى بثلاث هزائم وسبع تعادلات، بينما فى هذا الموسم، ومع وصولنا إلى الجولة الثانية عشرة، تلقى الفريق هزيمتين وتعادل فى مباراتين، مما يشير إلى فقدان نقاط بشكل غير معتاد هذا التراجع فتح الباب أمام فرق مثل أرسنال وليفربول للتقدم أو حتى التفوق عليه فى بعض الأحيان.
فى دورى الأبطال، ورغم ضمانه التأهل إلى الأدوار الإقصائية، يظهر مانشستر سيتى بأداء أقل شراسة من الموسم الماضى التراجع النسبى فى أداء كيفن دى بروين بسبب الإصابة والاعتماد الكبيرعلى إيرلينج هالاند، الذى واجه ضغوطا كبيرة، أثر بشكل ملحوظ على الأداء الهجومى للفريق.
كما أن خروج لاعبين مثل إلكاى جوندوجان أحدث فجوة واضحة فى وسط الملعب، ما ترك المدرب بيب غوارديولا أمام تحدٍ كبير لإيجاد حلول تكتيكية تعوض هذه الغيابات.
غياب الاستقرار
عند مقارنة ما وصل إليه الفريقان هذا الموسم بأدائهما فى الموسم الماضي، يتضح أن كلاهما يعانى من غياب الاستقرار.
ريال مدريد، الذى كان دائمًا منافسًا شرسًا، يجد نفسه الآن مهددًا بفقدان هيبته الأوروبية وفى المقابل، مانشستر سيتي، الذى كان سيدا لإنجلترا فى الموسم الماضي، يبدو وكأنه فقد جزءًا من بريقه.
ريال مدريد يعتمد بشكل كبير على شبابه، مثل جود بيلينغهام وفينيسيوس جونيور، لكنه يفتقر إلى الخبرة والتوازن الذى كان يوفره لاعبون مثل لوكا مودريتش وكريم بنزيما فى أوج عطائهم أما مانشستر سيتي، فيحتاج إلى استعادة الزخم من خلال تعويض غياب دى بروين وسد الفجوة التى تركها غوندوغان فى خط الوسط.
سقوط الكبار فى أوروبا يعكس تحديات كرة القدم الحديثة، حيث أصبحت المنافسة أكثر شراسة يحتاج ريال مدريد ومانشستر سيتى إلى استعادة توازنهما سريعًا لتجنب موسم قد يوصف بالفشل مقارنة بما حققوه فى الماضي.
هل يستطيع العملاقان العودة إلى قمة القارة؟ أم أن هذا الموسم سيشهد صعود نجوم وفرق جديدة إلى القمة؟ هل يستطيع أنشلوتى وجوارديولا انقاذ ما يمكن انقاذه ؟ فقط الوقت كفيل بالإجابة.