منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة قبل نحو عام كامل، اتسعت دائرة التضامن الأفريقي مع القضية الفلسطينية، والمقاومة بشكل خاص.

ورغم تباين المواقف الرسمية لبعض الدول الأفريقية، إلا أن شعوب القارة السمراء عبرت بشكل واضح طيلة سنة كاملة عن وقوفها إلى جانب المقاومة الفلسطينية باعتبارها مقاومة ضد الاحتلال الذي يمارس الإبادة ضد سكان غزة.



مظاهر التضامن
ومع بداية العدوان الإسرائيلي على غزة، خرجت العديد من المظاهرات في بلدان أفريقية عدة بينها السنغال ومالي وغامبيا وموريتانيا والمغرب والجزائر وتونس، وجنوب أفريقيا، تطالب بطرد سفراء الاحتلال من البلدان الأفريقية وإنها مختلف أوجه التطبيع مع "إسرائيل".

وعرفت العديد من بلدان القارة مهرجانات وحملات تبرع وفعاليات مختلفة للتعبير عن دعم القضية الفلسطينية.

فيما تصدرت أفريقيا التضامن العالمي مع غزة، حين بادت جنوب أفريقيا برفع دعوى أمام محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي.


ورفعت العديد من المسيرات التي خرجت في بلدان القارة الأفريقية خلال الأشهر الماضية شعارات تطالب بدعم مختلف الدول الأفريقية للدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وساهمت وسائل إعلام أفريقية في نقل ما يحدث في غزة للرأي العام الأفريقي، حيث نقلت حجم الدمار الذي يتعرض له القطاع، والاستهداف المتكرر للمستشفيات ومنع وصول المساعدات من المياه والغذاء والدواء.



انحياز للحق الفلسطيني
ويرى الباحث المختص في الشأن الأفريقي أحمد ولد الوديعة أن من يتابع مواقف الدول الأفريقية خلال عام الطوفان يلاحظ أن إفريقيا انحازت في عمومها للحق الفلسطيني.

وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "من أفريقيا جاءت الدعوى التي رفعت ضد الكيان والتي اعتبرت أكبر إسناد قانوني وسياسي للقضية، أعتقد أنه يمكن على أساسه بل ربما يتعين اعتبار جنوب أفريقيا بموقفها هذا دولة أساسية في محور المقاومة".

ولفت الوديعة إلى أنه وخلال تصويتات الجمعية العمومية للأمم المتحدة للقرارات المتعلقة بحرب الإبادة الصهيونية لوحظ أنه باستثناء حالة أو حالتين من دول صغيرة جدا انحازت بقية الدول الأفريقية للحق الفلسطيني، وكان أحدث تلك التصويتات التصويت للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

استعادة حضور القضية الفلسطينية
ولفت ولد الوديعة إلى أنه وخلال الانعقاد السنوي للجمعية العمومية الشهر الماضي كانت مواقف إدانة الإبادة والمطالبة بوقف العدوان هي الأعلى في كلمات عدد من الزعماء الأفارقة.

وتابع: "تقديري أنه من نتائج الطوفان استعادة القضية الفلسطينية حضورها وألقها في القارة الافريقية بعد تراجعات كبيرة خلال العقود الثلاث الماضية".


حراك جديد في القارة
وخلال الأسابيع الأخيرة أدى ممثل حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في موريتانيا محمد صبحي أبو صقر، زيارة لعدد من دول الغرب الأفريقي أجرى خلالها لقاءات مع طيف واسع من القوى الحية في كل من بوركينافاسو والنيجر وغينيا كوناكري.

وخلال هذه الجولة أكدت العشرات من الجمعيات والهيئات والشخصيات الغرب افريقية دعمها الكامل للمقاومة في فلسطين، وإدانتها القوية لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على مدى عام كامل، داعين إلى موقف أفريقي وإسلامي وعالمي ينهي المجازر ويعطي الشعب الفلسطيني حقوقه الكاملة.

وقدم الدكتور محمد صبحي أبو صقر خلال الجولة رؤية حماس لطوفان الأقصى، وأسبابه ودواعيه، مؤكدا أن معاناة الشعب الفلسطيني طالت كثيرا وأن المجتمع الدولي ضرب عرض الحائط بكل التحذيرات التي قدمتها الحركة على مدى أشهر من أن وضع القدس والأسرى وغزة لا يمكن أن يستمر.

وشدد القيادي في حماس، في بيان، أن الحركة تراهن على أفريقيا وترى فيها قارة المستقبل، "وهي مدركة أن أفضل من يحس بمعاناة الفلسطينيين هم الأفارقة الذين عاشوا نفس المعاناة لقرون، مع فارق وحيد وهو أن تلك المعاناة كانت في زمن لم يكن الإعلام فيها بذات القوة التي هو بها اليوم؛ فنحن نتابع الآن على مدار اللحظة إبادة شعب كامل ونشهد مواقف القوى الإمبريالية الداعمة للكيان وعجز الأمة والإنسانية رغم تقدير ما يقوم به الكل عاجزة عن وقف هذا البطش".

وفق بيان صادر عن ممثل حماس في موريتانيا، تم في ختام هذه الجولة الغرب أفريقية، الاتفاق على تفعيل المواقف الداعمة لفلسطين على كل المستويات "فالمعركة ما تزال مستمرة، وشعوب الغرب الأفريقي مثل بقية الشعوب المسلمة تواقة لأن يكون لها دور أكبر في معركة التحرير".



المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية الاحتلال غزة أفريقيا غزة أفريقيا الاحتلال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة القضیة الفلسطینیة الدول الأفریقیة

إقرأ أيضاً:

اللواء وائل ربيع: عملية «طوفان الأقصى» أحيت القضية الفلسطينية

قال اللواء أركان حرب وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية، إن حماس والجهاد الإسلامي وجميع حركات المقاومة ليس من ضمن مبادئها حل الدولتين، ولا تؤمن بهذا الأمر، موضحا أن من يؤمن بحل الدولتين هو السلطة الفلسطينية ودول العالم.

حركة حماس وطوفان الأقصى

وأضاف «ربيع»، خلال لقاء ببرنامج «كلام في السياسة»، ويقدمه الكاتب الصحفي والإعلامي أحمد الطاهري، المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، «حركة حماس تريد دولة فلسطينية على كامل الأرض الفلسطينية، وما حدث من تحركات ضد الجيش الإسرائيلي أحيا القضية الفلسطينية».

السلام الاقتصادي

وأوضح أن الفترة ما قبل طوفان الأقصى كان الحديث عن القضية الفلسطينية نادرا على المستوى الدولي، وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل تتخذان موقفا يسمى «السلام الاقتصادي»، مؤكدًا أن مبدأ مصر هو حل الدولتين وأن تقام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو وعاصمتها القدس الشرقية.

مقالات مشابهة

  • وقفتان في حريب القراميش بمأرب تضامناً مع الشعبين الفلسطيني واللبناني وإحياءً لذكرى انطلاق معركة طوفان الأقصى
  • وزير الخارجية يستعرض رؤية مصر للتحديات التي تواجه القارة الأفريقية
  • نحو معادلة جديدة في الصراع.. الملحمة الفلسطينية والإسناد اليمني
  • مشعل يتعهد بعودة “المارد الفلسطيني والعنقاء الفلسطينية” - تفاصيل
  • في الذكرى السنوية الأولى لـ طوفان الأقصى.. أبو عبيدة يتوعد بأمر .. شاهد
  • حزب الله: عملية طوفان الأقصى تمثل إرادة المقاومة الفلسطينية
  • نساء مناخة بصنعاء: نؤكد تضامننا مع الشعب الفلسطيني واللبناني ضد العدوان الصهيوني
  • اللواء وائل ربيع: عملية «طوفان الأقصى» أحيت القضية الفلسطينية
  • تزامنًا مع "طوفان الأقصى".. جاستن بيبر يدعم القضية الفلسطينية