شيع المئات من أهالي قرية الروضة بمركز ملوي جنوب المينا، والقري المجاورة، جثمان الممرض «مينا» الذي قتل غدرًا داخل شقة في الزاوية الحمراء بالقاهرة وعثر على جثته أشلاء في ترعة الإسماعيلية في رحلة البحث عن عمل، بعدما صرحت النيابة العامة بالدفن عقب تطابق عينة الدم المأخوذة منه مع عينة الدم المأخوذة من والده.

وشهدت مراسم تشيع الجثمان تواجد عدد كبير من الأهالي، من داخل كنيسة العذراء بالقرية الروضة بمركز ملوي جنوب المينا، ثم دفن بمدافن عائلته في القرية.

وبدأت القصة عندما تواصل مينا، وهو ممرض شاب من محافظة المنيا، مع شخصين عبر تطبيق واتساب، ظنًا منه أنهما سيوفرا له فرصة عمل، ولكن الذي كان ينتظره هو مصير مأساوي.

وعلى مدار 3 أيام اختفي «مينا موسى»، لم يكن له أي أثر بعد أن انتقل للقاهرة لمقابلة هؤلاء الشابين ظنا منه أنه سيعمل معهما في التمريض المنزلي ولكن لم يعلم أن رحلة البحث عن العمل ستنتهي بالقتل غدرًا.

تشيع جثمان مينا

حلم بالعمل في مجال التمريض، لكن القدر خطفه في مقتبل العمر، فهو شاب مكافح كان يبحث عن فرصة عمل لتحسين دخله ولكن وقع في شرك عصابة قاتلة، استدراجه المجرمون بحجة تقديم جلسة مساج، بعد وصوله إلى القاهرة، احتجزه الجانيان في شقة وطلبا فدية من أسرته 150 ألف جنيه.

حررت أسرة الشاب« مينا» محضرًا بقسم شرطة المرج باختفائه، بعد أن تلقوا من أرقام مجهولة طلب فدية نظير تحريره، لتبدأ الجهود الأمنية بالقاهرة في البحث عن الشاب “مينا موسي”، حتى عثروا على أشلاء جسده متقطعة في منطقة الزاوية الحمراء، بعد بلاغ من أحد الأهالي لقسم شرطة الزاوية الحمراء بالقاهرة.

قال أحد أهالى الممرض مينا موسى، إنه كان أكبر أخوته، ووحيداً على 3 بنات، فهو شاب خلوق بشهادة الجميع وعنده طموح بيكافح ويجتهد طول حياته انسان يستحق الاحترام،

كان يعمل ممرض ومستقر ومحبوب من كل دكتور بيشتغل معاه بسبب أمانته في عمله، ويشهد الجميع بذلك، ولكن كأي شباب يتمني تأسيس حياته، فاتجه أنه يشوف فرصة عمل افضل وهو كان انسان ناجح بيسعى ديما.

وأضافت الأسرة أن شابين استدرجاه بحجة العمل في القاهرة، واحتجزاه وطلبا فدية منهم، ثم أنهيا حياته وألقوا جثمانه في الشارع.

اقرأ أيضاً«بأي ذنبٍ قتلت».. «عجوز النهضة» تنهي حياة «طفلة» بطريقة مأساوية انتقاما من والدتها

4 مصابين بقوات الاحتلال جراء إطلاق حزب الله رشقات صاروخية تجاه الجليل الأعلى

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: القاهرة الطب الشرعي الزاوية الحمراء النيابة العامة بالقاهرة مرض المنيا

إقرأ أيضاً:

نحن مع التغيير العادل، ولكن ضد التفريط في وحدة السودان

إن السودان اليوم يقف أمام مفترق طرق خطير، حيث يتهدد شبح التقسيم وحدة البلاد وسط صراع محتدم لم يرحم أحدًا، لا من انحاز لهذا الفصيل ولا من وقف في صف ذاك، ولا حتى أولئك الذين التزموا الحياد وظنوا أنهم بمنأى عن المحاسبة التاريخية. إن هذا الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد سيحاكم الجميع، السياسيين الذين دعموا الحكومة الموازية، وأولئك الذين سعوا لشق الصف الوطني، وحتى من صمتوا عن قول الحق بينما كانت البلاد تتهاوى نحو الهاوية.

التجربة السودانية والانفصال الذي لم يكن درسًا كافيًا

لم يتعظ السودانيون من تجربة انفصال الجنوب في عام 2011، وهو الحدث الذي لا يزال يلقي بظلاله على مستقبل السودان السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ففي ذلك الوقت، ظن كثيرون أن الجنوب سينفصل دون أن تتأثر بقية البلاد، وأن استقرار السودان سيظل مضمونًا، لكن الحقيقة جاءت بعكس ذلك. فقد أدى الانفصال إلى تدهور اقتصادي حاد، وفتح الباب أمام مزيد من الأزمات السياسية والأمنية، وأصبح السودان أضعف مما كان عليه.

واليوم، وبعد أكثر من عقد على ذلك الحدث، نجد أنفسنا في مواجهة تحدٍّ مشابه، وربما أشد خطورة، إذ تتكرر السيناريوهات نفسها، من النزاعات المسلحة، إلى التدخلات الخارجية، إلى صمت النخب التي كان يجب أن تكون صوت العقل والحكمة.

أمثلة تاريخية من العالم: كيف ضاعت الدول بسبب الانقسامات؟

إن التاريخ الحديث مليء بأمثلة لدول تفككت بسبب الصراعات الداخلية، ولم تعد كما كانت بعد ذلك:

تفكك يوغوسلافيا: كان هذا البلد موحدًا لعقود، لكن الحروب الأهلية والانقسامات العرقية والسياسية قادت إلى انهياره وتفتيته إلى دول صغيرة، بعضها لم ينجُ من الحروب حتى بعد الاستقلال.

تفكك الاتحاد السوفيتي: رغم كونه قوة عظمى، إلا أن الصراعات الداخلية والضعف السياسي ساهم في انهياره إلى مجموعة دول مستقلة، مما أدى إلى تغير جذري في الخارطة السياسية العالمية.

سوريا وليبيا واليمن: لم تنقسم رسميًا، لكنها تحولت إلى كيانات متصارعة ضمن الدولة الواحدة بسبب الحروب الأهلية والتدخلات الخارجية.

المسؤولية الأخلاقية والوطنية على النخب والمثقفين

من الغريب أن نرى بعض ممن يدّعون المعرفة والعلم يسيرون في طريق يهدد وحدة السودان، وكأنهم لم يدركوا دروس التاريخ. إنهم يتحملون مسؤولية أخلاقية جسيمة لأنهم لم يستغلوا مكانتهم في توجيه الرأي العام نحو الحلول التي تحفظ البلاد من التفكك. إن الانحياز الأعمى لأي طرف على حساب مصلحة الوطن، أو الصمت في اللحظات التي تتطلب موقفًا واضحًا، ليس مجرد خطأ سياسي، بل هو جريمة تاريخية لن تُمحى من ذاكرة الأجيال القادمة.

هذا التخوف لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة قراءة متأنية لواقع مأزوم، تشكل عبر عقود من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إن عقلية النخب التي قادت البلاد لم تكن يومًا بعيدة عن النزعات العنصرية والجهوية، حيث ظل تكالبها على السلطة والثروة هو المحرك الأساسي لصراعات السودان المتكررة. لم يكن هدفها بناء دولة عادلة للجميع، بل كانت ترى في البلاد غنيمة تُقسَّم بين مكوناتها المتصارعة، غير آبهة بمصير العامة والبسطاء الذين دفعوا وحدهم ثمن هذه النزاعات من دمائهم وأرزاقهم وأحلامهم.

إن هذه النخب لم تكتفِ بإشعال الفتن، بل استغلت بساطة الناس وجهلهم السياسي لتجنيدهم في معارك لا ناقة لهم فيها ولا جمل، بينما تظل قياداتها في مأمن، تتفاوض وتتقاسم النفوذ على حساب الوطن والمواطن. هذا الواقع، بكل تعقيداته، يجعل من خطر التقسيم تهديدًا حقيقيًا، وليس مجرد فرضية نظرية أو دعاية تخويفية، لأن البلاد تسير بالفعل نحو سيناريوهات مشابهة لما حدث في دول فقدت وحدتها بسبب الطمع السياسي والفساد الفكري لنخبها.

التحدي الذي يواجه الجميع: هل سيكتب التاريخ خيانة هذا الجيل لوطنه؟

إن السودان اليوم في اختبار حقيقي، والجميع معنيٌّ بالنتائج. فإذا استمرت البلاد في هذا المسار، فسيكتب التاريخ بأحرف من خزي أن هذا الجيل لم يكن على قدر المسؤولية، وأن قادته لم يرتقوا لمستوى الأخلاق والإنسانية والوطنية التي تتطلبها هذه المرحلة الحرجة.

إن الصمت ليس خيارًا، والانحياز الأعمى ليس حلًا، والوقوف ضد المصلحة الوطنية لا يمكن تبريره. الخيار الوحيد هو الانتصار لوحدة السودان، والعمل على إنهاء النزاع، وتوحيد الجهود لإنقاذ البلاد قبل فوات الأوان.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • أيام العجوز.. رياح باردة تودع فصل الشتاء
  • سباق الإعمار في ليبيا.. مبهج ولكن!
  • نحن مع التغيير العادل، ولكن ضد التفريط في وحدة السودان
  • حمادة هلال : ألفت جزء من أغنية محمد نبينا داخل الروضة الشريفة
  • مينا مسعود يكشف قصة كفاح خاله في مجال الخياطة.. ماذا قال؟
  • مطالبات بتكريمه من وزارة الأوقاف.. مؤذن يعثر على 190 ألف جنيه ويردها لصاحبها بعد رحلة من البحث في المنيا
  • نظارات البركات تطرح وظائف شاغرة لحملة البكالوريوس
  • الروائي خليل صويلح يوقع روايته الجديدة في مقهى الروضة
  • حملة ترامب ضد البحث العلمي هي فرصة للعرب
  • الشؤون الصحية بالحرس الوطني تعلن عن وظائف شاغرة