الجزيرة:
2024-10-10@17:13:24 GMT

كورنيش بيروت البحري يتحول إلى ملجأ مفتوح للنازحين

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

كورنيش بيروت البحري يتحول إلى ملجأ مفتوح للنازحين

بيروت– "خرجنا عندما تعرضت حارة حريك للتهديد، معتقدين أن الضربة الإسرائيلية ستنتهي سريعا وسنعود، لكن الأمر لم ينته، وقد مرت 10 أيام ونحن نبيت بالكورنيش"، تقول روان بحزن عميق بعد نزوحها من منزلها في الضاحية الجنوبية لبيروت.

مع تصاعد القصف الإسرائيلي على بلدات الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية، تضاعف عدد النازحين، حيث تشير التقديرات الرسمية إلى أن أكثر من مليون شخص نزحوا إلى مناطق أكثر أمانا.

وبينما تمكن البعض من اللجوء إلى منازل أقاربهم أو استئجار مساكن، وجد الآلاف أنفسهم في مواجهة ظروف قاسية، واضطروا للنوم في العراء بين الشوارع والحدائق العامة، بعدما غصت بهم مراكز الإيواء.

لجأت روان وزوجها وأطفالها الثلاثة، وأكبرهم لم يتجاوز الـ12، إلى الكورنيش البحري في بيروت، طلبا للنجاة. وتقيم الأسرة مؤقتا على أطراف الكورنيش، بين المارة وأصوات الأمواج.

"كان الهروب سريعا وفوضويا، لم يكن هناك وقت للتفكير أو التخطيط، مشهد الفرار كان جماعيا، الكل يبحث عن أمان وهمي في زوايا المدينة"، حسب رواية روان للجزيرة نت لتفاصيل النزوح القاسية.

وتحاول روان وأسرتها التأقلم مع واقع جديد وغير مألوف. ويوما بعد يوم، تواجه المزيد من الضغوط، في حين لا تفارقهم أسئلة من قبيل "متى نعود؟ وهل سنجد منزلا نعود إليه؟".

اضطر العديد من النازحين في بيروت للمبيت في العراء بعدما غصت بهم مراكز الإيواء (الجزيرة) مأوى تحت السماء

ومع ارتفاع أعداد النازحين ازدادت معاناتهم مع نقص حاد في مراكز الإيواء وارتفاع غير مسبوق في تكاليف الإيجار. ومع تضاؤل خيارات المأوى، لجأ الكثير من النازحين إلى أرصفة كورنيش العاصمة، وهناك تتجسد قصصهم اليومية.

من عين المريسة إلى المنارة، تتراكم معاناة الناس وسط آثار الحرب والدمار. مشهد يتكرر ويعكس واقع الكثير من العائلات التي وجدت نفسها مجبرة على التأقلم مع قسوة الحياة في الشوارع.

وهذا أبو محمد، رب أسرة فر بعائلته من منطقة النبطية في جنوب لبنان، يقول بحسرة "كنا نعتقد أن بيروت ستكون الملاذ الآمن، لكننا هنا أيضا بلا مأوى، ننام على مقاعد الكورنيش، وكل يوم نتساءل ماذا سنفعل وأين سننام الليلة؟".

رغم الجهود الرسمية والمتواصلة من المجتمع المدني والمبادرات المحلية لاستيعاب النازحين، تواجه مراكز الإيواء ضغطا هائلا.

يوضح أحد العاملين في مركز إيواء للجزيرة نت، أن القدرة الاستيعابية للمركز تجاوزت الحد الأقصى، مضيفا "هناك عائلات بأكملها تنام في ممرات المدارس، ولا نملك ما يكفي من الأغطية أو الطعام لتلبية احتياجاتهم".

قبل أشهر قليلة، كانت بيروت تحتفي كعادتها كل عام بالمهرجانات الصيفية السياحية والحفلات الموسيقية التي تجمع مئات الآلاف من اللبنانيين من مختلف المناطق، وتطلق المفرقعات النارية. اليوم، وعلى حين غرة، انقلب المشهد، وباتت القذائف المزلزلة ترعب الناس، ولم يعد مشهد عائلة نازحة تفترش الأرض في الكورنيش أو قرب مبنى سكني أو حتى داخل مرآب، أمرا مستغربا.

لم تتمكن الجهود الحكومية والمبادرات الشعبية من استيعاب جميع النازحين مما اضطر بعضهم لافتراش المساحات العامة (الجزيرة) نوم في السيارات

في ظل غياب الحلول الكافية، اضطر بعض النازحين إلى استخدام سياراتهم كمأوى مؤقت. يروي خليل، النازح من مدينة صور، للجزيرة نت تجربته قائلا "ننام في السيارة منذ أيام، لا خيار آخر، ولا أحد يساعدنا".

وبحسب خليل، تتكدس الأغراض داخل السيارة، حيث تحتل حقائب الملابس والمستلزمات الأساسية كل زاوية، بينما يتداخل الصوت الخارجي مع همسات الأطفال الذين يحاولون النوم في المقاعد الخلفية، ورغم أن هذه الحالة تبدو مؤقتة، فإن غياب المبادرات الحكومية والضغط المتزايد على منظمات الإغاثة قد يؤجل إيجاد حلول دائمة.

وتزيد الضغوط النفسية والصحية التي يعاني منها الأطفال في هذه الظروف من تعقيد الوضع. تقول أم علي، وهي أم لـ4 أطفال، بحزن "أطفالي يبكون طوال الليل بسبب الجوع. لا أستطيع فعل شيء لهم. هذا أسوأ كابوس يمكن أن تعيشه أي أم".

نازحة تجلس أمام خيمتها البسيطة على كورنيش بيروت الذي أصبح ملجأ مؤقتا لها في ظل العدوان (الجزيرة)

ووفقا لتقديرات رسمية، يصل عدد النازحين في لبنان في مراكز الإيواء إلى نحو 185 ألفا و400 نازح (38 ألفا و400 عائلة)، وتم فتح ألف مركز لاستقبال النازحين، وبلغ عدد المراكز التي وصلت إلى قدرتها الاستيعابية القصوى 807 مراكز.

ويتوزع النازحون في مراكز الإيواء حسب المحافظات كما يلي: 68 ألفا و500 في جبل لبنان، 51 ألفا و200 في بيروت، 14 و400 في الشمال، 14 ألفا و200 في البقاع، 13 ألفا و800 في الجنوب، 11 ألفا و700 في بعلبك الهرمل، 6700 في عكار، و1100 في النبطية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مراکز الإیواء

إقرأ أيضاً:

هيئة فنون الطهي تنظم لقاءً مفتوحًا حول دور مراكز الابتكار والتطوير في دعم فنون الطهي

المناطق_واس

تنظم هيئة فنون الطهي الخميس القادم لقاءً عبر الاتصال المرئي بعنوان “دور مراكز الابتكار والتطوير في دعم الابتكار في قطاع فنون الطهي” للمهتمين بإستراتيجياتها ومراكزها في دعم ابتكار قطاع فنون الطهي في المملكة.

 

أخبار قد تهمك هيئة “الغذاء والدواء” توقع مذكرة تفاهم مع هيئة “فنون الطهي” 22 أغسطس 2024 - 4:15 مساءً هيئة فنون الطهي تنظّم سوق المزارعين في القصيم خلال شهري أغسطس وأبريل 11 أغسطس 2024 - 12:31 مساءً

ويتناول اللقاء الذي يُقام في تمام الساعة الثالثة عصرًا محاور متعددة، من أبرزها التعريف بدور المراكز في تطوير ودعم فنون الطهي، وأهم أهدافها وإستراتيجياتها، ودورها في رفع مستوى جودة القطاع، ومخرجات المراكز التي تسهم في رفع مستوى احترافية الطهي في المملكة.

 

 

ويأتي هذا اللقاء ضمن اللقاءات التي تحرص الهيئة على تنظيمها كونها وسيلة لتعزيز التواصل مع مجتمع الطهي في المملكة، بما في ذلك المختصون والطهاة والخبراء والباحثون والأكاديميون, وتهدف من خلالها إلى توفير منصة للنقاش البنّاء، والتعريف برؤيتها الإستراتيجية وجهودها المبذولة لتطوير القطاع وزيادة مساهمته في الاقتصاد الوطني, كما تسعى لتعزيز المواهب في فنون الطهي السعودي وجذب الأفكار والرؤى التي تدعم الابتكار والارتقاء بهذا المجال.

مقالات مشابهة

  • السوريون يمكنهم العودة لبلادهم.. وزير الداخلية اللبناني: مراكز الإيواء يجب أن تكون للمواطنين فقط
  • مطار بيروت مفتوح.. إعلان من البيت الأبيض بشأن مغادرة الأمريكيين
  • أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة على مراكز إيواء النازحين في بيروت: سنكون منتصرين جميعاً
  • بعد الكلام عن وجود مسلحين داخل مراكز الإيواء.. لجنة الطوارئ تعلّق
  • بالتفاصيل.. مراكز إيواء جديدة للنازحين في مختلف المحافظات
  • نساء غزة: انعدام للخصوصية وحياة خشنة في خيام النازحين ومراكز الإيواء
  • عددها 941.. هذه مراكز ايواء جديدة للنازحين
  • مبادرات الدعم النفسي لأطفال النازحين في مراكز الإيواء بلبنان
  • هيئة فنون الطهي تنظم لقاءً مفتوحًا حول دور مراكز الابتكار والتطوير في دعم فنون الطهي