أحاديثُ الشتاءِ عن براءة الصيف
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
سليم بركات
ـ في النهاية، التي تلتهم كلَّ نهايةٍ، يحْدُثُ شيءٌ آخرُ لا ذاكرةَ للوقت فيه.
ـ كلُّ يومٍ موعدٌ لانتشال معجزةٍ من تحت أنقاضها، أو لإخلاءِ أنقاضها.
ـ صوتُك الذي تخاطب به النهارَ غيرُ صالحٍ لمخاطبة الليل.
ـ سنغادر هذا الشرقَ، وهذا الغربَ، إلى الجنوبِ النابتِ جذوراً في جليد الشمال.
ـ سأعدُّ حتى الخمسة قبل إطلاقِ السماءِ من قيدها متوحشةً.
ـ أأستطيع النوم على فراشٍ فوق الأرض،
إلى جوار السرير الذي أنتِ نائمةٌ عليه كمياه لم يعرفها نهرٌ، أو بحرٌ، أو بئر؟
ـ ضعْ فوهة البندقية في فمك.
اضغطِ الزنادَ يتناثرْ بلدٌ معْ دماغك الذي يتناثر.
ـ لا أحتاطُ من الخوف:
لقد أذْعرتُ الخوفَ بامتناني له كجليسٍ لا يُمَلُّ.
ـ أتوسلُ إليك:
لا تخبِرْ قدميَّ عن الخطى التي لم تُحسَبْ من خطواتي.
ـ أنت في منتصفِ الخطأ. أكْمِلْه يَصِرْ صحيحاً.
ـ لا طفولةَ كطفولةِ حواءَ سعيدةً كأنها كلُّ طفولةٍ لم تكن.
ـ يا لِآدمَ:
يا لطفولة الطينِ،
وصِبا الطينِ،
وشيخوخةِ الطينِ،
والموتِ الطين.
ـ لا تتَّصلْ بي،
قبل إكمالكَ الرسمَ الذي تنزلقُ فيه الألوانُ معي إلى فضيحةٍ.
ـ هي ذي الأُمَّةُ العظيمةُ،
أُمُّ اتحادِ المآتم.
ـ نصيحةٌ جيدة تلك التي لا يعترف بحكمتها إلاَّ الجنون.
ـ المفهومُ، والمصطلحُ، لُغزانِ تحت طائلة الذبحِ من وريد الكلماتِ إلى وريد المعاني.
ـ شقراءُ، طويلةُ الشُّقرةِ حتى عقبَيْ قَدميها.
ـ أخْفَقْنا. نعم.
لم تُسَلِّمنا الأفكارُ من مآثرها في النجاحِ إلاَّ الأذيالَ.
ـ اعتقلْنا الخونةَ كلَّهم،
إلاَّ الحياةَ نجَتْ بخياناتها.
ـ الجحيمُ حسابٌ،
والفردوسُ مَحوٌ للأرقام.
ـ الإعصارُ خياليٌّ مثلنا نحن الخياليين.
ـ أبديَّةٌ على الرفِّ بغبارٍ كثيرٍ عليها.
ـ الموتى متَّحدون بلا نقاباتٍ.
ـ إضرابٌ في الموانئ:
شحناتٌ من العدلِ عالقةٌ، لا عمالَ لينقلوها من السفنِ إلى البرِّ.
ـ طالما عرفتُ الحكمةَ قيلتْ أو لم تُقَلْ؛
كُتبتْ أو أُهملتْ؛
أُجيزتْ أو حُظِرتْ:
سمعتُ نشيجَ الأيامِ طويلاً في أعينِ من رأيتُهم.
ـ الشمسُ مستعجلةٌ لا تنتظر،
ضوءُها أكثرُ صبراً.
ـ اتركني وحدي الآن.
لقد قتلتُ من أجلك أكثرَ مما أردتني أن أقتلَ: قتلتُ ذاكرتي.
ـ لقد اختُتمَ المَهْرجان:
عاد الشَّبعُ إلى تبضُّعه من مَتَاجرِ الحقائقِ،
وعادَ الجوعُ إلى الجلوسِ على سحابتهِ الممطرةِ جوعاً.
ـ محكومونَ بأشغالٍ شاقةٍ:
أن تكون لهم أصواتُهم البشريةُ،
وخيالُهم البشريُّ.
ـ حُذَّاقٌ في تأثيثِ البيوتِ بمقاعدَ للموتى،
وبآنِيَةٍ لطهوِ الأعمار على نيرانٍ هادئةٍ.
ـ بعثةٌ إلى القطب الشماليِّ،
لضبطِ السطورِ متوازيةً في أشعار الجليد.
ـ كم يُساءُ التقديرُ:
الخرابُ إغواءُ المفتونين بالسِّيَرِ المُختزَلة.
ـ أقيمي في صمته، أيتها الفتاةُ، إقامةً تحسدُها بلدانٌ لا تحظى بإقامةٍ.
ـ جنونيٌّ كالحَق.
مطيعٌ كالقاعدة.
إرهابيٌّ كالأعراف.
مغتصِبٌ كأحاديث الشتاء عن براءة الصيف.
ـ ضاعَ في ذاكرتهِ،
مُذ ضاعت ذاكرتُهُ في تحديد الرُّبعِ الأخيرِ من جسدهِ.
ـ طبيعيٌّ أن نتغافلَ عن ألاعيبِ الوجود في استثمارنا كحكاياتٍ.
ـ بَرِّحْهُ ضرْباً بلكَماتِ النُّورِ، وبركلاته.
ـ تحقَّقْ من سَفرك في الزمنِ بارتداءِ قناعِ الزمن.
ـ انظُرْ إلى النجوم.
إنها شهيقُك في الخوفِ من الصعود إليها.
ـ معذرةً أيها الطوالُ،
القِصارُ أقربُ إلى الأرضِ ثابتةً في زعمهم.
ـ لا نبيَّ استحصلَ أجرَه كاملاً،
في نقْلِ الأحمالِ من الأرض إلى السماء.
ـ لستَ بديْناً.
لستَ نحيلاً.
لستَ بينَ بين:
يليقُ بجسدكَ ما يليقُ بالهواءِ من الثيابِ الأنيقة.
ـ احْتَبِسْ انفاسَك:
لقد حطت على كتفك اليمنى فراشةُ الصدى في المقابر.
ـ كريهٌ.
قذرٌ.
قميئٌ.
وسِخٌ.
ذليلٌ.
ضئيلٌ.
سُقاطةٌ.
آثمٌ.
تَفِهٌ.
وغْدٌ.
نُفاية.
لا أعرفُ مَن أعْني.
ـ غَنُّوا لأولادكم.
أطْعِموهم أغلفةَ الطلقاتِ كأنَّ الحروبَ لن تنتهي.
ـ لا يمكنني سماعُك بين أصوات هذه الكتب.
ـ قبِّليني حتى استنفاديَ مِني،
فلا أعرف من كنتُ قبل ذلك؛
ولتكنْ هذه القُبلةُ ذاكرتي كلَّها.
ـ هذا غضبٌ معفى من ضرائبِ الهياج.
ـ دموعٌ أثريَّةٌ تباعُ في القوارير.
ـ أُنجِزتِ الأغنيةُ الموعودةُ أخيراً،
لتُغَنَّى في الطريقِ إلى الجحيم.
يمن مونيتور13 أغسطس، 2023 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام الأرصاد اليمني: أمطار متوسطة على المرتفعات ورياح شديدة حول أرخبيل سقطرى مقالات ذات صلة الأرصاد اليمني: أمطار متوسطة على المرتفعات ورياح شديدة حول أرخبيل سقطرى 13 أغسطس، 2023 ريمة..وفاة شخص ونفوق عشرات الأغنام بصواعق رعدية خلال الساعات الماضية 13 أغسطس، 2023 الهجرة الدولية: عدد المهاجرين الأفارقة إلى اليمن انخفض في يوليو الماضي 13 أغسطس، 2023 البحرية الأمريكية تحذر السفن التي تعبر مضيق هرمز 12 أغسطس، 2023 اترك تعليقاً إلغاء الرد
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
شاهد أيضاً إغلاق فكر وثقافة عندما صرخ محمود درويش: أنقذونا من هذا الحب القاتل 12 أغسطس، 2023 الأخبار الرئيسية ريمة..وفاة شخص ونفوق عشرات الأغنام بصواعق رعدية خلال الساعات الماضية 13 أغسطس، 2023 ما مصير الناقلة “صافر” بعد تفريغ النفط؟ ومن سيدير الناقلة الجديدة؟ 12 أغسطس، 2023 مسؤول يمني: لا اتفاق محدد حول نفط “الناقلة صافر” 12 أغسطس، 2023 الحوثيون يعتبرون الوجود الأمريكي في البحر الأحمر عمل عدائي 12 أغسطس، 2023 الحكومة اليمنية تتهم الحوثيين بالسيطرة على قرابة 70 ألف لبنة شمالي صنعاء 12 أغسطس، 2023 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم عندما صرخ محمود درويش: أنقذونا من هذا الحب القاتل 12 أغسطس، 2023 «بين ثقافتين».. معرض فني يسلط الضوء على التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية واليمنية 10 أغسطس، 2023 تعانقات الشعر والسينما.. 16 تجربة يحققها السينمائي الشاعر حميد عقبي 5 أغسطس، 2023 الفيلسوف الذي قبض على «الهراء».. رحيل هاري فرانكفورت الذي اشتهر بسبب مقالة قصيرة 3 أغسطس، 2023 “سبأ حمزة” أول كاتبة يمنية تشارك في برنامج الكتابة الدولي 2 أغسطس، 2023 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 26 ℃ 27º - 20º 25% 4.94 كيلومتر/ساعة 27℃ الأحد 26℃ الأثنين 25℃ الثلاثاء 25℃ الأربعاء 25℃ الخميس تصفح إيضاً أحاديثُ الشتاءِ عن براءة الصيف 13 أغسطس، 2023 الأرصاد اليمني: أمطار متوسطة على المرتفعات ورياح شديدة حول أرخبيل سقطرى 13 أغسطس، 2023 الأقسام غير مصنف 24٬146 أخبار محلية 24٬044 الأخبار الرئيسية 11٬521 اخترنا لكم 6٬249 عربي ودولي 5٬440 كتابات خاصة 1٬973 رياضة 1٬945 كأس العالم 2022 71 اقتصاد 1٬883 منوعات 1٬743 مجتمع 1٬704 صحافة 1٬431 تراجم وتحليلات 1٬406 آراء ومواقف 1٬380 تقارير 1٬358 حقوق وحريات 1٬154 ميديا 1٬144 فكر وثقافة 807 تفاعل 734 فنون 442 الأرصاد 122 بورتريه 59 صورة وخبر 19 كاريكاتير 15 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2023، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 15 ديسمبر، 2021 الأمم المتحدة: نشعر بخيبة أمل إزاء استمرا الحوثي في اعتقال اثنين من موظفينا 20 ديسمبر، 2020 الحوثيون يرفضون عرضاً لنقل “توأم سيامي” إلى خارج اليمن 30 مايو، 2023 الأرصاد اليمني يدعو المواطنين إلى عدم استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء العواصف الرعدية 5 يوليو، 2021 السعودية تعلق على البيان الإماراتي المندد باتفاق أوبك أخر التعليقات diva
مقال ممتاز موقع ديفا اكسبرت الطبي...
عبدالله منير التميميمش مقتنع بالخبر احسه دعاية على المسلمين هناك خصوصا ان الخبر...
Tarek El Noamanyتحليل رائع موقع ديفا اكسبرت الطبي...
عاصم أبو الخير[أذلة البترول العربى] . . المملكة العربية السعودية قوة عربية...
نصر طه علي شمسانمعي محل عطور. فيـ صنعاٵ...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الأرصاد الیمنی فی الیمن
إقرأ أيضاً:
22 نوفمبر خلال 9 أعوام.. أكثر من 20 شهيدًا وجريحًا في جرائم حرب لغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
يمانيون../ واصل العدوانُ السعوديُّ الأمريكي، في مثل هذا اليوم 22 نوفمبر خلال عامي، 2015م، 2016م، و2021م، ارتكابَ جرائم الحرب والإبادة الجماعية، والتهجير والتشريد لعشرات الأسر، من منازلها، بغاراته الوحشية، وقنابله العنقودية المحرمة دولياً وقصف مدفعية وصواريخ مرتزقته على الأحياء السكنية، وتجمعات النازحين، والمزارع والممتلكات، في صعدة والحديدة، وإب.
أسفرت عن 5 شهداء بينهم جنين، وأكثر من 15 جريحاً، بينهم نساء وأطفال، وتدمير عدد من المنازل، ومضاعفة معاناة أهالي وأسر الضحايا، ومشاهد مأساوية يندى لها جبين الإنسانية.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
22نوفمبر 2015..9 شهداء وجرحى بينهم أطفال بغارات العدوان على منزل الشيخ رشاد الشبيبي بإب:
في مثل هذا اليوم 22 نوفمبر 2015م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية إلى سجل جرائمه بحق الإنسانية في اليمن، مستهدفا منزل الشيخ رشاد الشبيبي في مديرية حبيش بمحافظة إب، بغارته الوحشية، التي أسفرت عن محو أسرة بأكملها في لمح البصر، ثلاثة أرواح بريئة، بينهم أطفال، ارتقت إلى بارئها، فيما جرح ستة آخرون بجروح بليغة، ليرسموا لوحة مأساوية لا تُنسى، وبصمة عار في جبين الأعداء.
داخل المنزل المستهدف، كانت حياة أسرة الشبيبي تسري ببساطة، حتى حولّت الغارات، جدران المنزل البيضاء وسقوفه المنقوشة، واعمدته ولبناته، إلى كومة دمار، بداخلها أشلاء ممزقة وطفولة موءودة، وصرخات أرواح خافته، ودخان وغبار متصاعد وألسنة لهب تنشب، ورائحة الموت والبارود، ومشاعر وأحلام دمرت.
محتويات المنزل من الملابس والمواد الغذائية والمنزلية، وألعاب الأطفال ودفاترهم وحقائبهم وعلب الألوان، مبعثرة بين الأنقاض، وشاهد على فرحة ضاعت وطفولة قُتلت، وأسرة مزقت، صرخات الأمهات الحائرات اختلطت بأنين الجرحى، في مشهد يدمي القلوب ويستفز الضمير الإنساني.
لم تكن هذه الغارات مجرد هجوم عسكري، بل كانت جريمة حرب بكل المقاييس، استهدفت المدنيين العزل في بيوتهم، وخلفت وراءها جروحاً غائراً لا تندمل في نفوس ملايين اليمنيين، فكيف لأطفال أبرياء أن يدفعوا ثمن عدوان يريد احتلال أرضهم ونهب مقدرات شعبهم وإبادة أهالهم معهم، فيما هم غير مدركين لما يدور من حولهم.
تلك الليلة، لم تعد مجرد ليلة، بل أصبحت ذكرى مؤلمة محفورة في ذاكرة الأهالي، وستظل تلاحقهم طويلاً، فمن سيرد لأولئك الأطفال ضحكاتهم، ومن سيجبر قلوب الأمهات الحزينة؟
يقول الناجين من أبناء الشبيبي وهو فوق أنقاض منزله: “استهداف العدوان لمنزل الوالد لا يزيدنا إلا قوة وبأس وصمود ، ونقول للمرتزقة أن التأريخ لن يرحم”.
إنها قصة إنسانية مؤثرة، تفضح وحشية العدوان وتكشف عن حجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني جراء استمراره، فهل ستظل صرخات الضحايا صامتة؟ وهل ستبقى الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين دون عقاب؟ بل لا بد أن يأتي يوم ينال فيه المجرمون عقابهم، ويحاسب فيه كل من تسبب في هذه المأساة الإنسانية، ويفرض الشعب اليمني شروطه، ويأخذ العدل بقوته وصموده.
22نوفمبر 2016.. عدداً من الجرحى في جريمتي حرب لغارات وعنقوديات العدوان على صعدة:
وفي 22 نوفمبر، تشرين الثاني، 2016م، ارتكب العدوان السعودي الأمريكي جريمتي حرب جديدتين، بحق المدنيين والأعيان المدنية، في محافظة صعدة، بغارات طيرانه الوحشي وصواريخها المدمرة وقنابلها العنقودية المحرمة دولياً، استهدفت بشكل مباشر منازل المواطنين بمنطقة قحزة طرف المدينة، والطريق العام الرابط بين منطقة مران ومديرية حيدان.
قحزة: 5 جرحى بعنقوديات محرمة دولياً
الجريمة الأولى، بغارات عنقودية استهدفت منازل المواطنين بمنطقة قحزة، أسفرت عن عن 5 جرحى مدنيين، وترويع الأهالي، وتقييد حركتهم أمام العنقوديات الملقاة على أسطح منازلهم ومزارعهم وممراتهم وطرقاتهم ومراعي مواشيهم، في جريمة مركبة تغتال حياة الأبرياء، بشكل مفاجئ.
يقول أحد الأهالي وهو يلقي من يديه قالب حديدي عملاق لقنبلة عنقودية أفرغت من محتوياتها: “هذا ما أطلقته طائرات العدوان على منازل وممتلكات المواطنين في منطقة قحزة، تضرر منها كثير من المواطنين، فهل المدنيين أهداف عسكرية يستهدفون بأسلحة محرمة دولياً، إذا كان بينهم رجولة ونخوة بيننا وبينهم الحدود، اما استهداف الأطفال والنساء فهذا جبن، توزعت القنابل على مسافة كم وجرح منها 5، و8 سيارات، والكثير من القنابل لا تزال مزروعة في الأرض”.
أثناء رصد الأضرار يعاود طيران العدوان ليستهدف منازل النازحين في المنطقة، ويقول محافظ المحافظة محمد جابر عوض: “في كل يوم وكل لحظة يضرب العدوان المدنيين، وهذه المنطقة التي نزح إليها المواطنين من ارجاء محافظة صعدة، لكن هيهات للعدو ولن يوهن من عزائم الرجال الذين سيردون عليه بالنقاء في الجبهات الحدودية وسيكون الرد مزلزل عن كل قطرة دم تسفك ومنزل يدمر”.
كما يقول أحد المواطنين: “سلمان الجبان يهرب من الجبهات ويرجع يقاتلنا في الحارات، وداخل المنازل نساء وأطفال، والله لا نقاتله ونذيقه الموت الزعاف من بنادقنا في الجبهات، والآن ها هو الضرب مستمر من منتصف الليل بصواريخ عنقودية”.
حيدان: غارات تقطع شريان الحياة وعدداً من الجرحى
وفي الجريمة الثانية، أستهدف طيران العدوان شريان الحياة في المنطقة الرابطة بين مران وحيدان، أسفرت عن توقف حركة المرور، وحرمان آلاف الأسر من الوصول إلى مناطقها، وقراها، ودخول المواد الغذائية إليها، وتمكنها من اسعاف الجرحى والمرضى، ما ضاعف معانتهم المعيشية.
يقول أحد المواطنين: “كنا محملين حجار على القلاب، وما سمعنا غير الضربة، وابتعدنا من المكان وعاود الطيران واستهدف القلاب، وكنا 6 عمال جرح بعضنا بشظايا”.
تعتبر هذه الجرائم انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتندرج تحت بند جرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية والجرائم المركبة. فاستخدام القنابل العنقودية ضد المدنيين والأعيان المدنية يعتبر جريمة حرب، كما أن استهداف الطرقات والمناطق السكنية بشكل عشوائي يمثل انتهاكاً صارخاً لمبدأ التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.
تتسبب هذه الجرائم في معاناة إنسانية هائلة للمدنيين في صعدة، حيث يعيشون في ظل الخوف والرعب من الغارات والقصف المستمر، ويتعرضون للتشريد والنزوح، ويفتقرون إلى أبسط الخدمات الأساسية، كما أن القنابل العنقودية تشكل تهديداً مستمراً لحياة المدنيين، حيث تبقى هذه القنابل غير منفجرة في الأرض لسنوات عديدة، وتنفجر عند لمسها ما يتسبب في شهداء وجرحى وجرائم إضافية مروعة.
إن ما يحدث في صعدة وسائر المحافظات اليمنية هو جريمة ضد الإنسانية يجب ألا تمر دون عقاب، وتدعوا العالم أن يقف صامداً في وجه هذه الجرائم، وأن يعمل على تحقيق العدالة والسلام في اليمن، وتحمل المجتمع الدولي والأمم المتحدة مسؤولية ازدواجية المعايير الإنسانية والقانونية والحقوقية والمتاجرة بمعاناة الشعب اليمني لتحقيق أجندة القوى المهيمنة عليها، على حساب استدامة معاناة المدنيين، وأسر وذوي الضحايا.
22نوفمبر..3شهداء وجرحى بينهم أم وجنينيها بقصف مدفعية مرتزقة العدوان على منزل المواطن شريان بالحديدة:
وفي الثاني والعشرين من نوفمبر 2021م، ارتكب مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي والأمريكي، جريمة حرب هزت وجدان الضمير العالمي، باستهداف منزل المواطن عبدا لله شريان، بقرية المرير مديرية حيس، بقذائف صاروخية ومدفعية، أسفرت عن استشهاد رجل وجنين في بطن أمه وجرحها بجروح خطيرة، في مشهد مأساوي يدمي القلوب، ودمار واسع في المنزل، ونفوق المواشي، واضرار في ممتلكات الأهالي وترويعهم، وموجة من النزوح والتشرد والحرمان نحو المجهول، ومضاعفة المعاناة، وتخويف النساء والأطفال.
قبل القصف كانت أسرة شريان تعيش حياته المعتادة بسعادة وأمان واستقرار وطمأنينة، تنتظر الأيام القليلة لقدوم مولودها الجديد، وعند اجتماع الأسرة لتناول وجبة الغداء، قصف مرتزقة العدوان المنزل، بقذائف المدفعية، التي حولت حياة الساكنين إلى مشهد دمار وشظايا ودماء وجراحات وارواح بريئة تزهق دون ذنب، وصرخات وبكاء ودموع، وتوافد الأهالي لرفع النقاض وانتشال الجثث وأخارج الجرحى.
أيام الحمل كانت تمر بروتينها الممل فيما عبدالله وسميرة يتخيرون أسم طفلهم القادم، وآملهم ومستقبلهم، الأم تحيك ملابسه بيدها وتجمع على ظهر إبرة الخياط الألوان الوردية والحمراء والخضراء والبيضاء وكل أطياف البراءة والشوق، وترسم على قميصه أسمه وأسم والده واسمها في قلب واحد ، وتنقش كوفيته التي ستقيه من البرد لتضع في مقدمتها عبارات تقيه العين والحسد ، وتجهز البخور ، في ما عبدالله يجهز المصاريف المالية، ويشتري اللعب ويتخيل كل يوم أبنه الصغير وهو يلعب في حديقة المنزل ، وكيف سيكون مستواه في الدراسة، وما سيكون في المستقبل ، وأحلام بريئة كأحلام كل أب حنون ينتظر ولادة لحظات يدعى بين القوم بأبو فلان ، ولا بفلان ، لكن العدوان وأد كل هذه الأحلام قبل ولادتها.
“كان عبدالله يراقب زوجته وهي تحيك ملابساً صغيرة لطفلهما المنتظر. ابتسامة عريضة رسمت على وجهه وهو يتخيل ابنه يرتدي هذه الملابس الملونة، كان يحلم بأن يعلمه كل ما يعرفه، وأن يجعله رجلاً صالحاً، أما سميرة، فكانت تلمس بطنها بحنان، وتتحدث إلى جنينها بصوت هادئ، كانت تتمنى أن يكبر في كنف أسرة سعيدة، وأن يحقق كل أحلامه، ولكن العدوان شاء أن تتحول هذه الأحلام إلى رماد، في لحظة واحدة.”
“كانت سميرة تجلس بجانب جسد زوجها الجريح على الأرض، تراقب أنفاسه الأخيرة، دمعات ساخنة تسيل على وجنتيها، وهي تتذكر اللحظات الجميلة التي جمعتهما، كانت تحلم بأن يشكلا معًا أسرة سعيدة، وأن يربيا طفلهما معًا، لكن العدوان كان له رأي آخر، أمسكت بيديه الباردتين، وهمست في أذنه، لا تفارقنا يا عبدالله أنتظر انا بخير الجنين سيعيش ثم انهارت باكية على صدره الدامي
. الأم سميرة ترى زوجها عبد الله أمام نظرها وهو ممزق مضرج بالدماء وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة يوصيها بأن تهتم بالجنين، فتحاول ان تتحرك صوابه لتحتضنه وتضمد جراجه دون ان تعلم انها جرحيه فتشعر بجنينها يسقط إلى جوراها ويقع فوق الأحذية صارخاَ بعدد أصوات فارق بعدها الحياة على الفور، وفي لحظات لحق به والده شهيداً، لتظل الأم وحيدة في هذا العالم.
وفي لحظاته الأخيرة، أوصى الأب الشهيد زوجته الجريحة بالاعتناء بجنينهما، في مشهد مؤثر يبرز عمق العلاقة الأسرية وقسوة الفراق المفاجئ.
الجنين المنتظر لم يكمل حياته ببطن أمة، بل طالته يد الغدر قبل ان يخرج إلى الأرض رضيعاً، بل خرج جنيناً صارخاً مرمياً على الأحذية، وبجواره جثمان والده الذي فارقت روحه جسده وهو يوصي أمه الجريحة بالحفاظ عليه، ما زاد من وحشية الجريمة، التي حركت دماء الرجال وهزت الجبال من تحت اقدامهم.
صورة الأم وهي تحمل على نعش، وجهها شاحب، عيناها دامعتان، ودموعها تختلط بدم جنينيها، مشهد يبعث الرعب في القلوب، كما هي صورة الجنين الصغير مرمي على الأرض، بجواره بقايا الطعام، شاهدة على بشاعة الجريمة ووحشية القتلة.
هذه الجريمة البشعة أحدثت صدمة كبيرة في المجتمع المحلي، وأثارت موجة من الغضب والاستنكار، توجه حينها وكيل أول محافظة الحديدة إلى المستشفى لزيارة الجريحة، مقدماً لها الدعم المعنوي والمادي، ومؤكداً على ضرورة توثيق هذه الجرائم وتقديم مرتكبيها للعدالة.
جرائم العدوان في مثل هذا اليوم واحدة من آلاف الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني، وغيرها الآلاف من الجرائم الغير موثقة، على مدى 9 أعوام، تتطلب من العالم التحرك الجدي لوقف العدوان ورفع الحصار وتقديم مجرمي الحرب للعدالة.