سرايا - قالت صحيفة لوفيغارو إن أجهزة المخابرات الإسرائيلية عززت قدراتها في المراقبة والهجوم على مدى 20 عاما الأخيرة لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، ولا أدل على ذلك من قدرتها بعد أسبوعين من انفجار أجهزة النداء لدى حزب الله ثم تصفية زعيمه حسن نصر الله بعد 72 ساعة من ذلك.

وأشارت الصحيفة -في تقرير بقلم سيريل لويس- إلى ما أكده الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد على قناة "سي إن إن" التركية بشأن ضعف بلاده أمام وكالات الاستخبارات الإسرائيلية، إذ كشف عن تجنيد تل أبيب قبل سنوات عدة رئيس وحدة أنشئت خصيصا لطرد جواسيس الموساد.



وبعد الفشل المدوي الذي حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وجهت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ضربات قوية إلى إيران وأعوانها قبل تقطيع أوصال حزب الله في لبنان ثم قطع رأسه.

ولعل ضرب رادارات الدفاع المضاد للطائرات الذي من المفترض أن يحمي محطة التخصيب في نطنز بقلب البرنامج النووي الإيراني كان ردا قويا على إطلاق إيران 300 طائرة مسيرة وصاروخ باتجاه تل أبيب، حسب الصحيفة.

ويقول الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان -الذي ألّف مع زميله دان رافيف كتابا بعنوان "جواسيس ضد هرمجدون داخل حروب إسرائيل السرية" وفيه معلومات غزيرة للغاية عن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية- إن "الأحداث الأخيرة تؤكد أن مستوى اختراق إيران ووكلائها من قبل أجهزتنا لا يزال مثيرا للإعجاب".

وهذا "الانتقام" -حسب الصحيفة- ثمرة عمل طويل الأمد بدأ في منتصف العقد الأول من القرن الـ21 تحت قيادة رئيس الموساد آنذاك مائير داغان الذي كان مقتنعا بأن القادة الإيرانيين يعملون لصنع قنبلة ذرية، وكان مصرا على منعهم من ذلك.

وهذا ما دفع مختلف الأجهزة الإسرائيلية إلى اتخاذ تدابير شاملة، وعملت في الظل -حسب الصحيفة- على إحباط توريد قطع الغيار إلى إيران وإثناء العلماء الأجانب عن تقديم مساعدتهم، وتخريب الإمدادات الكهربائية لبعض المنشآت، وكذلك رفع مستوى الوعي بين الغربيين بشأن هذا التهديد، ولكن سرعان ما أدركت تل أبيب أن هذه الجهود رغم قدرتها على إبطاء مشاريع طهران النووية فإنها لن تكون كافية لإقناع قادتها بالتخلي عن هذه المشاريع إلى الأبد، وفقا للكاتب.

ولذلك، كان من الضروري الاعتماد على وسائل الاعتراض ووسائل الحرب الإلكترونية وعلى الخبرة الفنية لهيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية، ثم الاعتماد على عملاء داخل إسرائيل، إذ يمتلك الموساد بنية تحتية بدائية لهذا الغرض منذ عهد الشاه، وقد قام بتوسيعها بالتجنيد بين الأقليات كالأكراد والأذريين والعرب والبلوش.

وحسب ميلمان، كان لا بد من إعادة تشكيل شبكة المخابئ وأماكن تخزين المتفجرات والأسلحة والمركبات، وإدخال وكلاء للقيام ببعض المهام الحساسة جدا بحيث لا يمكن التعاقد عليها من الباطن مع المجندين من الأقليات، وللقيام بذلك اعتمدوا بشكل خاص على المجتمع الكبير من اليهود الإيرانيين الذين هاجروا إلى إسرائيل بعد الثورة.

وسرد الكاتب عددا من الحوادث وقعت في إيران بين عامي 2007 و2011 بعد إقامة بنية الموساد التحتية، من ضمنها مقتل 5 علماء إيرانيين يعملون في الصناعة النووية، ونشر فيروس الحاسوب "ستوكسنت" الذي حيد ألف جهاز طرد مركزي في موقع نطنز، ثم حدوث انفجار كبير أدى إلى مقتل العشرات وسرقة 55 ألف صفحة من الوثائق و183 قرصا مضغوطا، إلى غير ذلك.

ومع أن هذه القائمة ليست شاملة ومن الممكن أن تكون بعض هذه الهجمات منسوبة بشكل غير صحيح إلى الأجهزة الإسرائيلية -كما تقول الصحيفة- فإن لتلك الأجهزة كل المصلحة في الإشارة إلى أن قدراتها على التسلل لا حدود لها.

ويقول ميلمان "هذا جزء من الحرب النفسية"، مضيفا "على نحو مماثل يؤكد الحرس الثوري بانتظام أنه اعتقل أو أدان أو حتى أعدم عملاء مقابل أجر لإسرائيل".

وعلى الرغم من هذا الضباب الكثيف في كثير من الأحيان فإن كل شيء يشير إلى أن الأجهزة الإسرائيلية لا تتورع عن فعل شيء مهما قل عندما يتعلق الأمر بضرب إيران، وبالفعل قدمت -حسب مسؤول عسكري سابق- معلومات استخباراتية أساسية لنظرائها الأميركيين عندما اغتالوا أحد كبار قادة الحرس الثوري -وهو الجنرال قاسم سليماني- في يناير/كانون الأول 2020، وكذلك في مناسبات أخرى.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

ضرب المنشآت العسكرية الإيرانية.. نتنياهو يبحث مع مسئوليه الرد على هجوم إيران

كشف مسئول إسرائيلي، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توصل إلى قرارات مهمة ورئيسية بخصوص الهجوم الإسرائيلي الوشيك على إيران.

وحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، قال المسؤول إنه خلال اجتماع أمني استمر لساعات في مقر كيريا العسكري في تل أبيب الليلة الماضية، توصل نتنياهو إلى قرارات حاسمة- إلى جانب كبار وزرائه ومسؤولي الأمن والجيش، بشأن الهجوم الإسرائيلي الوشيك على إيران

وأضاف المسؤول أن التركيز انصب على المنشآت العسكرية الإيرانية، لكن هذا قد يتغير.

وأطلقت إيران حوالي 200 صاروخ باليستي الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن ترد إسرائيل بقوة.

وقال المسؤولون لإذاعة “كان” العبرية، إن الاجتماع كان "مناقشة حاسمة بشأن القضية الإيرانية".

وأضاف أن المرحلة التالية هي مكالمة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونتنياهو في وقت لاحق اليوم.

رد إسرائيلي على إيران

وفي وقت سابق، كشف مسئولون أمريكيون لموقع "أكسيوس" الأمريكي، أنهم يتوقعون أن يكون الرد الإسرائيلي على إيران "كبيرًا".

جاء ذلك تعليقًا على الأنباء التي أفادت بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيبحث مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو هاتفيًا اليوم خطط إسرائيل لضرب إيران.

وأضاف المسئولون أنه من المُرجّح أن يشمل غارات جوية وهجمات سرية، كما تدرس إسرائيل توجيه ضربات للبنية التحتية النفطية الإيرانية.

مقالات مشابهة

  • ‏المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية: موقف إيران من تصنيع السلاح النووي ثابت ولم يتغير
  • ضرب المنشآت العسكرية الإيرانية.. نتنياهو يبحث مع مسئوليه الرد على هجوم إيران
  • الفساد الحكومي..منح “استثناء” لوزارة الكهرباء بالتعاقد لتوريد الغاز التركمانستاني عبر الأراضي الإيرانية بآلية الدفع المالي المسبق!
  • المخابرات الإسرائيلية.. ليست أسطورية
  • الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تكذب نتنياهو: لم نتأكد من اغتيال خليفة نصر الله
  • معاريف: إغلاق خزانات الغاز الإسرائيلية خلال الهجمات الإيرانية
  • خسائر فادحة للسندات الإسرائيلية والبورصات الشرق أوسطية عقب الهجمات الإيرانية على الكيان الغاصب
  • محمد عبدالجواد يكتب: إيران بين عباءة «الخميني» وبدلة «الشاه»
  • خبير: القنابل الإسرائيلية لا تستطيع الوصول إلى المفاعلات النووية الإيرانية