سواليف:
2024-11-27@00:04:40 GMT

بغداد وفصل الخطاب

تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT

#بغداد وفصل الخطاب
#محمود_أبو_هلال
عربي العِرق أنا.. ولدت وتعلمت وكبرت على أني من أمة لو صب الجحيم عليها صبا لا بد وأن تعود وتنهض. جزمت بأن المتنبي رب الشعر، وأحببت مظفر النواب وقدرته على تحريك النوازع القومية في عروقي.
أكثر أياما ألما كان #يوم_سقوط_بغداد. كان عقلي يدربني على هزيمة وقلبي يرفض أن يصدق عقلي وهذا مرض مازال يعذنبي ولا أحب أن اعالجه.


بقيت تلك الليلة حتى الفجر ورأيت الأمريكي يعلق رايته على تمثال صدام الذي كنت أعتبره ديكتاتورا ظالما، ثم أصبح بطلا لا أطيق أن يمس أحد صورته.. خرجت إلى الشوارع وكانت خالية لا شيء يتحرك ولا شيء في داخلي سوى الجوع ودخان التبغ.
بكيت كما يبكي طفل فقد أبويه.. لا أعرف من أين استدانت المآقي ذاك الدمع الإضافي.
عدت إلى البيت بحدود الثامنة ودخلت إلى بيت أبي الذي نظر إلي وقال: نحن عرب ولدينا القرآن نتيه عنه ونعود وننتصر.

آاه يا حسن كنت احبك وكرهتك ثم اكتشفت أني أحبك، وبيني وبينك عاطفة لا فكر.. فالفكر يرهق إذا دخلت فيه مفاهيم الاستراتيجيا واللغو.
أول ذكرك في خاطري يوم تفجير مقر المارينز.. كنت حينا لا أفهم كثيرا بين المقاومة والاستشهاد، وغفلت حتى سقطت بغداد وكأني مُت.حتى إذا جاء تموز 2006 ولدت وتذكرت حديث أبي وشعرت أنني أصبحت رجلا على غفلة.
لقد بقيت يا سيد حسن أمامي تخطب بلثغتك الحلوة كانك طفل كبير بلحية، ولكن عقلك كان مبهرا
فلما ثُرنا لم أجدك معنا، وجدتك تقتل السوريين بنشوة غاشمة فكرهتك ومحوت قناتك من مشهدي واستعدت خرافات الطائفية التي لم تقنعني يوما، لأعيش ضدك، لا معك.
لقد حسبتها بآلة حاسبة وكنت على الجبهة الخطأ، واستهلكت رجالك في غير جبهتهم فأبكيتنا مرتين.
لن نتفق على هذا في مماتك لاننا لم نتفق عليه في حياتك. والله وحده من يحسن تقدير الضرر.
ثم كان الطوفان فلم تتخلف عن المعركة، وأنت تعلم أن الغرب الأطلسي بقضه وقضيضه شريك في هذا العدوان، وتعلم أن أثمانا كبيرة وغالية ستدفع. فما تراجعت حتى وصلت الطائرة الغاشمة ونالت منك. فأنا الآن أرثيك وبي اضطراب من حب جارف ومن أمس حارق. أكتب إليك متألما لموتك وبي شعور بان كتفي قطعها جزار مجرم.

لقد أكبرناك حتى صار موتك هزيمة.. فما بالك بالاستنئناف دونك.
أنا حزين عليك.. لقد عدت أحب لثغتك وفصل الخطاب في خطابك.
آاه يا سيد حسن..
لن أسالك الآن لماذا وأنت الآن بين يدي الله. لقد حاربت على جبهة الباطل وعلى جبهة الحق، واثخنت في عدونا وعسى الله أن يشفع لك بهذه عن تلك.
ساحتفظ لك بحب سري إن كشفته حاربني الوهابيون، وإن أفرطت فيه ظن أنصارك أني منهم، وأنا من تحرر بعقل بسيط من المذهبية.. أنا محمدي قبل الخلافة والإمامة.

شهداء المقاومة خسارة كاسرة للظهر. وموتك انتصار آني لصالح الكيان والغرب الاستعماري المتصهين بعد أن تم الإثخان في غزة وتهيئة وضع عربي تم التأكد أنه مات منذ سقوط بغداد.
بعد أن بثثت بعض حزني وألمي لن أخرج الليلة لأهيم في الشوارع ولكن سأعتكف في بيتي، أصلي وأدعو لك عسى الله أن يغفر لي ولك.. فالله أعلم بالسرائر وهو الرحمن الرحيم.

مقالات ذات صلة غزة: عاصمة الصمود وعشاق الحرية.. عشقٌ يزهر في بستان المقاومة 2024/10/09

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

“حزب الله” يضيِّقُ خيارات العدو.. الهزيمةُ بالحرب أَو بالاتّفاق

يمانيون../
شهد هذا الأسبوعُ أكبرَ تصعيدٍ للعمليات العسكرية من جانب حزب الله ضد العدوّ الصهيوني، منذ بدء معركة (طُـوفَان الأقصى).

وقد جاء ذلك متزامنًا مع حديثٍ واسعٍ من جانب إعلام العدوّ وشركائه عن اقترابِ التوصل إلى اتّفاق مع لبنان؛ الأمر الذي حمل دلالات عديدة مهمة كان أبرزها التأكيد على ما وضّحه سماحة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حول انفصال مسارِ المفاوضات عن مسار الميدان، والتأكيد على أن الكلمةَ الفصل هي للأخير؛ وهو ما يعني انسداد أفق الخداع والتحايل أمام العدوّ ورعاته الذين تعودوا على استخدام المفاوضات دائمًا كورقة تكتيكية.

بحسب ما تفيد العديد من وسائل الإعلام والمصادر القريبة من المقاومة، فَــإنَّ حزب الله كان قد تجاوب في وقت سابق مع اتّفاق تهدئةٍ يُفترَضُ أن يمهِّدَ لوقف إطلاق النار في جبهتَي لبنان وغزة، لكن العدوّ الصهيوني رفض ذلك الاتّفاق وأقدم على اغتيال سماحة السيد الشهيد حسن نصر الله، وكبار القادة الجهاديين في حزب الله، ثم توجّـه نحو العملية البرية في جنوب لبنان، وهو ما مثّل محطة مهمة أكّـدت بشكل واضح أن سقف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى أية اتّفاقات هو سقفٌ منخفِضٌ، وقابلٌ للانهيار في أية لحظة؛ لأَنَّه مرهونٌ في النهاية بقرار نتنياهو المُصِرِّ دائمًا على استمرار الحرب، وبالتالي فَــإنَّ المفاوضات تصبح مُجَـرّد خطوة تكتيكية في إطار الحرب، وهو ما حدث أكثرَ من مرة خلال العام الماضي فيما يتعلَّقُ بغزة.

ولهذا، كان من الطبيعي أن يؤكّـد سماحة الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في خطابه الأخير، وبشكل صريح، أن المقاومة تفصل بين مسارِ المفاوضات ومسار الميدان، وأن المسار الثاني لن ينتظر الأول، وهو ما تجسد بشكل جلي يوم الأحد الماضي عندما نفَّذ حزب الله 51 عملية ضد كيان العدوّ خلال أقلَّ من 24 ساعةً تضمنت عدةَ ضربات على “تل أبيب”، وهي أكبر حصيلة يومية للمقاومة الإسلامية منذ دخولها معركةَ (طُـوفَان الأقصى) في الثامن من أُكتوبر 2023، حَيثُ جاء هذا التصعيدُ الكبير وغير المسبوق في ذروة الضجيج الإعلامي بشأن قُرب التوصل إلى اتّفاقٍ لوقف إطلاق النار بين كيان العدوّ وحزب الله، وهو ما يوجِّهُ رسالةً واضحةً للعدو بأن مُجَـرّد الحديث عن الاتّفاق أَو حتى تكثيف الجهود الدبلوماسية لن يحدث فرقًا على الميدان طالما استمر العدوان، بل إن ذلك لن يقيِّدَ حتى قرارَ المقاومة في رفع درجة العمل العسكري إلى مستوى غير مسبوق إن تطلب الأمر، وبالتالي ليست هناك مساحاتٌ أمام العدوّ لجني أية مكاسبَ تكتيكية من خلال الترويج للاتّفاق، وليس أمامه سوى الموافقة على شروط المقاومة أيًّا كانت.

هذا أَيْـضًا ما أوضحه سماحةُ الشيخ نعيم قاسم في خطابه عندما أكّـد أن الكلمةَ ستكونُ للميدان، وهو ما يضعُ العدوّ في مأزِقٍ كبير؛ لأَنَّ لجوءه إلى الترويج لاتّفاق مع حزب الله، يأتي على وقع تعاظم خسائره الميدانية في جنوب لبنان مع تعاظم ضربات المقاومة على عمق الأراضي المحتلّة، بما في ذلك يافا وحيفا المحتلّتان، في ظل فشل تام في تثبيت أية سيطرة على القرى الحدودية اللبنانية، وهو ما يعني أن الاتّفاق يعتبر “ضرورة” حتمية لا مفر منها، وفشل محاولة استخدام المفاوضات كتكتيك حربي، يعني أنه لا يوجد سوى طريقَينِ فقط: إما الموافقة على شروط المقاومة بشكل واضح، أَو المخاطرة باستمرار الحرب المفتوحة على احتمالات لا تمكنُ السيطرة عليها.

وفيما لا يرجِّحُ الكثيرُ من المراقبين أن تكون لدى العدوّ الإسرائيلي أيةُ جدية في التوصل إلى اتّفاق حقيقي؛ فَــإنَّ استمرار الحرب يبدو النتيجة الأكثر ترجيحًا، وهو ما يمثّل مأزِقًا حقيقيًّا للعدو، فقد برهنت المقاومة الإسلامية هذا الأسبوع بشكل أكثر وضوحًا أنها لا زالت قادرةً على خوض معركة طويلة والذهاب فيها نحو مستويات أعلى وأوسعَ من التصعيد، ولا زالت تمتلكُ خياراتٍ استراتيجيةً متنوعة تشكل كوارثَ حقيقية بالنسبة للعدو الذي لم يعد يمتلك الكثيرَ بالمقابل؛ فقد ذهب بالفعل إلى التصعيد الكبير واستهدف قيادة حزب الله، ودفع بقواته البرية نحو الجنوب تحت غطاء الغارات الجوية، ولم يعد بوسعه سوى تصعيد المجازر، وهو أمر ستقابله المقاومة دائمًا بتصعيد الضربات، خُصُوصًا وأنها قد ثبتَّتْ -وبشكل عملي واضح هذا الأسبوع- المعادلة التي أعلنها سماحةُ الأمين العام لحزب الله، بعنوان “بيروت مقابل وسط تل أبيب”.

ولهذا فَــإنَّ عدمَ تأثُّر مستوى وشدة وكثافة عمليات المقاومة الإسلامية بالضجيج الدبلوماسي والإعلامي حول التوصل إلى اتّفاق وقف إطلاق النار يمثّل نقطةَ اختناق مزعجةً جِـدًّا للعدو الذي يعرف جيِّدًا أن فشلَه في غزةَ سيكون مضاعَفًا عدة مرات في مواجهة حزب الله إذَا استمرت الحرب، كما يعلمُ أن الرضوخَ لشروط المقاومة سيكونُ إعلانَ هزيمة مُــدَوٍّ لن يستطيعَ احتواءَ آثاره وتداعياته على مسار الصراع بأكمله، سواء في هذه المعركة أَو في المستقبل.

مقالات مشابهة

  • “حزب الله” يضيِّقُ خيارات العدو.. الهزيمةُ بالحرب أَو بالاتّفاق
  • سموم إسرائيل ضد المقاومة
  • بأس المقاومة.. وتوحش الصهاينة!
  •   كيف ألهم حزب الله وحماس فكر المقاومة العالمية
  • بين الخطاب والممارسة.. هل تتخلى المقاومة عن غزة؟
  • "التفكر والتدبر فريضة إسلامية".. ندوات دعوية بأوقاف الفيوم
  • أوقاف الفيوم تعقد 17 أسبوعا ثقافيا بجميع الإدارات بعنوان: "التفكر والتدبر فريضة إسلامية"
  • هل تصمُد جبهة لبنان؟
  • الفصائل ترد على توقف بياناتها بـ48 ساعة الماضية: نحن في حرب ونعمل في اكثر من جبهة
  • الفصائل ترد على توقف بياناتها بـ48 ساعة الماضية: نحن في حرب ونعمل في اكثر من جبهة - عاجل