سيُعلّق مضربه.. نادال يُعلن موعد اعتزاله التنس بشكل نهائي
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
(CNN) – أعلن نجم التنس الإسباني، رافائيل نادال، اعتزاله اللعبة بعد خوض منافسات كأس ديفيز في ملقة في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وذلك بعد مسيرة امتدت لأكثر من 23 عاما في عالم الكرة الصفراء.
ونشر نادال مقطع فيديو عبر صفحته على "إنستغرام" أعلن خلاله اعتزال اللعبة بشكل نهائي بعد أن حرمته الإصابات بآخر عامين من الظهور بمستواه المعهود.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: رافائيل نادال
إقرأ أيضاً:
فوضى الفهم
فاطمة الحارثية
هناك الكثير من سوء الفهم حولنا، فلا تدفعوا النَّاس لأقصى الحدود حتى لا تأذوا أنفسكم، ولا تُحاصروا من لا حول له حتى لا يضطر أن يُحدث ألم الدفاع عن النفس، نحن رهن فهمنا للأمور وإن أسئنا استئنا، وإن أصبنا سعدنا، وإن تريثنا غنمنا.
الأحداث غير المتوقعة في حياتنا كثيرة، وإن تبلورت في ظروف مشابهة؛ تبقى النتائج متباينة خاضعة لفهمنا بغض النظر عن الوقائع، ورغبتنا في صياغتها ومحورتها حسب مصالحنا، وانتقاء التعبير الذي يُناسبنا عند الآخرين. فعلى سبيل المثال الخير والشر ليسا إلّا جزءًا من لعبة، مثله مثل الظلم والعدل أو الانتقام والعفو أو المولاة والعداء وغيرها؛ بمجرد أن تُحدث فوضى الفهم والمُغالطة، فبكل تأكيد تمكنت من إلهاء عدد لا بأس به ممن حولك، ولبلوغ المآرب يصنع لك ذلك الإلهاء مناخا خصبا للتحكم بهم واستخدامهم حسب المصلحة والغاية، بيد أنه وجب عليك أن تكون محنكا واستراتيجياً، ويُعد الإلهاء جزءًا مهمًا في سياسة اللعبة، من أجل الإبقاء على السلطة ثابتة فعليا، ومهتزة ظاهريا، فخداع الأطراف الأخرى واللاعبين ليس يسيرا ويحتاج إلى حكمة وصبر وهدوء أعصاب، حتى تقيس مقدار الفوضى ولا تخرج عن السيطرة، وآلية تقليب الأوضاع متى ما كان مناسبا، ورمي شباك التناحر، لتشد أو نُرخيها حسب قواعد لعبتك، أو بما يخدم بواطن الثبات الخفية، دراسة خطواتك هو الذكاء الفعلي وليس الشجاعة، الذي يبدو في معظم الوقت تهورا في لعبة السيطرة والقوة، قد يعارض البعض قولي، وأقول لهم تعمقوا من حولكم، وإن أخطأت فهي لكم وعلي.
في غياهب وتمويهات اللعب الخسائر هي الأرباح الحقيقة، لأنها توهم الخصم انتصارا زائفا، وتُرخي حذر العدو، أما الأرباح السريعة فليست إلا مخدر مؤقت وإن أثرت على الأحداث، قد تُخسرك اللعبة بأكملها، وبكل تأكيد تأثيره ظاهري عكس الربح، ولا تسبب سوى استبدال اللاعبين بعذر "الإجهاد أو الفساد"؛ ومن الحماقة أن تبقى على البيادق أو بالأصح من يتم استخدامهم لفترة طويلة، لأنهم يصدأون ويوهن فكرهم وحيلهم، وإن غلبهم الجشع والطمع، سيُعجل من السقوط مدويا بلا رحمة، ومع ذلك كسر شوكتهم سلاح ذو حدين، لأنك بذلك تحصل على بيدق ضعيف قد لا يخدم جيدا على ساحة الملعب، والاستبدال المستمر أيضا قد يُفقدك طاعتهم وولاءهم، مهم جداً والأسلم تشتيتهم بخلافات وهمية بينهم وبين بعض، فتشحذ الوهن وفي نفس الوقت لا يجدوا وقتًا لتدبر الأمور والأحداث، مما يسر الشركاء، لتبقى مُتعة اللعبة على المدى الطويل.
وفي زمن لا عدالة فيه؛ فالمكاسب والخسائر هي الحكم الفصل. وفي مثل هذه الميادين على الفرد أن يعلم متى يتراجع، ويُحافظ على أمانه، ويُبقى عينيه على الساحة، ليعرف متى يُقلب ويُغير أركان اللعبة أو أقلها موقعة منها. فالتغير أمر حتمي، يحتاج فقط إلى الوقت والذكاء، وخلق مجال تحويل الدفة، علماً بأنَّ الخطوة إلى الخلف ليست هزيمة، واللاعب البارع فقط من يستطيع أن يُقيم ويصنع أدواته لتلائم التغيرات أو حتى يحين المد المناسب، لا أن يعتمد على تشجيع الجمهور وتصفيقه، أو صاحب اللعبة.
ذكرت في مقال سابق الحياة وأرضها عبارة عن مسرح، وضخامة أو حجم هذا المسرح يعتمد على موقعك، فمن على الساحة يراها كبيرة ضخمة وواسعة لا نهاية لها، أما من هم على مقاعد الجمهور بالنسبة لهم هو ملعب صغير على مد أبصارهم، وجهد اللاعب واجتهاده الذي هو كالدهر بالنسبة له، عند المشاهد أو الجمهور ومضة أو ثوان، يُهلل عندها أو يغضب ويسخط، وعند صاحب الملعب.
سمو...
لا أحد يملك أن يصنف موقعك سواك، ولك أن تؤرجح حياتك بين لاعب وحكم ومالك، ولك أيضا أن تختار جنتك ونارك، الخيار لك، فلا تلم سوء الفهم أو تتوكأ على حُسنه.
رابط مختصر