شحن السيارة الكهربائية في دقائق.. هل أصبح الحلم حقيقة؟
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
شمسان بوست / متابعات:
يتسابق مصنعو البطاريات لتطوير أجيال جديدة من بطاريات «الشحن فائق السرعة» للمركبات الكهربائية، ما سيجعل الشحن بنفس سرعة ملء خزان الوقود في السيارات التقليدية.
ومع سعي صناعة المركبات الكهربائية إلى استمالة المستهلكين المتشككين الذين ينفرون منها بسبب طول فترة الشحن والقلق بشأن مسافة السير، كشفت الشركتان الصينيتان «كاتل» و«غوشن هاي تك» هذا العام عن بطاريات يمكن شحنها حتى 80 % خلال أقل من 10 دقائق فقط.
وتابع: «في ضوء وجود حدود للمسافة التي يمكن أن تقطعها المركبة الكهربائية وعدد البطاريات التي يمكن أن تحملها، فسيكون الشحن الأسرع جزءاً من الحل».
وتشمل التحديات التي تواجه شحن المركبات الكهربائية في غضون 5 دقائق ارتفاع المخاطر المرتبطة بالسلامة، وقصر أعمار البطاريات، وتوفر التوصيلات اللازمة للشبكة الكهربائية، فضلاً عن التكاليف الإضافية المرتبطة بتركيب منصات شحن فائقة السرعة. كما تجابه صناعة المركبات الكهربائية استمرار ميل المستهلكين إلى شراء السيارات الهجينة أو حتى السيارات التي تعمل بالوقود والديزل، في ظل تراجع الحوافز للتحول إلى المركبات الكهربائية.
وأفادت شركة هيونداي الكورية الجنوبية لـ«فاينانشال تايمز» أنها ترى الشحن السريع ضرورياً من أجل تعزيز مبيعات المركبات الكهربائية. وأشارت إلى أن توسيع البنية التحتية من شأنه زيادة راحة العملاء، لافتة إلى دخولها مشروعات مشتركة مع مصنعين آخرين للسيارات لإنشاء شبكات شحن عالية الجهد للمركبات الكهربائية في أمريكا الشمالية وأوروبا.
وفي حين أن الكثير من المشترين المحتملين للمركبات الكهربائية ما زالوا يشعرون بكثير من القلق تجاه مسألة توقف الرحلة لقضاء ما يصل إلى ساعة عند محطة الشحن، هناك الكثير من المركبات الكهربائية ذات جهد 800 فولت بالفعل التي يمكن شحنها عن طريق منصات «المستوى الثالث» حتى قرابة مستوى 80 % في أقل من 20 دقيقة، ما يمكن أن يغطي نطاقاً بمئات الكيلومترات.
وقال جون بارك، كبير مسؤولي التسويق لدى شركة إس كيه سيغنت المصنعة لمنصات الشحن: «تتيح منصاتنا للشحن الفائق شحن مركبة كهربائية إلى 80 % في غضون 15 دقيقة فقط، ما يمنحك مدى كافياً للقيادة من لوس أنغلوس إلى لاس فيغاس، وهي المسافة التي تقدر بـ450 كيلومتراً». وعادة ما تقاس سرعة الشحن من حيث المدة التي تستغرقها السيارة في الوصول من مستوى 10 % إلى 80 %، لأنه من الضروري عدم السماح بتراجع شحنة البطارية دون 10 %، وتتباطأ سرعات الشحن للغاية بين نسبتي 80 % و100 %.
وأعلنت وزارة النقل الأمريكية أن شواحن «المستوى الأول» التي يمكن توصيلها بمخارج التيار المتردد المنزلي ذي جهد 120 فولت تنتج قرابة كيلوواط من الطاقة، ما يكفي لشحن مركبة كهربائية نفدت شحنة بطارياتها خلال ما يتراوح بين 40 و50 ساعة. أما الشواحن من «المستوى الثاني» التي تتمتع بجهد 240 فولت، وتستخدم لشحن المركبة الكهربائية أثناء الليل، فلا تتيح سوى ما يصل إلى 20 كيلوواط، وتتراوح فترة الشحن بين 4 و10 ساعات.
أما منصات الشحن الفائق الجديدة من «المستوى الثالث»، التي تتخطى قدرة الشاحن المزودة به المركبة الكهربائية ويمد البطارية بتيار مستمر، فتتيح مئات الكيلوواطات، ما يقلل كثيراً من مدة الشحن. وتتيح منصات الشحن الفائق التابعة لشركة «تسلا» جهداً يصل إلى 250 كيلوواط، ما يعادل القيادة لـ75 ميلاً عن طريق الشحن لمدة 5 دقائق، أما منصة الشحن الأفضل التي تنتجها «هواوي» فتتيح الشحن بجهد 600 كيلوواط.
ولفت نيل بيفريدج، كبير المحللين لدى «بيرنشتين» في هونغ كونغ، إلى تمكن مصنعي البطاريات الصينيين الرائدين من تخطي منافسيهم الكوريين في إنتاج بطاريات قادرة على إتاحة أسرع أوقات للشحن. وكشفت «كاتل» الصينية عن بطارية «شينشينغ بلس»، في معرض بكين للسيارات في وقت مبكر من العام، وأشارت إلى قدرتها على توفير مدة شحن تعادل كيلومتراً في الثانية الواحدة، أي 600 كيلومتر خلال 10 دقائق. لكن مصنعي البطاريات الكوريين يبدون عازمين على رأب الفجوة. وقال غو كوه-يونغ، نائب رئيس «سامسونغ إس دي آي» المصنعة للبطاريات، في تعليقات لـ«فاينانشال تايمز»: «سنكشف اللثام في عام 2026 عن بطارية يمكن شحنها كاملة في غضون تسع دقائق، لكن يتمثل هدفنا عند تطوير بطارية للمركبات الكهربائية في أنها ستكون على قدم المساواة مع المركبات المزودة بمحركات الاحتراق الداخلي ويمكنها السير لمسافة 600 كيلومتر عن طريق شحنها لمدة 5 دقائق».
ومن الناحية السلبية، يرى لي هانغ-كو، رئيس معهد جيونبوك لتكنولوجيا تقارب السيارات في كوريا الجنوبية، أدلة على إمكانية تقلص عمر البطارية جراء الشحن المفرط باستخدام التكنولوجيا فائقة السرعة، إضافة إلى المخاطر المتزايدة بشأن احتراق البطاريات جراء ارتفاع درجة الحرارة. وعلق كيم جي-يونغ، كبير مسؤولي التكنولوجيا لدى «إل جي إنرجي سوليوشن»، أكبر مصنعة غير صينية للبطاريات: «تكمن أكبر مشكلات الشحن السريع في ارتفاع درجة حرارة البطاريات».
يتمثل أحد الأسباب وراء تفوق سرعات شحن البطاريات الصينية في تركيز الشركات الصينية على بطاريات فوسفات الحديد والليثيوم الأقل عرضة لارتفاع درجة الحرارة بسبب الشحن، مقارنة بالبطاريات الغنية بمادة النيكل التي تصنعها الشركات الكورية.
وأعلنت «إل جي كيم»، الشركة الأم لـ«إل جي إنرجي سولوشن»، تمكنها من تطوير «طبقة أمان معززة للسلامة» بسمك 1/100 من شعر الإنسان، لتقليل خطر ما يدعى بالانفلات الحراري، السبب الأبرز وراء احتراق البطاريات.
وأشار لي من معهد «جيونبوك» إلى أن سرعة الشحن لم تكن الأولوية القصوى للكثير من ملاك المركبات الكهربائية، الذين ربما يكونون غير مستعدين لتحمل التكلفة الإضافية للشحن فائق السرعة كثيف الاستهلاك للطاقة. وأضاف لي: «تسلط آخر استطلاعات الرأي الضوء على اعتقاد المستهلكين في أن تراجع أسعار المركبات الكهربائية والتمتع بمدى قيادة أطول عاملان أكثر أهمية من سرعة الشحن»، واستطرد: «يرغب المستهلكون في رؤية مزيد من منصات الشحن وليس الشحن الأسرع».
لكن الصناعة تقترب عموماً من نقطة تحول، بحسب بيفريدج من «بيرنشتين»، وتتمثل في أن امتلاك مركبة كهربائية لن ينظر إليه بعد الآن باعتباره أقل راحة من امتلاك سيارة تقليدية تعمل بمحرك الاحتراق الداخلي. وذكر: «إذا ما أمعنت النظر في المركبات المتقدمة التي تنتجها الصين، لوجدت أنه سيكون من العادي أن تقودها لما يتراوح بين 700 و800 كيلومتر عن طريق شحنها لـ10 دقائق».
وأسهب: «سيكون ذلك أكثر من كافٍ للسواد الأعظم من المستهلكين، ولهذا السبب ستميل الكفة نحو المركبات الكهربائية في نهاية المطاف».
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: للمرکبات الکهربائیة المرکبات الکهربائیة المرکبة الکهربائیة الکهربائیة فی التی یمکن عن طریق
إقرأ أيضاً:
1.7 مليار درهم صافي أرباح الاتحاد للطيران في 2024
أعلنت الاتحاد للطيران، اليوم الأربعاء، نتائجها المالية في 2024 وتحقيق أداء استثنائي في جميع المؤشرات الرئيسية.
وبلغ صافي الأرباح بعد الضريبة 1.7 مليار درهم (476 مليون دولار) مدفوعاً بإيرادات الركاب المسافرين، التي وصلت إلى 20.8 مليار درهم (5.7 مليارات دولار)، وإيرادات الشحن التي سجلت 4.2 مليارات درهم (1.1 مليار دولار)، وذلك بالتزامن مع تحسينات كبيرة في الكفاءة التشغيلية.ونقلت الاتحاد للطيران 18.5 مليون مسافر في 2024، محققةً نمواً بـ32% مقارنة مع العام السابق، في مؤشر على الطلب القوي والمستدام عبر شبكتها المتوسعة.
وجاء النمو مدعومًا بزيادة سنوية بـ28% في السعة المقعدية المتاحة لكل كيلومتر، إلى جانب تحسن عامل إشغال المقاعد حمولة المسافرين الذي بلغ 87% في السنة المالية 2024، مقارنة مع 86% في السنة السابقة.
وشهد إجمالي الإيرادات نموًا بـ 25% على أساس سنوي؛ ليصل إلى 25.3 مليار درهم (6.9 مليارات دولار)، بفضل الأداء القوي في قطاعي المسافرين والشحن.
وارتفعت إيرادات المسافرين بـ 4.2 مليارات درهم إماراتي أي 25% مقارنة مع2023، كما سجّلت إيرادات الشحن نموًا بـ 24% مقارنة مع العام الماضي، مدفوعةً بزيادة السعة وارتفاع حجم الشحن المنقول حيث ارتفعت أطنان الشحن المنقولة 12%، إلى جانب تحسن العائدات خلال النصف الثاني من العام. تجربة استثنائية
وواصلت الاتحاد للطيران في 2024 توسيع عملياتها، حيث رفعت عدد رحلاتها الأسبوعية إلى أكثر من 1700 رحلة، وزادت وتيرة الرحلات على 25 مساراً ضمن شبكتها التشغيلية خلال العامين الماضيين، كما أطلقت أكثر من 20 وجهة جديدة.
وشهد أسطول الاتحاد للطيران توسعاً مستمراً، بإضافة 12 طائرة جديدة، منها 6 طائرات من طراز A320 NEO، التي تمثل إضافة جديدة للأسطول، إلى جانب إعادة تشغيل الطائرة الخامسة من طراز A380، ما يعزز السعة التشغيلية للشركة وقدرتها على تلبية الطلب المتزايد.
ونفذ أكثر من 200 تحسين على الموقع الإلكتروني والتطبيق الالكتروني للأجهزة المحمولة، ما يوفر تجربة رقمية سلسة ومتكاملة للضيوف.
ووصل عدد أعضاء برنامج الولاء "ضيف الاتحاد" إلى 10 ملايين عضو، ما يعكس التفاعل المتزايد مع مزايا البرنامج.
وارتفع عدد موظفي الاتحاد للطيران إلى أكثر من 11 ألفاً، مع توظيف أكثر من 2000 موظف جديد، وترقية أكثر من 1500 ضمن مختلف الإدارات.
وشهدت مبادرات استقطاب المواهب الوطنية تقدمًا لافتاً، إذ أكمل أكثر من 70 طياراً إماراتياً متدربا برنامجهم التدريبي بنجاح، بينما استقطب أحدث برامج تدريب للطيارين أكثر من 3000 طلب التحاق، واليوم، يُمثل المواطنون 20% من القوى العاملة في الاتحاد للطيران.
وقال محمد علي الشرفاء، رئيس مجلس إدارة الاتحاد للطيران إن تفاني فريقنا عزز مكانة الاتحاد للطيران، ما أسهم في رفع مستويات الكفاءة التشغيلية، مع الالتزام المستمر بتحسين تجربة الضيوف الاستثنائية.
وأضاف أنه بينما نواصل توسيع شبكتنا وتعزيز خدماتنا، نؤكد التزامنا بربط المزيد من المسافرين بأبوظبي، ودعم الطموحات السياحية للإمارة، تحقيقًا لرؤيتنا في أن نكون شركة الطيران التي يتطلع الجميع إلى السفر على متن رحلاتها حول العالم.
ومن جهته، قال أنطونوالدو نيفيس، الرئيس التنفيذي للاتحاد للطيران: "سنواصل تعزيز مكانة الاتحاد شركة طيران راسخة مالياً تقدم تجارب سفر استثنائية لضيوفها، وتحقق أهداف مساهميها، وتسهم في ازدهار دولة الإمارات على المدى الطويل".