أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- لم يبق أحد في غزة بمنأى عن الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ عام، والذي أجبر حوالي 1.9 مليون شخص على ترك منازلهم.

يقول الفلسطينيون إنهم بالكاد يتمكنون من البقاء على قيد الحياة، ناهيك عن قدرتهم على إعادة البناء، تحت القصف والحصار الإسرائيلي، الذي دمر نظام الرعاية الصحية، وألحق الضرر بالمواقع الثقافية، ودمر المؤسسات الأكاديمية، وأدى إلى أزمة إنسانية تتمثل في الجوع والتشريد والمرض.

تحدثت CNN إلى أشخاص في محافظات غزة الخمس: شمال غزة، مدينة غزة، دير البلح، خان يونس ورفح، الذين تحولت حياتهم وسبل عيشهم إلى أنقاض، بما في ذلك الأطباء وأصحاب المتاجر وعمال الإغاثة والمعلمين. ويقول الناس في الشمال إنهم يكافحون من أجل إطعام أسرهم، في حين يقيم العديد من النازحين في وسط غزة في خيام واهية محاطة بمياه الصرف الصحي. وإلى الجنوب، يضطر البعض إلى البقاء بين أنقاض منازلهم المدمرة.

شنت إسرائيل هجومها العسكري على حماس في 7 أكتوبر بعد أن هاجمت الجماعة المسلحة التي تحكم غزة جنوب إسرائيل. وقتل ما لا يقل عن 1200 شخص واختطف أكثر من 250 آخرين، وفقا للسلطات الإسرائيلية، ولا يزال 101 رهينة في غزة.

وأدت الهجمات الإسرائيلية في غزة منذ ذلك الحين إلى مقتل ما لا يقل عن 41,965 فلسطينيًا وإصابة 97,590 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة هناك. ولا تستطيع CNN تأكيد هذه الأرقام بشكل مستقل. أصابت العديد من الغارات الإسرائيلية البنية التحتية المدنية. وتقول إسرائيل منذ سنوات إن مقاتلي حماس يستخدمون المساجد والمستشفيات والمباني المدنية الأخرى للاختباء من الهجمات الإسرائيلية وشن هجماتهم. ونفت حماس مرارا هذه الاتهامات.

واتهم تحقيق مستقل للأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان في يونيو/حزيران كلاً من إسرائيل وحماس بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

مع تكثيف الجيش الإسرائيلي حربه على جبهات متعددة في المنطقة، يخشى الناس في غزة أن يتحول تركيز العالم عن محنتهم.

تم تدمير ما يصل إلى 150 ألف وحدة سكنية، حسبما أفادت GMO في سبتمبر. ويجب على الفلسطينيين الذين يعانون من الصدمة المباشرة الناجمة عن فقدان منازلهم أن يتعاملوا أيضًا مع المخاطر التي تشكلها أكوام النفايات والذخائر غير المنفجرة والأسبستوس والرفات البشرية المدفونة تحت أكوام هائلة من الأنقاض.

وقال سامر أبو زر، عالم صحة عامة نازح مع زوجته وبناتهما الثلاث وابنه لشبكة CNN إن بقايا الأسلحة تشكل تهديداً خاصاً للأطفال. وأضاف أن التعرض لألياف الأسبستوس يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان مثل ورم الظهارة المتوسطة، في حين أن وجود الأنقاض غير المزالة في المناطق التي يحاول الناس الاحتماء بها يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الربو والتهاب الشعب الهوائية لدى الأطفال ويسبب التهابات وإصابات جلدية. وفي أغسطس/آب، أبلغت منظمة الصحة العالمية عن 995 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة في القطاع.

وفي الوقت نفسه، فإن الظروف الصحية السيئة تجعل انتشار الأمراض عن طريق المياه والناقلات مثل البعوض أكثر احتمالا، "مما يخلق كابوسا للصحة العامة في نظام الرعاية الصحية المثقل بالفعل"، على حد قول أبو زر. وأضاف أن "التلوث الناجم عن هذه الحرائق المؤقتة، بالإضافة إلى الغبار الناتج عن المباني المدمرة، أدى إلى تدهور جودة الهواء بشكل كبير."

يفتقد أبو زر الطلاب الذين أعادوا الحياة إلى غرفة ندواته في الكلية الجامعية للعلوم والتكنولوجيا في خان يونس، جنوب قطاع غزة.

وقال الأستاذ المساعد لشبكة CNN: "لقد كانت هناك متعة فريدة من نوعها في أن أكون جزءًا من رحلتهم نحو أن يصبحوا الجيل القادم من المهنيين الصحيين". وأضاف: "رؤية الحماس في أعينهم ورغبتهم في المساهمة في رفاهية مجتمعنا أعطتني فخرًا كبيرًا وأملًا في المستقبل."

لكن القوات الإسرائيلية ضربت المنشأة في 7 يناير/كانون الثاني، حسبما أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. ووفقاً لمجموعة التعليم التي تقودها اليونيسف، فإن 85% من المباني المدرسية قد دمرت أو تضررت حتى 6 يوليو/تموز. وأكدت وزارة التعليم الفلسطينية في غزة أن الهجمات الإسرائيلية تسببت في مقتل 11600 طالب، وأكثر من 750 معلماً وموظفاً في المدرسة، و130 طفلاً.

إسرائيلالأراضي الفلسطينيةانفوجرافيكغزةقطاع غزةنشر الخميس، 10 أكتوبر / تشرين الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأراضي الفلسطينية انفوجرافيك غزة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة

القدس المحتلة- في كل عام، يحمل المهندس سليمان فحماوي ذاكرته المثقلة بالحنين والوجع، ويسير على خُطا قريته المهجرة "أم الزينات" الواقعة على سفوح جبال الكرمل في قضاء حيفا، والتي اضطر لمغادرتها قسرا كباقي مئات آلاف الفلسطينيين، تاركا خلفه طفولته وذكرياته لتصبح جزءا من تاريخ النكبة الذي لا ينفك يعيد نفسه.

سليمان، اللاجئ في وطنه، عاش فصول النكبة الفلسطينية متنقلا بين بلدات الكرمل والساحل، قبل أن يستقر به الحال في بلدة أم الفحم، على تخوم حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967.

واليوم، وفي الذكرى الـ77 للنكبة، وبعد عقود من التهجير، يقف كعضو ومتحدث باسم "لجنة الدفاع عن حقوق المهجرين" بالداخل الفلسطيني، محاولًا الحفاظ على ذاكرة القرى التي طمست معالمها، وفي مقدمتها قرية "كفر سبت" المهجرة، في قضاء طبريا في الجليل شمالي فلسطين.

فحماوي: لمسنا نياتٍ مبيتة من الشرطة الإسرائيلية وتهديدات بالاعتداء على المشاركين (الجزيرة) شروط صادمة

منذ تأسيس "جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين" عام 1997، اعتاد سليمان ورفاقه تنظيم مسيرة العودة السنوية إلى القرى المهجّرة، بالتنسيق مع لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، حيث أصبحت المسيرات ذات رمزية تقول للعالم "يوم استقلالهم يوم نكبتنا"، وتعيد للأذهان قصص البيوت المهدومة والأرواح التي لا تزال معلقة بأطلال قراها.

"هذا العام كان مختلفا" يقول فحماوي للجزيرة نت بنبرة يغلب عليها الأسى، فبدلا من التحضير المعتاد للمسيرة الـ28 نحو "كفر سبت"، اصطدمت الجمعية بسلسلة من الشروط التعجيزية التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية، ما اضطرهم إلى اتخاذ قرار صعب "سحب طلب التصريح".

يوضح فحماوي "كما كل عام، قدمنا طلبا للحصول على التصاريح، لكن الشرطة هذه المرة وضعت شروطًا غير مسبوقة، كان أولها عدم رفع العلم الفلسطيني، ذلك العلم الذي لطالما خفقت به القلوب قبل الأيادي، كما اشترطت الحصول على موافقة المجلس الإقليمي في الجليل الغربي، الذي تقع القرية ضمن نفوذه، إضافة إلى تحديد عدد المشاركين بـ700 شخص فقط".

إعلان

"بالنسبة لنا، العلم الفلسطيني خط أحمر" يؤكد سليمان، ويتساءل "كيف لمسيرة تحمل اسم العودة أن تقام دون علمنا، ودون مشاركة الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني الذين يحملون هم القضية؟".

وبين تهديدات الشرطة بالاقتحام، والوعيد بقمع المسيرة حال تجاوز الشروط، وجدت الجمعية نفسها أمام مفترق طرق، ويقول فحماوي "خلال المفاوضات، لمسنا نوايا مبيتة من الشرطة الإسرائيلية وتهديدات بالاعتداء على المشاركين من أطفال ونساء وشباب".

وفي مشهد تتداخل فيه الوطنية بالمسؤولية الأخلاقية، اجتمعت كافة الأطر السياسية والحزبية والحقوقية في الداخل الفلسطيني، ليصدر القرار الأصعب (سحب الطلب)، لخصها فحماوي بقوله "نقطة دم طفل تساوي العالم"، مضيفا "لن نسمح بأن تتحول مسيرتنا إلى ساحة قمع جديدة، اخترنا العقل على العاطفة، لكن شوقنا للعودة لا يلغيه انسحاب مؤقت".

جبارين: حق العودة ليس مناسبة بل حياة كاملة نعيشها يوميا (الجزيرة) ذاكرة لا تموت

قبل نحو 30 عاما، لم تكن مسيرات العودة جزءا من المشهد الوطني الفلسطيني، وكانت قضية القرى المهجرة تعيش في طي النسيان، مطموسة في ذاكرة مغيبة، تكاد تمحى بفعل الإهمال والسياسات الإسرائيلية المتعمدة، يقول فحماوي، ويضيف "لكن هذا الواقع بدأ يتغير تدريجيا مع انطلاق المبادرات الشعبية، وعلى رأسها مسيرة العودة".

وعلى مدى هذه العقود الثلاثة، شارك مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني -وخاصة من فلسطينيي الداخل- في مسيرات العودة، التي تحوّلت إلى محطة وطنية سنوية ثابتة، تحمل رسائل سياسية وشعبية عميقة، وتؤكد على حق العودة بوصفه حقا فرديا وجماعيا غير قابل للتنازل أو التفاوض.

ورغم قرار سحب طلب التصريح لمسيرة العودة الـ28، لا يتوقف التساؤل لدى أدهم جبارين، رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم، وابن عائلة لاجئة من قرية اللجون المهجرة عن "ماذا يعني أن يمنع لاجئ فلسطيني من العودة، ولو ليوم واحد، إلى قريته التي طُرد منها؟ وماذا يعني أن يجرم رفع العلم الفلسطيني؟"

إعلان

"هذه ليست النهاية" يؤكد جبارين للجزيرة نت، ويقول "نحن مستمرون، فحق العودة ليس مناسبة، بل حياة كاملة نعيشها يوميا"، مضيفا "رغم القيود والتهديدات، تبقى مسيرة العودة أكثر من مجرد حدث سنوي، هي ذاكرة حية تورَّث للأجيال، ورسالة واضحة بأن القرى المهجرة ستظل حاضرة في القلوب والعقول، حتى يتحقق حلم العودة.

حضور الأطفال كان بارزا في مسيرة العودة التقليدية التي تنظم سنويا عشية ذكرى النكبة (الجزيرة)

 

ويؤكد جبارين أن قرار سحب الطلب "لم يكن تراجعا، بل خطوة واعية اتخذت من منطلق المسؤولية الوطنية، بعد أن اتضح خلال مفاوضات الجمعية مع الشرطة الإسرائيلية وجود نية مبيتة للترهيب والترويع، وحتى تهديد ضمني بإمكانية قمع المسيرة بالقوة، وربما ارتكاب مجزرة بحق المشاركين".

ويقول "نرى ما يجري من حرب إبادة في غزة، وعمليات التهجير في الضفة الغربية، وما لمسناه من سلوك الشرطة يعكس تحضيرات لتنفيذ سيناريو مشابه في الداخل، حيث بات استهدافنا على خلفية إحياء المناسبات الوطنية مسألة وقت لا أكثر".

لكن رغم المنع، لم تتوقف الفعاليات، فالجمعية أطلقت برنامج زيارات موسعًا إلى أكثر من 40 قرية مهجّرة، بمرافقة مرشدين مختصين، لتتحوّل ذكرى النكبة من فعالية مركزية واحدة إلى عشرات الجولات والأنشطة الميدانية.

ويختم جبارين حديثه للجزيرة نت بالقول إن "مسيرة العودة ليست مجرد تظاهرة، بل رسالة متجددة وتذكير سنوي بالنكبة، وتجذير للوعي الوطني، وانتقال للذاكرة من جيل إلى آخر، ورسالة واضحة بأن لا حق يضيع ما دام هناك من يطالب به".

ويضيف أنها "أيضا رد مباشر على المقولة الصهيونية الشهيرة: الكبار يموتون والصغار ينسون، فالصغار لم ينسوا، بل باتوا في مقدمة الحشود، يحملون الراية، ويرددون أسماء القرى التي هُجرت، وكأنها ولدت من جديد على ألسنتهم".

مقالات مشابهة

  • الأسرى الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية.. دورهم بقيادة النهضة الفكرية
  • غزة تموت جوعا وسم يتصدر منصات التواصل
  • يوم دام جديد خلف شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي على غزة
  • شروط الاحتلال الإسرائيلي التي أدت لإلغاء مسيرة العودة
  • غزة: 34 شهيدا جراء القصف الإسرائيلي منذ فجر اليوم
  • قصف إسرائيلي يستهدف خيام النازحين في المواصي جنوب خان يونس
  • نعيم قاسم: القصف الإسرائيلي هدفه الضغط والدولة مسؤولة عن متابعة وقف إطلاق النار
  • حصيلة شهداء القصف الإسرائيلي للقطاع بلغت 52314
  • ممثلة مصر أمام العدل الدولية: إسرائيل تخير سكان غزة بين القصف أو التهجير
  • انتشال جثامين ضحايا الغارة الإسرائيلية على شمال غزة