مختصة لـ "اليوم": الكشف المبكر يعزز فرص الشفاء ويحمي حياة النساء
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
أكدت وزارة الصحة أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي يمكن أن يرفع فرص الشفاء إلى أكثر من 95%، مشددة على أهمية التوعية بهذا المرض وأهمية إجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر، لا سيما خلال شهر أكتوبر الذي يُعد شهر التوعية بسرطان الثدي عالمياً.
وتعد هذه الحملة جزءاً من جهود الوزارة في مكافحة سرطان الثدي، والذي يُعتبر السرطان الأكثر شيوعاً بين النساء محلياً وعالمياً.
أخبار متعلقة "الأرصاد".. الإنذار الأحمر من أمطار غزيرة على مكةتطوير وتنمية شركات الاستزراع المائي عبر برنامج تدريبيوأشارت الوزارة إلى أن الإحصائيات أظهرت أن أكثر من 55% من حالات سرطان الثدي في المملكة العربية السعودية يتم اكتشافها في مراحل متأخرة، مما يقلل من فرص الشفاء ويزيد من تعقيد العلاج.عوامل الخطر
أوضحت الوزارة أن سرطان الثدي يحتل المرتبة الثانية من حيث الانتشار على مستوى العالم، ويعود ذلك إلى عوامل خطر متنوعة، من بينها كون المرأة أنثى، والسمنة، وتعاطي الكحول، والتقدم في العمر، والتاريخ العائلي للإصابة، والإصابة السابقة بسرطان الثدي، والتعرض السابق للإشعاع، والعلاج الهرموني، وبعض الطفرات الجينية، فضلاً عن سجل الصحة الإنجابية، مثل العمر عند بداية الدورة الشهرية أو عند الحمل الأول.
وتهدف وزارة الصحة من خلال هذه الحملة إلى تحقيق مجموعة من الأهداف التي تسهم في الحد من انتشار سرطان الثدي في المجتمع، حيث تسعى إلى زيادة وعي المجتمع بعوامل الخطر التي قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى نشر الوعي حول طرق الوقاية، مثل الحفاظ على نمط حياة صحي وتقليل عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة.أهمية الكشف المبكر
كما تركز الحملة على أهمية الكشف المبكر ودوره في تحسين فرص الشفاء، وذلك من خلال توفير خدمات متكاملة تشمل كافة مراحل الرعاية، بدءاً من الكشف المبكر وحتى العلاج، بهدف تقديم الدعم الكامل للنساء اللواتي قد يكنَّ عرضة للإصابة بسرطان الثدي.
وتتضمن الحملة أيضاً نشر معلومات حول أماكن توفر خدمات الكشف المبكر في مختلف مناطق المملكة، وتستهدف الحملة النساء من مختلف الفئات العمرية، لا سيما من يعانين من عوامل الخطر المرتبطة بسرطان الثدي، حيث تحث الوزارة كافة النساء على الاستفادة من هذه الخدمات لضمان الكشف المبكر، وبالتالي زيادة فرص العلاج والشفاء بشكل فعال.
فيما أكدت لـ "اليوم" د. إيمان الشمري، طبيبة الجراحة العامة والاستشارية في جراحة أورام الثدي الترميمية، أن سرطان الثدي يشكل تحدياً صحياً كبيراً للنساء، مشيرةً إلى أن التوعية والكشف المبكر يمكن أن يساهما في رفع نسب الشفاء إلى أكثر من 95%. د. إيمان الشمري
وأوضحت الشمري أن اكتشاف المرض في مراحله الأولى يزيد بشكل كبير من فرص العلاج الفعال، وهو ما يجعل من الفحص الدوري جزءاً أساسياً من رعاية المرأة لصحتها، خاصةً في حال وجود عوامل خطر مثل التاريخ العائلي، السمنة، أو التعرض لعلاجات هرمونية.التثقيف ونشر الوعي
خلال حديثها عن شهر أكتوبر، الذي يُعد شهر التوعية بسرطان الثدي عالمياً، شددت الشمري على أهمية الوقاية من خلال التثقيف ونشر الوعي، حيث أوضحت أن كل امرأة يجب أن تكون على دراية بالتغيرات الطبيعية في جسمها، وألا تتردد في استشارة الطبيب إذا لاحظت أي تغيرات غير معتادة. كما أشارت إلى أن اتباع نمط حياة صحي، يشمل تناول الغذاء المتوازن وممارسة الرياضة، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة.
واوضحت د. الشمري إن الوقاية تبدأ بالوعي، والكشف المبكر ليس مجرد إجراء طبي، بل هو وسيلة حماية وقائية. دعونا نستغل هذا الشهر للتشجيع على الاهتمام بالصحة والتوعية بأهمية الفحص الدوري، لنظل واعيات ومستعدات للمحافظة على سلامتنا.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 اليوم الوطني 94 عبدالعزيز العمري جدة وزارة الصحة سرطان الثدي شهر التوعية بسرطان الثدي الکشف المبکر بسرطان الثدی سرطان الثدی فرص الشفاء
إقرأ أيضاً:
الطلاب والأطباء الجدد جنود مجهولون لإنقاذ جرحى غزة
غزة- حينما قرر الطبيب معتز حرارة فتح قسم "استقبال وطوارئ" جديد في المستشفى المعمداني، لاستقبال جرحى الحرب بعد تدمير الاحتلال مستشفى الشفاء في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، فوجئ بعقبة كبيرة تمثَّلت في صعوبة التواصل مع الأطباء المختصين، لتعطل شبكة الاتصالات ونزوح كثير منهم إلى جنوب قطاع غزة.
وسط هذا الفراغ الطبي الخطير، لم يتردد حرارة (رئيس قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفى الشفاء) في اتخاذ قرار حاسم بالاستعانة بالخريجين الجدد وطلبة الامتياز، وطلاب كليات الطب، وبدأ في تدريبهم، بهدف إنقاذ الأرواح المهددة بالموت.
يقول حرارة للجزيرة نت "قبل الحرب، كان لدينا 60 طبيب طوارئ، وبعدها، تبين أن ثلثي الأطباء نزحوا إلى جنوب القطاع أو سافروا للخارج، بينما كان الثلث الباقي يعاني من ويلات النزوح مع عائلاتهم".
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اجتاحت مستشفى الشفاء في غزة مرتين، أولاهما في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، والثانية في مارس/آذار 2024، وألحقت به دمارا كبيرا وأخرجته عن الخدمة.
وتابع الطبيب حرارة قائلا "بدأت أبحث عن طلاب طب وأطباء جدد، وقرَّرت فتح قسم للطوارئ في مستشفى المعمداني لمواكبة التدفق الكبير للجرحى".
وكشف عن أن نحو 70% من العاملين في قسمي الاستقبال والطوارئ في مستشفيي الشفاء والمعمداني كانوا من الأطباء الجدد وطلاب كليات الطب.
إعلانواستطرد حرارة أن التحديات كانت كبيرة، خاصة مع قلة الخبرة لدى الأطباء الجدد، "لكننا كنا نعلمهم وندربهم على كيفية التعامل مع المواقف الصعبة".
وعلى سبيل المثال -يواصل حرارة- تطلبت بعض الحالات الحرجة تدخلا فوريا، فيتعلم الجدد كيفية تنفيذ الإجراءات اللازمة، كتركيب الأنبوب الصدري لتفريغ الهواء أو الدم، وهو عمل كان يقتصر على أطباء الجراحة المتمرِّسين.
وآنذاك، كان فريق المناوبة الليلي يتكون من 5 أطباء: طبيب طوارئ (موظف قديم)، مع طبيب متطوع، و3 طلاب طب، يعملون على مدار الساعة.
وأكد حرارة أن الأطباء الجدد والطلاب استفادوا كثيرا من خبرات الطوارئ، وأصبحوا أكثر مهارة في التعامل مع الحالات المعقدة، ولا يزالون على رأس عملهم، وأضاف "لن نتخلَ عنهم، هؤلاء كانوا الجنود المجهولين الذين ساعدونا في مواجهة الأزمة".
وظائف أخرىوقبل الحرب بنحو 3 أشهر تخرّج لؤي قنوع، وكان قد بدأ فترة التدريب (الامتياز) في قسم الطوارئ بمستشفى الشفاء، وحينما اشتد العدوان، قرَّر مواصلة عمله "تطوعا".
ويقول قنوع للجزيرة نت "كان الوضع صعبا للغاية، ونقص الأطباء من أكبر المشاكل التي واجهناها، فمعظمنا متطوعون وحديثو تخرُّج ومن دون خبرة، ورغم ذلك، فكان علينا التعامل مع حالات لا نملك المهارة الكافية للتعامل معها".
ويشعر قنوع بالفخر لإنقاذ حياة كثيرين، ومنهم طفلة أصيبت في رأسها وخرج جزء من دماغها، وقام بعلاجها رغم عدم توفر الإمكانات، وعلم لاحقا من والدها أنها نجت.
كما يحتفظ الطبيب الشاب في ذاكرته بمواقف كثيرة عجز أمامها، بينها وفاة طفل جريح احتاج إلى أنبوب تنفس صناعي، وكان يمكن أن يعيش لو توفر له، وأضاف "لم أنس هذا الطفل حتى اليوم".
وخلال الحرب اضطر قنوع للعمل في تخصصات متعددة، ومنها تشغيل جهاز تصوير الأشعة السينية، تحسبا لغياب الفنيين، وتجبير الكسور وخدمات التمريض.
حنين الداية، تخرجت عام 2022، وأنهت فترة "الامتياز" قبل الحرب بـ6 أشهر، ولم تتردد في التطوع لخدمة المرضى والجرحى.
إعلانوتقول للجزيرة نت "تنقلت بين مستشفيَي المعمداني والشفاء، وكنا نواجه صعوبات شديدة، خاصة عندما يستهدف الاحتلال المستشفيات أو المدارس أو المنازل، ويصلنا عدد هائل من الجرحى دفعة واحدة، بينما نعمل في مساحة صغيرة جدا، والجرحى ملقون على الأرض لعدم وجود أسرة فارغة".
ولفتت الداية إلى أن الأطباء القدامى كانوا حريصين على تعليمهم بشكل عملي، إضافة إلى تنظيم محاضرات تدريبية 3 مرات أسبوعيا.
وتكمل "يشرف الأطباء علينا في البداية، ثم بعد فترة يتركوننا للعمل دون متابعة مباشرة، لوجود عدد كبير من المصابين".
وتذكر إحدى الحالات التي أنقذت حياتها وتقول "كان هناك شاب فاقد للوعي، وملقى على الأرض وسط زحمة الجرحى، تابعته واكتشفت أنه أصيب بشظية قنبلة في غشاء القلب تسببت له بنزيف، وتمكنا من إنقاذه، وعاد بعد يومين ليشكرنا".
لكن الحرب -تتابع الداية- كانت مليئة بالحالات الصعبة أيضا، إحداها لمواطن نجا وحده من مجزرة راح ضحيتها 111 فردا من عائلته، ثم استشهد نظرا لقلة الإمكانات وصعوبة حالته.
يقول الطبيب محمد الجدبة، الذي أنهى فترة "الامتياز" قبل شهر من اندلاع الحرب، واصفا تجربته الصعبة "لم أكن قد حصلت على تصريح مزاولة المهنة بعد، لكن بمجرد بدء الحرب تطوعت للعمل في مستشفى الشفاء".
وأضاف للجزيرة نت "في أثناء عملي، واجهنا أعدادا هائلة من الجرحى، وكانت مفاجأة كبيرة لنا -نحن الأطباء الجدد- لأننا لم نكن نملك الخبرة الكافية للتعامل مع هذه الحالات المعقدة".
ورغم أنه اكتسب "خبرة كبير جدا"، من تلك التجربة، فإن الوضع كان صعبا على المستوى الشخصي، بالنسبة للجدبة، وتعرض لضغط شديد نتيجة لقلقه الدائم على عائلته، حيث كانت المناوبات تستمر لشهر كامل من دون العودة إلى منازلهم.
إعلانوعانوا كثيرا لتوفير الطعام ويقول "في أيام المجاعة، كنا نفطر على 3 تمرات فقط، ثم نضطر للمشي لمسافات طويلة للوصول إلى المستشفى بسبب انقطاع وسائل النقل".
ويسرد الجدبة موقفا صعبا، إبان المجاعة التي تعرض لها شمال القطاع، تمثَّل في وصول عائلة كاملة تناولت نباتا ساما من شدة الجوع، ولم تكن لديه معرفة كافية بكيفية التعامل مع السم أو المصل الخاص به، ورغم ذلك، فإنه نجح في التقليل من تركيزه، وإنقاذ الأسرة.
أما محمد الغازي، طالب السنة الرابعة في الطب، فتحدث عن تجربته التطوعية خلال الحرب وكيف تحوَّل لـ"طبيب عظام".
ويقول للجزيرة نت "بدأت التطوع في مستشفى الشفاء في السابع من يناير/كانون الثاني 2024، وكنت في السنة الثالثة، ودفعني لذلك حاجة الناس الكبيرة".
وأضاف "عملت في قسم العظام، وكنا نستقبل نحو 120 حالة يوميا، ونقوم بتجبيرها بالجبس"، وواصل "هذه الفترة شكَّلت نقلة نوعية بالنسبة لي، فقد كان لديّ القليل من المعلومات، لكن العمل تحت ضغط الظروف علمنا الكثير".