يوم الجمعة: يوم الدعاء المستجاب ووقت القرب من الله
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
يوم الجمعة: يوم الدعاء المستجاب ووقت القرب من الله، يوم الجمعة هو هدية من الله للمسلمين، إذ يحمل في طياته بركات لا تعد ولا تحصى.
وقد خصه الله بفضائل وخصائص مميزة تجعل المسلم يتوق إليه كل أسبوع؛ فهو يوم الراحة والعبادة، وفرصة لتجديد العهد مع الله.
الدعاء في هذا اليوم هو أحد أعظم العبادات، ففيه ساعة يستجاب فيها الدعاء، فيتوجه المسلم إلى الله بكل إخلاص، طامعًا في رحمته وعطائه.
يعد الدعاء صلة بين العبد وربه، ومن أكثر الأوقات استجابة هو يوم الجمعة.
يوم الجمعة: يوم الدعاء المستجاب ووقت القرب من اللهففيه يجد المسلم فرصة للتقرب من الله، وتصفية قلبه من هموم الدنيا.
يرفع المسلم يديه بالدعاء طالبًا من الله العون، الفرج، والرضا.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن فضل هذا اليوم، وأن فيه ساعة لا يرد فيها الدعاء، مما يدفع المسلم للتفرغ فيه للعبادة والدعاء، إيمانًا منه برحمة الله الواسعة.
الدعاء يوم الجمعة له أثر عميق في النفس، فهو يمنح المسلم راحة نفسية، ويشعره بأنه بين يدي الله، الذي يسمع دعاءه ويستجيب له.
وتزداد أهمية الدعاء في هذا اليوم لأنه يجمع المسلمين في المساجد، حيث يتوجه الجميع لله عز وجل بالدعاء والتضرع، وتكون القلوب متحدة في التوجه نحو الله، مما يزيد من روحانية اللحظة ويقوي الرابطة الإيمانية بينهم.
الدعاء يوم الجمعة: باب مفتوح لتحقيق الأماني وتفريج الكروب فضائل يوم الجمعة وأثر الدعاء فيه1. وجود ساعة استجابة:
أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن وجود ساعة في يوم الجمعة لا يرد فيها الدعاء، ما يجعل المسلم يدعو طوال اليوم، طمعًا في استجابة الله وتحقيق آماله وأمانيه.
2. تجديد الإيمان وتعزيز الصلة بالله:
الدعاء يوم الجمعة يقوي إيمان المسلم، ويجعله يشعر بقربه من الله، حيث تتجدد الصلة بين العبد وربه، مما يمنحه راحة وطمأنينة.
3. إزالة الهموم وتفريج الكروب:
الدعاء في يوم الجمعة فرصة للمسلم لبث همومه بين يدي الله، والطلب منه أن يفرج كربه ويزيل عنه الهموم، مما يمنح قلبه سكينة وراحة نفسية.
4. تكفير الذنوب وزيادة الحسنات:
في يوم الجمعة، يتوجه المسلم بالدعاء والاستغفار، مما يساهم في تكفير ذنوبه، ويزيد من حسناته، ويقربه من الله أكثر.
أدعية مستحبة في يوم الجمعة
1. دعاء الرزق وتيسير الأمور:
"اللهم ارزقني من حيث لا أحتسب، ويسر لي أمري، وبارك لي في رزقي وعافيتي."
"يا رب، اجعل لي في كل أمر خيرًا، وافتح لي أبواب الرزق والتوفيق."
2. دعاء المغفرة والتوبة:
"اللهم اغفر لي ولوالدي، واجعلني من عبادك التائبين المقبولين."
"يا الله، ارحمني واغفر لي ذنوبي، واجعلني ممن رضي عنهم."
3. دعاء السكينة وراحة البال:
"اللهم ارزقني الطمأنينة، واملأ قلبي براحة لا تنقطع، وارزقني الرضا بما قسمته لي."
"يا الله، ابعد عني القلق والخوف، واجعل لي في كل أمر راحة وهدوء."
4. دعاء الشفاء والعافية:
"اللهم اشفِ مرضانا وارزقنا الصحة والعافية، واحفظنا من كل سوء."
"يا شافي، امنحني الشفاء وبارك لي في صحتي، واجعلني من الشاكرين لنعمك."
يوم الجمعة: دعاء وتواصل مع اللهإن يوم الجمعة هو محطة يتوقف عندها المسلم ليعيد ترتيب أولوياته، ويجدد إيمانه، ويطلب من الله رحمته ورضاه.
فالدعاء فيه هو فرصة للتقرب من الله وطلب تحقيق الأمنيات وتفريج الكروب، فهو يوم يحمل في طياته بركة ورحمة من الله.
فلنحرص على اغتنام يوم الجمعة بالدعاء، ونتوجه إلى الله بقلوب مخلصة، واثقين بأن الله قريب مجيب الدعاء.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الجمعة يوم الجمعة فضل الدعاء يوم الجمعة دعاء يوم الجمعة فی یوم الجمعة الدعاء فی من الله
إقرأ أيضاً:
حكم الذكر والدعاء بغير المأثور في الصلاة
الدعاء بالصلاة.. قالت دار الإفتاء المصرية إن المعتمد عند سائر المذاهب الفقهية المتبوعة على أنه لا يشترط في الصلاة الالتزامُ بنصوص الدعاء الواردة في الكتاب والسنة، وأن ذلك ليس واجبًا ولا متعيَّنًا، وإن كان هو الأفضل إذا وافق ذكر اللسان حضور القلب، وأنه يجوز للمصلي أن يذكر ويدعو في صلاته بغير الوارد ممَّا يناسب الوارد ولا مخالفة فيه.
كما اتفقوا الفقهاء على أنّ كلّ ما لا يجوز الدعاء به خارج الصلاة لا يجوز الدعاء به داخلها.
حكم الدعاء بقضاء حوائج الدنيا مما لا يُقصَد به القربةولكنهم اختلفوا في موضوع الدعاء؛ هل يجوز أن يكون بما لا يناسب المأثور؟ وهل يجوز أن يكون بملاذّ الدنيا وشهواتها مما لا يُقصَد به القربة.
فالذي عليه جمهور الفقهاء؛ من المالكية والشافعية والحنابلة في قول: أنه يجوز للمسلم أن يدعو في صلاته بما شاء مِن حوائج الدنيا والآخرة، مع اتفاقهم على أفضلية الدعاء المأثور في الصلاة على غيره إذا فهم المصلي معناه، وكان حاضر القلب عند الدعاء به.
واستثنى الحنابلة في المعتمد عندهم الدعاءَ بغير القربة ممَّا يُقْصَد به ملاذُّ الدنيا وشهواتها بما يشبه كلام الآدميين وأمانيَّهم، وفي رواية عندهم: أنَّ ذلك يجوز، وأجازوا ما عدا ذلك ولو لم يُشبِه ما ورد.
واقتصر الحنفية على جواز الدعاء بما يناسب المأثور، دون ما يشبه كلام الناس؛ فلا يجوز الدعاء به عندهم وتفسد به الصلاة، والمأثور عندهم أعمّ من أن يكون مرفوعًا أو غير مرفوع.
الدليل من القرآن على جواز الذكر والدعاء بغير المأثور في الصلاة
وجواز الدعاء والذكر في الصلاة بغير ما ورد في الكتاب والسنة قد دلت عليه نصوص الكتاب الكريم، والسنة النبوية الشريفة، وفعل الصحابة والتابعين، وفهم السلف والأئمة، وعليه جرى عمل الأمة؛ حتى جرى ذلك مجرى الإجماع:
فمن الكتاب الكريم: قوله تعالى: ﴿قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء: 107-110].
حيث نص كثير من المفسرين على أنَّ قولهم هذا: ﴿سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا﴾ كان في سجودهم، وقد مدحهم الله تعالى على ذلك، ولم ينكر عليهم هذا القول في السجود؛ بل وصفهم بالعلم، وساق سجودهم وتسبيحهم فيه في مقابلة المستكبرين عن الإيمان بأن القرآن الكريم حق من عند الله، مع أنَّ هذا القول في السجود لم يسبق وروده في الشرع، ولو كان غير جائز لنَبَّهَ الشرع على عدم جوازه أو لاكتفى القرآن بذكر أصل التسبيح دون صيغته، فلمَّا أورده في سياق المدح له دل ذلك بمنطوقه على استحسان هذا اللفظ، ودل بمعناه على جواز الذكر في السجود بغير المأثور.
الدليل من السنة على جواز الذكر والدعاء بغير المأثور في الصلاة
ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علّمه التشهد، ثم قال في آخره: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَيَدْعُو»، وفي لفظ للبخاري: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الثَّنَاءِ مَا شَاءَ»، وفي لفظ لمسلم: «ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ بَعْدُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ أَوْ مَا أَحَبَّ».
وروى البخاري ومسلم عن رفاعة بن رافع الزُّرَقِي رضي الله عنه قال: كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: «مَنِ المُتَكَلِّمُ» قَالَ: أَنَا، قَالَ: «رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ».
فقد أقر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصحابي على هذا الذكر من غير أن تسبق به مشروعية بخصوصه، ولو كان هذا الفعل منه وهو الذكر بغير الوارد في الصلاة حرامًا أو بدعة منكرة لَمَا امتدحه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولَمَا ابتدرته الملائكة وتسابقت لكتابته، ولو كان المحمود هذا الذكر بعينه دون مطلق الذكر بغير المأثور لجمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين إقراره عليه وتنبيهه إلى حرمة اختراع ذكر غير مأثور.
وروى الإمام مسلم في "صحيحه" عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ».