تايمز: هكذا تتحاور طهران سرا مع الشيطان الأكبر
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
ذكر مقال رأي بصحيفة تايمز أن لإيران والولايات المتحدة تاريخا طويلا من الاستخدام لقنوات اتصال سرية لتسوية الخلافات وتجنب الصراعات، مشيرا إلى أن أحدث مثال على ذلك هو إعلام طهران لواشنطن بنيتها قصف إسرائيل بوابل من الصواريخ.
وأبرز المقال أن هذه القنوات تتيح للدولتين تجنب التصعيد مع الإبقاء على مكانتهما الدولية.
واستعرض المقال، بقلم المراسلة المحنكة كاثرين فيليب، تاريخ هذه المحادثات السرية ابتداء بعام 1980، حين قطعت الولايات المتحدة علاقاتها مع إيران إبان الثورة الإيرانية، وأُسّست القناة السويسرية الخلفية، وهي خط اتصال دبلوماسي تعمل فيه سويسرا وسيطا بين البلدين.
ووفق فيليب، فإن الولايات المتحدة استخدمت القناة السويسرية بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول لتأمين اتفاق مع إيران ينص على أن تساعد طهران القوات الأميركية في أفغانستان إذا ما عبرت قواتها بطريق الخطأ الحدود إلى الأراضي الإيرانية.
كما لجأت إيران إلى القناة في 2003 لاقتراح إجراء محادثات شاملة تتضمن الاعتراف بإسرائيل واتخاذ إجراءات ضد الجماعات الإرهابية، ولكن إدارة الرئيس جورج بوش الابن رفضت بدعوى أن الإيرانيين لم يكونوا جادين وأن السفير السويسري تيم غولديمان بالغ في الرسالة التي نقلها، غير أنه أوضح أنه كان يتصرف فقط مثل "ساعي البريد" لإيصال الرسائل بين الطرفين، حسب تايمز.
واستمرت المحادثات السرية حتى عام 2013 عندما اجتمعت كبيرة مفاوضي الرئيس باراك أوباما في المحادثات النووية ويندي شيرمان وجها لوجه مع دبلوماسيين إيرانيين، وعلقت شيرمان على تجربتها قائلة إن "الوجود في الغرفة نفسها على الطاولة نفسها غيّر كل شيء".
وقال التقرير إن العلاقات بدت كأنها تتحسن، إذ أصبحت شيرمان جدة في الوقت الذي رزق فيه عباس عراقجي -وزير خارجية إيران حاليا- بحفيد، فتبادل المفاوضان صور أحفادهما.
وعندما وجدت شيرمان أن الإيرانيين كانوا مرتابين بشأن تدوين أي شيء على الورق قامت بتجهيز لوح سبورة لتدوين عناصر الاتفاق، وكان بمقدور كل طرف تدوين ملاحظاته على تلك السبورة.
غير أن هذا التقدم، وفقا للكاتبة، انهار بعدما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي في 2018، مما أدى إلى تجدد التوترات، ولكن القناة السويسرية استمرت بالعمل.
وبعد ساعات من الضربة الصاروخية الأميركية التي قتلت الجنرال الإيراني قاسم سليماني -كما تقول تايمز- أرسلت إدارة ترامب رسالة واحدة إلى الجانب الإيراني عبر القناة: "حذار من التصعيد"، وأتاحت الرسائل المشتركة تنسيق حل للأزمة التي انتهت بهجوم إيراني انتقامي غير دموي على قواعد عسكرية أميركية خالية في العراق.
وتطرق التقرير كذلك إلى وساطة قطر السرية بديلا عن القناة السويسرية عام 2023 أثناء المفاوضات على إطلاق سراح الرهائن الأميركيين في إيران.
ولا تزال هذه القنوات الخلفية ضرورية لإدارة واحدة من أكثر العلاقات الدبلوماسية توترا في العالم، فهي تسمح للطرفين بالتواصل بأريحية بعيدا عن المواقف العلنية والحواجز السياسية، وفقا لتايمز.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
ظريف عن الحوار مع أمريكا: إيران قامت بالاختيار الصحيح
بغداد اليوم - متابعة
أكّد وزير الخارجية الإيراني الأسبق محمد جواد ظريف، اليوم الثلاثاء، (8 نيسان 2025)، أن مسؤولية الجولة الجديدة من المفاوضات مع الولايات المتحدة تقع بالكامل على عاتق وزارة الخارجية الإيرانية، مشيداً بقدرات الفريق المفاوض برئاسة عباس عراقچي، الذي أثبت – بحسب تعبيره – "الكفاءة، الجدية، والإرادة لتحقيق تفاهم قائم على المصالح الوطنية والاحترام المتبادل".
وفي رسالة نشرها ظريف، اليوم الثلاثاء عبر منصة "إكس" وترجمتها "بغداد اليوم"، قال "من دواعي السرور والاطمئنان أن يتولى زميلي وصديقي سيد عباس عراقچي، إلى جانب فريقه المتمرس في وزارة الخارجية، مسؤولية المحادثات التي ستبدأ يوم السبت المقبل".
وأضاف: "إذا أتى الوفد الأمريكي بنفس الإرادة واحترام الحقوق والمصالح الإيرانية، فإن المسار سيكون واعداً ومثمراً".
وختم ظريف بالقول: "إيران قامت بالاختيار الصحيح، والكرة الآن في ملعب الولايات المتحدة، للمشاركة في هذا الامتحان المصيري لبناء مستقبل أفضل للمنطقة والعالم".
وأضاف: "لقد اختارت إيران الطريق الصحيح. الآن، حان دور الولايات المتحدة للمشاركة في هذه اللحظة الحاسمة لبناء مستقبل أفضل للمنطقة والعالم."
وفي ختام رسالته، أشار ظريف إلى أهمية التعاون الدولي في تحقيق السلام والاستقرار، مؤكداً أن إيران قد اتخذت القرار الصحيح وأن الوقت قد حان للولايات المتحدة للانخراط في هذه العملية الحيوية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أمس الإثنين، لأول مرة عن إجراء محادثات أمريكية مباشرة مع إيران، وفي حين أكدت طهران أن المحادثات ستكون "غير مباشرة"، عبرت مصادر إسرائيلية عن "خيبة أمل" من الإعلان المفاجئ لترامب.
وأثناء استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس، أعلن ترامب أن اجتماعا مهما سيعقد يوم السبت المقبل على أعلى مستوى، مضيفا أن نجاح هذه المفاوضات سيكون إيجابيا لإيران وإلا فستكون في "خطر كبير".
وقال ترامب "إيران لا يمكن أن تملك سلاحا نوويا، وإذا لم تنجح المحادثات، أعتقد أنه سيكون يوما سيئا للغاية بالنسبة لإيران"، وأكد أنه لا واشنطن ولا إسرائيل ترغب في المشاركة في أي صدام ما دام تجنبه ممكنا.
ولم يحدد ترامب مكان إجراء المحادثات، لكنه أكد أنها لن تكون عبر وكلاء، بل على "أعلى مستوى تقريبا".
المصدر: وكالات