حذَّرت دار الإفتاء المصرية من التحايل للاستيلاء على السيارات المستوردة لصالح ذوي الهمم.

وقالت الدار في أحدث بياناتها: إنَّ من مظاهر تكريم الشريعة الإسلامية للإنسان أنْ خصَّت الشريعة ذوي الهمم بخصائص ترفع عنهم الحرج وتعينهم على شئون الحياة، وإلى هذا أشار القرآن الكريم بقوله: {لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ.

الآية} [النور: 61].

كما ورد في السُّنة النبوية ما يدلُّ على رفع الحرج عن أصحاب الأعذار جميعًا؛ فقد أخرج الإمام البخاري في "صحيحه" عن عمران بن حصين رضي الله عنه -وكان له عذر يحول دون صلاته قائمًا- قال: فسألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الصلاة، فقال: «صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ».

وأشادت الدار -من هذا المنطلق-بتخصيص الدولة ذوي الهمم ببعض الاختصاصات؛ للاستعانة بها في شئونهم، ولاستثمار طاقاتهم في الحياة؛ للسعي بهم نحو حياة أفضل لهم، ومن ذلك تخصيص الدولة سياراتهم بإعفائها من الضرائب الجمركية أو من بعض المستحقات المالية.

وأضافت الدار أنَّ أي احتيال أو تلاعب غير قانوني بجانب كونه عملًا غير شرعي ولا أخلاقي، فإنه يذهب بهدف هذا التخصيص، بل يؤدي إلى الإضرار بالرعاية بذوي الهمم أنفسهم من ناحية، ويعود على الدولة بالإضرار من ناحية.

وتابعت الدار: الاحتيال والتلاعب مخالف للوفاء بالعقد والوعد، وقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [المائدة: 1]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ مَا وَافَقَ الْحَقَّ مِنْهَا»، رواه ابن حبَّان في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك".

كما أنَّه من خيانة الأمانة، وقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27].

وختمت دار الإفتاء بيانها بدعوة المجتمع إلى التعاون والتكافل لحفظ حقوق ذوي الهمم، ولإيصالها لمن يستحقها، ودعوة مؤسسات الدولة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لوصول التخصيص لمستحقيه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء سيارات المعاقين ذوی الهمم

إقرأ أيضاً:

«الفتوى وبناء الإنسان».. فيلم تسجيلي يعكس الرؤية المشتركة لمؤسسات الدولة

شهدت ندوة "الفتوى وبناء الإنسان" التي تعقدها دار الإفتاء المصرية تحت رعاية معالي رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، عرض فيلم تسجيلي عن أعمال الندوة التي تم انطلاقها قبل قليل، بحضور علماء الأزهر الشريف وكبار رجال الدولة والمجتمع المدني.

وعكس الفيلم التسجيلي الجهود المبذولة من قبل دار الإفتاء المصرية، ويأتي بمنزلة رحلة في أعماق الجهود المبذولة والتطلعات المستقبلية لندوة الإفتاء، حيث أكد الفيلم التسجيلي جهود الأزهر الشريف؛ بصفته كعبة العلم الديني الصحيح الذي حمل مشاعل الاستنارة والوسطية في العالم أجمع؛ وخروج العديد من المؤسسات الدينية والوطنية العريقة من رحم هذا الصرح الكبير، لتعمل على خدمة علوم الشريعة الإسلامية والدعوة والقضايا الإنسانية والوطنية وفق منهج علمي أزهري وسطي دقيق، وطبقا لرؤية مؤسسية متطورة ومرنة تتواءم مع تغير الواقع المتلاحق.

وأشار الفيلم إلى انطلاق مسيرة دار الإفتاء المصرية من الفهم الصحيح لرسالة الفتوى، ودورها المهم الكبير في استقرار المجتمعات، وتحقيق الأمن الفكري، ومواجهة التحديات، ومواكبة المستجدات، والخروج بالأمة من دياجير ظلمات الجهل والإرجاف والتفلت إلى نور العلم والعمل والاستقرار؛ بما يحقق مقاصد الشريعة ويبرز معنى أن الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان.

كما أوضح أن ما جعل أفئدة الناس وعقولهم تهوي إلى دار الإفتاء هو تاريخها الكبير الذي قام على أسس علمية منضبطة ومنهجية عملية مشهود لها بالوسطية النابعة من وسطية الأزهر الشريف؛ لتسطر هذه المنهجية لدار الإفتاء المصرية السيرة والمسيرة.

ولما كان لكل جسد روح ولكل مبنى معنى، فقد توارد على دار الإفتاء المصرية سلسلة منيرة متصلة مترابطة من أكابر المفتين؛ لا تختلف منهجا ولا مرجعية ولا تحيد عن كتاب الله وعن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قيد أنملة؛ يحمل بعضهم عن بعض علوم وأسرار الشريعة المطهرة النابعة المتدفقة من بحار وأنوار علوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يصدق فيهم قول سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله؛ ينفون عنه تحريف الجاهلين وانتحال المبطلين وتأويل الغالين» فجزاهم الله خير الجزاء على ما قدموه من خدمات جليلة لدار الإفتاء المصرية.

ولفت الفيلم النظر إلى أن دار الإفتاء المصرية على موعد مع من يحيي هذه المعاني العظيمة في بعث جديد للخطاب الديني علما ودعوة وفتوى بما يساير مفاهيم وتحديات العصر الحاضر؛ فكان الزمان يوم الثاني عشر من شهر أغسطس لسنة ألفين وأربع وعشرين من الميلاد الموافق الثامن من شهر صفر لسنة ألف وأربعمائة وست وأربعين من الهجرة المشرفة؛ حيث تولى فضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عياد منصبمسؤولا عن الوعظ والدعوة والفتوى والبحوث والرصد وغيرها الكثير، وقد شرفت الديار المصرية بتوليه مفتيا لها؛ وبتوليه إفتاء ديارنا تنطلق دار الإفتاء المصرية إلى آفاق رحيبة تحت قيادته.

في السياق ذاته استعرض الفيلم أولويات فضيلة المفتي في قيادة مؤسسة دار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم بصفته مفتيا للديار المصرية في مجموعة من النقاط:

أولا: البناء على ما سبق في مسيرة دار الإفتاء المصرية بالحفاظ على المنجزات وتطويرها.

ثانيا: أن تكون دار الإفتاء أكثر قربا من المواطن بأن تعكس في فتاواها ومبادراتها وأنشطتها اهتمامات المواطنين وما يشغلهم دينا ودنيا.

ثالثا: الاستثمار في رأس المال البشري باعتباره الثروة الحقيقية لدار الإفتاء المصرية، وإيمانا بأن بناء الإنسان هو كلمة السر في نهضة المؤسسات والدول والشعوب.

رابعا: استثمار الفضاء الرقمي وتعزيز القدرات التقنية لدار الإفتاء المصرية وتسهيل وصول الخدمات الشرعية للعالم أجمع.

خامسا: الاستمرار في الحوكمة الإدارية وتطوير نظم العمل في دار الإفتاء.

سادسا: بناء الشراكات وعقد المزيد من مذكرات التفاهم والتعاون مع المؤسسات والجهات المحلية والعالمية ذات الرؤى والأهداف المشتركة.

سابعا: تعزيز دور دار الإفتاء التوعوي من خلال تنظيم الفاعليات وتقديم المبادرات والأنشطة ونشر الإصدارات المطبوعة والإلكترونية حتى تظل الدار شريكا فعالا في بناء الوعي وعمران الوطن وخدمة الإنسانية.

ثامنا: الاهتمام بالمفتيات بدار الإفتاء حتى يقمن بدورهن في الفتوى والتوعية والإرشاد.

تاسعا: الدعم الإفتائي للجاليات المسلمة حول العالم وترسيخ الدار كبيت خبرة لدور الإفتاء في العالم.

عاشرا: إطلاق مشروع الحفاظ على التراث الإفتائي، ومن ضمن ذلك: المخطوطات والتحف والصور النادرة، بالتعاون مع المتاحف والجامعات الوطنية.

وفي ختام الفيلم التسجيلي تمت الإشارة إلى أن هذه الندوة تأتي لتؤكد أن دار الإفتاء المصرية شريك فعال في قضايا الوطن عامة والرؤية الوطنية الشاملة التي تسعى لبناء الإنسان على كافة الأصعدة على وجه الخصوص؛ حيث تتوافق هذه الرؤية مع مقاصد الأديان ومبادئ الشريعة الإسلامية. وأن الدار تسعى من خلال هذه الندوة إلى تفعيل وتعزيز دور المؤسسات الدينية؛ وبخاصة دار الإفتاء المصرية؛ في دعم المبادرات الوطنية بشكل عام ومبادرة فخامة الرئيس للتنمية البشرية بشكل خاص، وإبراز دور ورسالة دار الإفتاء المصرية في توسيع مجال الفتوى وتحقيق شمولية الإسلام، ليشمل ذلك كل ما يتعلق بتنمية الإنسان في كافة أطواره وشتى مجالاته؛ حتى يكون ذلك الإنسان عنصرا فاعلا في.

مقالات مشابهة

  • «عمل غير شرعي ولا أخلاقي».. الإفتاء تحذر من الاستيلاء على سيارات ذوي الهمم
  • «الإفتاء» تحذر من التحايل للاستيلاء على السيارات المخصصة لذوي الهمم: خيانة أمانة
  • جريمة قانونية وأخلاقية.. «الإفتاء» تحذر من التحايل للاستيلاء على سيارات ذوي الهمم
  • جريمة قانونية وأخلاقية .. الإفتاء تحذر من التحايل للاستيلاء على سيارات ذوي الهمم
  • الحكومة تحاصر مافيا سيارات ذوي الهمم.. مهلة شهرين لتقنين الأوضاع وإحالة المخالفين للنيابة.. وخبراء: انفراجة قريبة لأزمة سيارات المعاقين
  • رابطة التجار تشيد بقرارات الحكومة لحوكمة منظومة استيراد سيارات ذوي الهمم
  • «الإفتاء» توضح حكم بيع جواب سيارات ذوي الإعاقة إلى الأشخاص الأصحاء
  • «الفتوى وبناء الإنسان».. فيلم تسجيلي يعكس الرؤية المشتركة لمؤسسات الدولة
  • أمين الفتوى بدار الإفتاء: قذف المحصنات جريمة نكراء