كاتب أميركي: لا تصدقوا تقريعها لنتنياهو فواشنطن تتفق معه إلى حد كبير
تاريخ النشر: 10th, October 2024 GMT
قال بيري بيكون جونيور، كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست، إن أجهزة الإعلام تصور سياسات إدارة الرئيس جو بايدن تجاه الشرق الأوسط على أنها حسنة النية، ولكنها غير فعالة.
وأشار إلى أن مساعدي الرئيس يقولون إن بايدن وفريقه يضغطون "بشدة" من أجل التوصل إلى حل ينهي العنف. ويُقال أيضا إن بايدن ينتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويوبخه عندما يتحدث الاثنان على انفراد، لكنه لا يستطيع إقناعه باستراتيجية تقلل من سقوط ضحايا فلسطينيين.
ومع أنه ربما تكون هناك بعض الحقيقة في ما يقال، وفق كاتب المقال الذي يضيف أن قناعته تزداد -بعد مرور عام على الصراع الذي تتسع رقعته إلى ما وراء قطاع غزة– بأن إدارة بايدن تتفق إلى حد كبير مع استراتيجية نتنياهو، رغم أنها تلمح أحيانا إلى خلاف ذلك. فسياسات نتنياهو، من نواحٍ عديدة، هي نفسها سياسات الولايات المتحدة، والاعتراف بذلك هو الخطوة الأولى -برأي بيكون جونيور- لتغييرها.
سياسات نتنياهو، هي من نواحٍ عديدة، نفسها سياسات الولايات المتحدة، والاعتراف بذلك هو الخطوة الأولى لتغييرها.
ووفق المقال، فإن أميركا ليست القوة المطلقة في العالم، ومن الصعب تصديق فكرة أنها لا تملك تأثيرا كبيرا على حليف مقرب تقدم له أسلحة بمليارات الدولارات.
ففي النهاية، غالبا ما تخضع الحكومات الأجنبية لإرادة الولايات المتحدة، كما يعتقد الكاتب الذي ضرب أمثلة على ذلك برضوخ المكسيك لمطالب إدارة بايدن لها بوقف تدفق المهاجرين عبر حدودها. كما جأر القادة الأوكرانيون أحيانا بالشكوى من كثرة الشروط المرتبطة بالمساعدات العسكرية الأميركية التي يحصلون عليها لقتال روسيا.
وتابع قائلا إن رد الولايات المتحدة غالبا ما يكون "عدوانيا جدا" عندما لا تحصل على ما تريد، وليس أدل على ذلك من مصادرتها، الشهر الماضي، طائرة كان يستخدمها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، الذي أغضب المسؤولين الأميركيين بعدم تخليه عن السلطة "رغم الأدلة الواضحة على خسارته في الانتخابات الأخيرة".
وعلى النقيض من ذلك -بحسب الكاتب- لم تتخذ الحكومة الأميركية سوى القليل من الإجراءات لكبح جماح إسرائيل، مثل ربط المساعدات العسكرية بتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وزعم بيكون أن بايدن وكبار مساعديه بذلوا جهدا عظيما لتجاهل أو التقليل من شأن التحركات الإسرائيلية التي انتقدتها بشدة جماعات حقوق الإنسان والدول الأخرى وحتى المسؤولين المهنيين داخل الحكومة الأميركية.
وتشمل تلك التحركات منع إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين، وقتلها إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتفجيرها أجهزة الاستدعاء الآلي التي يستخدمها حزب الله اللبناني.
وقال بيكون جونيور إنه لا يقترح أن تتوقف إسرائيل عن محاولة تدمير حماس وحزب الله لمجرد أن الولايات المتحدة طلبت منها ذلك. ولكن لو ضغطت عليها بقوة، لكان من الممكن، من وجهة نظر المقال، أن تُجبر إسرائيل على الحد من معاناة المدنيين الفلسطينيين الذين لم يكن لهم أي دور في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وقد شجّع الدعم الأميركي غير المشروط الإسرائيليين على اتخاذ إجراءات "عدوانية مفرطة".
وتساءل عن السبب الذي يمنع الولايات المتحدة من لجم إسرائيل فعليا، ويجيب هو نفسه بأنها لا تريد ذلك حقا. وأردف أن تعليقات بايدن العلنية وتصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية الآخرين تتفق بشكل عام مع وجهة نظر نتنياهو حول الشرق الأوسط. ويصور القادة في تل أبيب وواشنطن إسرئيل على أنها "دولة ديمقراطية حسنة الأخلاق محاطة بدول معادية لوجودها".
ونصح الكاتب بأن تعمل الولايات المتحدة على صياغة سياسة جديدة تجاه إسرائيل، وبدلا من إلقاء المحاضرات على نتنياهو أو بايدن حول عدد الأطفال الذين يموتون أو يتضورون جوعا، "علينا أن ندفعهما لإعادة النظر في الأفكار الجوهرية الكامنة وراء تحالفهما".
على إدارة بايدن ومنتقدي ما تقوم به إسرائيل التوقف عن التذمر من نتنياهو، "فهو ليس وحده المشكلة"
وشدد على ضرورة أن تكف الولايات المتحدة عن التدخل في حروب باردة (وساخنة) طويلة الأمد مع الصين أو إيران أو روسيا أو أي دولة أخرى، بل يجب أن تدين أفعالًا محددة، مثل غزو روسيا لأوكرانيا، وانتقاد الحلفاء، سواء بريطانيا أو إسرائيل، عندما يتصرفون بشكل غير عادل.
وأكد أن لا شيء مما يفعله قادة حماس أو حزب الله أو إيران يبرر سقوط أعداد كبيرة من القتلى المدنيين، وما كان ينبغي لبايدن ومساعديه أن يقولوا ما ظلوا يرددونه باستمرار العام الماضي من أن "حياة الإسرائيليين والفلسطينيين مهمة"، وليس القول إن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها".
وختم بيكون جونيور مقاله بلهجة غاضبة، قائلا إن على إدارة بايدن ومنتقدي ما تقوم به إسرائيل التوقف عن التذمر من نتنياهو، "فهو ليس وحده المشكلة"، وإن على الولايات المتحدة إما أن تقر باتفاقها مع استراتيجيته، أو أن تتخذ خطوات حقيقية لدفعه في اتجاه أقل تدميرا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات الولایات المتحدة إدارة بایدن
إقرأ أيضاً:
"شرط أميركي" يعيق التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان
تتواصل المفاوضات الهادفة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، بينما أكدت مصادر مطلعة لـ"سكاي نيوز عربية" أن بيروت مصممة على التطبيق الكامل للقرار 1701 مع وجود خلافات على بعض النقاط، أبرزها شرط أميركي مرتبط بخرق الاتفاق.
وأوضحت المصادر أن موقف لبنان هو "التطبيق الكامل للقرار 1701، والقبول بلجنة من المراقبين تضم أميركيين وفرنسيين لتطبيقه، لكن واشنطن اقترحت إشراك مراقبين من ألمانيا وبريطانيا، وهو ما يرفضه حزب الله".
كما يرفض لبنان أي وقف مؤقت لإطلاق النار، ويؤكد على ضرورة التوصل لوقف دائم للحرب.
ووافق لبنان على نشر 5 آلاف جندي إضافي في الجنوب، وتعزيز قوات اليونيفيل، بالتزامن مع عودة النازحين.
وكشفت المصادر أن الجانب الأميركي وضع شرطا يفيد أنه "في حال حصول أي خرق من قبل حزب الله، تقوم لجنة المراقبة بإبلاغ قوات اليونيفيل التي تبلغ بدورها الجيش اللبناني".
و"في حال لم يتخذ الجيش اللبناني إجراءات لمعالجة هذا الخرق، حينها يتدخل الجيش الإسرائيلي"، وهو شرط يرفضه لبنان حتى الآن.
وأبلغت السفيرة الأميركية في المسؤولين اللبنانين أن المبعوث الأميركي إلى لبنان آموس هوكستاين لن يزور لبنان قبل التأكد من إمكانية التوصل إلى اتفاق.
وفي وقت سابق من الخميس، قال وزير الطاقة الإسرائيلي عضو مجلس الوزراء المصغر (كابينت) إيلي كوهين، إن "إسرائيل أقرب من أي وقت مضى منذ بداية الحرب، إلى التوصل لاتفاق بشأن الأعمال القتالية مع حزب الله".
لكنه أضاف أن إسرائيل "لا بد أن تحتفظ بحرية تنفيذ العمليات داخل لبنان في حالة انتهاك أي اتفاق".