أكتوبر 10, 2024آخر تحديث: أكتوبر 10, 2024

المستقلة/- أكد الكرملين تقريرًا يفيد بأن دونالد ترامب أرسل اختبارات كوفيد-19 إلى فلاديمير بوتين، وأصر على أنها كانت جزءًا من تبادل دولي في بداية الوباء.

في كتابه “الحرب”، المقرر نشره يوم الثلاثاء، كتب الصحفي بوب وودوارد أن ترامب أرسل الاختبارات إلى بوتين للاستخدام الشخصي للرئيس الروسي على الرغم من النقص في الولايات المتحدة.

أكد الكرملين التقرير يوم الخميس، حيث قال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف للصحفيين: “كانت الاختبارات الأولى تعمل بشكل سيئ وفي البداية لم يكن هناك ما يكفي من المعدات … حاولت جميع البلدان بطريقة ما التبادل فيما بينها. أرسلنا إمدادات من أجهزة التنفس الصناعي إلى الولايات المتحدة، وأرسلوا هذه الاختبارات إلينا”.

وقال بيسكوف إن التبادل حدث “عندما بدأ الوباء”، مضيفًا أن الاختبارات “كانت في ذلك الوقت عناصر نادرة”.

وفقًا لوودوارد، المراسل الذي كشف فضيحة ووترجيت، أرسل ترامب مجموعة من الاختبارات المرغوبة إلى نظيره في موسكو عندما كان الوباء مستعرًا. وقبل بوتن الإمدادات وحث ترامب على عدم الإعلان عن التبادل، مشيرًا إلى أنه سيضر به سياسيًا.

وقال بوتين لترامب: “لا أريدك أن تخبر أحدًا لأن الناس سيغضبون منك، وليس مني”، وفقًا لوودوارد.

كما استشهد الصحفي، بمساعد ترامب الذي لم يذكر اسمه والذي صرح بأن الرئيس الأمريكي السابق وبوتين ربما تحدثا سبع مرات منذ عام 2021 – على الرغم من الجهود الأمريكية لمساعدة أوكرانيا على مقاومة الهجوم الروسي الشامل.

لكن المتحدث باسم الكرملين نفى ذلك، قائلاً: “أما بالنسبة للمكالمات، فهذا ليس صحيحًا، لم يحدث”.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

صراع الأقوياء.. "بوتين وترامب" إعجاب متبادل وحروب تنتظر الحسم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ينتظر العالم كله قدوم يوم ٢٠ يناير ٢٠٢٥ وكأنه ميلاد جديد له، إنه يوم التنصيب الرسمى لدونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، للمرة الثانية، الآمال والتوقعات متباينة حول قدرته على الوفاء بوعوده الانتخابية خاصة تلك المرتبطة بالسياسة الخارجية سواء فى الشرق الأوسط أو فى شرق أوروبا والحرب التى أنهكت العالم منذ سنوات وهى الحرب الروسية الأوكرانية التى بدت فى لحظة من اللحظات وكأنها حرب عالمية ثالثة.

لهذا السبب، تبدو عودة ترامب للبيت الأبيض مشحونة بالتوتر فى سياق العلاقات الدولية حيث يبرز التساؤل حول طبيعة العلاقة التى ستجمعه بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين، ومدى إمكانية استثمار هذه العلاقة فى وضع حد لصراع يتجاوز الحدود الأوكرانية ليصبح مواجهة شاملة بين روسيا والغرب.

خلال فترة ولاية ترامب الأولى بين ٢٠١٧ و٢٠٢١، كانت علاقته مع بوتين محط أنظار العالم، وذلك لكونها علاقة متأرجحة بين التقارب والشد والجذب. فبينما أظهرت مواقف وتصريحات ترامب مرارا إعجابا واضحا ببوتين، برزت ملفات شائكة أظهرت تعقيد العلاقة بينهما، ومنها ما أثير حول التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية عام ٢٠١٦، والذى اتهمت فيه أجهزة الاستخبارات الأمريكية موسكو بدعم ترامب عبر حملات تضليل وهجمات إلكترونية، وقد شكك ترامب فى نتائج التحقيقات حول التدخل الروسى المزعوم وقال خلال قمة هلسنكى عام ٢٠١٨ "لا أرى سببا يدعو روسيا للتدخل"، وهو تصريح أثار استياء واسع داخل الولايات المتحدة.

هذه الواقعة لم تكن الوحيدة التى ألقت بظلالها على علاقة ترامب ببوتين، فقد جاء قرار روسيا بضم شبه جزيرة القرم لأراضيها عام ٢٠١٤ كمصدر جديد للتوتر بين موسكو والغرب، ورغم أن إدارة ترامب دعمت العقوبات المفروضة على روسيا بسبب هذا القرار، إلا أن تصريحات ترامب نفسه كانت مثيرة للجدل فى بعض الأحيان، فقد أشار علنا إلى أن سكان القرم "يفضلون أن يكونوا جزءا من روسيا"، وهو ما فهم على أنه محاولة لتخفيف الضغوط الدولية على بوتين، خاصة أن ترامب أشار أيضا إلى رغبته فى إعادة روسيا إلى مجموعة السبع.

فى سياق آخر، انسحبت الولايات المتحدة خلال رئاسة ترامب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى (INF) عام ٢٠١٩، متهمة روسيا بانتهاك شروط الاتفاقية. هذه الخطوة أثارت قلقا عالميا، لكن اللافت هو أن موسكو أبقت قنوات الحوار مفتوحة، مؤكدة استعدادها للتفاوض على اتفاقيات جديدة، هذا التوازن بين التصعيد والتواصل كان سمة أساسية فى تفاعلات العلاقة بين ترامب وبوتين.

أما على الجانب الشخصي، فأبدى بوتين براجماتية ملحوظة فى تعامله مع ترامب، حيث وصفه فى تصريحات متعددة بالشخصية "الموهوبة والمثيرة للاهتمام"، مشيدًا بقدراته التفاوضية ومهاراته القيادية. فى المقابل، لم يتردد ترامب فى وصف بوتين بـ"القائد الرائع"، بل وأثنى على صراحته خلال اللقاءات الثنائية، كما حدث فى قمة هلسنكى عندما قال: "بوتين كان قويًا وصريحا فى نفيه التدخل فى الانتخابات."

ومع ذلك، فإن تصريحات الإعجاب المتبادل لم تحجب حقيقة التوترات التى رافقت العلاقة بين الرجلين. فقد وصفت العلاقة بأنها غير متكافئة أحيانا، خاصة أن مواقف ترامب غالبا ما أثارت الشكوك حول مدى استقلالية قراراته تجاه موسكو. بوتين من جانبه ظل حذرا فى تصريحاته، متجنبا الانحياز الواضح لصالح ترامب، خصوصا خلال الانتخابات الأمريكية عام ٢٠٢٠، حيث صرح بأن روسيا ستعمل مع أى رئيس يتم انتخابه، مع إشارته إلى تعقيد العلاقة مع الولايات المتحدة خلال رئاسة ترامب.

فى ضوء هذا التاريخ، تتزايد التساؤلات حول قدرة ترامب على تغيير قواعد اللعبة فى الصراع الروسى الأوكراني. فالحرب التى اندلعت فى فبراير ٢٠٢٢ تحولت إلى مواجهة متعددة الأبعاد بين روسيا والغرب، ما يجعل من الصعب تصور أن الحل سيكون حكرا على طرفين فقط. ومع ذلك، يمكن لترامب أن يستفيد من ديناميكية علاقته ببوتين إذا ما تم استغلالها بشكل استراتيجي، أما بوتين الذى يواجه عزلة متزايدة على الساحة الدولية، قد يرى فى عودة ترامب فرصة لإعادة فتح قنوات التواصل مع واشنطن، خاصة بعد تصعيد إدارة بايدن للعقوبات ودعمها العسكرى المكثف لأوكرانيا.

خلال حملة ترامب الانتخابية وبعد إعلان فوزه فى الانتخابات كان ترامب يؤكد باستمرار أنه قادر على إنهاء هذه الحرب، وأشار إلى أن ذلك يعد أولوية بالنسبة له وأن الحرب لم تكن لتندلع لو كان رئيسًا لأمريكا، وقد تعهد مجددا فى خطابه الأخير فى ولاية أريزونا بإنهاء الحرب التى وصفها بالعصيبة.

طرفا الصراع، روسيا وأوكرانيا، يبديان تجاوبا نحو ضرورة إنهاء الحرب، فقد أعرب "بوتين" عن استعداده للقاء، أو التحدث مع الرئيس الأمريكى المنتخب، وأكد أن بلاده تسعى جاهدة إلى إنهاء النزاع فى أوكرانيا، والرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، صرح أنه متأكد من أن الحرب مع روسيا ستنتهى "أسرع" أكثر مما كان متوقعا عندما يتولى الرئيس الأمريكى المنتخب مهام منصبه، لكن رغم هذا التجاوب يبقى انضمام أوكرانيا لحلف الناتو كعقبة رئيسية أمام إنهاء الحرب، روسيا متمسكة بمواقفها فى معارضة هذا الانضمام، والتنازلات التى عرضها زيلينسكى مقابل إنهاء الحرب والانضمام لحلف الناتو لن تجد أى ترحيب من موسكو.

التحديات أمام ترامب ليست قليلة، ولا تقتصر فقط على قدرته على التواصل مع طرفى الصراع، فهناك الضغوط الداخلية من المؤسسة السياسية الأمريكية التى تنظر إلى روسيا كخصم استراتيجي، وسيواجه ترامب أيضا صعوبة فى التعامل مع حلفاء الولايات المتحدة فى أوروبا الذين تبنوا موقفا صارما ضد روسيا. علاوة على ذلك، فإن طبيعة الحرب فى أوكرانيا، التى تتداخل فيها القضايا الإقليمية مع الطموحات الدولية، تجعل من الصعب على أى رئيس أمريكى فرض تسوية شاملة دون ضمان توافق أوسع بين الأطراف المعنية.

رغم هذه التعقيدات، لا يمكن استبعاد إمكانية تحقيق تقدم دبلوماسى فى ظل شخصية ترامب التى تتسم بالجرأة والرغبة فى عقد صفقات كبيرة، وإذا استطاع ترامب استغلال العلاقة الشخصية التى بناها مع بوتين خلال ولايته السابقة، قد يتمكن من إطلاق مبادرة جديدة لتخفيف حدة الصراع، خاصة إذا اقترنت هذه الجهود بتقديم ضمانات أمنية متبادلة لكل من روسيا وأوكرانيا، وهو ما أشارت إليه تكهنات حول نتائج زيارة أندرى يرماك كبير مستشارى الرئيس الأوكرانى مؤخرا إلى واشنطن لإجراء محادثات مع فريق ترامب، ومن بينها مقترح بأن تؤجل الولايات المتحدة انضمام أوكرانيا للناتو مقابل اتفاق سلام وضمانات أمنية.

وفى النهاية، يظل العالم بانتظار ما قد تحمله رئاسة ترامب الثانية من مفاجآت، فالعلاقة بينه وبين بوتين، كانت على مدى سنوات رمز للتقلبات فى السياسة الدولية، وقد تصبح مرة أخرى عنصرا حاسما فى تحديد مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية، بل وربما فى إعادة رسم ملامح النظام العالمى بأكمله.

 

 

مقالات مشابهة

  • بوتين في مواجهة اختبار جديد: عودة ترامب
  • شي يؤكد استعداده للحفاظ على اتصالات وثيقة مع بوتين لتعزيز العلاقات الثنائية
  • الصين تؤكد: شاركنا معظم بيانات كوفيد-19 مع الآخرين
  • وزير الصحة: تراجع التلقيح بعد كوفيد 19 أكد أسباب عودة "بوحمرون" ونصف الوفيات أطفال أقل من 12 سنة
  • الجامع الأزهر يواصل اختبارات المرحلة الرابعة لمركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم
  • صراع الأقوياء.. "بوتين وترامب" إعجاب متبادل وحروب تنتظر الحسم
  • معهد معاوني الأمن 2025.. شروط التقديم وأماكن الاختبارات للذكور والإناث
  • مدير الجامع الأزهر يتفقد فعاليات المرحلة الرابعة من اختبارات مركز إعداد وتطوير معلمي القرآن
  • المدارس الإبتدائية تطالب بتقسيم الطلاب على فترتين في الاختبارات لتخفيف الكثافة
  • انتظام أول أيام اختبارات منتصف العام بجامعة حلوان الأهلية