كيف يمكن لمحطات تعبئة زجاجات المياه أن تؤثر على صحة الأطفال؟
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توصّلت دراسة جديدة إلى أنّ زيادة إمكانيّة وصول الأطفال إلى المياه، يؤدي إلى زيادة الترطيب وانخفاض الوزن الزائد لديهم.
وشملت الدراسة، التي نُشرت الاثنين، في مجلة طب الأطفال، مشاركة أكثر من 1200 من الطلبة في 18 مدرسة بمنطقة خليج كاليفورنيا.
وقالت الدكتورة أنيشا باتيل، مؤلفة الدراسة الرئيسية وأستاذة طب الأطفال في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا: "أُجريت الدراسة داخل مدارس ابتدائية متنوعة عرقيًا، وذات دخل منخفض، حيث يتعرّض الطلبة فيها لخطر أكبر للإصابة بمشاكل صحيّة مزمنة، بما في ذلك زيادة الوزن والسمنة".
ومُنِح نصف المدارس موزِّعات مياه ومحطّات تعبئة لقناني المياه في المناطق المزدحمة، بينما لم يتم إجراء أي تغييرات في النصف الآخر من المدارس.
ولفتت باتيل إلى أنّ مجموعة الطلبة الذين تمتعوا بمستوى وصول أكبر إلى المياه تلقوا أيضًا أكوابًا أو قناني بالإضافة إلى دروس تعليميّة حول مدى أهمية شرب كمية كافية من المياه.
وأضافت: "تحدّثنا أيضًا عن أهمية مياه الصنبور لأسباب بيئيّة، فضلاً عن الفوائد المالية لشرب المياه بدلاً من المشروبات الأخرى الأكثر تكلفة".
وفي نهاية فترة الدراسة التي استمرت 15 شهرًا، تمتّعت المدارس في مجموعة التحكم بمستوى أكبر من الطلبة المصنفين ضمن فئة الوزن الزائد بـ7 مرّات مقارنةً بالمدارس التي تمكّنت من الوصول إلى مياه الشرب.
من جهته، قال الدكتور آشر روزنجر، الأستاذ المساعد في الصحة السلوكية الحيوية، ومدير مختبر المياه والصحة والتغذية في جامعة ولاية بنسلفانيا، والذي لم يشارك في الدراسة: "أقول للناس دائمًا، اشربوا المياه أولاً، لأن ذلك سيقلّل من عطش الشخص واحتماليّة شربه المشروبات السكريّة. وأظهرت إحدى أبحاثي أنّ الأطفال الذين لا يشربون المياه في يومٍ معين يستهلكون ضعف عدد السعرات الحرارية من المشروبات السكريّة مقارنة بالأطفال الذين يشربون المياه".
ولكن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الترطيب مهمًا، وقالت باتيل إنّها تأمل أن تبحث الدراسات المستقبليّة في الفوائد الصحية الأخرى التي يمكن أن يوفرها المزيد من الوصول إلى المياه.
كيفيّة زيادة استهلاك طفلك للمياهمع اقتراب العام الدراسي الجديد، يجب أن تكون قناني المياه القابلة لإعادة الاستخدام من بين العناصر المهمة على قائمة مشتريات العودة إلى المدرسة، وفقًا لما ذكرته باتيل.
وأضافت: "من المهم التّأكد من أنّ الأطفال يتمكّنون من الوصول إلى قناني الشرب حتّى يتمكّنوا من شرب المياه طوال اليوم. وإذا لم يكن لديهم طريقة فعليّة لشرب المياه، فبإمكانهم أخذ بضع رشفات كل مرة".
وفي حال لم يكن طعم المياه مغريًا بالنسبة لهم، فيمكن دائمًا إيجاد طرق لإضفاء نكهة عليه باستخدام الفواكه أو الأعشاب، وفقًا لباتيل.
لكن في الوقت الذي تحاول فيه العائلات تشجيع أطفالها على شرب كمية كافية من المياه، من المهم أن تجعل المدارس، والمجتمعات، والهيئات الإدارية ذلك أيضًا أولوية، وفقا لما قاله روزنجر.
وقال: "علينا أن نعطي الأولوية للوصول إلى مياه نظيفة وآمنة، لا سيما لفئات السكان ذات الدخل المحدود، والمهمشة في الولايات المتحدة".
وتابع: "أظهرت أبحاثي أنّ العديد من الفئات المهمشة في الولايات المتحدة لا تثق في مياه الصنبور لأسباب تاريخيّة تتعلق بانتهاك جودة المياه، ويختارون نتيجةً لذلك المشروبات المحلاة، أو المياه المعبأة في زجاجات باهظة الثمن".
وأضاف أنّ التأكد من حصول الجميع على المياه النظيفة المجانيّة أو على الأقل بأسعار معقولة أمر بالغ الأهمية للصحة والرفاهية".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: صحة الأطفال
إقرأ أيضاً:
صفعة قائد تمارة تفجر جدلاً حول الشواهد الطبية.. محامون : تؤثر على ميزان العدالة
زنقة 20 | الرباط
فجرت قضية حصول قائد بتمارة الذي ظهر في فيديو وهو يتعرض لصفع من قبل سيدة ، على شهادة عجز طبية أمدها 30 يوما جدلا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي، وحتى في صفوف الأطر الصحية و القضائية.
و في أول جلسة لمحاكمة المتهمين بتعنيف قائد الملحقة الإدارية السابعة بتمارة، تم الكشف عن أن القائد تقدم بنسخة طبية أمدها 30 يوما، وهي المدة التي اعتبرها كثيرون لا توازي حجم الأذى الذي تعرض له رجل السلطة.
المحامية سعاد المولوع قالت أنه “في القضايا الجنحية والجنائية على قضاة الحكم ان يكلفوا أنفسهم عناء قراءة مضمون الشواهد الطبية ومقارنة الاصابات المضمنة بها مع ما صرح به الضحية بداية وليس الاكتفاء بقراءة مدة العجز المبين بالأرقام فقط”.
و أضافت المحامية المولوع أنه “اذا كان هناك تناقض بين نوع الاصابات المضمنة بها و تصريحات الضحية وجب ردها على اعتبار أن لا حجة مع تناقض، او على الاقل الأمر بإجراء خبرة”.
من جهتها اعتبرت المحامية سهام الگمراوي، أن الشواهد الطبية تؤثر على ميزان العدالة ، وكتبت في منشور لها تقول : “بحكم عملي ، أعاين يوميا كيف أصبحت الشواهد الطبية عنصرا حاسما في تكييف المتابعات الجنحية ، بل أحيانا وسيلة لتوجيه مسار القضايا وفق مصلحة أحد الأطراف”.
و ذكرت أنه “من المألوف أن يدلي الطرف المدني بشهادة طبية تفوق مدة العجز الكلي المؤقت فيها 21 يومًا ، حتى لو كان الضرر طفيفا ، بل وقد يعود المصاب إلى عمله في اليوم نفسه بينما تحتفظ المحكمة أمامها بوثيقة رسمية تؤكد أنه في حالة عجز طويل الأمد”.
المفارقة بحسب المحامية الكمراوي، أن هذه الشواهد غالبا ما تستند إلى الأضرار المادية اللاحقة بالضحية كالجروح والكدمات ، دون اعتبار الضرر المعنوي كتبرير لهذا الامتداد غير المنطقي للمدة الممنوحة.
وشددت على أن العدالة ” تقتضي الموازنة بين حماية الضحايا وضمان حقوق المتهمين ، لكن هذه المعادلة تصبح مختلة حين تُمنح الشواهد الطبية بسهولة ودون تدقيق ، فتتحول من وسيلة إثبات إلى أداة تحكم في مصير النزاعات ، مما يستدعي وقفة حقيقية لإصلاح هذا الخلل في ظل غياب آليات مراقبة صارمة في إعداد الشواهد الطبية ، وغياب المحاسبة على إصدارها بعشوائية . والله يهدي للي رجع الشواهد الطبية أداة للإسترزاق أو الانتقام على حسب ظلم إنسان بريء فغياب تام للضمير المهني والأخلاقي”.
الاستاذ الجامعي و مقدم بودكاست عمر الشرقاوي ، قال أن ” الشواهد الطبية التي تفرق يسارا ويمينا دون ضوابط أصبحت تتطلب الكثير من الصرامة القضائية”.
و تسائل الشرقاوي في منشور له على فايسبوك : “كيف لصفعة ستعاقب بالقانون الجنائي أن تتحول إلى مايشبه جناية لأن صاحبها حصل على مدة عجز 30 يوما.”، مؤكدا أنه ” لا يمكن أن يتحول تطبيق القانون إلى محاولة للانتقام والحقيقة أنه اذا ثبت أن الشهادة الطبية تجاوزت عجز 30 يوما فينبغي للنيابة العامة أن تفتح تحقيقا موازيا أو يقوم القضاء بخبرة مضادة فيما يخص تلاؤم الشهادة مع حجم الضرر”.