دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- توصّلت دراسة جديدة إلى أنّ زيادة إمكانيّة وصول الأطفال إلى المياه، يؤدي إلى زيادة الترطيب وانخفاض الوزن الزائد لديهم.

وشملت الدراسة، التي نُشرت الاثنين، في مجلة طب الأطفال، مشاركة أكثر من 1200 من الطلبة في 18 مدرسة بمنطقة خليج كاليفورنيا.

وقالت الدكتورة أنيشا باتيل، مؤلفة الدراسة الرئيسية وأستاذة طب الأطفال في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا: "أُجريت الدراسة داخل مدارس ابتدائية متنوعة عرقيًا، وذات دخل منخفض، حيث يتعرّض الطلبة فيها لخطر أكبر للإصابة بمشاكل صحيّة مزمنة، بما في ذلك زيادة الوزن والسمنة".

ومُنِح نصف المدارس موزِّعات مياه ومحطّات تعبئة لقناني المياه في المناطق المزدحمة، بينما لم يتم إجراء أي تغييرات في النصف الآخر من المدارس.

ولفتت باتيل إلى أنّ مجموعة الطلبة الذين تمتعوا بمستوى وصول أكبر إلى المياه تلقوا أيضًا أكوابًا أو قناني بالإضافة إلى دروس تعليميّة حول مدى أهمية شرب كمية كافية من المياه.

وأضافت: "تحدّثنا أيضًا عن أهمية مياه الصنبور لأسباب بيئيّة، فضلاً عن الفوائد المالية لشرب المياه بدلاً من المشروبات الأخرى الأكثر تكلفة".

وفي نهاية فترة الدراسة التي استمرت 15 شهرًا، تمتّعت المدارس في مجموعة التحكم بمستوى أكبر من الطلبة المصنفين ضمن فئة الوزن الزائد بـ7 مرّات مقارنةً بالمدارس التي تمكّنت من الوصول إلى مياه الشرب.

من جهته، قال الدكتور آشر روزنجر، الأستاذ المساعد في الصحة السلوكية الحيوية، ومدير مختبر المياه والصحة والتغذية في جامعة ولاية بنسلفانيا، والذي لم يشارك في الدراسة: "أقول للناس دائمًا، اشربوا المياه أولاً، لأن ذلك سيقلّل من عطش الشخص واحتماليّة شربه المشروبات السكريّة. وأظهرت إحدى أبحاثي أنّ الأطفال الذين لا يشربون المياه في يومٍ معين يستهلكون ضعف عدد السعرات الحرارية من المشروبات السكريّة مقارنة بالأطفال الذين يشربون المياه".

ولكن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الترطيب مهمًا، وقالت باتيل إنّها تأمل أن تبحث الدراسات المستقبليّة في الفوائد الصحية الأخرى التي يمكن أن يوفرها المزيد من الوصول إلى المياه.

كيفيّة زيادة استهلاك طفلك للمياه

مع اقتراب العام الدراسي الجديد، يجب أن تكون قناني المياه القابلة لإعادة الاستخدام من بين العناصر المهمة على قائمة مشتريات العودة إلى المدرسة، وفقًا لما ذكرته باتيل.

وأضافت: "من المهم التّأكد من أنّ الأطفال يتمكّنون من الوصول إلى قناني الشرب حتّى يتمكّنوا من شرب المياه طوال اليوم. وإذا لم يكن لديهم طريقة فعليّة لشرب المياه، فبإمكانهم أخذ بضع رشفات كل مرة".

وفي حال لم يكن طعم المياه مغريًا بالنسبة لهم، فيمكن دائمًا إيجاد طرق لإضفاء نكهة عليه باستخدام الفواكه أو الأعشاب، وفقًا لباتيل.

لكن في الوقت الذي تحاول فيه العائلات تشجيع أطفالها على شرب كمية كافية من المياه، من المهم أن تجعل المدارس، والمجتمعات، والهيئات الإدارية ذلك أيضًا أولوية، وفقا لما قاله روزنجر.

وقال: "علينا أن نعطي الأولوية للوصول إلى مياه نظيفة وآمنة، لا سيما لفئات السكان ذات الدخل المحدود، والمهمشة في الولايات المتحدة".

وتابع: "أظهرت أبحاثي أنّ العديد من الفئات المهمشة في الولايات المتحدة لا تثق في مياه الصنبور لأسباب تاريخيّة تتعلق بانتهاك جودة المياه، ويختارون نتيجةً لذلك المشروبات المحلاة، أو المياه المعبأة في زجاجات باهظة الثمن".

وأضاف أنّ التأكد من حصول الجميع على المياه النظيفة المجانيّة أو على الأقل بأسعار معقولة أمر بالغ الأهمية للصحة والرفاهية".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: صحة الأطفال

إقرأ أيضاً:

هل تؤثر الصدمات المبكرة على الصحة النفسية للأطفال؟.. دراسة تكشف التفاصيل

أوضحت نتائج دراسة أجراها باحثو مستشفى بوسطن للأطفال أن الأحداث المجهدة التي مر بها الأطفال في سن 1-2 و2-3 سنوات كانت مرتبطة بظهور أعراض داخلية لدى الفتيات مثل القلق والاكتئاب وفي المقابل، لم يظهر الأطفال الذكور في هذه المرحلة العمرية أعراضا داخلية ملحوظة، ما يشير إلى أن الجنس قد يؤثر في كيفية استجابة الأطفال للأحداث المجهدة في سن مبكرة.

واستخدم فريق البحث تصميما طوليا (نوع من الدراسات البحثية التي تتابع المجموعة نفسها من الأشخاص أو الموضوعات على مدار فترة زمنية طويلة) لتحليل تأثير هذه العوامل على الأعراض النفسية لدى الأطفال.

وشملت الدراسة 456 من الآباء والأمهات الذين أكملوا استبيانات في فترات عمرية مختلفة للأطفال، بدءا من مرحلة الرضاعة وصولا إلى سن السابعة. وتم جمع البيانات حول الأحداث المجهدة التي مر بها الأطفال والصدمات التي تعرضوا لها، وكذلك مستوى مرونة الأسرة في مواجهة الضغوطات.

كما وجد الباحثون أن الأحداث المجهدة في سن 3 سنوات كانت مرتبطة بشكل كبير بزيادة الأعراض النفسية الخارجية، مثل العدوان وفرط النشاط. وفي سن الخامسة، لوحظ أن الأحداث المجهدة في مراحل سابقة من العمر كانت مرتبطة بشكل أكبر بظهور الأعراض النفسية الداخلية والخارجية لدى الأطفال، مع وجود تأثيرات تراكمية حساسة.

وأظهرت النتائج أن التعرض للصدمات الشخصية كان مرتبطا بزيادة الأعراض الداخلية، بينما ارتبطت التجارب المجهدة - سواء كانت شخصية أو غير شخصية - بزيادة الأعراض الخارجية، مثل السلوك العدواني والاندفاع.

ووجد الباحثون أن مستويات مرونة الأسرة تلعب دورا مهما في تقليل الأعراض النفسية. فالأطفال الذين نشأوا في بيئات أسرية تتمتع بمرونة أكبر، مثل القدرة على مواجهة التحديات والشعور بالالتزام الأسري، كانوا أقل عرضة للإصابة بالأعراض النفسية الداخلية والخارجية. وبالإضافة إلى ذلك، أظهر الباحثون أن شعور الطفل بالسيطرة في سن السابعة كان عاملا مهما في تقليل خطر ظهور الأعراض النفسية الخارجية.

وتعد هذه النتائج خطوة مهمة نحو فهم كيفية تأثير الأحداث المجهدة والصدمات على صحة الأطفال النفسية، ويمكن أن تسهم بشكل كبير في تطوير استراتيجيات علاجية وتدخلات وقائية تساعد على تخفيف تأثيرات هذه الأحداث السلبية على الأطفال في مراحلها المبكرة.

مقالات مشابهة

  • ما هي المشروبات التي تساعد في تخفيف آلام الدورة الشهرية؟
  • خليل الحية: نبحث في كافة الأبواب والطرق التي يمكن من خلالها وقف العدوان
  • أطفال غزة: «معاناة لا يمكن تصورها» وسط القصف والحصار
  • كيف يمكن إبعاد الأطفال عن أضرار التواصل الاجتماعي؟
  • هل تؤثر الصدمات المبكرة على الصحة النفسية للأطفال؟.. دراسة تكشف التفاصيل
  • طلبة جامعة ابن طفيل يخوضون إضرابا عن الدراسة بسبب مشاكل السكن الجامعي وتردي الخدمات
  • شركة مياه الإسكندرية تشن حملة لإزالة التعديات على شبكات المياه في أبو قير
  • كيف تؤثر الحرب وعنف الاحتلال على الصحة النفسية لأطفال القدس؟
  • إجبار اللاجئين في ألمانيا على العمل.. ما العوامل التي تؤثر في تنفيذ القانون؟
  • بعد تعطيل الدراسة|مراجعة سلامة مدارس الإسكندرية وسحب تجمعات المياه منها